تويت
::ليس الخبر كالمعاينة:: [زيارتي لدماج أثناء الحرب مع الرافضة] للشيخ الفاضل عبد الرزاق بن صالح النهمي
ليس الخبر كالمعاينة
زيارتي لدماج
أثناء الحرب مع الرافضة
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارتي لدماج
أثناء الحرب مع الرافضة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد ا لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ أما بعد :
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللهِ ﴾ [النحل:53]
ويقول سبحانه : ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم:34]
وقال سبحانه وتعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان:20] وأمر الله عز وجل وأمر الله عز وجل بتذكر نعمه فقال سبحانه : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ [فاطر:3]
وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾ [المائدة:11]
ألا وإن مما أنعم الله به على هذه الأمة الإسلامية عامة وعلى أهل اليمن خاصة دار الحديث السلفية بدماج تلك القلعة العلمية الشامخة التي أسسها شيخنا العلامة المحدث أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- تعالى واسكنه فسيح جناته .
هذه الدار المباركة التي يحاربها أعداء الإسلام وأعداء السنة وكان من تلك المحاربة الخبيثة ما قام به الرافضة الزنادقة البغاة من البغي والاعتداء على دار الحديث السلفية بدماج وعلى طلابها الكرام الذين يشتغلون بطلب العلم وحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام مع إقبالهم على عبادة ربهم سبحانه وتعالى وقد استغل الحاقدون الحاسدون لهذه الدار المباركة هذه الأحداث تارة بتحذير الطلاب من الذهاب إليها وتارة بأنه لم يبق فيها أحد , وتارة بتوقف الدروس فيها , وتارة بأن الطلاب قد تركوا الدروس وصعدوا على الجبال فأحببت أن أذهب زيارةَ لأسمع وارى وقد اصطحبت معي في رحلتي ابني محمداً أسأل من الله أن يصلحه وأن يحفظه .
فخرجنا في يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر صفر لعام 1431هـ من صنعاء على طريق الجوف ثم إلى البقع ثم إلى وائلة مروراً بوادي آل أبو جبارة وكتاف ثم نشور فصعدة إلى أن وصلنا إلى دماج بحمد لله ورأينا الطريق آمنة وإن كانت بعيدة وقد دحر الله الرافضة الزنادقة من تلك الطرقات بالدولة وفقها الله وبمعاونة بعض رجال القبائل الشرفاء .
وقد استقبلنا إخواننا في دماج -حفظهم الله- ورأينا خيراً عظيماً :
رأينا الإقبال على الدروس العامة والخاصة , والإقبال على حفظ القرآن والسنة , ومن أعجب ما رأيت أننا نسمع ضرب الطائرات والرشاشات على الرافضة والطلاب في سكينة وإقبال على الدروس باطمئنان فسبحان الله العظيم إنها بركة الإقبال على العلم , وبركة السنة , قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح:4]
ورأينا الطلاب متعاونين على الخير كما قال تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة:2]
ورأينا التراحم فيما بينهم كما قال تعالى : ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا ﴾ [الفتح:29] وكما قال تعالى : ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة:54]
وفي الصحيحين عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ».
وفي حديث أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ».
ورأيناهم يتسابقون على الخير , ويتسابقون على حراسة الدار , وعلى حراسة إخوانهم , ورأينا شجاعة , ورجولة وبسالة , وعندما وصلنا رأينا بعضهم عند متارسهم بأسلحتهم لصد ما قد يتوقع من عدوان الرافضة البغاة وقد أهان الله عز وجل الرافضة على أيدي رجال وادعة في دماج -حفظهم الله جميعاً- وكذا بضربات الدولة -وفقها الله- فقد ضربتهم ضربات جوية وبرية موجعة , وإن كان قد استشهد بعض إخواننا رحمهم الله وجرح بعضهم –كما هو شان الحروب- لكنه شيء يسير بجانب قتلى الرافضة الفجرة البغاة وجرحاهم فما حصل لإخواننا إنما هو من باب قول الله تعالى : ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران:142]
وقوله تعالى : ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت:3]
فنبشر أخواننا أهل السنة في العالم أجمع وأهل اليمن على وجه الخصوص أن دار الحديث والسنة بدماج قائمة خير قيام على العلم , والتعليم ,والصفاء , والنقاء , والتميز , وما هذا الذي يحصل إلا من الإبتلائات التي لا بد منها للمؤمن فإن الله تعالى يقول : ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران:179]
وإخواننا طلاب العلم بدماج لم يقاتلوا الرافضة إبتدائاً إنما كان قتالهم للرافضة دفاعاً عن أنفسهم وأعراضهم وعن دارهم دار الحديث والسنة فإن الرافضة هم الذين اعتدوا عليهم وبغوا وقد صبر إخواننا حفظهم الله على الرافضة مراراً وتكراراً فراءوا أنه لا بد من الدفاع عن أنفسهم فإن النبي ﷺ يقول : « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ».أخرجه أبو داود عن سعيد بن زيد بإسناد صحيح.
