تابع
الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل ما قالت أمريكا أنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر)، وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن]، وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن... قائمة طويلة عريضة.
دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة إن كنتم تفهمون. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكة يمانية؟ أين هي الحكمة ؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن تهمة أن فيه إرهابيين.
ولنرى مصداق ذلك ماثلاً أمام أعيننا، [حزب الله] في لبنان أليس الآن يعيش في سلام؟، [حزب الله] في لبنان هل التزم الصمت والسكوت؟. أم أنه مجاميع من المؤمنين تشبعوا بروح القرآن الكريم التي كلها عمل وجهاد، كلها وحدة، كلها أخوة، كلها إنفاق، كلها بذل؟. هاهم الآن ـ على الرغم من أن إسرائيل وأمريكا يعلمان أنهم هم الإرهاب بعينه وفق مفاهيم أمريكا وإسرائيل ـ هاهم الآن يعيشون في سلام. والإسرائيليون والأمريكيون هاهم يضربون الفلسطينيين ويضربون أينما شاءوا، هاهم يذلون زعماء تلك الملايين، زعماء يمتلكون مئات الآلاف من الجيوش المسلحة بأحدث الأسلحة، وذلك الحزب يعيش رافعاً رأسه، مجاميع من المؤمنين تعيش رافعة رأسها، تتحدث بكل ما تريد ضد إسرائيل، تمتلك قناة فضائية تسخرها كلها ضد إسرائيل حتى فواصلها ضد إسرائيل، وهاهي إسرائيل لا تجرؤ أن تضربهم بطلقة واحدة، أليس هذا هو السلام؟.
هاهي إيران ـ وأمريكا وإسرائيل تعلمان أن إيران هي الإرهاب بكله، هي الإرهاب بعينه على حد تعريفهم للإرهاب ـ وأنها ليست فقط دولة إرهابية بل تصدر الإرهاب كما يقولون ـ هاهي دولة عندما وُوجهت بتهديد أمريكي تجريبي ـ لأن الأمريكيين قد عرفوا الإيرانيين وعرفوا الثورة الإسلامية وعرفوا قادتها، لكن هذا الرئيس الأمريكي جاء ليعمل تهديداً تجريبياً لينظر ماذا ستكون ردة الفعل ـ والإيرانيين يفهمون كيف يقابلون الأحداث وكيف تكون ردود الفعل الصحيح، خرجوا بزعيمهم وقائدهم وكل مسئوليهم والشعب كله خرج في مسيرات صاخبة تتحدى أمريكا. ما الذي حصل بعد ذلك؟. هل تحركت أمريكا أو كررت شيئاً من عباراتها الجارحة لمشاعر الإيرانيين؟. أم أن الرئيس الأمريكي نفسه وُوجه بكلام قاس من أعضاء [الكونغرس] الأمريكي نفسه فقالوا لـه :إنك تثير الآخرين ضد مصالح أمريكا. ألم يتحقق بتلك المواقف العملية السلام للإيرانيين.
من الذي يعيش الآن يتلقى الضربات الموجعة من إسرائيل هل هم حزب الله أم الشعب الفلسطيني؟. لأن الشعب الفلسطيني كانوا كمثلنا يتوافد اليهود بأعداد كبيرة من كل بلد إلى فلسطين ولا يهتمون بذلك ولا يتدبرون عواقب ذلك. كانوا كمثلنا وما أكثر من يرى هذه الرؤية ولا يأخذ الدروس من الأحداث التي قد وقعت. كان الفلسطيني يبيع منزله من اليهود بمبالغ كبيرة ويراه مكسباً، كما يبيع الناس هنا في بلدنا الكتب من تراثنا، يبيعون كتباً من تلك الكتب الزيدية المخطوطات القديمة يبيعها بمبلغ كبير من الدولارات. أليس الناس هنا مستعدون أن يبيعوا منازلهم بمبالغ كبيرة؟. لا نتدبر العواقب، الفلسطينيون كانوا يبيعون منازلهم ويبيعون أراضيهم. كان اليهود يتوافدون إلى بلدهم ولا يحسبون لذلك حساباً كما يتوافد الأمريكيون الآن إلى اليمن ولا نحسب لذلك حسابه ولا نفكر في عاقبته، الحال واحدة. فما الذي حصل؟. تحول اليهود إلى عصابات وضربوا الفلسطينيين.
