مـــــــوقف عــلماء الــزيدية
من الحوثيين بين الماضي الحقيقي
والحاضر الوهمي
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحوثيين بين الماضي الحقيقي
والحاضر الوهمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد أصدرت بعض الجهات المجهولة بيانًا على لسان علماء الزيدية، وذكرت بعض المواقع التي نشرت البيان المذكور أنه صادرٌ عن العلامة حمود بن عباس المؤيد والعلامة محمد المنصور.
وإن انتشاره في الأوساط الإعلامية إضافة إلى سكوت من نسب إليه ذلك البيان عن إنكاره!!، يحتّم علينا تسليط الضوء على التناقض الشديد بين الموقف المزعوم لعلماء الزيدية الذي حمله البيان المذكور تجاه الحوثيين وبين الموقف الواضح والمشهور والمعلَن عنهم تجاه الفكر الحوثي نفسه.
فقد اشتمل البيان المنشور على لسان علماء الزيدية !! على مدافعة مستميتة عن الفكر الحوثي الدموي المتحجِّر، وحمل البيان في أمواجه السياسية المتكسرة حملة شنيعة ضد الحرب التي شنتها الدولة على الحوثيين ووصفها بأنها (حرب عبثية عانى منها أبناء الشعب اليمني وقتل فيها عشرات الآلاف وطالت النساء والأطفال ودمرت البيوت والمدارس والمساجد دون سبب أو مبرر أو غاية إلا القتل).
في حين أن الحرب على الحوثيين كانت بطلب متكرر من قبل علماء الزيدية كما سيأتي بيانه لاحقًا إن شاء الله.
واشتمل البيان على حملة تضليلية ادعائية تصف التيار الحوثي بصفات الأنبياء، وتقمّصهم بقميص الأتقياء وتبرر سائر انتهاكاتهم للأعراض والحُرُمات وسفكهم الدماء المحرمة وهدمهم البيوت وظلمهم للأبرياء وتشريدهم من بلدانهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم في سلسلة أعمال إجرامية انتقامية عدوانية طالت سائر شرائح المجتمع بدون أي حق أو مبرر .
هذا وقد اشتمل البيان على كذب وتزوير كثير، ولكن نحب أن نقف هنا مع النقاط التالية ـ لبيان مناقضة البيان المذكور لموقف الزيدية المشهور:
1- أن الحرب التي شنتها الدولة ضد الحوثيين حرب عبثية ليس لها أي سبب أو مبرر أو غاية إلا القتل !!.
2- رفضهم لوصف الحوثيين بأنهم غير زيدية وقولهم: إن إخراجهم من الزيدية دعوة فتنة واستباحة للدماء!!.
3- أن الحوثيين عند المتأمل والمنصف لا يخالفون أصول أو فروع العقيدة السليمة، ووصف الحوثيين بأنهم أهل التقوى والورع عن سفك الدماء.
4- الدعوة إلى نصرتهم والوقوف معهم .
5- الإشادة بالحوثي ووصفه بأنه العلامة المجاهد الحسين بن بدر الدين!!، وكذا السيد العلامة المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي!!.
وبقية التضليل الإعلامي المزور الذي حمله البيان سيتم مناقشته في وقت لاحق إن شاء الله.
واقتصر هنا على النقاط السابقة لبيان التناقض الشديد للموقف المنسوب للعلماء الزيدية تجاه الحوثيين مع أن المعروف والمشهور والموثق بيانات موقعة صادرة عن علماء الزيدية وبالإضافة إلى بيانات صوتية عن علماء الزيدية كلها تؤكد على تبرئهم عن الفكر الحوثي وأصحابه، والحكم عليه بأنه فكر منحرف ضال مخالف لأصول الدين الإسلامي الحنيف؟!.
وهو ما قرره علماء الزيدية في لقائهم برئيس الجمهورية المسجل (بتاريخ 3/7/2004 ميلادي)، وعلى رأسهم العلامة محمد المنصور وأجمعوا عليه في مجلسهم ذلك وكان الكلام منهم جميعًا بإقرارهم جميعًا دون نكير أو تراجع والمادة الصوتية موجودة ويمكن سماعها من هذا الرابط.
وخلاصة ما قرره علماء الزيدية في مجلسهم ذلك ما يلي ـ ونحن ننقل ألفاظهم بصوتهم ـ:
1- حسين بدر الدين لا يمثل الزيدية.
