بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يمكن لعاقلٍ أن تنطلي عليه أخبار وتصريحات الحوثيين البغاة، وهم من قد عُرفوا بالكذب على الله وعلى ملائكته وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آل البيت الأبرار والصحابة الكرام.
كيف لنا أن نصدّق من يعتبرون التّقية (الكذب) ديناً والعياذ بالله.
فففي تصريحات سابقة للحوثيين أنكروا أن هناك حصارا على دماج، ثم قالوا بعد ذلك في تصريحات أخرى بأن الحصار فقط لمنع الأسلحة، ثم ليُغطّوا إجرامهم سمحوا بدخول بعض المواد التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، فأغلبها لا يمكن الاستفادة منها، فهي إما حبوب تحتاج إلى طحن، ولا يمكن ذلك بانعدام الديزل، وبعضها تحتاج إلى نار لطهيها، ولا يتوفر غاز الطبخ، فقد منعوا دخول الديزل وغاز الطبخ.
بل وحتّى الأدوية لم يسمحوا بدخول الأدوية الضرورية، وغاية ما سمحوا بدخوله بعض الشاش والقطن ولم يسمحوا بدخول مواد أخرى ضرورية للمجارحة.
وفوق هذا كلّه فقد نهبوا ثلث تلك المواد مقابل السماح بدخول الباقي للمحاصرين في دماج، فعليهم من الله ما يستحقون.
ثم هاهم اليوم يخرجون بتصريح في غاية من الكذب والمراوغة، ويعلنون أنهم قد فكّوا الحصار، ولا ندري على من يضحكون بمثل هذا الكلام العاري عن الصحة.
وزادوا على ذلك بزعمهم أن السلفيين قاموا بصلب بعض الحوثيين، وغاية ما في الأمر أنهم تركوا بعض الجُثث ملقاة في بعض الأماكن بعد فرارهم، وقد سمح لهم إخواننا أن يأخذوا تلك الجثث التي آذت إخواننا بروائحها الكريهة، بشرط أن يأتوا بغير سلاح لأخذ تلك الجثث، لكنهم لم يستجيبوا، حتى جاءوا يومنا هذا الأحد مع بعض الأطراف المحايدة وأخذوا تلك الجثث، وهم يعلمون أن الشيخ يحيى -حفظه الله- قد طلب من حرّاس دماج الأبطال السماح للحوثة بأخذ جثثهم منذ أيام، لكن الحوثة ماطلوا ولم يأخذوها.
ومن الواضح أن هذه الأكاذيب عبارة عن ترويجات للاستهلاك الإعلامي وصرف نظر العالم عن جرائمهم القبيحة، ومحاولة منهم لتغطية الهزائم المتتالية التي تلقّوها من أبطال السنة في الكثير من الجبهات، فأصابهم الرعب وصاروا في غاية من الاضطراب.
وما دعوتهم الآن إلى الهدنة المؤقتة إلا محاولة يائسة منهم لإعادة ترتيب صفوفهم، ومحاولة أيضا لإطفاء حماس اسود السنة ورجال القبائل الغيورة الذين توافدوا من كل أنحاء اليمن للإجهاز على هذه الفئة الباغية الحاقدة على الإسلام وأهله.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجّل بهزيمتهم وأن يريح الإسلام والمسلمين من شرّهم.
تعليق