مشــــاهــداتي في دمــاج
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلى على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين
أما بعد:
فيقول تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [ الضحى11]
ويقول تعالى : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
ومن باب التحدث بنعمة الله تعالى على البعد وشكره لها؛ فقد منّ الله عليّ بزيارة دار الحديث السلفية بدماج وشيخها الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وطلابها وأهلها الأبطال الأخيار، وكان هذا يوم الأربعاء الموافق 6من صفر 1434هجرية
فلما وصلت رأيت فيها بفضل من الله ما يذهل العقول ويشرح الصدور من كثرة طلاب العلم، وإقبالهم على العلم والتعليم والدعوة إلى الله تعالى صغارًا وكبارًا كل واحد بقدر المستطاع، ومما أذهلني جدًا أنني بعد أن أكملت إحدى الصلوات نظرت إلى مؤخرة المسجد، فرأيت المسجد يكتض من كثرة الطلاب إلى مؤخرة المسجد ولم يبق فارغًا منه إلا سارية واحدة أو أقل، فلله الحمد والمنة
وكلما نظرت إلى هذه الجموع الغفيرة أقول في نفسي كأن الوصابي ومن معه يدعون الناس بكل ما أوتوا من قوة إلى الذهاب إلى دماج لطلب العلم هناك .
ومنذ أن عرفت دماج لم أشاهد مثل هذا الزحام في مثل هذه الأيام، حتى إن بعض البيوت فيها ثلاث أسر وبعضها اثنتين ،وأما العزاب فقد بني لهم سكن آخر ومازالوا في ازدحام
فتذكرت قول الشاعر
وإذا أراد اللَّه نشر فضيلة ******طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ****** مَا كان يعرف طيب عرف العود
ولقد سئل الشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله كما في كتابه "المخرج من الفتنة" صـ166:
عن كيفية انتشار الدعوة؟ فذكر رحمه الله بعض أسباب ذلك و قال:
3-الإشاعات الكاذبة ضد دعوتنا من المنحرفين فينكشف كذب تلك الدعايات، فيُساء الظن بهم ويُعلم صدقنا. ثم ذكر قول الشاعر
وإذا أراد اللَّه نشر فضيلة ****** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ******مَا كان يعرف طيب عرف العود اهــ
ولقد رأيت شيخنا الناصح الأمين يحيى حفظه الله في غاية من الهدوء والسكينة والراحة والطمأنينة والإقبال على العلم والتعليم والدعوة وغير ذلك من الأعمال الصالحة، فلله دره من رجل حكيم، ورأيت أُلف الطلاب حوله في حلقة عظيمة لا نظير لها في هذا الزمان، وفي أيديهم الدفاتر والأقلام والكتب ينتظرون الدرر والفوائد التي يلقيها العلامة يحيى حفظه الله، ورأيت كثرة الدروس الخاصة في شتى الفنون.
فقلت في نفسي تلك الترهات التي ينشرها المخرف الوصابي وكذلك أعداء السنة عائدة على أهلها بالضرر والخيبة، وما يضر هذا بإذن الله أهل الحديث في دماج إلا كما قال ربنا سبحانه وتعالى: { لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى{ [آل عمران: 111]
ورأيت أهل السنة صابرين محتسبين يرجون ما عند الله والدار الآخرة،
فنسأل الله أن يكتب أجرهم ويعلي منزلتهم ويصرف عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
و يا إخواني الوصابي ينطبق عليه قول الحافظ الصوري رحمه الله:
قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الْحَدِيثَ وَأَضْحَى ******عَائِبًا أَهْلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ
أَبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذَا أَبِنْ لِي ******أَمْ بِجَهْلٍ فَالْجَهْلُ خُلُقُ السَّفِيهِ
أَيُعَابُ الَّذِينَ هُمْ حَفِظُوا الدِّ ****** ينَ مِنَ التُّرَّهَاتِ وَالتَّمْوِيهِ
وَإِلَى قَوْلِهِمْ وَمَا قَدْ رَوَوْهُ ******رَاجِعٌ كُلُّ عَالِمٍ وَفَقِيهِ اهــ
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلى على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين
أما بعد:
فيقول تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [ الضحى11]
ويقول تعالى : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
ومن باب التحدث بنعمة الله تعالى على البعد وشكره لها؛ فقد منّ الله عليّ بزيارة دار الحديث السلفية بدماج وشيخها الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وطلابها وأهلها الأبطال الأخيار، وكان هذا يوم الأربعاء الموافق 6من صفر 1434هجرية
فلما وصلت رأيت فيها بفضل من الله ما يذهل العقول ويشرح الصدور من كثرة طلاب العلم، وإقبالهم على العلم والتعليم والدعوة إلى الله تعالى صغارًا وكبارًا كل واحد بقدر المستطاع، ومما أذهلني جدًا أنني بعد أن أكملت إحدى الصلوات نظرت إلى مؤخرة المسجد، فرأيت المسجد يكتض من كثرة الطلاب إلى مؤخرة المسجد ولم يبق فارغًا منه إلا سارية واحدة أو أقل، فلله الحمد والمنة
وكلما نظرت إلى هذه الجموع الغفيرة أقول في نفسي كأن الوصابي ومن معه يدعون الناس بكل ما أوتوا من قوة إلى الذهاب إلى دماج لطلب العلم هناك .