تعدد الطوائف يخدمها أيضاً! هم صنعوا طوائف إسلامية خلال المائة السنة الماضية، والمأتي السنة الماضية، صنعوا طوائف جديدة كالوهابية، والبهائية، والقاديانية، صنعوا هذه الطوائف، طوائف إسلامية.
نحن نقول عندما قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) : ((ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أن من خرج عن دائرة القرآن، والعترة، لا بد أن يضل، وإن ظن أنه من أكثر الناس عبقرية، وإن وسم نفسه بأي لقب يكون، لا بد أن يضل.
أنا أنصح أي شخص عنده ميول لأصول الفقه، وأشياء من هذه، أن يهاجر ويترك المراكز تقوم على اتجاه واحد، أصلح له، وأصلح للناس. أليس هذا أفضل؟ لا يجوز له أن يبقي مركز معين محل اختلاف، وقلق، أي مركز كان، أنا لا أعرِّفه، لا أقول هذا المركز يحصل فيه من هذا، لكن أعرف مناطق حصل فيها من هذا القبيل.
قاتل محمد بن عبد الله النفس الزكية, يوجد خبر بأن عليه ثلث عذاب أهل النار لنفس السبب ولنفس الإعتبار, هو قتل نفس محرمة, لكن قتل نفس محرمة ولاعتبارات أخرى اعتبرت هذه الجريمة كبيرة جداً جداً لدرجة أنه أصبح مرتكبها مستحقاً بأن يعذب كثلث عذاب أهل النار هو لوحده؛ لأنه قتله وهو شخص عظيم, في مرحلة خطيرة, في منعطف تاريخي كانت الأمة في أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشخص يصحح, عندما انتهت الدولة الأموية بالإمكان أن تستأنف الأمة حياة أخرى جديدة على يد هذا الشخص ومن سيخلفه من أئمة أهل البيت لكن قتل فتمكنت دولة بني العباس فأصبحت كدولة بني أمية بل أسوأ منها في أشياء كثيرة.
فأن نصل إلى هذه الدرجة أحياناً تحصل أحداث في أي بلد إسلامي نحن قد نجمع بين حالتين: أرتاح لأنه ضرب هؤلاء؛ هم أعداء, حقيقة هم أعداء, وهم عملاء وهم من يشوهون صورة الإسلام لكن المسألة من حيث المبدأ خطيرة على الجميع, أليست خطيرة على الجميع؟ عندما اتجهت أمريكا تحت عنوان: متجهة لضرب طالبان, ألم يخش الناس على إيران, وخشيوا على حزب الله؟ صحيح؟ لأن هذا العنوان المفتوح عنوان مفتوح يبيح لأمريكا تعمل ما تريد بشرعية دولية وبمعونة دولية عالمية بحيث إذا أطلقوا صاروخاً يسجل على كل دول العالم, ما تخسر أمريكا, ما يلحقها إلا مثل ما يلحق غارم, كما تقول القبيلة: ريالهم واحد, ما يلحقها إلا مثلما يلحق غيرها من التكلفة!.
أيها الإخوة الأعزاء هذا ما نريد أن نفهمه: أنه يجب على هؤلاء الذين يحكمون هذه الأمة اليوم وقبل أن يغادروا قصورهم, أو قبل أن يغادروا هذه الحياة, يجب عليهم أن يثقفوا الأمة بثقافة (( حديث الولاية))، بثقافة ((القرآن الكريم)) في موضوع أمر ولاية الأمة.
