بِسم اللّه الرحمن الرحيم
شرح رحلتنا إلى دماج والدروس المستفادة منها
الحمد لله كثير الإنعام يرزق من يشاء بغير حساب بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، و أشهد إلا إله إلا اللّه وحده لا شريك له الكريم المنان و اشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى اللّه عليه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد ...شرح رحلتنا إلى دماج والدروس المستفادة منها
يقول اللّه تعالى في كتابه الكريم : وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [ النحل 53 ] ، ويقول سُبحانه وتعالى : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً [ لقمان 20 ] ، ويقول جلّ جلاله : وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ الجاثية 13 ] ، ويقول جلّ شأنه : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [ إبراهيم 34 ، النحل 18 ] و يقول تبارك وتعالى : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [ إبراهيم 7 ] ، ويقول اللّه تعالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [ الضحى 11 ] .
فمن باب التحدث بنعم اللّه علينا أحببت أن أقدم لإخواني شرحا مبسطا لرحلتنا التي قمنا بها لزيارة معقل من معاقل أهل السنة في العالم لا نعلم له نظيرا في زمننا – فيما نعلم – وهو وإن صح التعبير يعتبر جامعة عالمية ليست كالجامعات الأخرى التي أغلب طلابها يلهثون وراء الشهادات – إلا من رحم اللّه وقليل ما هم – جامعة أسست على التقوى - فيما نحسبها – ألا وهي دار الحديث بدماج – حرسها اللّه من كل سوء ومكروه – أسسها الإمام العلامة المحدث الوالد المربي مقبل بن هادي الوادعي رحمه اللّه رحمة واسعة ، ولا أطيل المقدمة ، وأدخل في صلب الموضوع ، فأسأل اللّه أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه و أن ينفع به ويبصّر به قلوب الغافلين إنه سميع الدعاء .
ولقد قسمت هذا الشرح إلى عدة نقاط تسهيلا للقارئ و استيعابا للموضوع و إتماما للفائدة :
1. ما رأيناه في طريقنا إلى دماج من ترحيب مراكز الجيش المنتشرة على طول الطريق والفوائد المستفادة من ذلك.
2. ما رأيناه في طريقنا إلى دماج من البيوت المهدمة من جراء فتنة الحوثي والفوائد المستفادة من ذلك.
3. دخولنا دماج وما رأيناه من الحفاوة من إخواننا الذين هم هناك .
4. العلم والتعليم في دماج .
5. نظرة في دروس الشيخ ( وذكر بعض الفوائد ) .
6. الجلسة الخاصة مع الشيخ وترحيبه بنا وإكرامه لنا .
7. أخلاق طلبة العلم هنالك .
8. لقاءاتنا ببعض المشايخ هناك .
9. خروجنا من دمّاج متوجهين إلى صنعاء .
10. لقاءاتنا ببعض إخواننا في صنعاء .
11. ملاحظة ونصيحة .
فأقول وبالله أقول :
1. ما رأيناه في طريقنا إلى دماج من ترحيب مراكز الجيش المنتشرة على طول الطريق :
كان انطلاقنا إلى محافظة صعدة و التي فيها قرية دماج بعد صلاة الفجر من صنعاء بساعة تقريبا وفي طريقنا إليها مررنا ببعض مراكز الجيش فوالله رأينا منهم عجبا ، رأينا منهم الحفاوة و الترحيب العجيب وخاصة حين أن يعلموا أننا متوجهون إلى مركز دماج فمنهم من يقول لنا : أدعوا اللّه لنا ومنهم من يقول : نحن موصون عليكم ، ومنهم القائل : تفضلوا ، ومنهم من يقول : أنتم شيخكم الحجوري ؟! البرعي ؟! ربيع المدخلي ؟! فنقول له : نعم ، فيقول : تفضلوا ، ويا للعجب من أخبر هؤلاء الذين يمكثون غالب وقتهم في الصحاري وعلى الطرقات متنقلين !! ، أقول : من أخبر هؤلاء بحال هذه الدعوة السلفية المباركة وحال مشايخها إنه شيء والله يثلج الصدر أن جعل هذه الدار يعرف قدرها العامة والخاصة ويكون عندهم هذا التقدير والتوقير لها ولله الحمد والمنة ، فأين الذين يزهدون فيها وينفرون منها ؟! ، قد كان هؤلاء العوام خير منهم حين عرفوا قدرها .