وجزى الله الدولة خيرا فإنها أمدت إخواننا وغيرهم من أهل بلاد صعدة بالسلاح والذخائر للدفاع عن أنفسهم وعن بلادهم وعن دورهم ومنها دار الحديث فإن الرافضة لا يريدون الخير للعباد ولا للبلاد ودار الحديث والسنة بدماج فيه الخير للعباد والبلاد وقد عرفت الدولة وفقها الله لكل خير ذلك , لهذا كنا نمر بنقاط التفتيش الأمنية فإذا علموا أنهم من دماج احترموهم فلله الحمد والمنة .
إن دعوة أهل السنة من صالح المجتمع ككل ومن صالح الراعي والرعية فندعو الدولة وفقها الله إلى الحفاظ على هذه الدعوة المباركة , وعدم الالتفات إلى أقوال الحاسدين الذين لا يريدون الخير للمجتمع ولا لدولة إنما همهم الوثوب على السلطة بأي شكل من الأشكال والله المستعان .
أما أهل السنة فهم ولله الحمد الذين وقفوا مع الدولة في الحق بالحفاظ على أمن البلاد في أكثر من موقف والواقع شاهد بذلك حتى صار أهل البدع والحزبية يتهمون أهل السنة بأنهم عملاء -نعوذ بالله-
وقد اخبر النبي ﷺ بهذا فقال : « قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُوات خَدَّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ».قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ , قال : السفيه يتكلم في أمر العامة .
فليس بغريب أن يتهم الدعاة الصادقون بالعمالة وجزى الله الشيخ الفاضل الناصح / أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري خيراً القائم على دار الحديث والسنة بدماج على ثباته وعلى حفاظه على الدار , وفي الحقيقة إنه رجل شجاع لا يخاف في الله لومة لائم فقد رأينا عنده صبراً وتؤدة وليس متهوراً أو متسرعاً ويقوم بجهود عظيمة من : العلم , والتعليم , والدعوة , والتأليف , والرد على أهل الباطل كذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
وندعوا إخواننا الدعاة إلى الله إلى التعاون على الخير وإلى جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم على الحق والحذر من التنازع والشقاق فإن الله تعالى يقول : ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال:46]
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً .
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللهِ ﴾ [النحل:53]
ويقول سبحانه : ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم:34]
وقال سبحانه وتعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان:20] وأمر الله عز وجل وأمر الله عز وجل بتذكر نعمه فقال سبحانه : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ [فاطر:3]
وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾ [المائدة:11]
ألا وإن مما أنعم الله به على هذه الأمة الإسلامية عامة وعلى أهل اليمن خاصة دار الحديث السلفية بدماج تلك القلعة العلمية الشامخة التي أسسها شيخنا العلامة المحدث أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- تعالى واسكنه فسيح جناته .
هذه الدار المباركة التي يحاربها أعداء الإسلام وأعداء السنة وكان من تلك المحاربة الخبيثة ما قام به الرافضة الزنادقة البغاة من البغي والاعتداء على دار الحديث السلفية بدماج وعلى طلابها الكرام الذين يشتغلون بطلب العلم وحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام مع إقبالهم على عبادة ربهم سبحانه وتعالى وقد استغل الحاقدون الحاسدون لهذه الدار المباركة هذه الأحداث تارة بتحذير الطلاب من الذهاب إليها وتارة بأنه لم يبق فيها أحد , وتارة بتوقف الدروس فيها , وتارة بأن الطلاب قد تركوا الدروس وصعدوا على الجبال فأحببت أن أذهب زيارةَ لأسمع وارى وقد اصطحبت معي في رحلتي ابني محمداً أسأل من الله أن يصلحه وأن يحفظه .
فخرجنا في يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر صفر لعام 1431هـ من صنعاء على طريق الجوف ثم إلى البقع ثم إلى وائلة مروراً بوادي آل أبو جبارة وكتاف ثم نشور فصعدة إلى أن وصلنا إلى دماج بحمد لله ورأينا الطريق آمنة وإن كانت بعيدة وقد دحر الله الرافضة الزنادقة من تلك الطرقات بالدولة وفقها الله وبمعاونة بعض رجال القبائل الشرفاء .
