الجوهر النقي
في إبطال بعض المزاعم والإشكالات
(حول حزبية البربراوي الغوي)
(الحلقة الأولى)
َكتبَه ُ
أبُو إسْحَاق عَبْد النَّاصِر الْعَلَوِي السَّعَدِي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فهو المهتدي ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فإن عدول الشخص عن الحق بعد ظهوره ووضوح معالمه وحقائقه- مع علمه به- وإصراره على ذلك، وبحثه الشبه الواهيات , من الأسباب المؤدية إلى صرف الله عن قلب ذلك الشخص قَبول الهداية ؛ لا لأمر آخر , بل عقوبة له على زيغه الذي اختاره لأنفسه , والله المستعان.
يقول الله سبحانه وتعالى:( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف : 5].
ولا عذر له في ذلك فقد بانت الحجة لمبتغيها , وظهرت المحجة لمريديها , ولقد أحسن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، حيث يقول: "لا عذر لأحد بعد السنة، في ضلالة ركبها، يحسب أنه على هدى". انظر:["الحجة في بيان المحجة " (2 /472) , و"الدرر السنية " (4 / 253)].
ومما يروج به البعض بين الفينة والأخرى , إشكالات هزيلة , وتدليسات عمياء, (دسا للدسم في السم!), ومغالطة على بِلَّه!! وتلبيساً على الدهماء ؛ وقد تولى كبر هذه الإشكالات وتأسيس دعائمها- إن كان لها دعائم- نفر من الحيارى وفي مقدمتهم أحد المنتكسين -ولا حاجة لي في ذكر اسمه فكل يعرفه- وتابعه عليه نفر آخرون.
***
ومدار إشكالهم المزعوم-هداهم الله-:
(أن تحزيب المشايخ ومنهم شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله للمدعو (البربراوي-هداه الله-) كان خطئاً من قِبل الذي عرض له([1]) القضية , فحكم عليه الشيخ اعتماداً على نقله , وقد تراجع الناقل عن تحزيبه للمذكور – واعترف أن " الخطأ ممن سألها هؤلاء المشايخ وصور لهم بصورة خاطئة" , فمع هذا لا يصح تحزيب الشيخ للمذكور, لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره).
***
تمهيد
أمام نقد الإشكال
أولاً:
أن هذا الإشكال عرضه -مع ما فيه تكلف واضح من قائله!- يغني عن رده وكما قيل(شنشنة أعرفها من أخزم!).
وصاحب هذا الإشكال! , يعرف ذلك , ومهما حاول الشخص صناعة الزيف والدعاوى في الظاهر, فأعماق قلبه وصدره يوقن أنه ليس ثمة مسرب للكذب , ومخرج عن الحقائق ؛ ولكن ( وراء الأكمة ما وراءها !!) سينجلي عما قريب.
بل الحزبي المذكور وشلته , و(لجنته المتعصبين له!) , يعلمون أن هذا محض هراء لا غير , وأن صاحبها ( وقع في وادي خدبات) كما يقال , ولا مناص عنه إلا ترك التلبيسات.
ثانياً:
اعلم- هداني الله وإياك- أن ثبوت الحكم متفرع عن أمرين أو ثلاث:
1-ثبوت الأشياء المنقولة عن الشخص المحكوم عليه , لأن هذا هو الأساس الذي يبنى عليه غيره , والحكم فرع عنه.
2-أهلية الحاكم لإصدار الأحكام.
3- وأيضاً أن تكون الأشياء التي يحكمها الحاكم , مستحقة للحكم المناسب لها -دون إفراط أو تفريط- .
فإذا علمت هذا فاعلم:
أن هذا الإشكال المزعوم يرتكز مداره على الأمر الأول- أصالة -, ثم على الأمر الثالث ثم الثاني -تبعاً-.
وفي الأمور الثلاثة سنلقي الأضواء على تجلية أغباشها وإنارة أغطاشها -باختصار- , إن شاء الله تعالى في هذه الحلقة المباركة.
***
فأقول مستعيناً بالله :
إن صاحب هذا الإشكال لا يخرج عن احتمالين – أحلاهما مر-:
❶الاحتمال الأول:
إما أن يقول :( أن الأمور التي نسبت إلى البربراوي وشلته ,غير ثابتة عنه!) ([2]) ,وأن الشيخ حفظه الله اعتمد على تحزيبه بأمور غير ثابتة عنه البته.
فأقول:
هذا من المحال ,بل (إن خرط القتاد ، دون هذا الإيراد!) , ولا يخفى على القارئ الحصيف مما في هذا الكلام من طعن جلي ورمي خفي, على شيخنا حفظه الله , بالتسرع والغفلة وعدم التثبت وعدم الإدراك بما يدور حوله , وهذا مما ينكره الواقع بل وأصحاب الحزبي!! المذكور يصيحون- إن أنصفوا- بإنكار ذلك قبل غيرهم.
❷الاحتمال الثاني:
وإما أن يقول : (أن الشيخ حزّب المذكور بما لا يستحق التحزيب!!) , وهيهات, هيهات أن يثبتوا ذلك بالحجج والبراهين.
قلت:
فهذان الإلزامان لا محيد ولا محيص عنهما ؛ إذ مدار هذا الإشكال لا يخرج عن هذين الأمرين , ومن ظن غير ما ذكرنا فإنما يتعسف طريقاً مبهماً ، أو يركب رأياً مظلماً!!..
وكلا الأمرين سأتعرض لهما بكشف زيفهما وبطلانهما - إن شاء الله-
***
جواب عن هذا الإشكال المزعوم
(مع بيان بطلان كلا الاحتمالين)
أقول-مستعينا بالمولى عز وجل- :
وبيان هذه القضية الشائكة ,- بتوضيح يكشف معضلها ويفصل مجملها من غير إيجاز مخل ولا إطناب ممل ([3]), مقتصرًا فيه على أوضح([4]) البراهين- يكون بالنقاط التالية :
النقطة الأولى
بيان بطلان الاحتمال الأول:
( أن الأمور التي نسبت إلى البربراوي غير ثابتة عنه)
وأما قولي : أن قول القائل:( أن الأمور التي نسبت إلى البربراوي غير ثابتة عنه) , من المحال !! (بل خرط القتاد أيسر منه، ولقط الرمل أسهل منه) , لأن هذا مما ينكره كل من وقع هذا الكلام على سمْعه- من المنصفين!!- ؛ بل الحزبي المذكور وشلته يعلمون من قرارة أنفسهم مدى تكلف وتعسف الوضح في هذا الادعاء , وإنه "أقاويل لا عبرة بقائلها وتمويهات يظهر الكذب على مخايلها"([5]) ؛ فضلاً أن يدندن المدندن : " اعْتُمد فلان !!, ونقله فلان!!, وحلف عليه فلان أمام الشيخ!!, وأمثالها من المغالطات التي تضحك الثكلى! قال تعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج : 18] ومن جعل نفسه عرضة للهوان فلا يلومنّ إلا نفسه. ؛ لكن بعض أناس كما قالت أعرابيةٌ :(لهم صبر على غصص الهوان).
■ ومما يؤكد ذلك , أن المتعصبين للحزبي المذكور دافعوا عنه :
① بالأشرطة تارة :
1) كما سجله المتعصب الأعمى المتعالم المغرور الخنفشاري([6]) المدعو بـ(ابن حبيب), شريطا- تخبط وتكلف وتقيء فيه الشبه الواهية –:
⧫ أجاز الظهور في شاشات التلفاز.
⧫ وجواز إنشاء الجمعيات المحدثة.
⧫ وأجاز تدريس النساء بدون حائل أو ستار.
2) وكذلك سجل البربراوي في إحدى دروسه شريطاً يدافع فيه عن مخالفاته , كالاختلاط , وتدريس النساء بدون ستار.
② وبالكتب تارة :
3) كما (لفلفه الجويهل الأعمى المدعو بـ(أحمد بن أبي بكر) رسالة- خلط الماء باللبن- سماها "فتاوى العلماء الأكابر", حشر فيها بعض فتاوى العلماء المرجوحة أو القديمة التي تراجع عنها صاحبها , ليُلبس على الناس أن عنده فتاوى العلماء- والله المستعان-.
وجمع في هذه الرسالة معاصي كثيرة دافع عنها بشدة والتي منها :
⟐ تجويز الدراسات الاختلاطية بين الرجال والنساء في التعليم.
⟐وتأسيس الجمعيات المحدثة.
⟐وتدريس النساء بدون ستار ويدندنون على قولهم المشهور "إن أمنت الفتنة " ,-والله المستعان-.
⟐ وظهور شاشات التلفاز لأجل مصلحة الدعوة زعموا!! وليس هنا محل مناقشة تلك الأمور فقد نوقشت وبيّنت من قبل ومن بعد.
4) ومن ذلك ما لفقه بعض المتعصبين له مطوية صغيرة يدافعون فيها عن تلك المسائل , وخرجت باسم(لجنة([7]) مسجد الأنصار) .
قلت:
وكما قيل: (حتفها تحمل ضأن بأظلافها) ؛ فهذا اعترافات من البربراوي وشلته المتعصبيين , بهذه الأمور التي نسبت إليهم ونقلت إلى المشايخ حفظهم الله , قال تعالى:(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [يونس : 32].
إذن فهذا الباب حجته واضحة وبراهينه لائحة وشواهده ساطعة... فلا داعي لإنكاره وإخفاءه.
ولكن حال البعض كما قال الشاعر:
( قد تُنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ ***وينكر الفم طعم الماء من سقمِ )
⦿ وأما المخالفات الأخرى([8]) - التي سارت بها الركبان -:
والتي نسبت إلى الحزبي المذكور وشلته كأحمد عيد الدرويش ,وياسين القطبي , فكثيرة , شأنها شهير، وأمرها خطير! , منها :
⦾اجتماعاتهم مع بعض الحزبيين كالقطبيين والإخوان المفلسين , والاعتصاميين, والثناء على بعض المنحرفين
⦾ و نشر كتب وأشرطة كبار المبتدعة الحزبيين والتجارة فيها.
⦾وكثرة السكوت عن أباطيل أصحابهم .