ونحن الشيعة، ما تزال ثقافتنا في هذا الموضوع قائمة من (( يوم الغدير )) على هذا النحو وإلى اليوم؛ ولذا فمن المتوقع أن يكون الشيعة وحدهم هم أكثر الناس وعياً, خاصة من يفهمون جيداً ماذا يعني: (( علي ))، ماذا يعني: (( حديث الولاية ))، ماذا يعني: التشيع، ماذا يعني: الدين، ماذا تعني: مسئولية ومهام هذا الدين بالنسبة لهذه الأمة، فإنهم هم من يحتمل أن يكونوا من يَقِفون في وجه [أمريكا وإسرائيل]، في وجه اليهود الذين يريدون أن يفرضوا علينا ولاية أمرهم، أما الآخرون فسيضلون هكذا يراقبوننا نحن!.
لكن الإمام عليا (عليه السلام) كان يقول: (( قاتلكم الله يا أهل العراق لقد ملأتم صدري قيحاً)) وكان يوبخهم ((يا أشباه الرجال ولا رجال)) يوبخهم لا يخرجون ولا يتحركون ، إلا بعد الخطب البليغة والكلمات الجزلة، والكلمات المعاتبة، والكلمات الموبخة، والكلمات المتوعدة بسخط الله، والمتوعدة بسوء العاقبة في الدنيا حتى يخرجوا، فإذا ما خرجوا خرجوا متثاقلين؛ لأنهم كانوا يأمنون جانبه.
هل هذا هو السلوك الصحيح لأمة يقودها مثل علي (عليه السلام)؟ ثم إذا ما قادها مثل الحجاج ومثل يزيد ومثل صدام تنقاد ويكفيها نصف كلمة!. ما هذا إلا ضعف الإيمان ، ضعف الوعي ، عدم البصيرة.
لنعرف من خلال هذا كيف يمكن أن يكون الأثر السيئ للأخطاء الثقافية، وقد تضرب أمة بأكملها وتجعلها تحت الأقدام وهي أمة كان يراد لها أن تكون فوق هامات العالم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية110) لكن هذا الشيء الذي يؤسف الإنسان فعلاً يؤسف الإنسان فعلاً. نحن ضربنا على أيدي من حملوا اسم علم، ضربنا نحن على أيدي المعتزلة والأشعرية وأضرابهم، والمعتزلة هم من كانوا يرون أنفسهم علماء أجلاء إلى درجة أنهم ـ كما يحكي الشرفي في شرح الأساس ـ أنهم كان البعض منهم يسخرون بأئمة أهل البيت فينظرون نظرة بأنهم بسطاء وتفكيرهم بسيط ومتخلفين ثقافياً، يرون أنفسهم هناك مثقفين ثقافة رفيعة .. هذه آثار ثقافتهم، آثار ثقافتهم المغلوطة.. المعتزلة، الأشعرية، العقائد الباطلة من هنا وهناك، وعندما ساد الناس أيضاً حكام جاهلون، همه أن يبحث عن العالم الذي يدجِّن المجتمع له دينياً، فيتوارث خليفة بعد خليفة، وملك بعد ملك، ورئيس بعد رئيس، على أكتاف هذه الأمة وهي تعيش في ضلام الجهل والتخلف.
فبهذا الأسلوب القرآن كشف أن الأسلوب الذي يستخدمه الفلاسفة أسلوب ناقص، أسلوب قاصر. تجد نفس الشيء مشى أسلوب الفلاسفة إلى المتكلمين من الأشاعرة، والمعتزلة، مشى نفس الأسلوب حقهم: الحوار العقلي، الجدل العقلي، الأدلة العقلية، مناظرات عقلية، يعني: كل واحد من رأسه إلى رأس الثاني هكذا, ما يلحظوا الأشياء الأخرى.
