[دَحْضُ شُبهِ المُرْجِفيْن حَولَ حِزْبيَّة أَحمَد عِيد الصُّومَالي...] لأخينا الفاضل أبي إسحاق عبد الناصر العلوي السعدي

[أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري]

تقديم فضيلة شيخنا الفقيه
أبي عَبْدِ اللهِ مَحَمَد بْن عَلِيّ بْن حِزَام الْفَضْلِيّ الْبَعْدَانِيّ حَفِظَهُ اللهُ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد اطلعت على كتاب أخينا الفاضل الثبت أبي إسحاق عبد الناصر العلوي الإسحاقي الذي سماه" دحض شبه المرجفين حول حزبية أحمد عيد الصومالي . . ." فوجدته قد جمع عن الرجل ما ثبت عنه من أقواله وأفعاله ما يدل على سيره المخالف لمنهج السلف , ويدل على ابتداعه وانحرافه.
نسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة ونسأله أن يحفظ على المسلمين دينهم من كل فتنة وشر , وبالله التوفيق.
كتبه
أبوعبد الله محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني
23/ رمضان/1435هـ


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بشيراً، ونذيراً، وداعياً إلىه بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، بلسانه، ويده، وماله، حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد قال الإمام الوادعي-رحمه الله-: «وإني أنصح العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة أن يجدوا ويجتهدوا في التحذير من الحزبية المشؤمة التي فرّقت شمل المسلمين ويكون التحذير على الاستمرار لأن عمل النبي صلى الله عليه وسلم كان ديمة» [مقتل الشيخ جميل الرحمن /6].
وقد يسخر بعض الجهالمن بعض طلاب العلم و العلماء, ويقولون: لماذا نجدهم كثيرا وهم يتحدثون عن الجرح والتعديل والردود, والكشف عن الباطل وأهله, في كتبهم وأشرطتهم ومجالسهم ؟.
نقول لهذا وأمثاله:رويدك , رويدك يا مسكين لا تنظر إلى هؤلاء العلماء وطلبتهم نظرة سطحية فإن الجرح والتعديل من الدين بل من مهماتها بل من الجهاد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد"انظر"إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء" ص(106).
وقال الشاعر:
من الدين كشف العيب عن كل كاذب *** وعـن كـل بدعي أتـى بالمصـائب
ولــولا رجـال مؤمنـون لهــدم ***** مـعاقل ديـن الله مـن كـل جانب.
ولهذا ترى كثيراً من العلماء يعطون أهمية في هذا الجانب لأمور:

1. أن حدوث بعض البدع أو المناهج الجديدة متوقعة في كل زمان : ولهذا كان السلف يتوقعون ذلك ويحذرون منها مع أنها لم تحدث ولكنهم كانوا يقولون: (ولا نستبعد أن يحدث كذا من البدع) ويقولون (إياكم أن تفرطوا أو تغلو فتفعلون كذا من البدع) بل قال من هو أكبر منهم وهو نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - [سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام]متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[سيكون في آخر الزمان ناس يحدثونكم بمالم تسمعوا انتم ولا أباؤكم فإياكم واياهم] رواه مسلم في المقدمة فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذر أناساً وبدعاً لم تخرج في زمنه.
   
2. أن أهل البدع كلما عرف الناس يخرجون وهم على أشكال متعددة أو مزدوجة أخذ من هذا بدعة ًوأخذ من هذا بدعة أخرى وهلم جرا فيتجدد ردود العلماء السلفيين فيهم في كل وقت وفي كل ساعة فكما أن أهل البدع لا يفترون عن إحداث بدعهم فكذلك علماء أهل السنة لا يفترون في رد أباطيلهم وبدعهم .
   