ومنذ أن عرفت دماج لم أشاهد مثل هذا الزحام في مثل هذه الأيام، حتى إن بعض البيوت فيها ثلاث أسر وبعضها اثنتين ،وأما العزاب فقد بني لهم سكن آخر ومازالوا في ازدحام
فتذكرت قول الشاعر
وإذا أراد اللَّه نشر فضيلة ******طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ****** مَا كان يعرف طيب عرف العود
ولقد سئل الشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله كما في كتابه "المخرج من الفتنة" صـ166:
عن كيفية انتشار الدعوة؟ فذكر رحمه الله بعض أسباب ذلك و قال:
3-الإشاعات الكاذبة ضد دعوتنا من المنحرفين فينكشف كذب تلك الدعايات، فيُساء الظن بهم ويُعلم صدقنا. ثم ذكر قول الشاعر
وإذا أراد اللَّه نشر فضيلة ****** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ******مَا كان يعرف طيب عرف العود اهــ
ولقد رأيت شيخنا الناصح الأمين يحيى حفظه الله في غاية من الهدوء والسكينة والراحة والطمأنينة والإقبال على العلم والتعليم والدعوة وغير ذلك من الأعمال الصالحة، فلله دره من رجل حكيم، ورأيت أُلف الطلاب حوله في حلقة عظيمة لا نظير لها في هذا الزمان، وفي أيديهم الدفاتر والأقلام والكتب ينتظرون الدرر والفوائد التي يلقيها العلامة يحيى حفظه الله، ورأيت كثرة الدروس الخاصة في شتى الفنون.
فقلت في نفسي تلك الترهات التي ينشرها المخرف الوصابي وكذلك أعداء السنة عائدة على أهلها بالضرر والخيبة، وما يضر هذا بإذن الله أهل الحديث في دماج إلا كما قال ربنا سبحانه وتعالى: { لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى{ [آل عمران: 111]
ورأيت أهل السنة صابرين محتسبين يرجون ما عند الله والدار الآخرة،
فنسأل الله أن يكتب أجرهم ويعلي منزلتهم ويصرف عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
و يا إخواني الوصابي ينطبق عليه قول الحافظ الصوري رحمه الله:
قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الْحَدِيثَ وَأَضْحَى ******عَائِبًا أَهْلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ
أَبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذَا أَبِنْ لِي ******أَمْ بِجَهْلٍ فَالْجَهْلُ خُلُقُ السَّفِيهِ
أَيُعَابُ الَّذِينَ هُمْ حَفِظُوا الدِّ ****** ينَ مِنَ التُّرَّهَاتِ وَالتَّمْوِيهِ
وَإِلَى قَوْلِهِمْ وَمَا قَدْ رَوَوْهُ ******رَاجِعٌ كُلُّ عَالِمٍ وَفَقِيهِ اهــ
"شرف أصحاب الحديث "للخطيب البغدادي (ص: 77)
والحمد لله أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا
تعليق