نفس الشيء فشلوا، بل ضاعوا هم المعتزلة انقرضوا هم, والأشاعرة أولئك الذين كانوا أشاعرة بشكل متكلمين طغى عليهم التيار الآخر، تيار المحدثين الحنابلة طغوا عليهم، وإذا المتكلمين سواء كانوا أشاعرة، أو كانوا معتزلة من المسلمين ذابوا هم! هل استطاعوا أن يدخلوا أحداً إلى الإسلام؟ لا، بل حنبوا هم، طلع إشكاليات لديهم، غرقوا هم فيها مع بعضهم بعض، وتفرقوا هم، واختلافات، وطلع شبه على حسب طرحهم هم، وتقديمهم للدين، ورؤاهم في موضوع الدين، طلع شبه كثيرة عليهم من الملحدين، والزنادقة، وإذا به بدل ما هو يريد أن يدخل ناس بطريقة عقلية، ناس ربما ما هم مؤمنين بالله، وأنه لازم يخاطبهم خطاب ما يكن له علاقة بالمنهجية هذه القرآنية! فحنبوا هم قبل يدخلوا أحداً في لإسلام، وإشكالات، بقيت إشكالاتهم في بطون الكتب وقد انقرضوا.
ولم يحفظ للمعتزلة بقية من تراثهم إلا الزيدية، الزيدية عندما كان يوجد إتفاق معهم هكذا، أو مثل ما تقل ارتياح لجانبهم؛ لأنهم يتحدثون عن جانب العدل والتوحيد، طغى أسلوبهم علينا، ضيعونا نحن، طغى أسلوبهم علينا وإذا بنا ضعنا.
[1] - من ملزمة " لتحذن حذو بني إسرائيل" صـ 18 - 19.
وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
[2] - من ملزمة " الإرهاب والسلام" صـ 28 - 29.
وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.
[3] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع) صـ 15 - 16.
وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
[4] - من ملزمة " الاسلام وثقافة الاتباع" صـ 60.
وهي في نفس الملزمة صـ 20 من الإصدار القديم.
[5] - من ملزمة " الموالاة والمعاداة" صـ 4.
وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
[6] - من ملزمة " الموالاة والمعاداة" صـ 9.
وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
[7] - من ملزمة " حديث الولاية" صـ 12 - 13.
وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
[8] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (1)" صـ 18.
وهي في نفس الملزمة صـ 6 من الإصدار القديم.
[9] - من ملزمة " معرفة الله – نعم الله" الدرس (2) صـ 33.
وهي في نفس الملزمة صـ 15 من الإصدار القديم.
[10] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (4) صـ 2 - 3.
وهي في نفس الملزمة صـ 2 - 3 من الإصدار القديم.
الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل ما قالت أمريكا أنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر)، وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن]، وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن... قائمة طويلة عريضة.
دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة إن كنتم تفهمون. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكة يمانية؟ أين هي الحكمة ؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن تهمة أن فيه إرهابيين.
- [حزب الله] في لبنان أليس الآن يعيش في سلام؟ على الرغم من أن إسرائيل وأمريكا يعلمان أنهم هم الإرهاب بعينه وفق مفاهيم أمريكا وإسرائيل ([2]).
ولنرى مصداق ذلك ماثلاً أمام أعيننا، [حزب الله] في لبنان أليس الآن يعيش في سلام؟، [حزب الله] في لبنان هل التزم الصمت والسكوت؟. أم أنه مجاميع من المؤمنين تشبعوا بروح القرآن الكريم التي كلها عمل وجهاد، كلها وحدة، كلها أخوة، كلها إنفاق، كلها بذل؟. هاهم الآن ـ على الرغم من أن إسرائيل وأمريكا يعلمان أنهم هم الإرهاب بعينه وفق مفاهيم أمريكا وإسرائيل ـ هاهم الآن يعيشون في سلام. والإسرائيليون والأمريكيون هاهم يضربون الفلسطينيين ويضربون أينما شاءوا، هاهم يذلون زعماء تلك الملايين، زعماء يمتلكون مئات الآلاف من الجيوش المسلحة بأحدث الأسلحة، وذلك الحزب يعيش رافعاً رأسه، مجاميع من المؤمنين تعيش رافعة رأسها، تتحدث بكل ما تريد ضد إسرائيل، تمتلك قناة فضائية تسخرها كلها ضد إسرائيل حتى فواصلها ضد إسرائيل، وهاهي إسرائيل لا تجرؤ أن تضربهم بطلقة واحدة، أليس هذا هو السلام؟.