- الدروس المستفادة من ذلك :
يقول اللّه تبارك وتعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [ الرعد 11 ] فلو غيرت الدار عما كانت عليه لغير اللّه قلوب هؤلاء العوام ولكن لما كانت على ما هي عليه بل وزاد نشاطها أقبل اللّه بقلوب عباده إليها ولله الحمد و المنة .
وكذلك ما حصل هذا الاشتهار لهذه الدار والشهادة لها بالخير من قبل هؤلاء – العوام – إلا لصدق أهلها و القائمين عليها – فيما نحسبهم والله حسيبهم – وعلى رأسهم الناصح الأمين حفظه اللّه وسدده ، فوضع لهم القبول في قلوب الناس لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم : (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا ابغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه . فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه . قال : فيبغضونه . ثم يوضع له البغضاء في الأرض )) . رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضيَ اللّه عنه .
فإن الصدق يا إخوان يفعل العجائب !!
2- ما رأيناه في طريقنا إلى دماج من البيوت المهدمة من جراء فتنة الحوثي :
وفي طريقنا إلى دماج – كذلك – مررنا بقرى قد هدمت وأصبحت خاوية على عروشها ؛ و ذلك لأنهم كانوا يأوون أصحاب الحوثي الذين كانوا يقاومون الحكومة اليمنية- وفقها اللّه - ولقد تعاملت معهم الحكومة بكل رفق ولين فلما رأت أن اللين لا يجدي مع أمثال هؤلاء – المفتونين – شيئا لجأت إلى الشدة حتى أصبحت الطريق خالية وآمنة منهم وهذه صور من البيوت المهدمة :
http://www.salafishare.com/arabic/19CBW1W351JQ/R84ZGEC.rar]R84ZGEC.rar - 145.5 Kb
*) الدروس المستفادة من ذلك :
خطر الخروج على ولاة الأمور وعصيان أمره وقبل ذلك عصيان أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم إذ يقول : (( أوصيكم بتقوى اللّه والسمع و الطاعة و إن تأمّر عليكم عبد حبشي )) كما عند الترمذي من حديث العرباض رضيَ اللّه عنه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ((تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، فاسمع و أطع )) ، وغيرها من الأحاديث التي تأمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور وعدم الخروج عليهم بأي نوع من أنواع الخروج : إما بالمظاهرات أو الاعتصامات أو الانقلابات ... ، فلما خالف هؤلاء الغمر الأحاديث الصحيحة الصريحة أذاقهم اللّه الويلات وحلت عليهم النقمات مصداق ذلك قوله تعالى : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ النور 63 ] ، وما حلّ بهم يعتبر من العذاب الأليم و اللّه اعلم ،،
3- دخولنا دماج وما رأيناه من الحفاوة من إخواننا الذين هم هناك .
ووصلنا على دماج بعد صلاة العصر و الشيخ يلقي درسه العام فما أن وصلنا بدقائق إلا استقبلنا إخواننا الذين هم هناك وكانوا في انتظارنا وعلى رأسهم الشيخ أبو بلال الحضرمي ( النحوي ) و الأخ الفاضل أبو مصعب أنيس باسلامة وغيرهم من إخواننا الذين هم هناك فأكرمونا غاية الإكرام ، شكر اللّه لهم إكرامهم وجعله في ميزان حسناتهم .
*) الدروس المستفادة من ذلك :
إن الإنسان يحب أن يزار من قبل إخوانه ، وحبه وشوقه إلى زيارة أهله له – أحب إليه من زيارة غيرهم ،فإذا زير كان عليه إكرامهم لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )) ، وهذا والله لمسناه من إخواننا الذين هم هناك و أن الضيف إذا وجد من مضيّفه الأنس والترحيب أنس به و ارتاح أما إذا وجد منه خلاف ذلك تضايق ونفر منه .
4- العلم والتعليم في دماج :
قد يسمع البعض بعض الشائعات فيصدقها، مثل أن يسمع : أن دماج لا يوجد فيها أحد و أنها خالية من الطلاب وأن طلاب قد ذهبوا ولم يبق إلا النزر اليسير وغير ذلك من الشائعات ، فكل هذه الشائعات كذب و افتراء على هذه الدار فما أن دخلنا المسجد حتى رأينا تلك الوفود – وفود العلم – وذلك الجمع من الطلاب الذي والله ما رأينا ولا سمعنا بجمع مثله في زماننا ، وهذا الجمع يحوي اغلب جنسيات العالم – تقريبا – و المسجد كما أخبرني بعض إخواننا المقيمين هناك أن الصف الواحد يسع تقريبا ( 150) مصليا ، والمسجد فيه ( 35) صف تقريبا فيكون عدد المصلين (5250) وواقعيا يكون نحو( 5000) ، فأين الذين يقولون : إن دماج صارت خالية من الطلاب ، قد ذهبنا ورأينا كذبهم ، ألا فلترحلوا إن كنتم صادقين فتنظروا بأعينكم قبل أن تتفوهوا بمثل هذه الأكاذيب ، و إلا نخشى عليكم أن تكونوا ممن يتحرى الكذب فيصدق عليه قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : (( و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللّه كذابا )) فتكونوا أصحاب فجور فنخشى عليكم من دخول النار و العياذ بالله .