وقد استقبلنا إخواننا في دماج -حفظهم الله- ورأينا خيراً عظيماً :
رأينا الإقبال على الدروس العامة والخاصة , والإقبال على حفظ القرآن والسنة , ومن أعجب ما رأيت أننا نسمع ضرب الطائرات والرشاشات على الرافضة والطلاب في سكينة وإقبال على الدروس باطمئنان فسبحان الله العظيم إنها بركة الإقبال على العلم , وبركة السنة , قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح:4]
ورأينا الطلاب متعاونين على الخير كما قال تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة:2]
ورأينا التراحم فيما بينهم كما قال تعالى : ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا ﴾ [الفتح:29] وكما قال تعالى : ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة:54]
وفي الصحيحين عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ».
وفي حديث أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ».
ورأيناهم يتسابقون على الخير , ويتسابقون على حراسة الدار , وعلى حراسة إخوانهم , ورأينا شجاعة , ورجولة وبسالة , وعندما وصلنا رأينا بعضهم عند متارسهم بأسلحتهم لصد ما قد يتوقع من عدوان الرافضة البغاة وقد أهان الله عز وجل الرافضة على أيدي رجال وادعة في دماج -حفظهم الله جميعاً- وكذا بضربات الدولة -وفقها الله- فقد ضربتهم ضربات جوية وبرية موجعة , وإن كان قد استشهد بعض إخواننا رحمهم الله وجرح بعضهم –كما هو شان الحروب- لكنه شيء يسير بجانب قتلى الرافضة الفجرة البغاة وجرحاهم فما حصل لإخواننا إنما هو من باب قول الله تعالى : ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران:142]
وقوله تعالى : ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت:3]
فنبشر أخواننا أهل السنة في العالم أجمع وأهل اليمن على وجه الخصوص أن دار الحديث والسنة بدماج قائمة خير قيام على العلم , والتعليم ,والصفاء , والنقاء , والتميز , وما هذا الذي يحصل إلا من الإبتلائات التي لا بد منها للمؤمن فإن الله تعالى يقول : ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران:179]
وإخواننا طلاب العلم بدماج لم يقاتلوا الرافضة إبتدائاً إنما كان قتالهم للرافضة دفاعاً عن أنفسهم وأعراضهم وعن دارهم دار الحديث والسنة فإن الرافضة هم الذين اعتدوا عليهم وبغوا وقد صبر إخواننا حفظهم الله على الرافضة مراراً وتكراراً فراءوا أنه لا بد من الدفاع عن أنفسهم فإن النبي ﷺ يقول : « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ».أخرجه أبو داود عن سعيد بن زيد بإسناد صحيح.
وجزى الله الدولة خيرا فإنها أمدت إخواننا وغيرهم من أهل بلاد صعدة بالسلاح والذخائر للدفاع عن أنفسهم وعن بلادهم وعن دورهم ومنها دار الحديث فإن الرافضة لا يريدون الخير للعباد ولا للبلاد ودار الحديث والسنة بدماج فيه الخير للعباد والبلاد وقد عرفت الدولة وفقها الله لكل خير ذلك , لهذا كنا نمر بنقاط التفتيش الأمنية فإذا علموا أنهم من دماج احترموهم فلله الحمد والمنة .
إن دعوة أهل السنة من صالح المجتمع ككل ومن صالح الراعي والرعية فندعو الدولة وفقها الله إلى الحفاظ على هذه الدعوة المباركة , وعدم الالتفات إلى أقوال الحاسدين الذين لا يريدون الخير للمجتمع ولا لدولة إنما همهم الوثوب على السلطة بأي شكل من الأشكال والله المستعان .
أما أهل السنة فهم ولله الحمد الذين وقفوا مع الدولة في الحق بالحفاظ على أمن البلاد في أكثر من موقف والواقع شاهد بذلك حتى صار أهل البدع والحزبية يتهمون أهل السنة بأنهم عملاء -نعوذ بالله-
وقد اخبر النبي ﷺ بهذا فقال : « قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُوات خَدَّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ».قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ , قال : السفيه يتكلم في أمر العامة .
فليس بغريب أن يتهم الدعاة الصادقون بالعمالة وجزى الله الشيخ الفاضل الناصح / أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري خيراً القائم على دار الحديث والسنة بدماج على ثباته وعلى حفاظه على الدار , وفي الحقيقة إنه رجل شجاع لا يخاف في الله لومة لائم فقد رأينا عنده صبراً وتؤدة وليس متهوراً أو متسرعاً ويقوم بجهود عظيمة من : العلم , والتعليم , والدعوة , والتأليف , والرد على أهل الباطل كذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
وندعوا إخواننا الدعاة إلى الله إلى التعاون على الخير وإلى جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم على الحق والحذر من التنازع والشقاق فإن الله تعالى يقول : ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال:46]
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً .
كتبه : أبو بكر عبد الرزاق بن صالح بن علي النهمي
اليمن – ذمار – مسجد الصباري
28 صفر 1431 هـ
اليمن – ذمار – مسجد الصباري
28 صفر 1431 هـ
تعليق