هاهي إيران ـ وأمريكا وإسرائيل تعلمان أن إيران هي الإرهاب بكله، هي الإرهاب بعينه على حد تعريفهم للإرهاب ـ وأنها ليست فقط دولة إرهابية بل تصدر الإرهاب كما يقولون ـ هاهي دولة عندما وُوجهت بتهديد أمريكي تجريبي ـ لأن الأمريكيين قد عرفوا الإيرانيين وعرفوا الثورة الإسلامية وعرفوا قادتها، لكن هذا الرئيس الأمريكي جاء ليعمل تهديداً تجريبياً لينظر ماذا ستكون ردة الفعل ـ والإيرانيين يفهمون كيف يقابلون الأحداث وكيف تكون ردود الفعل الصحيح، خرجوا بزعيمهم وقائدهم وكل مسئوليهم والشعب كله خرج في مسيرات صاخبة تتحدى أمريكا. ما الذي حصل بعد ذلك؟. هل تحركت أمريكا أو كررت شيئاً من عباراتها الجارحة لمشاعر الإيرانيين؟. أم أن الرئيس الأمريكي نفسه وُوجه بكلام قاس من أعضاء [الكونغرس] الأمريكي نفسه فقالوا لـه :إنك تثير الآخرين ضد مصالح أمريكا. ألم يتحقق بتلك المواقف العملية السلام للإيرانيين.
من الذي يعيش الآن يتلقى الضربات الموجعة من إسرائيل هل هم حزب الله أم الشعب الفلسطيني؟. لأن الشعب الفلسطيني كانوا كمثلنا يتوافد اليهود بأعداد كبيرة من كل بلد إلى فلسطين ولا يهتمون بذلك ولا يتدبرون عواقب ذلك. كانوا كمثلنا وما أكثر من يرى هذه الرؤية ولا يأخذ الدروس من الأحداث التي قد وقعت. كان الفلسطيني يبيع منزله من اليهود بمبالغ كبيرة ويراه مكسباً، كما يبيع الناس هنا في بلدنا الكتب من تراثنا، يبيعون كتباً من تلك الكتب الزيدية المخطوطات القديمة يبيعها بمبلغ كبير من الدولارات. أليس الناس هنا مستعدون أن يبيعوا منازلهم بمبالغ كبيرة؟. لا نتدبر العواقب، الفلسطينيون كانوا يبيعون منازلهم ويبيعون أراضيهم. كان اليهود يتوافدون إلى بلدهم ولا يحسبون لذلك حساباً كما يتوافد الأمريكيون الآن إلى اليمن ولا نحسب لذلك حسابه ولا نفكر في عاقبته، الحال واحدة. فما الذي حصل؟. تحول اليهود إلى عصابات وضربوا الفلسطينيين.
- تعدد الطوائف يخدمها [ الاستعمار] أيضاً! هم صنعوا طوائف إسلامية خلال المائة السنة الماضية، والمأتي السنة الماضية، صنعوا طوائف جديدة كالوهابية، والبهائية، والقاديانية ([3]).
تعدد الطوائف يخدمها أيضاً! هم صنعوا طوائف إسلامية خلال المائة السنة الماضية، والمأتي السنة الماضية، صنعوا طوائف جديدة كالوهابية، والبهائية، والقاديانية، صنعوا هذه الطوائف، طوائف إسلامية.
- من خرج عن دائرة القرآن، والعترة، لا بد أن يضل، وإن ظن أنه من أكثر الناس عبقرية، وإن وسم نفسه بأي لقب يكون، لا بد أن يضل ([4]).
نحن نقول عندما قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) : ((ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أن من خرج عن دائرة القرآن، والعترة، لا بد أن يضل، وإن ظن أنه من أكثر الناس عبقرية، وإن وسم نفسه بأي لقب يكون، لا بد أن يضل.
