بشرى سارة من دماج الخير] :وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [
الحمد لله القائل ]:وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ؛ أمّا بعد:
قال الله سبحانه وتعالى :]وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ[[سورة إبراهيم الآية7] وقال الله عز وجل] :وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ[[سورة النحل: الآية 114] وفي قوله عز وجل:]وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[[سورة الضحى الآية: 11]
قال العلامة عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: ]))وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ [[وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية ]فَحَدِّثْ [ أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة.
وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن((اهـ.
فنحمد الله عزّ وجلّ على نعمة الإسلام والسنة، وأن هدانا لاتباع المنهج السلفي، وأن وفقنا – أيضاً- للرحلة إلى قلعة السنة دار الحديث السلفية بدماج الخير ـ حرسها الله ــ
فمن نعم الله علينا- عبدالحكيم الجيجلي والأخ حسين الجيجلي - أن وفقنا في فجر يوم الأحد 19 جمادى الأولى 1434 ه– للرحلة إلى طلب العلم في قلعة السنة دار الحديث السلفية بدماج – حرسها الله -، فدخلنا اليمن عن طريق المطار الدولي في صنعاء في ظروف جيدة وهذا من فضل من الله علينا وتوفيقه ،وبعدها اتجهنا إلى مسجد الفتح عند الشيخ أبي إسحاق محمد القيسي-حفظه الله- فاسقبلنا بحفاوة وأكرمنا غاية الإكرام وكان صاحب خلق طيب ، ولمسنا منه الخير والسنة وهكذا أيضا مع طلابه الأفاضل – حفظ الله الجميع -.
وممن التقينا به في هذا المسجد المبارك الشيخ جميل الصلوي – حفظه الله – وكانت له كلمة طيبة دافع فيها عن الشيخ يحيى الحجوري – حفظه الله – وعن دار الحديث السلفية بدماج .
والتقينا أيضا بالأخ الفاضل الحبيب إلينا أبي إبراهيم علي مثنى – وفقه الله وجزاه خيرا على إحسانه –
وفي فجر الإثنين 20 جمادى الأولى انطلقنا نحو دماج الخير برفقة أحد إخواننا الجزائريين الطيبين ، وكنا برفقة الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشمري – حفظه الله – فكان أميرنا في السفر،فجزاه الله خيرا على إحسانه وكرمه.
ووصلنا دماج عند الظهيرة ؛ ويا إخوان والله ماندري كيف نعبّر عما رأيناه بأم أعيننا من الخير العظيم في هذا الدار المبارك ، فالمكان عامر بالطلاب، والمسجد ممتلئ من الفجر إلى منتصف الليل تقريبا، لا يخلو من ذكر الله والفضل في هذا لله وحده ، الخير ظاهر فيهم، وجوههم ناظرة من آثار التمسك بالسنة ، وحلق العلم كثيرة ولله الحمد، الطالب يتنقل بينها كالنحل بين الأزهار، ما تأخذ منها إلا ماتنتج منه عسلاً طيبا ، رأينا فيهم التواضع والسكينة والإقبال على طلب العلم مما لا نظير له في هذا العصر، فهذا يحفظ في كتاب الله تعالى، والآخر يقرأ في كتب أهل الحديث يُنقب فيها، والكل منشغل بما يرضي الله عزّ وجل، وما ترى إلا ما ينشرح بها صدرك - أيها السلفي – فلا تسمع لمن يشكك في هذا الخير ويحقره فليس معه إلا الحسد والمكر السيئ - نسأل الله العافية -
قضى الله أن البغي يصرع أهله *** وأن على الباغي تدور الدوائر
وقال آخر:
ومن يحتفر بئرًا ليوقع غيره ***سيوقع يومًا في الذي هو حافر
نزلنا عند الأخ مسعود الجيجلي من إخواننا الجزائريين الطيبين ، فأكرمنا غاية الإكرام وكان حريصا على راحتنا، فجزاه الله خيرًا على إحسانه ،أسأل الله أن يبارك فيه ويرزقه العلم النافع والعمل الصالح.
وفي اليوم التالي التقينا بالشيخ الفاضل المتواضع أبي عبد العزيز تركي بن مسفر العبديني – حفظه الله- فدعانا للغداء عنده وأكرمنا غاية الإكرام ، واستفدنا من توجيهاته ونصائحه الطيبة ،فجزاه الله خيرا وبارك فيه.
وبعدها كان وقت درس شيخنا المجاهد يحيى الحجوري – حفظه الله – وذلك بعد صلاة المغرب ، وهو أول درس نحضره، ورأينا عددًا هائلا وكمًا كبيرًا من الطلاب في هذه الحلقة
ثم صعد الشيخ على كرسي التدريس ورأيناه وهي أول مرة نرى الشيخ، ورأينا صورة عالم يظهر عليه آثار الوقار والسمت، وعرضت عليه أسئلة وهذا هو المعتاد أنها تعرض عليه في بداية الدروس وترفع له أوراق تحتوي على أسئلة واستفسارات.