⦾ وضعف إنكار منكرات غيرهم من الحزبيين .
⦾ والافتراءات والبهت على أهل السنة الناصحين , والطعونات فيهم , وعدم قبول نصائح الناصحيين الناقدين .
⦾وتقليب الحقائق , والتلبيس والتمويه والتنفير ,والغش والكذب , والتلون وتعداد الوجوه .
⦾ واستخدام التقية والتستر.
⦾والتناقضات على حسب الأغراض .
⦾وإهانة الدعوة بالتسولات من الحزبيين والجمعيات الحزبية.
⦾واستخدام الصندوق التسولي المحدث ونحوه لجمع الأموال.
وغيرها من المخالفات المردية , مما هو معروف مشتهر عنهم , يعرفه كل من عايشهم , وصاحبهم. ([9])
***
النقطة الثانية
بيان بطلان الاحتمال الثاني:(أنه حُزِّب بأمور لا تقتضي التحزيب!)
أظن أن الكلام طاب بما يكفي في النقطة السابقة, وأثلج صدر كل منصف غير متعسف , وأقول له (اشدد يديك بغرزه !).
قال الشاعر:
(ألم تَرَ أنَّ الحقَّ تلقاهُ أَبْلَجاً *** وأنَّك تلقَى باطِلَ القومِ لجْلَجا)
وقال أبو العتاهية:
إذا اتضح الصواب فلا تدعه****فإنك كلما ذقت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا****كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي****أأخطأ في الحكومة أم أصابا
وفي هذه النقطة أقول مستعيناً بالله , لتوضيح ما شرعت توضيحه بإذن الله -:
تمهيد
اعلم أيها القارئ المنصف : أن هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها بنفسها كما يقال:
الأولى: هل هؤلاء الناقلون زادوا أمور كاذبة مختلقة عما كان ثابتاً من الحزبي المذكور أو لا ؟
الجواب: لا , وألف لا , وأتحدى هؤلاء وغيرهم أن يأتوا بذلك.
الثانية : إذن , إذا كانت هذه الأمور التي عرضت لشيخنا يحيى حفظه الله ثابتة عن الحزبي المذكور وشلته, فهل حزبه شيخنا -حفظه الله- بأمور لا تقتضي التحزيب؟
الجواب أيضا : لا .
⦿ولا يقول مثل هذا إلا من أعماه الهوى والتعصب أو لا يعرف قدر الشيخ حفظه الله، وشدة تحريه , وورعه , مع ما حَبَاه الله تعالى من علم ورسوخ فيه.
وشهادة أهل العلم المنصفين لشيخنا حفظه الله بذلك معروفة مشهورة , وأنه "من العلماء العاملين الدّاعين إلى الله تعالى على علم وبصيرة، وأن الطاعنين في علمه، المسقطين لمنزلته، غشّاشون خائنون، كذّابون مفترون". وإذا أردت تفصيل ذلك فراجع" نصب المنجنيق" للشيخ يوسف الجزائري.
⦿وشيخنا يحيى حفظه الله , صبر وتحرى ونصح البربراوي وشلته, واستمر هذا النصح ما يقارب سبع سنين!! ولم يقبل من الشيخ النصح, بل أرسل الشيخ حفظه الله إليهم شيخين فاضلين وهما أبو عمرو وزايد الوصابي حفظهما الله فأساؤوا الأذب مع الشيخين وأغلقوا مساجدهم عنهم فرجعوا إلى اليمن, فأرسل الشيخ يحيى حفظه الله للبربراوي وأذنابه نصيحة فقال حفظه الله:" :"اتق الله يا بربراوي" وقال أيضا:"... الصوفية يحترمونهم وتركوا يتكلمون في مساجدهم وأنتم تغلقون مساجدكم". فأبى البربراوي النصيحة.
⦿ وكذلك نصحهم الشيخ الوالد ربيع -وفقه الله- حيث أرسل ( د.عثمان ) , للبربراوي وأصحابه , وكان مما ناصحهم فيه: (أن يبتعدوا عن إبراهيم محيميد ) قال: ( د.عثمان ): أخبرت من يخصه.- أي البربراوي وأصحابه-.
⦿ومما يدل على شدة تحري الشيخ وعدم تسرعه بهم وبحكمهم:
⟡ أن غيره من مشايخ اليمن حكموا قبله بعدة سنين بانحراف هؤلاء ؛كما أخبرنا ذلك أخونا الفاضل أبو سفيان الزيلعي: ( أنه ذهب هو وبعض من افتتن في الآونة الأخيرة مثل: رشيد بن عقه؛ وأحمد عيد!!, وحسن بن عثمان المعروف بــ"القصير" , قبل عدة سنوات إلى محمد بن عبد الله الملقب بالإمام وعبد العزيز البرعي ومحمد بن عبد الوهاب الوصابي –هداهم الله- فعرضوا عليهم بعض أخطاء البربراوي مثل:
⟽تعاونه وعدم تميزه عن الحزبيين.
⟽وتضييقه للإخوة والدعوة.
⟽ودفاعه عن بعض المتلوثين بالجمعيات مثل مصطفى بن جبوبه الحسني وغير ذلك من مخالفاته العديدة المديدة .
فحكم كل واحد من هؤلاء المشايخ-وفقهم الله- بأنه منحرف!!!).اهـ
وقد حصلت تلك القضية قبل تحذير الشيخ حفظه الله ,من هؤلاء فاعتبروا يا أولي الأبصار.
⦿وأيضا مما يدل على تحري شيخنا -حفظه الله - وطول نصحه لهؤلاء:
⟽ أن البربراوي انتقد قديماَ على ياسين القطبي بمسائل كثيرة ثم عرضها على الشيخ ربيع وفقه الله فحكم الشيخ ربيع بأن من كان هذا حاله فهو قطبي , وحصل بين البربراوي وياسين ردود عنيفة ؛ ثم بعد ذلك تصالحا مع أن ياسين كان باقياً على حاله". وهذه القضية معروفة!!! حتى عوام بلادنا يعرفونها , وقد حصلت تلك القضية أيضاً قبل تحذير الشيخ حفظه الله ,من هؤلاء فاعتبروا يا أولي الأبصار.
قال أبو العتاهية:
رأيت الحق لا تخفى ولا تحصى شواكله***لعمرك ما استوى في الأمر عالمه وجاهله
■ نقض الإشكال ■
وأما قول أنه(حُزب بأمور لا تقتضي التحزيب!) فهذا مما لا يتجرأ عليه صاحب الإشكال ولا غيره , القول به إلا المتعصبة الأقحاح ,كما فعله المتعصب العاوي المدعو بـ(ابن حبيب!) المتعالم (الخنفشاري!), حيث أراد إسقاط جرح الشيخ وجعله من جملة الذين لا يقبل جرحهم.
****
خلاصة في بيان صحة الحكم الذي حكمه ونزله
شيخنا العلامة يحيى الحجوري وغيره من المشايخ حفظهم الله
على البربراوي الحزبي( هداه الله)
ومن المعلوم متى يحكم على الرجل بالبدعة , وذلك إذا خالف أصلاً من أصول الدين, أو أغرق في الجزئيات, فقد حقق ذلك الإمام الشاطبي في "الاعتصام", فكفى وشفى, فإنه قال: (2/200) ط دار المعرفة: ( الفِرِقُ إنما تصير فِرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنىً كلي في الدين, وقاعدة من قواعد الشريعة, لا في جزئي من الجزئيات, ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات, فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة, عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة, كما تصير القاعدة الكلية معارضة – أيضاً-).اهـ
وخلاصته:
إن الإنسان يكون مبتدعاً مخالفاً للفرقة الناجية بمخالفة قاعدة وأصل كلي من أصول الشريعة, أو بالإكثار من المخالفة في الجزئيات لإفضائها إلى معارضة الشريعة ؛ وتكون هذه المخالفة إما بالزيادة أو بالنقص.
قال الإمام ابن الوزير في "إيثار الحق على الخلق" (ص/85): اعلم إن منشأ معظم البدع يرجع إلى أمرين: الزيادة في الدين بإثبات ما لم يذكره الله ورسله من مهمات الدين الواجبة, والنقص منه بنفي بعض ما ذكره الله تعالى ورسله من ذلك بالتأويل الباطل. اهـ ([10]).
ولا شك أن البربراوي وشلته خالفوا:
■ أصولاً منها:
1. الولاء والبراء الضيق.
2. ثنائهم ودفاعهم عن بعض المبتدعة الحزبيين وتجويز الدراسة عند بعضهم ,ونشر أشرطتهم وكتبهم , وارتباطهم بالجمعيات الحزبية.
3. مشيهم مع المبتدعة والجلوس معهم بل معانقتهم والتدريس معهم.
4. السعي الشديد من البربراوي وياسين وأحمد عيد وحزبهم في الطعن في أهل السنة وإيذائهم والتضييق عليهم بشتى الوسائل.
■ وكذلك أغرقوا في جزئيات كثيرة!! منها:
1. توجيزهم الدراسات الاختلاطية بين الرجال والنساء في التعليم .
2. وتأسيس الجمعيات المحدثة.
3. وتدريس النساء بدون ستار ويدندنون على قولهم المشهور "إن أمنت الفتنة " , - والله المستعان-.
4. وظهور شاشات التلفاز لأجل مصلحة الدعوة زعموا!! حتى مع الجزبيين. والله المستعان.([11])
الخلاصة:
△وبهذا يتضح – بحمد الله – صحة الحكم الذي نزّله شيخنا العلامة يحيى حفظه الله على البربراوي ,وأحمد عيد بأنهما حزبيان , فلله ذره من مشفق ناصح صابر.
△وأيضاً حكم الشيخ ربيع حفظه الله على ياسين بن إبراهيم بأنه قطبيّ ولا كرامة.
***
النقطة الثالثة
نقض على محور الإشكال
وإذا زدت توضيحاً لبيان زيف وبطلان هذا الإشكال , ومغالطة من يدعي أنه لم يقنع بجلسة الشيخ حفظه الله لأجل أن الناقل - نفسه – تراجع. ومحور هذه الشبهة :(أن الناقل الذي اعتمده الشيخ حفظه الله في تحزيب المذكور تراجع عن تحزيبه إذا فماذا تعتمدون أنتم).