3. وكذلك علماء السلف يهتمون منهج "التصفية والتربية" في كل زمان : , تصفية الأمة من الشركيات وأهل الشرك والبدع وأهل البدع والمعاصي وأهل المعاصي , وتربية الناس بالتوحيد والسنة والطاعات وطريق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وطريق السلف الصالح رضوان الله عليهم وأنتم تعلمون ياإخوة الكرام" نحن في عصر وقعت فيه الأمة في سائر المحرمات بل وصل الأمر إلى أن تلاعب المبتدعة بدين الناس فأحلوا لهم ما حرم الله وحرموا ما أحل الله بأهوائهم فقام العلماء بواجب عظيم ألا وهو تخلية وتصفية المجتمعات الإسلامية من الشركيات والبدع والمعاصي بالتحذير منها ومن أهلها "⁽[1]⁾. الخلط والتلبيس قد كثر في هذا الزمان :فلهذا ترى من يقول(دعوتنا صوفية سلفية) أو "عقيدتنا سلفية مواجهتنا عصرية" أو " الصحوة الإسلامية" فأسرع علماء في كشف أباطيل هذه المناهج الجديدة وعوارهم وتحذير الناس منهم والذب عن حيطان السنة والإبعاد عن السلفية كل دخيل وكل دسيس!!.
   
4. وأيضا كلما ماتت بدعة أو اندثرت أو ضعفت بسبب ردود العلماء مدة ثم بعد فترة يأتي أشخاص فيحيونها :فهناك تكثر ردود علماء هذا العصر أيضاً مرة أخرى .
   
5. أو كلما ماتت أو ضعفت بدعة في بلد ثم انتقلت إلى بلد آخر فهناك تتجدد ردود العلماء ,:فهكذا الصراع بين الحق والباطل وأهل الحق وأهل الباطل وأهل السنة وأهل البدع إلى أن تقوم الساعة. " ⁽[2]^).
   