أنا أنصح أي شخص عنده ميول لأصول الفقه، وأشياء من هذه، أن يهاجر ويترك المراكز تقوم على اتجاه واحد، أصلح له، وأصلح للناس. أليس هذا أفضل؟ لا يجوز له أن يبقي مركز معين محل اختلاف، وقلق، أي مركز كان، أنا لا أعرِّفه، لا أقول هذا المركز يحصل فيه من هذا، لكن أعرف مناطق حصل فيها من هذا القبيل.
- قاتل محمد بن عبد الله النفس الزكية, يوجد خبر بأن عليه ثلث عذاب أهل النار لنفس السبب ولنفس الإعتبار ... عندما انتهت الدولة الأموية بالإمكان أن تستأنف الأمة حياة أخرى جديدة على يد هذا الشخص ومن سيخلفه من أئمة أهل البيت لكن قتل فتمكنت دولة بني العباس فأصبحت كدولة بني أمية بل أسوأ منها في أشياء كثيرة. ([5]).
قاتل محمد بن عبد الله النفس الزكية, يوجد خبر بأن عليه ثلث عذاب أهل النار لنفس السبب ولنفس الإعتبار, هو قتل نفس محرمة, لكن قتل نفس محرمة ولاعتبارات أخرى اعتبرت هذه الجريمة كبيرة جداً جداً لدرجة أنه أصبح مرتكبها مستحقاً بأن يعذب كثلث عذاب أهل النار هو لوحده؛ لأنه قتله وهو شخص عظيم, في مرحلة خطيرة, في منعطف تاريخي كانت الأمة في أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشخص يصحح, عندما انتهت الدولة الأموية بالإمكان أن تستأنف الأمة حياة أخرى جديدة على يد هذا الشخص ومن سيخلفه من أئمة أهل البيت لكن قتل فتمكنت دولة بني العباس فأصبحت كدولة بني أمية بل أسوأ منها في أشياء كثيرة.
- أحياناً تحصل أحداث في أي بلد إسلامي نحن قد نجمع بين حالتين: أرتاح لأنه ضرب هؤلاء؛ هم أعداء, حقيقة هم أعداء, وهم عملاء وهم من يشوهون صورة الإسلام لكن المسألة من حيث المبدأ خطيرة على الجميع ... عندما اتجهت أمريكا تحت عنوان: متجهة لضرب طالبان, ألم يخش الناس على إيران, وخشيوا على حزب الله؟ صحيح؟ ([6]).
فأن نصل إلى هذه الدرجة أحياناً تحصل أحداث في أي بلد إسلامي نحن قد نجمع بين حالتين: أرتاح لأنه ضرب هؤلاء؛ هم أعداء, حقيقة هم أعداء, وهم عملاء وهم من يشوهون صورة الإسلام لكن المسألة من حيث المبدأ خطيرة على الجميع, أليست خطيرة على الجميع؟ عندما اتجهت أمريكا تحت عنوان: متجهة لضرب طالبان, ألم يخش الناس على إيران, وخشيوا على حزب الله؟ صحيح؟ لأن هذا العنوان المفتوح عنوان مفتوح يبيح لأمريكا تعمل ما تريد بشرعية دولية وبمعونة دولية عالمية بحيث إذا أطلقوا صاروخاً يسجل على كل دول العالم, ما تخسر أمريكا, ما يلحقها إلا مثل ما يلحق غارم, كما تقول القبيلة: ريالهم واحد, ما يلحقها إلا مثلما يلحق غيرها من التكلفة!.
- يجب على هؤلاء الذين يحكمون هذه الأمة اليوم وقبل أن يغادروا قصورهم, أو قبل أن يغادروا هذه الحياة, يجب عليهم أن يثقفوا الأمة بثقافة (( حديث الولاية))، بثقافة ((القرآن الكريم)) في موضوع أمر ولاية الأمة ([7]).
أيها الإخوة الأعزاء هذا ما نريد أن نفهمه: أنه يجب على هؤلاء الذين يحكمون هذه الأمة اليوم وقبل أن يغادروا قصورهم, أو قبل أن يغادروا هذه الحياة, يجب عليهم أن يثقفوا الأمة بثقافة (( حديث الولاية))، بثقافة ((القرآن الكريم)) في موضوع أمر ولاية الأمة.