أقول- مستعينا بالله-: الجواب عن هذه الشبهة يكون من وجوه:
الوجه الأول:
أن طرق الذي اعتمدت على تحزيب البربراوي سواء من شيخنا حفظه أو من غيره من المشايخ , كثيرة وليست طريق هذا الناقلالمنتكس فقط وبيان ذلك:
طريق ثاني:
■■ ألم يقل الشيخ حفظه الله فوق الكرسي-لما كثرت عليه أسئلة الناس حول البربراوي , وهو يوجه الخطاب على الطلاب- ماذا عليه البربراوي؟
فقال الطلاب: يخرج من التلفاز.
فقال الشيخ من يصدر منه ذلك؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
ثم قال الشيخ: وماذا عليه البربراوي؟.
فقال الطلاب: يدرس في الجامعات الاختلاطية . فقال الشيخ من يصدر منه ذلك أيضاً؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
ثم قال الشيخ: وماذا عليه البربراوي؟.
فقال الطلاب: يدرس النساء بدون ستار . فقال الشيخ من يصدر منه ذلك ؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
ثم قال الشيخ: وماذا عليه البربراوي؟.
فقال الطلاب: مرتبط بالجمعيات الحزبية . فقال الشيخ من يصدر منه ؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
فقال الشيخ -مقالته التي اشتهرت بين الطلاب-: إذن فقد أفتيتم أنفسكم([12]).
وعلى هذا أقول:
فماذا تقولون في هذا الجمع الغفير من طلاب العلم السلفيين هل كلهم –تتابعوا – على تصوير وعرض القضايا للشيخ حفظه الله بصورة خاطئة؟!!...هذا من المحال!!.
طريق ثالث:
■■ ألم يجلس مع الشيخ أبي عمرو عدد من طلاب العلم السلفيين- حفظهم الله من كل سوء ومكروه- من مدينة (برعو) , الذين كان بعضهم غير مقتنعين آنذاك بالحكم الذي خرج من الجلسة التي وقعت عند الشيخ يحيى حفظه الله([13]).
ألم يسأل هؤلاء الإخوة -وكان معهم الأخ أبو عقيل([14])- الشيخ أبا عمرو حفظه الله, وذكروا له الأمور التي حصلت من البربراوي , فحكم الشيخ أبو عمرو على البربراوي بنفس ما حكم عليه شيخنا يحيى - حفظه الله - في تلك الجلسة.
فأقول:
فماذا تقولون أيضاً في هذا الجمع من طلاب العلم السلفيين الذين أرادوا الحقيقة حتى سألوا شيخاً ثانياً , هل كلهم أيضاً –تتابعوا – على تصوير وعرض القضايا للشيخ أبي عمرو حفظه الله بصورة خاطئة؟!! .... هذا من المحال!!.
***
فيا(أيها المنتكس)([15]) ويا أصحاب مثل هذه المغالطات , استحيوا على أنفسكم !!... وانظروا ما يخرج من رؤوسكم!!!.. وعودوا إلى رشدكم, فوالله ما تنفعكم هذه المغالطات, وهذه التلبيسات.
وإلاّ فصرحوا مرادكم كما صرح المتعصبون الأقحاح, ممن رمي شيخنا –حفظه الله- بعدم الأهلية للجرح([16]) لأنه مجروح – زعموا- وغيرها من التهم الباطلة .
وليس فيما بين هذين الأمرين موضع قدم كما يقال.
الوجه الثاني:
أن هذا الناقل المنتكس إنما كان غالب أخباره التي نقلها إلى شيخنا حفظه الله والتي كان من أكبرها أن البربراوي في الجمعيات-وحلف عليها المنتكس أمام الشيخ حفظه الله- إنما كانت عن طريق إخوة سلفيين منهم:
1- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الإسحاقي .
2- أبو حمزة خضر بن عبدالله بن ميعاد السعدي.
3- أبو خلاد أحمد بن محمد الحجري.
4- وأبو محمد سعيد بن حسن السعدي وقد صورها بنفسه.
5- أبو إلياس خضر بن حسن الإسحاقي.
6- أبو سعيد سعد بن زبير -هداه الله-(وهو مع المنتكس الآن) - وهو الذي حمل صور الجمعية إلى دماج.
7- قلـت- أبو إسحاق- : وقد نسقت صور الجمعية آنذاك ورتبتها في حاسوبي وجهزتها للطباعة .
وكل هؤلاء الإخوة وغيرهم قد شهدوا ذلك المشهد , وقد اعتمد عليهم (الناقل المنتكس-هداه الله), فهو ناقل عن ناقل فلا يضر انتكاسه إذا كان الناقلون موجودين الآن, ولا يغيّر عن حكم شيخنا حفظه الله على البربراوي - هداه الله - شيئاً , وأقول لصحاب هذا الإشكال( لَيْسَ هذا بِعُشِّكِ فَادْرجي ).
هذا إذا كنتم أيها المتشبثون بهذه الشبهة الواهية قد اعتمدت نقل (المنتكس!), إما إذا لم تعتمدوه سابقاً فما هو مقصودكم على دندنة هذا الناقل المنتكس؟!!!..
وهذه الأمور معروفة من قبل ومن بعد وثبتت من غير وجه ولا وجهيين كما تقدم سابقاً.
(أَلحَقُّ أَبْلَجُ لا تَخْفَى مَعالِمُهُ ***كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ).
ومن هنا يعلم أمران مهمان:
الأول:
أن غالب الأمور قد دونت في الرسائل ؛ ومنها رسائل المنتكس-هده الله- لا يستطيع هو ولا غيره إنكارها هذا أمر يجب أن يعلم, وإن صاح بأنه تراجع عن الأحكام التي فيها- فهذا عليه- أما الحقائق المدونة في رسائله ورسائل غيره من الإخوة, فقد ثبتت من غير وجه ولا وجهين- وأما ما تفرد به من أخبار وحقائق- وهو قليل- فلم يقل -حتى الساعة- بأنها كانت أموراً كاذبة؛ بل خلاف ذلك ثابت عنه في محادثة مسجلة دارت بينه وبين أحد إخواننا -حفظهم الله- .
والثاني:
وأن هذا المنتكس-هداه الله- إنما شارك طلاب العلم السلفيين في رد وبيان حال البربراوي وشلته ؛ وإلا فقد كانت مخالفات هؤلاء معروفة قبل أن يأتي المنتكس-هداه الله- إلى دار الحديث بدماج- لأمور يعلمها الله- ويشارك الناس في رد هؤلاء.
فالخلاصة:
أن هذا الرجل الذي يجعلونه ويوهمونه أنه قطب الرحى والعمدة الكبرى في القضية , ناقل ناقل لحق الناس في وسط الطريق وسقط في وسط الطريق- وبسط وبيان ذلك في موضع آخر إن شاء الله- (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة) الآية.
( والحق أبلج لا يحد سبيله*** والحق يعرفه ذوو الألباب ).
*****
ومما أنصح به كل من ينصف نفسه من نفسه, ويريد الخير لهذه الدعوة السلفية أن لا يشغل نفسه بالدفاع عن المبطلين والمحاماة عنهم ؛ بل يقبل على شأنه من تعلًّم وتعليم وتدريس ودعوة إلى الله عز وجل.
ولست آسى على هؤلاء المدسوسين الذين يبثون تيك الإشكالات ليلا ونهاراً بين الطلاب عسى أن يجدوا مسكيناً يقع في حبالهم فهؤلاء نسأل الله أن يهديهم أو يصرف عنا شرهم , ولكن آسى على من اغتر بإشكالات هذا المنتكس - وحاله كما قيل (ليس بأول من غره السراب) -, حتى أفصح التراجع عن تحزيب المذكور .
فأرجو من الله إن وقف هذا الصنف الأخير على ما كتبنا أن تزول عنه إشكالات عديدة وتنقشع منه هموم كثيرة , وتسفرّ له حقائق دامسة ؛ وأرجو من الإخوة أن يتغاضو عنه إذا رجع فإنه لا تثريب مع الإنابة ولا تأنيب مع الاستجابة , فالعفو أقرب للتقوى والصفح أكرم في العقبى « يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا ».
هذا ما أردت توضيحه في هذه العجالة فالحمد الله الذي وفقني على تكملة هذه الحلقة.
وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
َكتبَه ُ
أبُو إسْحَاق عَبْد النَّاصِر الْعَلَوِي السَّعَدِي
[ يوم الإثنين(19)/ ذو الحجة/ 435هـ]
[1] ) وهم يعنون بذلك بـ(محمد بن عبد العزيز) –هداه الله- ومن أقره من الطلاب ممن كان معه عند الشيخ -حفظه الله - آنذاك.
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود : (إن الأمر يؤول إلى آخره ، وإن أملك الأعمال به خواتمه ، وإنكم في خواتم الأعمال ، ألا فلا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن ، وإن كفر كفر ، فإن كنتم لابد فاعلين فببعض من قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) .[الزهد لأبي داود].
وحال هذا الرجل –هداه الله- كما قيل(سَبِّح يغتروا) أظهر زمناً نصرة الحق والغيرة عليه , وشغّل نفسه عن طلب العلم بالردود علي البربراوي وشلته, ثم ادعى أنه متمكن , وأتى بالعجائب كغلوٍ في التبديع والتكفير, وجزافٍ في الألفاظ -ومن تكلم فيما لا يحسنه أتى بالعجائب- فأنكرت - أنا وغير من إخواني- عليه والله على ما نقول شهيد- , حتى أنه والله رماني بالجهل والتمييع , ورمى غيري من إخواني بعبارات مثلها أو أشد, بل رمى بعض المشايخ الناصحين له-آنذاك- بضعف المنهج!! مما أسفر لما عند هذا الرجل من تنطع!!, وليس هذا تحاملاً مني عليه , ولا أننا كنا نداهنه -كلا وحاشا- فقد عرف نصحنا له , وإنكارنا الشديد عليه , وتبرأنا من أفعاله , المنصفون ؛ حتى صار وحده وأظهر التراجع - وكل هذا أستطيع إثباته بالحجج والبراهين إن احتيج في حينه- .