قال العلامة الإمام محدث العصر أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في كتابه "النصيحة"⁽⁷⁾:
«وإني لأعلم أن بعضا من إخواننا دعاة السنة أو الحريصين عليها قد يقولون في أنفسهم أليس هذا الرد إشارة لهذا الجاهل وتعريف بهذا الهدام فأقول: فكان ماذا ؟ أليس واجبا كشف حال الجاهل ؟ والتحذير منه ؟ أليس هذا نفس طريقة علماء الإسلام منذ قديم الزمان لنقض كل منحرف هجّام ونقد كل متطاول هدّام، ثم أليس السكوت عنه سبيلا يُغرر به العامة الدهماء والهمج الرعاع فليكن ما كان، فالنصيحة هي أس الدين وكشف المبطل صيانة للحق المبين﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾[الحج:40]، ولو بعد حين». اهـ[عون الباري]
للشيخ الفاضل المبارك عبد الحميد الحجوري حفظه الله تعالى.
وقال الشيخ الإمام محدث الجزيرة أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:
«يرى بعض الإخوة أنه لا داعي لهذه الردود والاصطدامات خشية أن يضيع وقتي عما هو أهم فأقول يا إخواننا ! أنتم تتكلمون بحسب وضع بلدكم وأما نحن فمضطرون الى ذلك ثم إن ذلك لا يضيع على وقتي فهو في الأسبوع شريط جواب أسئلة ترد على أفلا يجب على أن أرد عليها والأدلة معروفة فكونوا مطمئنين والوقت بحمد الله محافظ عليه في دعوة وتعليم وتأليف والفضل في هذا لله وحده».^([3]) اهـ
*****
ونحن على هذا المنوال كان الدافع لكتابة هذه الأسطر- مع ضيق الوقت وكثرة الأشغال لاسيما في هذا الشهر المبارك –لما سمعت أنه يدور بين بعض الإخوة الصوماليين شبهة حول حزبية المدعو بـ(أحمد عيد الصومالي) الحزبي التالف الذي بيّن حزبيته أهل السنة السلفيون أيما بيان وفي مقدمتهم شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
وكذلك ييّنه عدد من الإخوة بكتابات - مؤيدة بالبراهين الساطعة والحجج الدامغة والحقائق الواضحة كوضوح الشمس في رائعة^([4]) النهار منها:
رسالة(الكَشْفُ السَّدِيْدُ لِحَاْلِ الحِزبِيّ التّافِه"أَحْمَدعِيد") لأخينا أبي عبد الله محـمَّد بن عَبْدِ العـــَزِيزالسَّلفِيِّ السَّعْدِيّ, وأذن بنشرها الشيخ العلّامة الناصح الأمين وراجعها الشيخ زايد الوصابي حفظهما الله.
والتي كشف الله بها حال هذا الرجل وما عنده من انحراف منهجي, وسلوك بدعي, وسير حزبي , وادعاء سلفي.
******
ومع كل هذا البيانات الواضحة فلا يزال أناس يتعصبون له ويوردون حينا بعد حين شبهات وإشكالات عل أن يقع في شباكهم من لا يعرف حقيقة حالهم أو على الأقل يزرعوا في قلوب من يعرف حالهم في الجملة بالشكوك والحيرة والتي مآلها - إن لم يتداركه الله برحمته - الوقوع في شبكاهم , وهذا شيء ملموس في الواقع ومقصد مطرد عند أرباب هذه الشبهات.
شبهة داحضة:
ومضموم هذه الشبهة وأصلها :
( أن الحزبي أحمد عيد تاب بعد تحزيب شيخنا يحيى حفظه الله له وأن الذين يقولون بتحزيبه ما عندهم إلا تحزيب الشيخ المتقدم عن توبته!!.).
جواب إجمالي دامغ-بإذن الله-:
وفي الحقيقة أن هذا الإدعاء يفضحه ويكشفه الواقع, لماذا؟ لأن من نظر تاريخ توبة أحمد عيد المزعومة-وسنشرحها بالتفصيل – هي في سنة (1423هـ) كما سنبينه إن شاء الله , وأما تحزيب شيخنا يحيى لهذا الرجل فهو في سنة (1426هـ) كما نقل عنه الشيخ الفاضل الداعية المؤثر الورع حسين الحطيبي حفظه الله في رسالته" فأذن مؤذن".
شبهة أخرى:
أن تحزيب الشيخ حفظه الله لهذا الرجل كان فقط في قضية : (ادّعاءأحمد عيد أن عنده جامعة, وحشده التزاكي من الحزبيين ومنها أخده التزكية التسولية من الزنداني الإخواني الحزبي الكبير) وقد مزقها وتركها فلماذا تحزبونه؟!!!.
جواب إجمالي دامغ-بإذن الله-:
الوجه الأول:
أن أحمد عيد لما حصلت منه قضية الجامعة وأخده التزكية التسولية من الزنداني الإخواني, لم يحصل تحزيب من شيخنا يحيى لهذا الرجل آنذاك .
ولكن حصل التحزيب من شيخنا يحيى لهذا الرجل لما نقض أحمد عيد توبته قولاً وفعلاً وأيضاً لما ازداد انحرافاً وضلالاً كــ:

1. تمسحه بالحزبيين كالحسنيين والإخوان المفلسين والتكفيريين والإتحاديين والأشعريين وعلاقته الوثيقة بهم.
   
2. وإظهاره الطعن لأهل السنة السلفيين وعدائه الشديد لهم.
3. وتورّط أحمد عيد بالجمعيات الحزبية , وتسولاته المخزية.
4. وولغه في المعاصي :كـ(تدريسه النساء بدون ستار ) و(الإختلاط) و(التصوير) و(نهب وإختلاسأموال الدعوة), (والكذب والفجور).

الوجه الثاني:

1. أن من قرأ رسالة "النصيحة الذهبية لمن شوّه الدعوة السلفية في شمال الصومال الأبية "^([5]), يتضح له أن ما انتقد الإخوة على أحمد عيد آنذاك, لم يكن فقط أخذه التزكية من الزنداني بل ذكروا أمور وقضايا كثيرة منها:

• القضية الأولى : أنه ذو وجهين : وجه مع أهل السنة وجه مع أهل البدع... إلخ.
• القضية الثانية : أنه فرق الشباب وخان الدعوة السلفية ... إلخ
• القضية الثالثة : أنه كان يماشي مع أصحاب الجمعيات... إلخ
• القضية الرابعة : أنه متسول وأصبح من ديدنه : (المساعدة يا أهل الخير رجاؤنا فيكم كبير...إلخ ).
• والقضية الخامسة : أنه كذاب: وأنه أنكر بعض الحقائق التي عليها شهود منها إنكاره أنه أخذ تزكيتين من شيخه الضال الزنداني...إلخ
  

