تويت
من إمام بُنجول؟
كتبه:
أبو أحمد محمد بن سليم الأندونيسي اللمبوري
-حفظه الله ورعاه-
بسم الله الرحمان الرحيم
حمل الرسالة من المرفقات
-
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:«إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ{إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}». فإني لما سمعت بعض الصوفيين في أندونيسيا يتكلمون عن إمام بنجول الأندونيسي –رحمه الله- أنه وهابي فأحببت أن أكتب مختصرا أذكر فيه قصته. وتلاميذ شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- كثيرة جدا لا يعلمهم إلا الله؛ وقيل: ومن تلاميذه الشيخ شريف بن بيان الدين البنجولي الأندونيسي رحمهما الله؛ ولد سنة 1772 م في مدينة بنجول سومطرى أندونيسيا. ولقبه إمام بنجول لأنه مؤسس مركز دعوة التوحيد في مدينة بنجول؛ وتعلم على أبيه وبعض العلماء من تلاميذ شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب في مدينة بنجول وهي مدينة معلومة في جزيرة سومطرى أندونيسيا؛ ثم توجه إلى بيت الله بمكة من أجل الحج؛ وتعلم على العلماء في مسجد الحرام بمكة؛ ثم رجع إلى بنجول للدعوة إلى الله. وقد أمر الله سبحانه لمن عنده من العلم أن يدعو إلى سبيله؛ قال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف: 108]. وقال سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران: 104]. وعن عبد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» (رواه البخاري وأحمد). فاشتغل إمام بنجول رحمه الله بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله وتوجيه الناس إلى الخير والمحب في الله؛ واشتهر أمره في مدينة بنجول حتى يفد إليه الناس من القرى المجاورة. كان أهل بنجول قبل دعوة إمام بنجول رحمه الله على حالة لا يرضاها مؤمن وكان الشرك والبدع والمعاصي قد نشأت في بنجول وانتشرت حتى عبد من دون الله أناس يدعون بالولاية؛ وهم يشربون الخمر ويفعلون الفواحش؛ واشتهرت في بنجول السحر والكهنة؛ فلما رأى إمام بنجول هذه المنكرات استمر إمام بنجول رحمه الله في الدعوة إلى الله وبالتعليم والإرشاد؛ ثم الذين يفعلون المنكرات غضبوا عن دعوته رحمه الله؛ حتى وقع الحرب بينهم وبين أهل التوحيد أصحاب إمام بنجول رحمه الله؛ وهم يسمون أنفسهم بقوم العادة وأهل التوحيد بقوم الفدر (عند أهل بنجول: الفدر معناه طلبة العلم)؛ فبسسب هذا الحرب قتل كثير من قوم العادة ومن بقي منهم ذهبوا إلى الكفار من هُولَنْدا وطلبوا منهم العساكر والأسلحة فأجابوا طلبهم؛ حتى اجتمع قوم العادة والكفار من هُولَنْدا في حرب أهل التوحيد؛ واستمر الحرب من سنة 1821 م إلى 1837 م. وقد بين الله تعالى عن أحوال الكفار والمشركين كما في القرآن الكريم: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام: 112]. وقال تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [البقرة: 120]. وفي آخر سنة 1837 م اجتمع الكفار من هُولَنْدا والمشركون من قوم العادة في آخر مرة؛ وضربوا مدينة بنجول؛ وقتلوا كثيرا من أهل المدينة؛ وأخذوا الأموال والأبناء والبنات والنساء؛ وعذبوا وسجنوا إمام بنجول رحمه الله من سنة 1837 م إلى أن توفي إمام بنجال رحمه الله في سنة 1864 م. ومن هنا انقطعت دعوة التوحيد في مدينة بنجال خاصة وأندونيسيا عامة. فهذه القصة تعتبر درسا لأهل التوحيد؛ إذا وقع الحرب فلا بد بعضهم أن يذهبوا إلى الجهاد في سبيل الله والآخرون أن يذهبوا إلى مراكز العلماء لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ؛ قال الله تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة: 122]. ونسأل الله تعالى أن يصلح البقية الباقية من آل إمام بنجول رحمه الله ومن المسلمين جميعا في مدينة بنجول وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم.
-حفظه الله ورعاه-
بسم الله الرحمان الرحيم
حمل الرسالة من المرفقات -
بارك الله في أخينا محمد على هذا الإتحاف الجميل لهذا الإمام المبارك عليه رحمة الله -
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجزاكم الله خيراً
يا لها من شبكة سلفية مباركة نعرف عن علمائنا في مشارق الأرض ومغاربها لا فرق بين عربي ولا عجمي وفي دار الحديث بدماج الجم الغفير من إخواننا المستفيدين من أندنوسيا _ صرف الله عنا وعنهم الفتن _تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركةصدقت أخي العزيز علي وأشكرك على مواضيعك النافعة التي تكتبها في هذه الشبكة
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركةوعلى رأس المستفيدين أبو فيروز حفظه الله فملازمه تدل على قوته العلمية وكما أخبرني آدم عليه رحمة الله
تعليق
-
ترجمة رسالةمَن إمام بُنجول؟لأبي أحمد محمد بن سليم الأندونيسي اللِّمبوريإلى اللغة الأندونيسيةTUANKU IMAM BONJOLTELADAN UMAT DAN PAHLAWAN NASIONALDitulis oleh:Abu Ahmad Muhammad bin Salim Al-Andunisy Al-Limbory-Semoga Allah menjaganya dan melindunginya-تعليق
تعليق