[2] ) ومن هنا أنبه أن الأخ (حسن كافي) - هداه الله - من قائلين بذلك وخصوصاً نفي قضية التي اعتمدها شيخنا حفظه الله -على خبر بعض الناقلين - على تحزيب المذكور بأنه مرتبط بالجمعيات , فادعى هذا الأخ أن الناقلين كذبوا في ذلك؛ فلهذا لا يكون المذكور حزبياً - والله المستعان- وسيعلم القارئ مدى تكلف وتعسف الوضح في هذا القول , من صاحبه هداه الله.
وأنبه أيضاً: أن تلك القضية ليست الوحيدة التي اعتمدها شيخنا حفظه الله على تحزيب المذكور, بل القضايا كثيرة وسيأتي بيانها -إن شاء الله-.
[3] ) المشهور في هذا قولهم : " شرعك ما بلغك المحلا " أي حسبك وقال الشاعر:
من شاء أن يكثر أو يقلا *** يكفيه ما بلغه المحلا
انظر "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال " (1 / 250)
[4] ) اقتباس- مع تصرف يسير مني- من كتاب " شرح مسائل الجاهلية " (ص / 35) لأبي المعالي محمود شكري الألوسي.
[5] ) اقتباس من " ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب" للمؤلف / لسان الدين بن الخطيب.
[6] ) فإن قلت أيها القارئ ما معنى قولك (خنفشاري) ؟ فالجواب : أن جماعة من الأدباء زارهم رجل كذاب محتال إلا أنه كان فصيح اللسان؛ وادعى لهم أنه من أهل العلم فما سألوه عن مسألة إلا أفاض في جوابها ارتجالا بما حير ألبابهم . فقال أحدهم : تعالوا نمتحنه لنعلم صدقه من كذبه؛ وكانوا ستة؛ فقالوا : ليكتب كل واحد منا حرفا ثم نجمعها فتصير كلمة ونسأله عن معناها . فكتب كل واحد منهم حرفا ثم جمعوا الأحرف فتألفت منها كلمة هي ( خنفشار ) فقالوا أيها الأديب هل تعرف الخنفشار ؟ فقال نعم هو نبات يطول إلى مقدار ذراع وله أوراق مستديرة؛ وفيه لبن وهو صالح يوضع في اللبن الحليب فيحسن طعمه؛ وتطيب رائحته قال الشاعر :
لقد حلت محبتكم بقلبي ***كما نفع الحليب الخنفشار
وله خواص طبية ونقل عن الأطباء اليونانيين منافع كثيرة لهذا النبات؛ ثم قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع أحدهم يده على فمه؛ وقال أيها الرجل حسبك بهتانا؛ كذبت على علماء اللغة وعلى الشعراء وعلى الأطباء والآن تريد أن تكذب على النبي صلى الله عليه وسل. فصار وصف "خنفشارى" عَلمًا على كل مَن تكلم بغير علم أو تصدى لما لا يحسن . [(منقول) من "مقالات الشيخ تقي الدين الهلالي " (15 / 102) ويرجع إلى كتاب "التعالم" للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله].
وقد فضح ابن حبيب المتعصب(الخنفشاري) نفسه أمام السلفيين ولفلف أموراً مكذوبة أخذها من عرفات الحزبي الأفاك , فصار ابن حبيب (حاطب ليل!!! أخبط من عشواء) , وكان مقصوده الأكبر إلصاق شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بأمور ملفقة مكذوبة -كفانا الله شر المفتريين- فخاب وخسر وبان كذبه وتعالمه وقد رد عليه أخونا الفاضل الداعي إلى الله أبو داود عبد الرزاق العقيلي العيرجابي حفظه الله بأشرطة عديدة سماها: (تبيين كذب المفتري على شيخنا المحدث يحيى بن علي الحجوري). فجزاه الله خيراً .
وصار الحال كما قال الشاعر :
لعمرك إني والخزاعي طارقا ***كنعجة عاد حتفها تتحفر
أثارت عليها شفرة بكراعها *** فظلت بها من آخر الليل تنحر
[7] ) (لجنة من مجاهيل! ومتعصبين!) ؛ ويا سبحان الله, القائل في كتابه: ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )[فاطر : 43 ] والحال أيضا كما قيل " رمتني بدائها وانسلت " ومن ذلك قولهم " عير بجير بجره، نسي بجير خبره " ؛ فكم أراد المتعصبين-وكم وكم -أن يصنعوا لأهل السنة ألقاباً مكذوبة -كي يلصقوا بهم وهم أحق بها وأهلها -كـ(لجنة الكذب)! وقد قيل (رب ملوم لا ذنب له!).
وقال أبو الطيب المتنبي :
(وجُرمٍ جرَّهُ سُفهاءُ قومٍ*** فحلّ بغيرِ جارمِهِ العَذَابُ)
فها هم الآن سمو أنفسهم (لجنة!!!) فما أحقهم أن يقال( لجنة التعصب والكذب)!!.. فقد قيل (وافق شن الطبقة) , فكم أتعبو الناس في إنكار الحقائق الثابتة عن البربراوي وشلته وتكذيب الناقلين ,- كم وكم!!!... – حتى أضحت كشمس الضحى فاعترفها القوم .
يقول النابغة في شعره :
( وكَلَّفْتَنِي ذَنْبَ امْرِئٍ وترَكْتَ *** كذِي العُرِّ يُكوَى غيرُه وهو رَاتِع ).
(ولذلك قال عثمان: ودت الزانية أن النساء كلهن زوان. وحكى الليثي أنه قيل لأقرع : ما كنت تتمنى؟ قال: أن يكون الناس قرعاً حتى أنظر إليهم بالعين التي ينظرون إليّ بها ).اهـ [فصل المقال في شرح كتاب الأمثال - (1 / 93)].
[8] )ومن عجائب الأيام وفكاهاتها المبكية , المضحكة في نفس الوقت - كما يقال- أن يحاول (بعض من لا عبرة له!) حصر المخالفات التي عليها البربراوي وشلته كأحمد عيد وياسين القطبي, بـ(تجويز تدريس التعليم الاحتلاطي , وتدريس النساء بدون ستار ,وتجويز الظهور في الشاشات التلفاز) , فقط!!! , وتعمية الناس عن مخالفاتهم الأخرى المنهجية- والتي لا تساويها المعاصي المذكورة كـ(ثنائهم ودفاعهم عن بعض المبتدعة الحزبيين وتجويز الدراسة عند بعضهم ,ونشر أشرطتهم وكتبهم , وارتباطهم بالجمعيات الحزبية...إلخ مما سيأتي ذكره.
قلت: وهيهات , هيهات , أن تحاولوا إخفائها عن الناس ألم تعلموا أنه مهما : (أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه ، وصفحات وجهه):
( ومهما تكنْ عند امرئ من خليقةٍ ***وإنْ خالَها تخفى على الناسِ تُعْلَمِ ).
وقال الآخر:
( فإن تكتموا الداء لا نخفه ***وإن تبعثوا الحرب لا نقعد )
[9] ) ومن جهل ذلك وأراد التفاصيل-وإن كانت الأمور معروفة من قبل ومن بعد- فسيجده إن شاء الله كتابنا " التأكيد على حزبية بربراوي وأحمد عيد ومن نحـا منحاهم أمثال ياسين بن إبراهيم الرعديد العنيد" ؛ وكذلك طليعته" لباب المنقول على ما خالفه البربراوي وحزبه من الأصول"-يسر الله إخراجهما-.
[10] ) انظر " البرهان المنقول " ص(4).
[11] ) وتفاصيل ذلك -وإن كانت الأمور معروفة من قبل ومن بعد- ستأتي إن شاء الله في كتابنا " التأكيد على حزبية بربراوي وأحمد عيد ومن نحـا منحاهم أمثال ياسين بن إبراهيم الرعديد العنيد" ؛ وكذلك طليعته" لباب المنقول على ما خالفه البربراوي وحزبه من الأصول"-يسر الله إخراجهما-.
[12] ) وقد أخبرني ذلك الخبر عدد من الإخوة- (بتعبيرات متنوعة لا مختلفة)- يدور مضمونها ما ذكرت , وكلها تؤدي إلى المقصود: وهو إثبات تلك الأمور التي حصلت من البربراوي وشلته وأن عرضها للشيخ ثبت من غير وجه ولا وجهين- فضلاً أن يتفرد عرض تلك القضية الحساسة للشيخ حفظه الله , ذلك الناقل الذي انتكس فقط.
[13] ) والتي كان فيها عدد من الطلاب ,كصاحبي الإشكال(ابن عبد العزيز) و(حسن كافي), -هداهما الله- وغيرهم من الإخوة كأحمد أبي خيثمة , وأبي عقيل, وحمزة بن معلم, وسليمان أبي داود) حفظهم الله.
[14] ) ومما بلغني أن أحد الإخوة سأل الأخ أبا عقيل مثل هذا الإشكال الذي يدورونه بين الناس: بأن الناقل تراجع...؟, فأجاب الأخ أبو عقيل بإجابة مسددة موفقة مضمونها : (أن طرق التي اعتمدت في تحزيب المذكور كثيرة وليست فقط طريق هذا المنتكس ), فلله دره من منصف عارف.
[15] ) ولا تظن أنك الوحيد!! الذي كشف وعرض للشيخ حفظه الله ما لم يكن يعرفه من هؤلاء الشلة فقد كان الشيخ ناصحاً وصابرا ومشفقاً لهم قبل أن تأتي إلى دار الحديث بدماج.