فالكل هناك مشتغل بطلب العلم فأوقاتهم كلها طاعة بل هم في أجل الطاعات يتقلبون وبالعلم إلى ربهم يتزلفون ولله الحمد والمنة .
وهذه نصيحة أوجهها إلى كل من يسمع ويصدق مثل هذه الشائعات الكاذبة والأراجيف المغرضة أنصحهم ألا يصدقوا مثل هذه الشائعات و ما حكينا إلا بما رأينا وشاهدنا ، ولقد شاهدنا كذب هؤلاء القوم وفجورهم وحقدهم وحنقهم على الدار وشيخها طريقة أسلافهم الذين مضوا من قبل - البكري وأبا الحسن و أضرابهم - ، فإياك إياك أخي أن تغتر و تصدق مثل هذه الشائعات – فليس الخبر كالمعاينة – فاذهب بنفسك لتنظر وتعرف كذب القوم إن كنت تريد الحق و الرشاد أسال اللّه أن يجعلك من أهله .
*) الدروس الستفادة منها :
الحث على طلب العلم وأن الإنسان قد يحصل له فتور وخمول عن طلب العلم فعندما يرى مثل هذه الدور والمراكز ترتفع همته ولكن قد لا يتمكن من الرحلة إلى هذه المراكز لسبب من الأسباب فأنصحه بالقراءة في سيرة السلف الصالح وكيف كان جدهم واجتهادهم وتحصيلهم للعلم فهذا مما ينصح به علماؤنا ومشايخنا رحم اللّه الأموات وحفظ الأحياء منهم ، فإنه أدعى إلى رفع الهمة .
5- نظرة في دروس الشيخ ( وذكر بعض الفوائد ):
ومما أنعم اللّه به علينا أن هيأ لنا الجلوس في حلقات العلم في تلك الدار وعلى رأسها حلقات ودروس الناصح الأمين حفظه اللّه تعالى الخاصة والعامة ولله الحمد والمنة ، وقد استفدنا منها خيرا كثيرا ، ويا للعجب من الفوائد و الدرر التي تخرج من فيّ الشيخ حفظه اللّه ما رأينا مثلها قط ، فوائد في كل فن تقريبا في المصطلح والفقه في السيرة وحتى في الطب ، إي والله حتى في الطب فإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على غزير علم الشيخ حفظه اللّه فوالله ما رأيناه إلا عامرا وقته بالعلم والتعليم وقد حضرنا له زواجا لأحد بناته من أحد أبنا إخوانه ومع هذا لم يعرقله الزواج عن إقامة دروسه العامة والخاصة – يا سبحان اللّه - وتتمة للفائدة أذكر بعض الفوائد التي استفدناها من دروس الشيخ العامة فمنها :
- في المصطلح : عرّف الشيخ الحديث المقطوع بأنه : الموقوف على التابعي ، والموقوف بأنه الموقوف على الصحابي وقد يطلق على المقطوع موقوفا إذا عيّن فيقال : موقوف على سعيد بن المسيب ، أو موقوف على الزهري ...
- في الفقه : أنه إذا تبينت العيد قبل الزوال وجب على الناس أن يصلوا صلاة العيد من حينها ، وإذا تبينت بعد الزوال تُأخر إلى اليوم التالي ، و أنه لا يجمع بيت صلاتين في مطر لعدم ورود الدليل .
- في التفسير : من تفسير ابن كثير عند قوله تعالى : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) [ الأنفال ]
فيه أنه من تاب ثم رجع إلى الذنب مرة أخرى فيكون الإثم أعظم والذنب أعظم ، وفيه الحث على قتال الكفار ، وفيه أن القتال رحمة للمؤمنين .