1. أن الشيخ يحيى حفظه الله أقر للأخوة بما أدانوه من هذه الأمور الكثيرة وذلك عند كتابته ورقة بيان تراجع أحمد عيد وسيأتي نص بيان الشيخ حفظه الله مصوراً .
2. وهناك قضية أخرى ذكرها الشيخ في أحد أشرطته التي تكلم عنها في هذا الرجل وهي قضية أبي الحسن التي أظهر أحمد عيد التراجع عنها:

قال الشيخ حفظه الله: ( وعنده عدة أمور في ذلك الوقت, أتى به الإخوان إلينا, قلنا: كيف هذه الأمور؟, هذه الأشياء تعتبر أكاذيب على الدعوة, أكاذيب عليك أنت, أكاذيب واضحة كذب منتن مزري.
فقال: ”نعم, هذا حصل مني, وأنا الآن أتوب إلى الله, وكنت يعني أنا التبس علي قضية أبي الحسن, والشريط موجود, ربما يسمعه, يعني: بعض الإخوان بنصه, وأنا الآن سائر مع إخواني أهل السنة وأتوب إلى الله .....“ إلخ).
*****
وإليك الآن التوضيح التفصلي للقضية ودحض الشبهة الواهية:
وقد قسمت هذه الوريقات– بإذن الله الكبير المتعال- على ثلاثة فصول وتسعة مباحث :
الفصل الأول: بيان ترجمة أحمد عيد وحقيقة توبته المزعومة وانتكاسه وتحزبه.
المبحث الأول:ترجمة مختصرة لهذا الرجل.
المبحث الثاني:بدء قصة التوبة المزعومة.
المبحث الثالث:نصح الإخوة لأحمد عيد وردهم عليه.
المبحث الرابع:سماع أحمد عيد انتشار فضيحته, ومجيئه إلى المراكز كـ:

1. دار الحديث بمعبر وكان هناك كثير من الصوماليين.
2. دار الحديث بدماج وكان هناك أيضاً كثير من الصوماليين.

المبحث الخامس:انتكاس أحمد عيد عن توبته المزعومةونقضه لها قولاً وفعلاً.
الفصل الثاني:ذكربعض ضلالات أحمد عيد وانحرافاته.
المبحث الأول:بيان عدم تميّز أحمد عيد من الحزبيين كالحسنيين والإخوان المفلسين والتكفيريين والإتحاديين والأشعريين وعلاقته والوثيقة بهم.
البحث الثاني:بيان طعن أحمد عيد لأهل السنة السلفيين وعدائه الشديد لهم.
المبحث الثالث:بيان تورّط أحمد عيد بالجمعيات الحزبية , وتسولاته المخزية.
البحث الرابع: أحمد عيد والمعاصي كـ(تدريسه النساء بدون ستار ) و(الإختلاط) و(التصوير) و(نهب وإختلاس أموال الدعوة), (والكذب والفجور).
الفصل الثالث:بيان تحزيب مشايخ أهل السنة لهذا الرجل:

1. شيخنا العلامة الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري- حفظه الله-.
   
2. الشيخ الفقيه محمد بن علي بن حزام الفضلي البعداني –حفظه الله-.
   
3. الشيخ زايد الوصابي-حفظه الله –.
   

كتبه:
أبو إسحاق عبد الناصر العلوي السعدي
*****

---

[1] ) نقلاً باختصار وتصرف من" الانتصار على من استنكر التحذير من أهل البدع باستمرار ".
[2] ) نقلاً باختصار مع بعض التصرف من" المصدر السابق" .
[3] ) غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة (1-6).
[4]) الشائع بين الناس ( رابعة النهار)-بالباء-انظر " المعجم الوسيط" (1 / 382) وأيضاً جاء بالهمزة "تاج العروس" (1 / 41).
[5]) وهي موجودة وستأتي مصورة في ثنايا هذا الكتاب إن شاء الله

حمّل الرسالة من هـنا
[بصيغة بي دي أف]