[16] ) حال أولئك كما قال الشاعر:
أعرضْ عن الجاهلِ السفيهِ*** فكُلُّ ما قالَ فهو فيه
ماضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً*** أن خاضَ بعضُ الكلابِ فيه
وقال والآخر:
ومنزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ***كمنزلة ِ الفقيه من السفيهِ
فهذا زاهدٌ في قربِ هذا***وهذا فيهِ أزهدُ منه فيهِ
إذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ***تنطَّعَ في مخالفة ِ الفقيهِ
في إبطال بعض المزاعم والإشكالات
(حول حزبية البربراوي الغوي)
(الحلقة الأولى)
َكتبَه ُ
أبُو إسْحَاق عَبْد النَّاصِر الْعَلَوِي السَّعَدِي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فهو المهتدي ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فإن عدول الشخص عن الحق بعد ظهوره ووضوح معالمه وحقائقه- مع علمه به- وإصراره على ذلك، وبحثه الشبه الواهيات , من الأسباب المؤدية إلى صرف الله عن قلب ذلك الشخص قَبول الهداية ؛ لا لأمر آخر , بل عقوبة له على زيغه الذي اختاره لأنفسه , والله المستعان.
يقول الله سبحانه وتعالى:( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف : 5].
ولا عذر له في ذلك فقد بانت الحجة لمبتغيها , وظهرت المحجة لمريديها , ولقد أحسن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، حيث يقول: "لا عذر لأحد بعد السنة، في ضلالة ركبها، يحسب أنه على هدى". انظر:["الحجة في بيان المحجة " (2 /472) , و"الدرر السنية " (4 / 253)].
ومما يروج به البعض بين الفينة والأخرى , إشكالات هزيلة , وتدليسات عمياء, (دسا للدسم في السم!), ومغالطة على بِلَّه!! وتلبيساً على الدهماء ؛ وقد تولى كبر هذه الإشكالات وتأسيس دعائمها- إن كان لها دعائم- نفر من الحيارى وفي مقدمتهم أحد المنتكسين -ولا حاجة لي في ذكر اسمه فكل يعرفه- وتابعه عليه نفر آخرون.
***
ومدار إشكالهم المزعوم-هداهم الله-:
(أن تحزيب المشايخ ومنهم شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله للمدعو (البربراوي-هداه الله-) كان خطئاً من قِبل الذي عرض له([1]) القضية , فحكم عليه الشيخ اعتماداً على نقله , وقد تراجع الناقل عن تحزيبه للمذكور – واعترف أن " الخطأ ممن سألها هؤلاء المشايخ وصور لهم بصورة خاطئة" , فمع هذا لا يصح تحزيب الشيخ للمذكور, لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره).
***
تمهيد
أمام نقد الإشكال
أولاً:
أن هذا الإشكال عرضه -مع ما فيه تكلف واضح من قائله!- يغني عن رده وكما قيل(شنشنة أعرفها من أخزم!).
وصاحب هذا الإشكال! , يعرف ذلك , ومهما حاول الشخص صناعة الزيف والدعاوى في الظاهر, فأعماق قلبه وصدره يوقن أنه ليس ثمة مسرب للكذب , ومخرج عن الحقائق ؛ ولكن ( وراء الأكمة ما وراءها !!) سينجلي عما قريب.
بل الحزبي المذكور وشلته , و(لجنته المتعصبين له!) , يعلمون أن هذا محض هراء لا غير , وأن صاحبها ( وقع في وادي خدبات) كما يقال , ولا مناص عنه إلا ترك التلبيسات.
ثانياً:
اعلم- هداني الله وإياك- أن ثبوت الحكم متفرع عن أمرين أو ثلاث:
1-ثبوت الأشياء المنقولة عن الشخص المحكوم عليه , لأن هذا هو الأساس الذي يبنى عليه غيره , والحكم فرع عنه.
2-أهلية الحاكم لإصدار الأحكام.
3- وأيضاً أن تكون الأشياء التي يحكمها الحاكم , مستحقة للحكم المناسب لها -دون إفراط أو تفريط- .
فإذا علمت هذا فاعلم:
أن هذا الإشكال المزعوم يرتكز مداره على الأمر الأول- أصالة -, ثم على الأمر الثالث ثم الثاني -تبعاً-.
وفي الأمور الثلاثة سنلقي الأضواء على تجلية أغباشها وإنارة أغطاشها -باختصار- , إن شاء الله تعالى في هذه الحلقة المباركة.
***
فأقول مستعيناً بالله :
إن صاحب هذا الإشكال لا يخرج عن احتمالين – أحلاهما مر-:
❶الاحتمال الأول:
إما أن يقول :( أن الأمور التي نسبت إلى البربراوي وشلته ,غير ثابتة عنه!) ([2]) ,وأن الشيخ حفظه الله اعتمد على تحزيبه بأمور غير ثابتة عنه البته.
فأقول:
هذا من المحال ,بل (إن خرط القتاد ، دون هذا الإيراد!) , ولا يخفى على القارئ الحصيف مما في هذا الكلام من طعن جلي ورمي خفي, على شيخنا حفظه الله , بالتسرع والغفلة وعدم التثبت وعدم الإدراك بما يدور حوله , وهذا مما ينكره الواقع بل وأصحاب الحزبي!! المذكور يصيحون- إن أنصفوا- بإنكار ذلك قبل غيرهم.
❷الاحتمال الثاني:
وإما أن يقول : (أن الشيخ حزّب المذكور بما لا يستحق التحزيب!!) , وهيهات, هيهات أن يثبتوا ذلك بالحجج والبراهين.
قلت:
فهذان الإلزامان لا محيد ولا محيص عنهما ؛ إذ مدار هذا الإشكال لا يخرج عن هذين الأمرين , ومن ظن غير ما ذكرنا فإنما يتعسف طريقاً مبهماً ، أو يركب رأياً مظلماً!!..
وكلا الأمرين سأتعرض لهما بكشف زيفهما وبطلانهما - إن شاء الله-
***
جواب عن هذا الإشكال المزعوم
(مع بيان بطلان كلا الاحتمالين)
أقول-مستعينا بالمولى عز وجل- :
وبيان هذه القضية الشائكة ,- بتوضيح يكشف معضلها ويفصل مجملها من غير إيجاز مخل ولا إطناب ممل ([3]), مقتصرًا فيه على أوضح([4]) البراهين- يكون بالنقاط التالية :
النقطة الأولى
بيان بطلان الاحتمال الأول:
( أن الأمور التي نسبت إلى البربراوي غير ثابتة عنه)
وأما قولي : أن قول القائل:( أن الأمور التي نسبت إلى البربراوي غير ثابتة عنه) , من المحال !! (بل خرط القتاد أيسر منه، ولقط الرمل أسهل منه) , لأن هذا مما ينكره كل من وقع هذا الكلام على سمْعه- من المنصفين!!- ؛ بل الحزبي المذكور وشلته يعلمون من قرارة أنفسهم مدى تكلف وتعسف الوضح في هذا الادعاء , وإنه "أقاويل لا عبرة بقائلها وتمويهات يظهر الكذب على مخايلها"([5]) ؛ فضلاً أن يدندن المدندن : " اعْتُمد فلان !!, ونقله فلان!!, وحلف عليه فلان أمام الشيخ!!, وأمثالها من المغالطات التي تضحك الثكلى! قال تعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج : 18] ومن جعل نفسه عرضة للهوان فلا يلومنّ إلا نفسه. ؛ لكن بعض أناس كما قالت أعرابيةٌ :(لهم صبر على غصص الهوان).
■ ومما يؤكد ذلك , أن المتعصبين للحزبي المذكور دافعوا عنه :
① بالأشرطة تارة :
1) كما سجله المتعصب الأعمى المتعالم المغرور الخنفشاري([6]) المدعو بـ(ابن حبيب), شريطا- تخبط وتكلف وتقيء فيه الشبه الواهية –:
⧫ أجاز الظهور في شاشات التلفاز.
⧫ وجواز إنشاء الجمعيات المحدثة.
⧫ وأجاز تدريس النساء بدون حائل أو ستار.
2) وكذلك سجل البربراوي في إحدى دروسه شريطاً يدافع فيه عن مخالفاته , كالاختلاط , وتدريس النساء بدون ستار.
② وبالكتب تارة :
3) كما (لفلفه الجويهل الأعمى المدعو بـ(أحمد بن أبي بكر) رسالة- خلط الماء باللبن- سماها "فتاوى العلماء الأكابر", حشر فيها بعض فتاوى العلماء المرجوحة أو القديمة التي تراجع عنها صاحبها , ليُلبس على الناس أن عنده فتاوى العلماء- والله المستعان-.
وجمع في هذه الرسالة معاصي كثيرة دافع عنها بشدة والتي منها :
⟐ تجويز الدراسات الاختلاطية بين الرجال والنساء في التعليم.
⟐وتأسيس الجمعيات المحدثة.
⟐وتدريس النساء بدون ستار ويدندنون على قولهم المشهور "إن أمنت الفتنة " ,-والله المستعان-.
⟐ وظهور شاشات التلفاز لأجل مصلحة الدعوة زعموا!! وليس هنا محل مناقشة تلك الأمور فقد نوقشت وبيّنت من قبل ومن بعد.
4) ومن ذلك ما لفقه بعض المتعصبين له مطوية صغيرة يدافعون فيها عن تلك المسائل , وخرجت باسم(لجنة([7]) مسجد الأنصار) .
قلت:
وكما قيل: (حتفها تحمل ضأن بأظلافها) ؛ فهذا اعترافات من البربراوي وشلته المتعصبيين , بهذه الأمور التي نسبت إليهم ونقلت إلى المشايخ حفظهم الله , قال تعالى:(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [يونس : 32].
إذن فهذا الباب حجته واضحة وبراهينه لائحة وشواهده ساطعة... فلا داعي لإنكاره وإخفاءه.
ولكن حال البعض كما قال الشاعر:
( قد تُنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ ***وينكر الفم طعم الماء من سقمِ )
⦿ وأما المخالفات الأخرى([8]) - التي سارت بها الركبان -:
والتي نسبت إلى الحزبي المذكور وشلته كأحمد عيد الدرويش ,وياسين القطبي , فكثيرة , شأنها شهير، وأمرها خطير! , منها :
⦾اجتماعاتهم مع بعض الحزبيين كالقطبيين والإخوان المفلسين , والاعتصاميين, والثناء على بعض المنحرفين
⦾ و نشر كتب وأشرطة كبار المبتدعة الحزبيين والتجارة فيها.
⦾وكثرة السكوت عن أباطيل أصحابهم .
⦾ وضعف إنكار منكرات غيرهم من الحزبيين .