- في الطب : ذكر حفظه اللّه أن الماء البارد ينفع لمن أصيب بإغماء وذلك لأن الجسد يشتد وربما اشتد القلب فيحصل الغشيان هذا في بعض الحالات ، ذكر الشيخ حفظه اللّه هذه الفائدة في درس صحيح البخاري باب : سكرات الموت ، وذكر بعدها فائدة أكل الحلو بعد الصيام من كتاب سبل السلام ، نقل الصنعاني عن الحافظ في الفتح هذه الفائدة وهي : الْحِكْمَةُ فِي اسْتِحْبَابِ التَّمْرِ مَا فِي الْحُلْوِ مِنْ تَقْوِيَةِ الْبَصَرِ الَّذِي يُضْعِفُهُ الصَّوْمُ أَوْ ؛ لِأَنَّ الْحُلْوَ مِمَّا يُوَافِقُ الْإِيمَانَ ، وَيَعْبُرُ بِهِ الْمَنَامُ وَيُرَقِّقُ الْقَلْبَ وَمِنْ ثَمَّةَ اسْتَحَبَّ بَعْضُ التَّابِعِينَ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى الْحُلْوِ مُطْلَقًا أ.هـ المراد
*) الدروس المستفادة من ذلك :
هذه الفوائد لم تأت عفوا و إنما إن دلت على شيء فإنما تدل على تمكن الشيخ من العلوم ومؤلفاته خير شاهد على ذلك فربما يذكر الفائدة أو الحكم ويستنبطه استنباطا من كلمة أو كلمتين كما قال حفظه اللّه في تفسير قوله تعالى : نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ : فيه الحث على قتال الكفار ، وغيرها من الفوائد والدرر ، ووالله إنها مجالس تشد إليها الرحال وحريّ أن تزدحم حولها الركب فاللهم عجّل لنا بذلك .
6- الجلسة الخاصة مع الشيخ وترحيبه بنا وإكرامه لنا:
و أكتفي برفع هذه المادة الصوتية [ ملاحظة : سيتكلم أولا الشيخ أبوبلال ثم الشيخ يحيى حفظهما اللّه ] : رابط التحميل :
http://www.salafishare.com/arabic/198YEE4ZCSZH/05OUANZ.amr]05OUANZ.amr - 3.5 Mb
رابط مباشر : http://www.salafishare.com/arabic/198YEE4ZCSZH/05OUANZ.amr
*) أما الدروس المستفادة من ذلك :
أن جلوس الشيخ مع ضيوفه و إجابته لأسئلتهم يدل ذلك وغيره على تواضع الشيخ وخفض الجناح لطلابه وزائريه ؛ الناتج عن غزير علمه حفظه اللّه فإن المؤمن كلما زيد في علمه زيد في تواضعه كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم عليه رحمة اللّه في كتابه الداء و الدواء ، قال رحمه اللّه : من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته. وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره. وكلما زيد في عمره نقص من حرصه. وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله. وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم . أ.هـ.
7- أخلاق طلبة العلم هنالك :
من الملفت للأنظار أنك ترى طلبة العلم هنالك أصحاب أخلاق عالية ورفيعة ، هذا يكرمك و إن لم يعرفك وذك يعطيك الكلمة الطيبة وهذا يبتسم في وجهك ، فأسأل اللّه أن يرزقنا من فضله !!
*) الدروس المستفادة من ذلك :
كل تلميذ يقتدي ويتأثر بشيخه فلو كانت أخلاق الشيخ ـ حفظه اللّه ـ غير ما ذكر ـ وحاشاه ـ لكان الطلاب مثله ولكن لما كانت أخلاقه رفيعة عالية اكتسب الطلاب من أخلاقه كل بحسبه وقد ذكر الذهبي في السير( 3/316) أنه : كان يجتمع في مجلس أحمد [ ابن حنبل ] زهاء [ نحو ] خمسة آلاف أو يزيدون نحو خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت. أ.هـ فهذه هي أخلاق الشيخ حفظه اللّه وهذه أخلاق طلبته الذين هم حوله .
8- لقاءاتنا ببعض المشايخ هناك :
ولقد تم لنا – بحمد اللّه - اللقاء ببعض المشايخ هناك كالشيخ جميل الصلوي ، والشيخ محمد حزام والشيخ الرازحي ( صاحب الحصن المختار ) وعلى رأسهم شيخنا أبو بلال الحضرمي (النحوي ) حفظهم اللّه وكانت مجالسهم عامرة بالفوائد والنصح والتوجيه وأكثر ما ينصحون به : تقوى اللّه وإخلاص العمل لله تبارك وتعالى شكر اللّه لهم نصحه وتوجيههم .
