رمضان في دار الحديث السلفية بدماج
" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله هادي العباد إلى الصراط المستقيم ومنقذ المؤمنين من نار الجحيم ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين." شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
بسم الرحمن الرحيم
أما بعد:
يقول الله تعالى: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" [ الضحى 11]
ويقول الله تعالى: "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" [النحل: 53]
ويقول تعالى : " فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [الأعراف: 69]
فانطلاقًا من هذا الأمر العظيم من الله الكريم بتذكر النعم وتذكريها للناس ودلالة للخير وبيانها للخلق، ومن باب شكر نعم الله علينا لتدوم كما قال ربنا سبحانه وتعالى "إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" [إبراهيم: 7]، فمن شكر نعمة الله التحدث بها ونشرها ودعاء الله بأن يحفظها ويديمها على عباده
وإن أهل السنة في دار الحديث بدماج يعيشون هذه الأيام في هذا الشهر الكريم أيامًا رائعة جميلة مليئة بالخير والسرور والطمأنينة، يتقلبون في نعيم عظيم من فضل الله ،من عبادة إلى عبادة ومن خير إلى خير منذ أن يقوم الطالب إلى أن ينام وهو في خير كبير شاغل لليله ونهاره بما يرضي الله عز وجل وبما يزيد من إيمانه ويقوي صلته بربه ويبعد عنه شياطين الإنس والجان، فيكون قلبه خاشعًا متأثرا بالذكر والموعظة والتذكر.
فبعد أن يصلي الطلاب صلاة الفجر ويأتون بالأذكار منهم من يذهب لينام ومنهم من يبقى قليلًا يقرأ القرآن، ثم يذهب ليأخذ قسطًا من النوم لأنه كان طوال ليله في عباده ومنهم من يذهب ليأخذ دوره في الحراسة في أماكن الحراسة.
فإذا قرب الظهر قام الطالب يتوضأ ويصلى الضحى ويمكث في المسجد يقرأ القرآن إلى أن يؤذن لصلاة الظهر ثم يأتي بالراتبة القبلية للظهر ثم يصلي الظهر في جماعة ثم يأتي بأذكار الصلاة، ثم يقوم إلى الدرس العام لشيخنا الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله يومًا في التفسير ويومًا في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، فإذا انتهى الدرس توزع الطلاب في أرجاء المسجد يقرؤون القرآن ويراجعونه والمسجد مزدحم بذلك في موقف عظيم جدًا ،ومنهم من يذهب لبعض الأمور المهمة ثم يعود، فإذا أذن العصر قام الطلاب وصلوا العصر، ثم أتوا بالأذكار، وقام شيخنا الناصح الأمين يلقي على الطلاب درسًا عظيمًا في صحيح الإمام البخاري رحمه الله والطلاب على العادة يحفظون الحديث ويكتبون الفوائد والدرر التي يلقيها شيخنا سدده الله، فإذا انتهى توزع الطلاب في المسجد يقرؤون ويراجعون إلى قرب المغرب ومنهم من يذهب لبعض الأمور.
فإذا أذن المغرب أفطر الطلاب ثم صلوا المغرب ثم انطلقوا إلى العشاء وذهب من كان دوره في الحراسة إلى المترس المعد له.
ثم يعودون بعد العَشاء إلى المسجد يقرؤون ويراجعون إلى وقت صلاة العِشاء ثم يصلون العِشاء والراتبة بعده، ثم يقوم شيخنا حفظه الله ويلقي درسًا بعد صلاة العشاء من صحيح مسلم وجامع بيان العلم وفضله والحطة، مع الإجابة على الأسئلة والنصائح الجميلة والدرر الغالية النفيسة من عالم فطن جزاه الله خير، ثم ينتشر الطلاب فمنهم من يمكث في المسجد يراجع ويقرأ ،ومنهم من يذهب ليأخذ قسطًا من النوم تجهزًا لقيام الليل ثم يعود إلى المسجد ومنهم من يذهب لبعض أعماله.
فإذا بلغ الوقت إلى نصف الليل تجهز الطلاب لقيام الليل-التراويح-وخرج الشيخ أحمد الوصابي حفظه الله وبدأت الصلاة وصلى الشيخ أحمد بصوت جميل أربع ركعات طويلة يصلي اثنتين ثم يقف قليلا لمن أراد أن يتوضأ أو يرتاح ثم يصلي اثنتين ثم يقف قليلا كذلك، ثم يقوم الشيخ يحيى حفظه الله ويصلى كذلك أربعًا يفصل بين كل ركعتين وتسمع صوتا جميلًا من شيخنا وهو يقرأ القرآن ويتلوه بصوت جميل جزاه الله خير، ويصلون بجزأين وتنتهي الصلاة في الأذان الأول، وترى صغار السن والأطفال وكبار السن يحضرون هذه الصلاة الطيبة. وكذلك النساء يحضرن ويصلين في مصلاهن الذي أعد لهن.
وكذلك تقام صلاة التراويح في مسجد المزرعة في نفس الوقت ويصلي بهم الشيخ زكريا اليافع ومعه آخر إلى الآذان الأول. كما أنها تقام صلاة التراويح في جبل البراقة وقد يسر الله بمسجد جديد لإخواننا الحراس في البراقة ، فيقوم الأخ سليمان السنغالي ويصلي بإخوانه جزاهم الله خيرًا، أناس يحرسون وأناس يصلون ويتناوبون على ذلك، وتقام صلاة التراويح أيضا في مسجد الحضن بعد درس العشاء لمن أراد أن يصلي أول الليل وكذلك كبار السن.
فإذا انتهت صلاة التراويح ذهب الطلاب لأخذ السحور ثم يعودون إلى المسجد يراجعون ويقرؤون حتى يؤذن لصلاة الفجر فيخرج الشيخ يحيى ويصلي بهم الفجر.
وعلى هذا لحال يعيش طلاب العلم في دار الحديث يوميًا من فضل الله تعالى صلاة وقراءة قرآن وذكر لله تعالى وعلم وتعليم وتقام بعض الدروس الخاصة وحلقات تحفيظ القرآن للصغار ورباط وحراسة في أماكن الحراس ويتسابقون إلى ذلك جزاهم الله خيرًا، فلله دركم يا طلاب العلم على هذا الحرص الكبير على الخير وبذل الأوقات فيه ليلا ونهارا في هذا الشهر الكريم
فهذه نبذة مختصرة عن حال طلاب العلم في دار التوحيد والسنة
فنسأل الله أن يديم هذا الخير ويحفظ هذه الدار العامرة ويحفظ شيخنا يحيى حفظه الله وجميع إخوانه في هذه الدار وأن يجزي أهل البلاد خير الجزاء على ما يقدمونه في خدمة الدعوة.
تعليق