⦾ والافتراءات والبهت على أهل السنة الناصحين , والطعونات فيهم , وعدم قبول نصائح الناصحيين الناقدين .
⦾وتقليب الحقائق , والتلبيس والتمويه والتنفير ,والغش والكذب , والتلون وتعداد الوجوه .
⦾ واستخدام التقية والتستر.
⦾والتناقضات على حسب الأغراض .
⦾وإهانة الدعوة بالتسولات من الحزبيين والجمعيات الحزبية.
⦾واستخدام الصندوق التسولي المحدث ونحوه لجمع الأموال.
وغيرها من المخالفات المردية , مما هو معروف مشتهر عنهم , يعرفه كل من عايشهم , وصاحبهم. ([9])
***
النقطة الثانية
بيان بطلان الاحتمال الثاني:(أنه حُزِّب بأمور لا تقتضي التحزيب!)
أظن أن الكلام طاب بما يكفي في النقطة السابقة, وأثلج صدر كل منصف غير متعسف , وأقول له (اشدد يديك بغرزه !).
قال الشاعر:
(ألم تَرَ أنَّ الحقَّ تلقاهُ أَبْلَجاً *** وأنَّك تلقَى باطِلَ القومِ لجْلَجا)
وقال أبو العتاهية:
إذا اتضح الصواب فلا تدعه****فإنك كلما ذقت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا****كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي****أأخطأ في الحكومة أم أصابا
وفي هذه النقطة أقول مستعيناً بالله , لتوضيح ما شرعت توضيحه بإذن الله -:
تمهيد
اعلم أيها القارئ المنصف : أن هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها بنفسها كما يقال:
الأولى: هل هؤلاء الناقلون زادوا أمور كاذبة مختلقة عما كان ثابتاً من الحزبي المذكور أو لا ؟
الجواب: لا , وألف لا , وأتحدى هؤلاء وغيرهم أن يأتوا بذلك.
الثانية : إذن , إذا كانت هذه الأمور التي عرضت لشيخنا يحيى حفظه الله ثابتة عن الحزبي المذكور وشلته, فهل حزبه شيخنا -حفظه الله- بأمور لا تقتضي التحزيب؟
الجواب أيضا : لا .
⦿ولا يقول مثل هذا إلا من أعماه الهوى والتعصب أو لا يعرف قدر الشيخ حفظه الله، وشدة تحريه , وورعه , مع ما حَبَاه الله تعالى من علم ورسوخ فيه.
وشهادة أهل العلم المنصفين لشيخنا حفظه الله بذلك معروفة مشهورة , وأنه "من العلماء العاملين الدّاعين إلى الله تعالى على علم وبصيرة، وأن الطاعنين في علمه، المسقطين لمنزلته، غشّاشون خائنون، كذّابون مفترون". وإذا أردت تفصيل ذلك فراجع" نصب المنجنيق" للشيخ يوسف الجزائري.
⦿وشيخنا يحيى حفظه الله , صبر وتحرى ونصح البربراوي وشلته, واستمر هذا النصح ما يقارب سبع سنين!! ولم يقبل من الشيخ النصح, بل أرسل الشيخ حفظه الله إليهم شيخين فاضلين وهما أبو عمرو وزايد الوصابي حفظهما الله فأساؤوا الأذب مع الشيخين وأغلقوا مساجدهم عنهم فرجعوا إلى اليمن, فأرسل الشيخ يحيى حفظه الله للبربراوي وأذنابه نصيحة فقال حفظه الله:" :"اتق الله يا بربراوي" وقال أيضا:"... الصوفية يحترمونهم وتركوا يتكلمون في مساجدهم وأنتم تغلقون مساجدكم". فأبى البربراوي النصيحة.
⦿ وكذلك نصحهم الشيخ الوالد ربيع -وفقه الله- حيث أرسل ( د.عثمان ) , للبربراوي وأصحابه , وكان مما ناصحهم فيه: (أن يبتعدوا عن إبراهيم محيميد ) قال: ( د.عثمان ): أخبرت من يخصه.- أي البربراوي وأصحابه-.
⦿ومما يدل على شدة تحري الشيخ وعدم تسرعه بهم وبحكمهم:
⟡ أن غيره من مشايخ اليمن حكموا قبله بعدة سنين بانحراف هؤلاء ؛كما أخبرنا ذلك أخونا الفاضل أبو سفيان الزيلعي: ( أنه ذهب هو وبعض من افتتن في الآونة الأخيرة مثل: رشيد بن عقه؛ وأحمد عيد!!, وحسن بن عثمان المعروف بــ"القصير" , قبل عدة سنوات إلى محمد بن عبد الله الملقب بالإمام وعبد العزيز البرعي ومحمد بن عبد الوهاب الوصابي –هداهم الله- فعرضوا عليهم بعض أخطاء البربراوي مثل:
⟽تعاونه وعدم تميزه عن الحزبيين.
⟽وتضييقه للإخوة والدعوة.
⟽ودفاعه عن بعض المتلوثين بالجمعيات مثل مصطفى بن جبوبه الحسني وغير ذلك من مخالفاته العديدة المديدة .
فحكم كل واحد من هؤلاء المشايخ-وفقهم الله- بأنه منحرف!!!).اهـ
وقد حصلت تلك القضية قبل تحذير الشيخ حفظه الله ,من هؤلاء فاعتبروا يا أولي الأبصار.
⦿وأيضا مما يدل على تحري شيخنا -حفظه الله - وطول نصحه لهؤلاء:
⟽ أن البربراوي انتقد قديماَ على ياسين القطبي بمسائل كثيرة ثم عرضها على الشيخ ربيع وفقه الله فحكم الشيخ ربيع بأن من كان هذا حاله فهو قطبي , وحصل بين البربراوي وياسين ردود عنيفة ؛ ثم بعد ذلك تصالحا مع أن ياسين كان باقياً على حاله". وهذه القضية معروفة!!! حتى عوام بلادنا يعرفونها , وقد حصلت تلك القضية أيضاً قبل تحذير الشيخ حفظه الله ,من هؤلاء فاعتبروا يا أولي الأبصار.
قال أبو العتاهية:
رأيت الحق لا تخفى ولا تحصى شواكله***لعمرك ما استوى في الأمر عالمه وجاهله
■ نقض الإشكال ■
وأما قول أنه(حُزب بأمور لا تقتضي التحزيب!) فهذا مما لا يتجرأ عليه صاحب الإشكال ولا غيره , القول به إلا المتعصبة الأقحاح ,كما فعله المتعصب العاوي المدعو بـ(ابن حبيب!) المتعالم (الخنفشاري!), حيث أراد إسقاط جرح الشيخ وجعله من جملة الذين لا يقبل جرحهم.
****
خلاصة في بيان صحة الحكم الذي حكمه ونزله
شيخنا العلامة يحيى الحجوري وغيره من المشايخ حفظهم الله
على البربراوي الحزبي( هداه الله)
ومن المعلوم متى يحكم على الرجل بالبدعة , وذلك إذا خالف أصلاً من أصول الدين, أو أغرق في الجزئيات, فقد حقق ذلك الإمام الشاطبي في "الاعتصام", فكفى وشفى, فإنه قال: (2/200) ط دار المعرفة: ( الفِرِقُ إنما تصير فِرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنىً كلي في الدين, وقاعدة من قواعد الشريعة, لا في جزئي من الجزئيات, ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات, فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة, عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة, كما تصير القاعدة الكلية معارضة – أيضاً-).اهـ
وخلاصته:
إن الإنسان يكون مبتدعاً مخالفاً للفرقة الناجية بمخالفة قاعدة وأصل كلي من أصول الشريعة, أو بالإكثار من المخالفة في الجزئيات لإفضائها إلى معارضة الشريعة ؛ وتكون هذه المخالفة إما بالزيادة أو بالنقص.
قال الإمام ابن الوزير في "إيثار الحق على الخلق" (ص/85): اعلم إن منشأ معظم البدع يرجع إلى أمرين: الزيادة في الدين بإثبات ما لم يذكره الله ورسله من مهمات الدين الواجبة, والنقص منه بنفي بعض ما ذكره الله تعالى ورسله من ذلك بالتأويل الباطل. اهـ ([10]).
ولا شك أن البربراوي وشلته خالفوا:
■ أصولاً منها:
1. الولاء والبراء الضيق.
2. ثنائهم ودفاعهم عن بعض المبتدعة الحزبيين وتجويز الدراسة عند بعضهم ,ونشر أشرطتهم وكتبهم , وارتباطهم بالجمعيات الحزبية.
3. مشيهم مع المبتدعة والجلوس معهم بل معانقتهم والتدريس معهم.
4. السعي الشديد من البربراوي وياسين وأحمد عيد وحزبهم في الطعن في أهل السنة وإيذائهم والتضييق عليهم بشتى الوسائل.
■ وكذلك أغرقوا في جزئيات كثيرة!! منها:
1. توجيزهم الدراسات الاختلاطية بين الرجال والنساء في التعليم .
2. وتأسيس الجمعيات المحدثة.
3. وتدريس النساء بدون ستار ويدندنون على قولهم المشهور "إن أمنت الفتنة " , - والله المستعان-.
4. وظهور شاشات التلفاز لأجل مصلحة الدعوة زعموا!! حتى مع الجزبيين. والله المستعان.([11])
الخلاصة:
△وبهذا يتضح – بحمد الله – صحة الحكم الذي نزّله شيخنا العلامة يحيى حفظه الله على البربراوي ,وأحمد عيد بأنهما حزبيان , فلله ذره من مشفق ناصح صابر.
△وأيضاً حكم الشيخ ربيع حفظه الله على ياسين بن إبراهيم بأنه قطبيّ ولا كرامة.
***
النقطة الثالثة
نقض على محور الإشكال
وإذا زدت توضيحاً لبيان زيف وبطلان هذا الإشكال , ومغالطة من يدعي أنه لم يقنع بجلسة الشيخ حفظه الله لأجل أن الناقل - نفسه – تراجع. ومحور هذه الشبهة :(أن الناقل الذي اعتمده الشيخ حفظه الله في تحزيب المذكور تراجع عن تحزيبه إذا فماذا تعتمدون أنتم).
