وصفة طبية كانت سبباً في تدهور صحة
الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
ذكرت مؤلفة كتاب ( الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة ) - وفقه الله - هذه الحادثة :
وأما الطبيب البارع عبد الملك الجزائري فلا تسأل عما قام به من الخدمة العظيمة للشيخ رحمه الله فهو الناصح زعم الذي دل الشيخ رحمه الله على الصيام عن الطعام والاقتصار على ماء زمزم لمدة شهرين، ولا يُظن أنه يصف الدواء عن هوى فإنه لم يصف له هذه الجرعة، ولم ينصحه بهذا الدواء إلا بعد ان طلب منه بعض الفحوصات، ونظر فيها ليُوهم المريض بأنه لا يتكلم إلا عن علم ومعرفة.
وهكذا صُور لنا في أول الأمر أنه أخ فاضل محب ناصح، وما هي إلا أيام قليلة وبدأ التعب يظهر على ملامح الشيخ رحمه الله، وإذا بالمعلومات تأتينا بأن هذا الرجل ممنوع من العمل من قِبل الوزارة، وأنه قد نصح أناس بهذه النصيحة وماتوا قبل انتهاء المدة التي حددها لهم.
وأما الشيخ فلا تسأل عن حاله من بعد هذه النصيحة التي كانت سببا لتدمير حياته، فقد كان رحمه الله يتمتع بشرب العسل ويأكل بعض المأكولات المفيدة، ويستعمل بعض الأدوية التي تعينه بإذن الله سبحانه وتعالى، ولكن بعد هذه النصيحة اشتد مرضه وانتفخ بطنه وازداد سقمه، وما إن بلغ خمس وعشرين يوماً من العمل بالنصيحة وإلا وأُسعف إلى المستشفى رحمه الله، وهكذا من ذلك اليوم وصحته في تدهور، والاستسقاء يتكرر معه بسرعة هائلة حتى سبب له ذلك جراحات في بطنه أسأل الله أن يجعلها مكفرات لذنوبه كيف لا وقد قال عليه الصلاة والسلام: "ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب، ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
وأما هذا الطبيب الفاشل فأسأل الله العظيم إن كان متعمداً في أذية شيخنا رحمه الله أسأل الله أن ينتقم منه بما يستحقه في الدنيا، والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منقول من كتاب :
الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة صــ (37-38).
الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة صــ (37-38).
تعليق