ونحن الشيعة، ما تزال ثقافتنا في هذا الموضوع قائمة من (( يوم الغدير )) على هذا النحو وإلى اليوم؛ ولذا فمن المتوقع أن يكون الشيعة وحدهم هم أكثر الناس وعياً, خاصة من يفهمون جيداً ماذا يعني: (( علي ))، ماذا يعني: (( حديث الولاية ))، ماذا يعني: التشيع، ماذا يعني: الدين، ماذا تعني: مسئولية ومهام هذا الدين بالنسبة لهذه الأمة، فإنهم هم من يحتمل أن يكونوا من يَقِفون في وجه [أمريكا وإسرائيل]، في وجه اليهود الذين يريدون أن يفرضوا علينا ولاية أمرهم، أما الآخرون فسيضلون هكذا يراقبوننا نحن!.
- شهادة علي رضي الله عنه على الشيعة ووصفه لهم، ليس لنقص أو قصور فيه هو حاشاه بل النقص والعلة في الشيعة أنفسهم ([8]).
لكن الإمام عليا (عليه السلام) كان يقول: (( قاتلكم الله يا أهل العراق لقد ملأتم صدري قيحاً)) وكان يوبخهم ((يا أشباه الرجال ولا رجال)) يوبخهم لا يخرجون ولا يتحركون ، إلا بعد الخطب البليغة والكلمات الجزلة، والكلمات المعاتبة، والكلمات الموبخة، والكلمات المتوعدة بسخط الله، والمتوعدة بسوء العاقبة في الدنيا حتى يخرجوا، فإذا ما خرجوا خرجوا متثاقلين؛ لأنهم كانوا يأمنون جانبه.
هل هذا هو السلوك الصحيح لأمة يقودها مثل علي (عليه السلام)؟ ثم إذا ما قادها مثل الحجاج ومثل يزيد ومثل صدام تنقاد ويكفيها نصف كلمة!. ما هذا إلا ضعف الإيمان ، ضعف الوعي ، عدم البصيرة.
- نحن ضربنا على أيدي من حملوا اسم علم، ضربنا نحن على أيدي المعتزلة والأشعرية وأضرابهم، والمعتزلة هم من كانوا يرون أنفسهم علماء أجلاء إلى درجة أنهم ـ كما يحكي الشرفي في شرح الأساس ـ أنهم كان البعض منهم يسخرون بأئمة أهل البيت فينظرون نظرة بأنهم بسطاء وتفكيرهم بسيط ومتخلفين ثقافياً، يرون أنفسهم هناك مثقفين ثقافة رفيعة ([9]).
لنعرف من خلال هذا كيف يمكن أن يكون الأثر السيئ للأخطاء الثقافية، وقد تضرب أمة بأكملها وتجعلها تحت الأقدام وهي أمة كان يراد لها أن تكون فوق هامات العالم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية110) لكن هذا الشيء الذي يؤسف الإنسان فعلاً يؤسف الإنسان فعلاً. نحن ضربنا على أيدي من حملوا اسم علم، ضربنا نحن على أيدي المعتزلة والأشعرية وأضرابهم، والمعتزلة هم من كانوا يرون أنفسهم علماء أجلاء إلى درجة أنهم ـ كما يحكي الشرفي في شرح الأساس ـ أنهم كان البعض منهم يسخرون بأئمة أهل البيت فينظرون نظرة بأنهم بسطاء وتفكيرهم بسيط ومتخلفين ثقافياً، يرون أنفسهم هناك مثقفين ثقافة رفيعة .. هذه آثار ثقافتهم، آثار ثقافتهم المغلوطة.. المعتزلة، الأشعرية، العقائد الباطلة من هنا وهناك، وعندما ساد الناس أيضاً حكام جاهلون، همه أن يبحث عن العالم الذي يدجِّن المجتمع له دينياً، فيتوارث خليفة بعد خليفة، وملك بعد ملك، ورئيس بعد رئيس، على أكتاف هذه الأمة وهي تعيش في ضلام الجهل والتخلف.