أقول- مستعينا بالله-: الجواب عن هذه الشبهة يكون من وجوه:
الوجه الأول:
أن طرق الذي اعتمدت على تحزيب البربراوي سواء من شيخنا حفظه أو من غيره من المشايخ , كثيرة وليست طريق هذا الناقلالمنتكس فقط وبيان ذلك:
طريق ثاني:
■■ ألم يقل الشيخ حفظه الله فوق الكرسي-لما كثرت عليه أسئلة الناس حول البربراوي , وهو يوجه الخطاب على الطلاب- ماذا عليه البربراوي؟
فقال الطلاب: يخرج من التلفاز.
فقال الشيخ من يصدر منه ذلك؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
ثم قال الشيخ: وماذا عليه البربراوي؟.
فقال الطلاب: يدرس في الجامعات الاختلاطية . فقال الشيخ من يصدر منه ذلك أيضاً؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
ثم قال الشيخ: وماذا عليه البربراوي؟.
فقال الطلاب: يدرس النساء بدون ستار . فقال الشيخ من يصدر منه ذلك ؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
ثم قال الشيخ: وماذا عليه البربراوي؟.
فقال الطلاب: مرتبط بالجمعيات الحزبية . فقال الشيخ من يصدر منه ؟ فأجاب الطلاب: من الحزبيين .
فقال الشيخ -مقالته التي اشتهرت بين الطلاب-: إذن فقد أفتيتم أنفسكم([12]).
وعلى هذا أقول:
فماذا تقولون في هذا الجمع الغفير من طلاب العلم السلفيين هل كلهم –تتابعوا – على تصوير وعرض القضايا للشيخ حفظه الله بصورة خاطئة؟!!...هذا من المحال!!.
طريق ثالث:
■■ ألم يجلس مع الشيخ أبي عمرو عدد من طلاب العلم السلفيين- حفظهم الله من كل سوء ومكروه- من مدينة (برعو) , الذين كان بعضهم غير مقتنعين آنذاك بالحكم الذي خرج من الجلسة التي وقعت عند الشيخ يحيى حفظه الله([13]).
ألم يسأل هؤلاء الإخوة -وكان معهم الأخ أبو عقيل([14])- الشيخ أبا عمرو حفظه الله, وذكروا له الأمور التي حصلت من البربراوي , فحكم الشيخ أبو عمرو على البربراوي بنفس ما حكم عليه شيخنا يحيى - حفظه الله - في تلك الجلسة.
فأقول:
فماذا تقولون أيضاً في هذا الجمع من طلاب العلم السلفيين الذين أرادوا الحقيقة حتى سألوا شيخاً ثانياً , هل كلهم أيضاً –تتابعوا – على تصوير وعرض القضايا للشيخ أبي عمرو حفظه الله بصورة خاطئة؟!! .... هذا من المحال!!.
***
فيا(أيها المنتكس)([15]) ويا أصحاب مثل هذه المغالطات , استحيوا على أنفسكم !!... وانظروا ما يخرج من رؤوسكم!!!.. وعودوا إلى رشدكم, فوالله ما تنفعكم هذه المغالطات, وهذه التلبيسات.
وإلاّ فصرحوا مرادكم كما صرح المتعصبون الأقحاح, ممن رمي شيخنا –حفظه الله- بعدم الأهلية للجرح([16]) لأنه مجروح – زعموا- وغيرها من التهم الباطلة .
وليس فيما بين هذين الأمرين موضع قدم كما يقال.
الوجه الثاني:
أن هذا الناقل المنتكس إنما كان غالب أخباره التي نقلها إلى شيخنا حفظه الله والتي كان من أكبرها أن البربراوي في الجمعيات-وحلف عليها المنتكس أمام الشيخ حفظه الله- إنما كانت عن طريق إخوة سلفيين منهم:
1- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الإسحاقي .
2- أبو حمزة خضر بن عبدالله بن ميعاد السعدي.
3- أبو خلاد أحمد بن محمد الحجري.
4- وأبو محمد سعيد بن حسن السعدي وقد صورها بنفسه.
5- أبو إلياس خضر بن حسن الإسحاقي.
6- أبو سعيد سعد بن زبير -هداه الله-(وهو مع المنتكس الآن) - وهو الذي حمل صور الجمعية إلى دماج.
7- قلـت- أبو إسحاق- : وقد نسقت صور الجمعية آنذاك ورتبتها في حاسوبي وجهزتها للطباعة .
وكل هؤلاء الإخوة وغيرهم قد شهدوا ذلك المشهد , وقد اعتمد عليهم (الناقل المنتكس-هداه الله), فهو ناقل عن ناقل فلا يضر انتكاسه إذا كان الناقلون موجودين الآن, ولا يغيّر عن حكم شيخنا حفظه الله على البربراوي - هداه الله - شيئاً , وأقول لصحاب هذا الإشكال( لَيْسَ هذا بِعُشِّكِ فَادْرجي ).
هذا إذا كنتم أيها المتشبثون بهذه الشبهة الواهية قد اعتمدت نقل (المنتكس!), إما إذا لم تعتمدوه سابقاً فما هو مقصودكم على دندنة هذا الناقل المنتكس؟!!!..
وهذه الأمور معروفة من قبل ومن بعد وثبتت من غير وجه ولا وجهيين كما تقدم سابقاً.
(أَلحَقُّ أَبْلَجُ لا تَخْفَى مَعالِمُهُ ***كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ).
ومن هنا يعلم أمران مهمان:
الأول:
أن غالب الأمور قد دونت في الرسائل ؛ ومنها رسائل المنتكس-هده الله- لا يستطيع هو ولا غيره إنكارها هذا أمر يجب أن يعلم, وإن صاح بأنه تراجع عن الأحكام التي فيها- فهذا عليه- أما الحقائق المدونة في رسائله ورسائل غيره من الإخوة, فقد ثبتت من غير وجه ولا وجهين- وأما ما تفرد به من أخبار وحقائق- وهو قليل- فلم يقل -حتى الساعة- بأنها كانت أموراً كاذبة؛ بل خلاف ذلك ثابت عنه في محادثة مسجلة دارت بينه وبين أحد إخواننا -حفظهم الله- .
والثاني:
وأن هذا المنتكس-هداه الله- إنما شارك طلاب العلم السلفيين في رد وبيان حال البربراوي وشلته ؛ وإلا فقد كانت مخالفات هؤلاء معروفة قبل أن يأتي المنتكس-هداه الله- إلى دار الحديث بدماج- لأمور يعلمها الله- ويشارك الناس في رد هؤلاء.
فالخلاصة:
أن هذا الرجل الذي يجعلونه ويوهمونه أنه قطب الرحى والعمدة الكبرى في القضية , ناقل ناقل لحق الناس في وسط الطريق وسقط في وسط الطريق- وبسط وبيان ذلك في موضع آخر إن شاء الله- (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة) الآية.
( والحق أبلج لا يحد سبيله*** والحق يعرفه ذوو الألباب ).
*****
ومما أنصح به كل من ينصف نفسه من نفسه, ويريد الخير لهذه الدعوة السلفية أن لا يشغل نفسه بالدفاع عن المبطلين والمحاماة عنهم ؛ بل يقبل على شأنه من تعلًّم وتعليم وتدريس ودعوة إلى الله عز وجل.
ولست آسى على هؤلاء المدسوسين الذين يبثون تيك الإشكالات ليلا ونهاراً بين الطلاب عسى أن يجدوا مسكيناً يقع في حبالهم فهؤلاء نسأل الله أن يهديهم أو يصرف عنا شرهم , ولكن آسى على من اغتر بإشكالات هذا المنتكس - وحاله كما قيل (ليس بأول من غره السراب) -, حتى أفصح التراجع عن تحزيب المذكور .
فأرجو من الله إن وقف هذا الصنف الأخير على ما كتبنا أن تزول عنه إشكالات عديدة وتنقشع منه هموم كثيرة , وتسفرّ له حقائق دامسة ؛ وأرجو من الإخوة أن يتغاضو عنه إذا رجع فإنه لا تثريب مع الإنابة ولا تأنيب مع الاستجابة , فالعفو أقرب للتقوى والصفح أكرم في العقبى « يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا ».
هذا ما أردت توضيحه في هذه العجالة فالحمد الله الذي وفقني على تكملة هذه الحلقة.
وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
َكتبَه ُ
أبُو إسْحَاق عَبْد النَّاصِر الْعَلَوِي السَّعَدِي
[ يوم الإثنين(19)/ ذو الحجة/ 435هـ]
[1] ) وهم يعنون بذلك بـ(محمد بن عبد العزيز) –هداه الله- ومن أقره من الطلاب ممن كان معه عند الشيخ -حفظه الله - آنذاك.
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود : (إن الأمر يؤول إلى آخره ، وإن أملك الأعمال به خواتمه ، وإنكم في خواتم الأعمال ، ألا فلا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن ، وإن كفر كفر ، فإن كنتم لابد فاعلين فببعض من قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) .[الزهد لأبي داود].
وحال هذا الرجل –هداه الله- كما قيل(سَبِّح يغتروا) أظهر زمناً نصرة الحق والغيرة عليه , وشغّل نفسه عن طلب العلم بالردود علي البربراوي وشلته, ثم ادعى أنه متمكن , وأتى بالعجائب كغلوٍ في التبديع والتكفير, وجزافٍ في الألفاظ -ومن تكلم فيما لا يحسنه أتى بالعجائب- فأنكرت - أنا وغير من إخواني- عليه والله على ما نقول شهيد- , حتى أنه والله رماني بالجهل والتمييع , ورمى غيري من إخواني بعبارات مثلها أو أشد, بل رمى بعض المشايخ الناصحين له-آنذاك- بضعف المنهج!! مما أسفر لما عند هذا الرجل من تنطع!!, وليس هذا تحاملاً مني عليه , ولا أننا كنا نداهنه -كلا وحاشا- فقد عرف نصحنا له , وإنكارنا الشديد عليه , وتبرأنا من أفعاله , المنصفون ؛ حتى صار وحده وأظهر التراجع - وكل هذا أستطيع إثباته بالحجج والبراهين إن احتيج في حينه- .