2- الشباب المنتظم مع حسين الحوثي شباب منغلق ومتحجِّر وبعيد عن وسطية الإسلام والدين.
3- طلبهم من الرئيس بتشكيل لجنة لإقناع الشباب المتحجر مع الحوثي بالتراجع عما هم عليه.
4- التألم من حسين بدر الدين الحوثي.
5- الرئيس يقرر في ذلك المجلس أن الحوثي ضال وهم يقررون ذلك بما فيهم المنصور،لأنه ينكر السنة، ويعبئ الشباب تعبئة خاطئة على إنكار السنة.
6- قرر الرئيس في المجلس أن المنصور يقول الحق وموقفه من الحوثي هو واجبه الديني يقوم به بدون مجاملة أو نفاق.
كل هذه الكلمات على مسمع ومشهد المنصور ومن إليه من علماء الزيدية دون نكير.
7- أن قضية الحوثي فساد في الأرض ، ونتبرأ من موقفه. وهذا لفظ أحد علماء الزيدية في المجلس.
8- وقال أحد علماء الزيدية في المجلس نفسه عن الحوثي: ( الرجل له أفكاره، لا يمثل المذهب الزيدي ولا منهجه، له رأيه، والدليل عليه أن كبار العلماء الزيدية أصدروا بيانًا تفنيدًا لآرائه في مسائل أصول الدين)"والبيان منشور معروف"
8- لابد من إزالة تلك الأفكار التي يحملها الحوثي، وذلك يحتاج إلى وقت.
9- كل علماء الزيدية بل كل الزيدية عمومًا مع الرئيس ضد الحوثي.
10- وقال بعض علماء الزيدية في نفس المجلس في شأن الحوثي ما نصه: (كل زمان ومجتمع لا يخلو عن المفسدين في الأرض (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتق الله أخذته العزرة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)[البقرة: 204-206].
والداعي إلى الفتنة حذر رسول الله ن منه فقال: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها).
11- وقال أحدهم: ظهور هذه الفتنة بسبب تقصير علماء الزيدية.
12- وقال أحدهم: علماء الزيدية والهادوية والسنة يوالون الرئيس ويقدمون له الولاء، ويناشدون الرئيس بأنه يجب عليه أن يقضي على فتنة الحوثي، ولا بد من أن تحسم حتى لا تكون فرصة لمن في قلبه مرض ونفاق ـ وكلهم يسمعون ويقرون هذا الكلام بما فيهم المنصور.
13- يوصون الرئيس بأن يقطع فتنة الحوثي عن دابرها وكل من يخطط معها أو يدعو معها أو يفكر أن ينضم إليها.
14- حسين بدر الدين الحوثي لا يعبر عنهم والله يقول: (ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى) [الأنعام: ١٦٤].
15- وقد قرر السيد محمد عبد العظيم بأن علماء الزيدية كلهم مطبقون على كفر الحوثي وعلى أنهم مرتدين وخارجين من مذهب أهل البيت، وأن علماء الزيدية كلهم يشكون منهم لاستهانتهم بأعراض العلماء والدم الحرام وكثير منهم لا يصرح بكفرهم ومخالفتهم خوفًا منهم.وأنهم أذلوا كتب أهل البيت ومذهب أهل البيت ومقدسات أهل البيت وليس للإسلام حرمة، أو قيمة عندهم، ويمكنك سماع كلمة السيد محمد عبد العظيم من هذا الرابط.
وقد صدر أكثر من بيان بهذا، موقَّع عليه من السيد مجد الدين المؤيدي وجملة من علماء الزيدية كالسيد المتعيّش، وغيره والبيان مشهور قرأه كثير من الناس ويتضمن تكفير الحوثيين وخروجهم عن أصول الزيدية.
وبعد هذه الجولة في ماضي علماء الزيدية وحاضرهم تجاه الحوثي وأتباعه!!، نتساءل:
هل علماء الزيدية قد غيَّروا مواقفهم الواضحة الحقيقية تجاه الفكر الحوثي المتطرِّف بعد تغير الأوضاع في البلاد!!؟، وهل هذا البيان مؤشر على نهاية الفلم أو أنه في آخر حلقاته؟!!.
(كتبه أحد طلبة العلم في دار الحديث بدماج حرسها الله)
تعليق