- فشلوا، بل ضاعوا هم المعتزلة انقرضوا هم, والأشاعرة أولئك الذين كانوا أشاعرة بشكل متكلمين طغى عليهم التيار الآخر، تيار المحدثين الحنابلة طغوا عليهم، وإذا المتكلمين سواء كانوا أشاعرة، أو كانوا معتزلة من المسلمين ذابوا هم!... ولم يحفظ للمعتزلة بقية من تراثهم إلا الزيدية، الزيدية عندما كان يوجد إتفاق معهم هكذا، أو مثل ما تقل ارتياح لجانبهم؛ لأنهم يتحدثون عن جانب العدل والتوحيد، طغى أسلوبهم علينا، ضيعونا نحن، طغى أسلوبهم علينا وإذا بنا ضعنا ([10]).
فبهذا الأسلوب القرآن كشف أن الأسلوب الذي يستخدمه الفلاسفة أسلوب ناقص، أسلوب قاصر. تجد نفس الشيء مشى أسلوب الفلاسفة إلى المتكلمين من الأشاعرة، والمعتزلة، مشى نفس الأسلوب حقهم: الحوار العقلي، الجدل العقلي، الأدلة العقلية، مناظرات عقلية، يعني: كل واحد من رأسه إلى رأس الثاني هكذا, ما يلحظوا الأشياء الأخرى.
نفس الشيء فشلوا، بل ضاعوا هم المعتزلة انقرضوا هم, والأشاعرة أولئك الذين كانوا أشاعرة بشكل متكلمين طغى عليهم التيار الآخر، تيار المحدثين الحنابلة طغوا عليهم، وإذا المتكلمين سواء كانوا أشاعرة، أو كانوا معتزلة من المسلمين ذابوا هم! هل استطاعوا أن يدخلوا أحداً إلى الإسلام؟ لا، بل حنبوا هم، طلع إشكاليات لديهم، غرقوا هم فيها مع بعضهم بعض، وتفرقوا هم، واختلافات، وطلع شبه على حسب طرحهم هم، وتقديمهم للدين، ورؤاهم في موضوع الدين، طلع شبه كثيرة عليهم من الملحدين، والزنادقة، وإذا به بدل ما هو يريد أن يدخل ناس بطريقة عقلية، ناس ربما ما هم مؤمنين بالله، وأنه لازم يخاطبهم خطاب ما يكن له علاقة بالمنهجية هذه القرآنية! فحنبوا هم قبل يدخلوا أحداً في لإسلام، وإشكالات، بقيت إشكالاتهم في بطون الكتب وقد انقرضوا.
ولم يحفظ للمعتزلة بقية من تراثهم إلا الزيدية، الزيدية عندما كان يوجد إتفاق معهم هكذا، أو مثل ما تقل ارتياح لجانبهم؛ لأنهم يتحدثون عن جانب العدل والتوحيد، طغى أسلوبهم علينا، ضيعونا نحن، طغى أسلوبهم علينا وإذا بنا ضعنا.
[1] - من ملزمة " لتحذن حذو بني إسرائيل" صـ 18 - 19.
وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
[2] - من ملزمة " الإرهاب والسلام" صـ 28 - 29.
وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.
[3] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع) صـ 15 - 16.
وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
[4] - من ملزمة " الاسلام وثقافة الاتباع" صـ 60.
وهي في نفس الملزمة صـ 20 من الإصدار القديم.
[5] - من ملزمة " الموالاة والمعاداة" صـ 4.
وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
[6] - من ملزمة " الموالاة والمعاداة" صـ 9.
وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
[7] - من ملزمة " حديث الولاية" صـ 12 - 13.
وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
[8] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (1)" صـ 18.
وهي في نفس الملزمة صـ 6 من الإصدار القديم.
[9] - من ملزمة " معرفة الله – نعم الله" الدرس (2) صـ 33.
وهي في نفس الملزمة صـ 15 من الإصدار القديم.
[10] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (4) صـ 2 - 3.
وهي في نفس الملزمة صـ 2 - 3 من الإصدار القديم.
تعليق