9- خروجنا من دماج متوجهين إلى صنعاء :
ثم بعد ذلك غادرنا دماج سائلين المولى أن يعيدنا إليها مرة أخرى لكي ننهل من علومها ، غادرنا تلك الدار الحبيبة متوجهين إلى صنعاء حيث مركز الشيخ محمد الصوملي هناك فوصلنا إلى صنعاء بعد صلاة العصر و الشيخ كان في درسه العام فما أن انتهى من درسه حتى استقبلنا فرحب بنا وأكرمنا ونصحنا بنصائح قيمة فجزى اللّه الشيخ والقائمين على مركزه خير الجزاء .
10- لقاءاتنا ببعض إخواننا في صنعاء :
قد كنت في شوق لأن ألتقي بإخواني في صنعاء كالغرباني والعنقي والكحلاني وغيرهم كما كنت كذلك حريصا أن التقي بأخي أبي مصعب الحجوري في دماج ولكن قدر اللّه فلم يكتب اللّه لي لقياه ، ولكني إلتقيت في صنعاء بأخي حسين الكحلاني – حفظه اللّه - لأنه كان الأقرب إلى المكان الذي نحن فيه فالتقيت به واستضافني في شقته و أكرمني وأحسن نزولي فقد كان حريصا على أن نلتقي شكر اللّه له إكرمه وحسن ضيافته و سألته عن بعض الإخوة و أين يقطنون فأخبرني بأمكنتهم كما سألته عن أخينا الغرباني فأخبرني أنه يسكن في مكان بعيد من المكان الذي نحن فيه ، فرفعت سماعة الهاتف واتصلت به فما أن عرفني حتى رحب بي ولقد تمنى أن نلتقي لولا أنه كان مسافرا ، فقد كان يكلمني من محافظة ( إب ) وقال : كنا نحب أن نلتقي ونجلس مع بعض وكان حريصا على ذلك ، شكر اللّه له حسن إكرمه فقد أكرمنا بأخلاقه وكلامه وإن لم يتمكن بفعاله ، وأعتذر من بقية إخواني الذين لم ألتقي بهم وذلك لعدم علمي بمحل إقامتهم .
*) الدروس المستفادة من ذلك :
أهل السنة و هم أهل الحق كانوا ولا زالوا يتخلقون بالأخلاق الحسنة والجميلة لما هم عليه من سلامة منهجهم وضوح سبيلهم فإنه لا يجمعهم دينار ولا درهم ولكن جمعهم الكتاب والسنة فهم لا يرضون عنه بديلا فلا يرضون بالحزبيات ولا بالجمعيات فإنهم يرفضونها أشد من رفضهم للطعام الفاسد ، لأنه قد استبان لهم الطريقان طريق الهدى وطريق الضلال .
11- ملاحظة ونصيحة :
لابد أن أشعر إخواني أن الزيارة كانت لمراكز أهل السنة باليمن كالشيخ البرعي والإمام والذماري وغيرهم وكانت زيارة موفقه ولله الحمد وقد عرضت عليهم بعض الأسئلة من قبل إخواننا ومن تلك الأسئلة سؤال عن الشريط المسمى : [ القول الجلي في بيان حال الكذاب المفتري يحيى بن علي الحجوري ] فكان المشايخ ينكرون عليه أشد النكير وكانوا حفظهم اللّه يشمئزون من العنوان فقط فضلا عن سماع محتواه وقال الشيخ الإمام حفظه اللّه : " كما اخبرنا الإخوة أن صاحب الشريط مجهول ولا يجوز لنا أن نقبل كلام المجاهيل " وقال " أن هذا المجهول يفتح بابا لمن يريد يثير القلاقل و... و النزاع إلى آخره ولو أعدنا النظر أن من أسباب ما جرى بين الصحابة من تقاتل أنه كان بسبب الحركات المجهولة التي كانت تعمل باسم الأخيار " ، وكانوا يثنون على الناصح الأمين فأين الذين يزعمون أنهم مع العلماء ؟! وفي الأخير أوجه نصيحة إلى الذين يصدقون مثل هذه الشائعات : أن دماج قد أصبحت خالية من الطلاب وغيرها ، فو اللّه ما حكينا إلا بما رأينا ، وأن ما رأيناه خلاف ما سمعناه من هؤلاء المفتونين – قاتلهم اللّه - فإن كنت غير مصدق فاذهب بنفسك لتنظر إلى كذب القوم وما ينقمونه على تلك الدار وأنهم ظالمون وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين .
والحمد لله رب العالمين .
تعليق