فأجاب حفظه الله على بعض الأسئلة التي قدّمت، وبعدها شرع في شرح صحيح مسلم ثم جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر،ثم كتاب الحطة، ثم أقيمت صلاة العشاء ، وبعدها سلمنا على الشيخ - حفظه الله وأعزّه- فرحب بنا ودعا لنا ؛ والشيخ – حفظه الله - أعطاه الله عز وجل هيبة لما يحمله من العلم والتمسك بالكتاب والسنة وعند أن تراه لأول وهلة تحس - والله - لِما هذا التكالب والهنجمة عليه، إنه الحسد على ما منّ الله به عليه من فضله – نسأل الله أن يثبتنا وإياه -
والتقينا أيضا بالشيخ الفاضل محمد ابن حزام – حفظه الله – والشيخ أبي عمرو عبد الكريم الحجروري – حفظه الله – فلمسنا فيهم التواضع والسكينة ولولا أن إخواننا عرّفونا عليهم لما عرفناهم من شدة تواضعهم واختلاطهم بالطلاب ـ فلله درهم من مشايخ.
وممّن التقينا بهم أيضا أخونا البشوش المتواضع الداعي إلى الله أبوحمزة محمد السِّوري – حفظه الله – فدعانا إلى الغداء عنده مع مجموعة من إخواننا الجزائريين – حفظهم الله -فأكرمنا غاية الإكرام ، وكان حريصًا جدًا على راحتنا حتى أتعبناه معنا والله المستعان، أسأل الله أن يبارك فيه وفي أهله وأن يثبتنا وإياه على السنة.
ولا أنسى أن أشكر الأخ الفاضل أبو علي الليبي- حفظه الله – على إحاسنه وكرمه وحسن خلقه ،فأسال الله أن يبارك فيه وفي أهله.
وكذلك أشكر إخواني الجزائريين على حسن الاستقبال والحفاوة والإكرام فرأيناه إخوة يحبون إخوانهم القادمين ويبذلون ما يستطيعون جزاهم الله كل خير
وممن التقينا بهم من إخواننا في شبكة العلوم السلفية الخالية من المجاهيل الأخ السلفي أبو أنس هشام المسوري ، والأخ أبو محمد سعيد بن محمد السعدي ، والأخ حسن بن شعيب زويبري وولده الفاضل عبد الله المغربي، والأخ عبدالقادر الشرعبي والأخ نادر البعداني وغيرهم من إخواننا الطيبين في دار الحديث السلفية- حفظهم الله جميعاً ووفقهم لطاعته ومرضاته –
قال الله تعالى : ]وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ [[ النمل : 40] . وقال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : (( لايشكرُ الله من لايشكر الناس ))
. وقال : (( .... ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه ، فإن لم تجدوا ماتكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه )).
فنشكر شيخنا العلامة المجاهد يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله - على ما يقوم به نصرة ًللمنهج السلفي ومن الصدع بالحق والردّ على كل المبطلين والذين يريدون الشر لهذا الدار المبارك – نسأل الله أن يحفظ شيخنا ويبارك فيه وأن ينتقم ممن يريد الفساد والإفساد لهذا الدعوة السلفية و هذا المركز الطيب وطلابه الأبرار -
ونشكر كل المشايخ في هذا الدار على حرصهم في نشر علوم الكتاب والسنة، والصبر على طلابهم، والنصح لهم، والسهر على تعليمهم المنهج السلفي الصافي النقي ، فجزاهم الله خيرا.
ونشكر –كذلك - إخواننا الطلاب الأفاضل على حرصهم على طلب العلم، والتحلي بالأخلاق السلفية الحسنة،من غير تمييع ولا غلوّ.
فنسأل الله أن يبارك في هذا الدار وأن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وإنك تحس والله بما جاء في صحيح البخاري من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أنّ النبي $صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ"
فإخواننا في دماج ولله الحمد من أولى الناس بهذا الحديث ، فهموه وطبقوه أحسن تطبيق جزاهم الله خيرا وبارك فيهم .
وفي الأخير أحثّ إخواني السلفيين في الجزائر وفي كل مكان بالرحلة إلى دار الحديث السلفية بدماج، ولو زيارة حتى يسنى لهم الوقوف على ما فيها من الخير والسنة ، والإقبال على العلم والتعليم والنصح والتآخي والتزاور فيما بينهم، فالكل على منهج واحد – منهج السلف الصالح – طريقة سيرهم واحدة ولله الحمد.
فلا تسمعوا لكل من يصيح محذرا من هذا الخير ، وأوصيكم بالتثبت فيما ينقله الحساد المغرضون الصادون عن دين الله، فمثل هذا الخير لايهنأ له الحساد والمنافقين ولا تطيب نفسهم إلا بمعاداته وتشويهه ، قاتلهم الله أنى يؤفكون .
وأشكر أخانا الفاضل الشيخ يوسف بن العيد الجزائؤي _ حفظه الله _ على تشجيعه للرحلة إلى هذا المركز السلفي ( دماج )
وأخيرًا
فوالله وبالله وتالله أن العيش بدماج من غير طلب للعلم لمن أجلّ النعم علينا في هذا العصر ، فكيف إذا انضاف إلى هذا جلوسك عند شيخ عالم فاضل مجاهد بالسيف والقلم والسنان فيما نحسبه وكيف إذا انضاف إلى هذا الخير طلبك للعلم ومجالسة أهله وخيرة إخواننا السلفيين – نحسبهم والله حسيبهم – فلله دركم يا أهل السنة وعليه أجركم
هذا مختصر ما رأيناه وشاهدناه في دماج الخير وإلا ما تكفي الكتب والرسائل في ذكر خيرات دماج، ولكنّ السلفي تكفيه الإشارة
ونسأله سبحانه أن يوفّفنا لطلب العلم والثبات على السنة والسير على طريقة السلف الصالح رضي الله عنهم
والحمد لله رب العالمين
كتبه العبد الفقير إلى ربه: أبو عبد الرحمن عبد الحكيم بن عباس الجيجلي الجزائري – دماج -
تعليق