[2] ) ومن هنا أنبه أن الأخ (حسن كافي) - هداه الله - من قائلين بذلك وخصوصاً نفي قضية التي اعتمدها شيخنا حفظه الله -على خبر بعض الناقلين - على تحزيب المذكور بأنه مرتبط بالجمعيات , فادعى هذا الأخ أن الناقلين كذبوا في ذلك؛ فلهذا لا يكون المذكور حزبياً - والله المستعان- وسيعلم القارئ مدى تكلف وتعسف الوضح في هذا القول , من صاحبه هداه الله.
وأنبه أيضاً: أن تلك القضية ليست الوحيدة التي اعتمدها شيخنا حفظه الله على تحزيب المذكور, بل القضايا كثيرة وسيأتي بيانها -إن شاء الله-.
[3] ) المشهور في هذا قولهم : " شرعك ما بلغك المحلا " أي حسبك وقال الشاعر:
من شاء أن يكثر أو يقلا *** يكفيه ما بلغه المحلا
انظر "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال " (1 / 250)
[4] ) اقتباس- مع تصرف يسير مني- من كتاب " شرح مسائل الجاهلية " (ص / 35) لأبي المعالي محمود شكري الألوسي.
[5] ) اقتباس من " ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب" للمؤلف / لسان الدين بن الخطيب.
[6] ) فإن قلت أيها القارئ ما معنى قولك (خنفشاري) ؟ فالجواب : أن جماعة من الأدباء زارهم رجل كذاب محتال إلا أنه كان فصيح اللسان؛ وادعى لهم أنه من أهل العلم فما سألوه عن مسألة إلا أفاض في جوابها ارتجالا بما حير ألبابهم . فقال أحدهم : تعالوا نمتحنه لنعلم صدقه من كذبه؛ وكانوا ستة؛ فقالوا : ليكتب كل واحد منا حرفا ثم نجمعها فتصير كلمة ونسأله عن معناها . فكتب كل واحد منهم حرفا ثم جمعوا الأحرف فتألفت منها كلمة هي ( خنفشار ) فقالوا أيها الأديب هل تعرف الخنفشار ؟ فقال نعم هو نبات يطول إلى مقدار ذراع وله أوراق مستديرة؛ وفيه لبن وهو صالح يوضع في اللبن الحليب فيحسن طعمه؛ وتطيب رائحته قال الشاعر :
لقد حلت محبتكم بقلبي ***كما نفع الحليب الخنفشار
وله خواص طبية ونقل عن الأطباء اليونانيين منافع كثيرة لهذا النبات؛ ثم قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع أحدهم يده على فمه؛ وقال أيها الرجل حسبك بهتانا؛ كذبت على علماء اللغة وعلى الشعراء وعلى الأطباء والآن تريد أن تكذب على النبي صلى الله عليه وسل. فصار وصف "خنفشارى" عَلمًا على كل مَن تكلم بغير علم أو تصدى لما لا يحسن . [(منقول) من "مقالات الشيخ تقي الدين الهلالي " (15 / 102) ويرجع إلى كتاب "التعالم" للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله].
وقد فضح ابن حبيب المتعصب(الخنفشاري) نفسه أمام السلفيين ولفلف أموراً مكذوبة أخذها من عرفات الحزبي الأفاك , فصار ابن حبيب (حاطب ليل!!! أخبط من عشواء) , وكان مقصوده الأكبر إلصاق شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بأمور ملفقة مكذوبة -كفانا الله شر المفتريين- فخاب وخسر وبان كذبه وتعالمه وقد رد عليه أخونا الفاضل الداعي إلى الله أبو داود عبد الرزاق العقيلي العيرجابي حفظه الله بأشرطة عديدة سماها: (تبيين كذب المفتري على شيخنا المحدث يحيى بن علي الحجوري). فجزاه الله خيراً .
وصار الحال كما قال الشاعر :
لعمرك إني والخزاعي طارقا ***كنعجة عاد حتفها تتحفر
أثارت عليها شفرة بكراعها *** فظلت بها من آخر الليل تنحر
[7] ) (لجنة من مجاهيل! ومتعصبين!) ؛ ويا سبحان الله, القائل في كتابه: ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )[فاطر : 43 ] والحال أيضا كما قيل " رمتني بدائها وانسلت " ومن ذلك قولهم " عير بجير بجره، نسي بجير خبره " ؛ فكم أراد المتعصبين-وكم وكم -أن يصنعوا لأهل السنة ألقاباً مكذوبة -كي يلصقوا بهم وهم أحق بها وأهلها -كـ(لجنة الكذب)! وقد قيل (رب ملوم لا ذنب له!).
وقال أبو الطيب المتنبي :
(وجُرمٍ جرَّهُ سُفهاءُ قومٍ*** فحلّ بغيرِ جارمِهِ العَذَابُ)
فها هم الآن سمو أنفسهم (لجنة!!!) فما أحقهم أن يقال( لجنة التعصب والكذب)!!.. فقد قيل (وافق شن الطبقة) , فكم أتعبو الناس في إنكار الحقائق الثابتة عن البربراوي وشلته وتكذيب الناقلين ,- كم وكم!!!... – حتى أضحت كشمس الضحى فاعترفها القوم .
يقول النابغة في شعره :
( وكَلَّفْتَنِي ذَنْبَ امْرِئٍ وترَكْتَ *** كذِي العُرِّ يُكوَى غيرُه وهو رَاتِع ).
(ولذلك قال عثمان: ودت الزانية أن النساء كلهن زوان. وحكى الليثي أنه قيل لأقرع : ما كنت تتمنى؟ قال: أن يكون الناس قرعاً حتى أنظر إليهم بالعين التي ينظرون إليّ بها ).اهـ [فصل المقال في شرح كتاب الأمثال - (1 / 93)].
[8] )ومن عجائب الأيام وفكاهاتها المبكية , المضحكة في نفس الوقت - كما يقال- أن يحاول (بعض من لا عبرة له!) حصر المخالفات التي عليها البربراوي وشلته كأحمد عيد وياسين القطبي, بـ(تجويز تدريس التعليم الاحتلاطي , وتدريس النساء بدون ستار ,وتجويز الظهور في الشاشات التلفاز) , فقط!!! , وتعمية الناس عن مخالفاتهم الأخرى المنهجية- والتي لا تساويها المعاصي المذكورة كـ(ثنائهم ودفاعهم عن بعض المبتدعة الحزبيين وتجويز الدراسة عند بعضهم ,ونشر أشرطتهم وكتبهم , وارتباطهم بالجمعيات الحزبية...إلخ مما سيأتي ذكره.
قلت: وهيهات , هيهات , أن تحاولوا إخفائها عن الناس ألم تعلموا أنه مهما : (أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه ، وصفحات وجهه):
( ومهما تكنْ عند امرئ من خليقةٍ ***وإنْ خالَها تخفى على الناسِ تُعْلَمِ ).
وقال الآخر:
( فإن تكتموا الداء لا نخفه ***وإن تبعثوا الحرب لا نقعد )
[9] ) ومن جهل ذلك وأراد التفاصيل-وإن كانت الأمور معروفة من قبل ومن بعد- فسيجده إن شاء الله كتابنا " التأكيد على حزبية بربراوي وأحمد عيد ومن نحـا منحاهم أمثال ياسين بن إبراهيم الرعديد العنيد" ؛ وكذلك طليعته" لباب المنقول على ما خالفه البربراوي وحزبه من الأصول"-يسر الله إخراجهما-.
[10] ) انظر " البرهان المنقول " ص(4).
[11] ) وتفاصيل ذلك -وإن كانت الأمور معروفة من قبل ومن بعد- ستأتي إن شاء الله في كتابنا " التأكيد على حزبية بربراوي وأحمد عيد ومن نحـا منحاهم أمثال ياسين بن إبراهيم الرعديد العنيد" ؛ وكذلك طليعته" لباب المنقول على ما خالفه البربراوي وحزبه من الأصول"-يسر الله إخراجهما-.
[12] ) وقد أخبرني ذلك الخبر عدد من الإخوة- (بتعبيرات متنوعة لا مختلفة)- يدور مضمونها ما ذكرت , وكلها تؤدي إلى المقصود: وهو إثبات تلك الأمور التي حصلت من البربراوي وشلته وأن عرضها للشيخ ثبت من غير وجه ولا وجهين- فضلاً أن يتفرد عرض تلك القضية الحساسة للشيخ حفظه الله , ذلك الناقل الذي انتكس فقط.
[13] ) والتي كان فيها عدد من الطلاب ,كصاحبي الإشكال(ابن عبد العزيز) و(حسن كافي), -هداهما الله- وغيرهم من الإخوة كأحمد أبي خيثمة , وأبي عقيل, وحمزة بن معلم, وسليمان أبي داود) حفظهم الله.
[14] ) ومما بلغني أن أحد الإخوة سأل الأخ أبا عقيل مثل هذا الإشكال الذي يدورونه بين الناس: بأن الناقل تراجع...؟, فأجاب الأخ أبو عقيل بإجابة مسددة موفقة مضمونها : (أن طرق التي اعتمدت في تحزيب المذكور كثيرة وليست فقط طريق هذا المنتكس ), فلله دره من منصف عارف.
[15] ) ولا تظن أنك الوحيد!! الذي كشف وعرض للشيخ حفظه الله ما لم يكن يعرفه من هؤلاء الشلة فقد كان الشيخ ناصحاً وصابرا ومشفقاً لهم قبل أن تأتي إلى دار الحديث بدماج.
[16] ) حال أولئك كما قال الشاعر:
أعرضْ عن الجاهلِ السفيهِ*** فكُلُّ ما قالَ فهو فيه
ماضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً*** أن خاضَ بعضُ الكلابِ فيه
وقال والآخر:
ومنزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ***كمنزلة ِ الفقيه من السفيهِ
فهذا زاهدٌ في قربِ هذا***وهذا فيهِ أزهدُ منه فيهِ
إذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ***تنطَّعَ في مخالفة ِ الفقيهِ
تعليق