إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتنة النساء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتنة النساء

    التبرج وخطره


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.

    أما بعد، فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد.

    فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن، وألزموهن التحجب والتستر، واحذروا غضب الله سبحانه، وعظيم عقوبته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)).

    وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[1].

    وفي المسند وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ثم قال: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم))، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).

    وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت، وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا لهن من أسباب الفتنة.

    فقال سبحانه وتعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية[2].

    نهى سبحانه في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين، وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه، لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا، ويظن أنهن يوافقنه على ذلك، وأمر بلزومهن البيوت، ونهاهن عن تبرج الجاهلية، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة، وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى، وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، عصمنا الله وجميع المسلمين من مضلات الفتن. ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية: وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[3] فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن.

    وقال عز وجل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[4]، فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة.

    فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله، وامتثلوا أمر الله، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة.

    وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[5] والجلابيب جمع جلباب هو ما تضعه المرأة على رأسها وبدنها فوق الثياب للتحجب والتستر به، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة)، وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ، فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.. ثم أخبر الله سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي والتحذير منه سبحانه.

    وقال عز وجل: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[6].

    يخبر سبحانه أن القواعد من النساء، وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا، لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بزينة، فعلم بذلك أن المتبرجة بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها، وأن عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا، لأن كل ساقطة لها لاقطة، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزا، فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لا شك أن إثمها أعظم، والجناح عليها أشد، والفتنة بها أكبر.

    وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح، وما ذلك- والله أعلم- إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمّل والتبرج بالزينة طمعا في الأزواج، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة، ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد على الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن وإن لم يتبرجن، فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز، وأنه خير لهن من وضع الثياب، فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار الزينة خيرا للشابات من باب أولى، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة.

    وقال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[7].

    أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك، ولهذا قال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[8]، فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة، نسأل الله العافية من ذلك.

    وأخبر عز وجل أنه خبير بما يصنعه الناس، وأنه لا يخفى عليه خافية، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه، والإعراض عما شرع الله له، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها. كما قال تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[9].

    وقال تعالى: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ[10]، فالواجب على العبد أن يحذر ربه، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته، أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه.

    ثم قال سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، فأمر المؤمنات بغض البصر، وحفظ الفرج، كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة، وتحريضا لهن على أسباب العفة والسلامة، ثم قال سبحانه: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا، قال ابن مسعود رضي الله عنه: مَا ظَهَرَ مِنْهَا يعني بذلك ما ظهر من اللباس، فإن ذلك معفو عنه، ومراده بذلك رضي الله عنه الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة، وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر مَا ظَهَرَ مِنْهَا بالوجه والكفين، فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها. ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك، ما رواه عنه علي بن أبي طلحة أنه قال : (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة)، وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه.

    ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة، وقد تقدم قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ[11]، ولم يستثن شيئا، وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها، والحكم فيها عام في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وتحريم وضعهن الثياب إلا بشرطين، أحدهما : كونهن لا يرجون النكاح، والثاني عدم التبرج بالزينة، وسبق الكلام على ذلك. وإن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة.

    ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقالت: (إنه كان يعرفها قبل الحجاب)، فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش.

    ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم)) رواه مسلم في صحيحه. فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي نسائكم، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه، عافانا الله وإياكم من شر ذلك.

    ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم؛ لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، ورجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس))، وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور، ولبس الرقيق والقصير من الثياب، والميل عن الحق والعفة، وإمالة الناس إلى الفاحشة والباطل، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة، نسأل الله العافية من ذلك.

    ومن أعظم الفساد: تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم في لبس القصير من الثياب، وإبداء الشعور والمحاسن، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق، ووصل الشعر، ولبس الرءوس الصناعية المسماة (الباروكة). وقال صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))، ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة ورقة الدين وقلة الحياء. فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، ومنع النساء منه، والشدة في ذلك، لأن عاقبته وخيمة، وفساده عظيم، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار، لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له، وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء.

    فاتقوا الله عباد الله، واحذروا ما حرم الله عليكم، وتعاونوا على البر والتقوى. وتواصوا بالحق والصبر عليه، واعلموا أن الله سبحانه سائلكم عن ذلك، ومجازيكم عن أعمالكم، وهو سبحانه مع الصابرين، ومع المتقين والمحسنين. فاصبروا وصابروا واتقوا الله، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين.

    ولا ريب أن الواجب على ولاة الأمور من الأمراء والقضاة والعلماء ورؤساء وأعضاء الهيئات أكبر من الواجب على غيرهم، والخطر عليهم أشد، والفتنة في سكوت من سكت منهم عظيمة، ليس إنكار المنكر خاصا بهم، بل الواجب على جميع المسلمين - ولا سيما أعيانهم وكبارهم وبالأخص أولياء النساء وأزواجهن - إنكار هذا المنكر، والغلظة فيه، والشدة على من تساهل في ذلك، لعل الله سبحانه يرفع عنا ما نزل من البلاء ويهدينا ونساءنا إلى سواء السبيل.

    وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) وأسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمرنا، ويقمع بهم الفساد، وينصر بهم الحق، ويصلح لهم البطانة، وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد، في المعاش والمعاد، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


    ابن باز رحمه الله



    [1] سورة المائدة، الآيتان 78-79.

    [2] سورة الأحزاب الآيتان 32-33.

    [3] سورة الأحزاب من الآية 33.

    [4] سورة الأحزاب الآية 53.

    [5] سورة الأحزاب الآية 59.

    [6] سورة النور الآية 60.

    [7] سورة النور الآيتان 30-31.

    [8] سورة النور الآية 30.

    [9] سورة غافر الآية 19.

    [10] سورة يونس الآية 61.

    [11] سورة الأحزاب من الآية 53.
    التعديل الأخير تم بواسطة سلطان بن سالم العيني; الساعة 22-04-2010, 07:02 PM.

  • #2
    الاختـلاط بين الرجـال والنسـاء



    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه من إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لفعل الطاعات وجنبني وإياهم البدع والمنكرات . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . أما بعد :
    فمن واجب النصح والتذكير أن أنبه على أمر لا ينبغي السكوت عليه بل يجب الحذر منه والابتعاد عنه وهو الاختلاط الحاصل من بعض الجهلة في بعض الأماكن والقرى مع غير المحارم لا يرون بذلك بأسا بحجة أن هذا عادة آبائهم وأجدادهم وأن نياتهم طيبة فتجد المرأة مثلا تجلس مع أخي زوجها أو زوج أختها أو مع أبناء عمها ونحوهم من الأقارب بدون تحجب وبدون مبالاة .
    ومن المعلوم أن احتجاب المرأة المسلمة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح ، قال الله سبحانه وتعالى : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ[1] وقال تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[2] الآية ، وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[3] والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : ( لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها ) .
    وفي هذه الآيات الكريمات دليل واضح على أن رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس بمحرم لها وأن كشفه لغير المحارم حرام . ومن أدلة السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لتلبسها أختها من جلبابها)) رواه البخاري ومسلم . فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة ألا تخرج المرأة إلا بجلباب . فلم يأذن لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج بغير جلباب .
    وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس وقالت : (لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنوا إسرائيل نساءها) فدل هذا الحديث على أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل ، وأعلاها أخلاقا وآدابا وأكملها إيمانا وأصلحها عملا ، فهم القدوة الصالحة لغيرهم .
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفناه) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة ففي قولها ( فإذا حاذونا ) تعني ( الركبان ) سدلت إحدانا جلبابها على وجهها دليل على وجوب ستر الوجه؛ لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفا .
    وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من كبر دواعي الشر والفساد ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها . فبهذا يتبين أنه يحرم على المرأة أن تكشف وجهها بحضور الرجال الأجانب ويحرم عليها كشف صدرها أو نحرها أو ذراعيها أو ساقيها ونحو ذلك من جسمها بحضور الرجال الأجانب ، وكذا يحرم عليها الخلوة بغير محارمها من الرجال ، وكذا الاختلاط بغير المحارم من غير تستر ، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة الرجال ، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم .
    وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق)) فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها . ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ[4] فيحرم على المرأة أن تكشف وجهها لغير محارمها بل يجب عليها ستره كما يحرم عليها الخلوة بهم أو الاختلاط بهم أو وضع يدها للسلام في يد غير محرمها وقد بين سبحانه وتعالى من يجوز له النظر إلى زينتها بقوله : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[5] أما أخ الزوج أو زوج الأخت أو أبناء العم وأبناء الخال والخالة ونحوهم فليسوا من المحارم وليس لهم النظر إلى وجه المرأة ولا يجوز لها أن ترفع جلبابها عندهم لما في ذلك من افتتانهم بها فعن عقبة ابن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والدخول على النساء)) فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال ((الحمو الموت)) متفق عليه . والمراد بالحمو أخ الزوج وعمه ونحوهما؛ وذلك لأنهم يدخلون البيت بدون ريبة ولكنهم ليسوا بمحارم بمجرد قرابتهم لزوجها وعلى ذلك لا يجوز لها أن تكشف لهم عن زينتها ولو كانوا صالحين موثوقا بهم؛ لأن الله حصر جواز إبداء الزينة في أناس بينهم في الآية السابقة وليس أخ الزوج ولا عمه ولا ابن عمه ونحوهم منهم وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : ((لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)) والمراد بذي المحرم من يحرم عليه نكاحها على التأييد لنسب أو مصاهرة أو رضاع كالأب والابن والأخ والعم ومن يجرى مجراهم .
    وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لئلا يرخي لهم الشيطان عنان الغواية ويمشي بينهم بالفساد ويوسوس لهم ويزين لهم المعصية . وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    ومن جرت العادة في بلادهم بخلاف ذلك بحجة أن ذلك عادة أهلهم أو أهل بلدهم فعليهم أن يجاهدوا أنفسهم في إزالة هذه العادة وأن يتعاونوا في القضاء عليها والتخلص من شرها محافظة على الأعراض وتعاونا على البر والتقوى وتنفيذا لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى مما سلف منها وأن يجتهدوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستمروا عليه ولا تأخذهم في نصرة الحق وإبطال الباطل لومة لائم ولا يردهم عن ذلك سخرية أو استهزاء من بعض الناس فإن الواجب على المسلم اتباع شرع الله برضا وطواعية ورغبة فيما عند الله وخوف من عقابه ، ولو خالفه في ذلك أقرب الناس وأحب الناس إليه . ولا يجوز اتباع الأهواء والعادات التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء ، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عما يخالفها .

    والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لما يرضيه وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    ابن باز رحمة الله

    [1] - سورة النور الآية 31.
    [2] - سورة الأحزاب من الآية 53.
    [3] - سورة الأحزاب الآية 59.
    [4] - سوةر النور الآية 31.
    [5] - سورة النور الآية 31.

    تعليق


    • #3
      اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل والدراسة!!




      الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه..


      أما بعد..


      فهذه كلمات نوجهها إلى قلوب لا زالت تحمل بقايا غيرة، وتعمر بالحياء، ولكن ربما دهما شيءٌ من الغفلة فتحتاج إلى تذكير.


      إخوانـــي وأخواتـــي...



      هذه نصيحة نحملها إليكم متمنين أن تقرأوها قبل فوات الأوان، وضياع أمر لا يمكن أن يستدرك إذا ذهب، وهي تتكلم عن موضوع اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل أو الدراسة، الذي غفل عنه كثير من الناس حتى اشتبه عليهم فلم يعودوا يتبينوا وجه الخلل فيه.


      فيـــا أيهـــا العقـــــلاء!! نسأل سؤالاً صريحـــاً!!


      ما الذي يبيح لامرأةٍ أن تجلس إلى رجل أجنبي عنها؟ تعـــامله دون قيود، فتطلب منه إجراء معاملة، أو يطلب منها إنهاء موضوع؟!



      ما الذي يبيح لامرأةٍ أن تخالط الرجال الأجانب وهي بكامل زينتها، أو تجليس معهم على مكتب واحد أو كاونتر واحد؟!


      لا تستيقظوا غضباً إذا قيل لكم: إن اختلاط النساء بالرجال حرام، كما أنه كفيل بنقص الحياء حتى يؤول إلى موته بالكلية.


      ألا ترون تقلبات الأعين، وموت الحياء عند نساءٍ يمازحن الزملاء، ولبس العباءة الضيقة من أجل خفة الحركة؟!!


      وشبهات وظلمات يتلوا بعضها بعضاً.


      لا نجعل نظرتنا مادية، وكأننا نعيش في مستنقع من الفقر، حتى أدى ذلك بأناس إلى أن يتنازلوا عن كرامتهم ورجولتهم، فيزجوا بنسائهم في أوساط الرجال من أجل الراتـب الشهري!!


      ألا ترون أن بعض الرجال قام بتحميل زوجته أعباء الأسرة من توصيل الأولاد وشراء حاجيات المنزل، والمشاركة في مصاريف البيت و.. و.. و..، متنازلاً عن دوره كرجل، ساقطاً من عيني زوجته، كل ذلك من أجل اللهث وراء المال والراتب الشهري، حتى بدأ الفراغ والملل يخيم على حياتهن، وبدأن يشعرن بشوق إلى الأنوثة التي تتمثل في الاعتماد على رجل!!


      استيقظي أختي .. لا تُخدعي بكلمةٍ مزخرفةٍ وبريق راتب، فالمسألة تدور على البركة، وأي بركة في راتب من أغضب ربه فيه؟!


      الاختلاط بالرجال محرم.. نصيحة لربما لم تسمعيها من قبل، وربما أعرضت عنها لأنها لا توافق هواك، ولكن كيف إذا قمت وحيدة بين يدي الله، ما لك من دونه عاصم ولا نصير؟


      فمن ينجيك يومئذٍ؟ ومن يحول بينك وبين موافاة الحساب؟!!


      تأملي قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ}[آل عمران: 30].


      وأنتم يا من تدّعون الرجولة .. ألا تغارون على نسائكم حين تقذفون بهن بين الشباب أولى الوسامة فيفتن ويُفتن!! حتى يؤول بها الأمر إلى النفور من زوجها الذي فتح عينيها على الرجال، ولربما بدأت المقارنة فوجدت عند زميلها ما لم تجده عند زوجها.


      فاستيقظوا من غفلتكم، وحوطوا نسائكم بحرصكم، فإنه لا خير فيمن غفل عن أمره حتى يدهمه الشر على حين غرة.



      سالم العجمي
      التعديل الأخير تم بواسطة سلطان بن سالم العيني; الساعة 28-04-2010, 07:11 PM.

      تعليق


      • #4
        المرأة المحتشمة..وسهام الحاقدين..!!


        ليس غريبا أن ينشأ في الأمة أناسٌ قد تشربوا المدنية الغربية فانحرفوا عن السلوك المحافظ وفقدوا بريق المبادئ ؛ لكن الغريب حقا أن يقوم هؤلاء بالحملات الشرسة والهجوم المتتابع لإسقاط الأمة في مستنقع الرذائل وغمرات النيران.


        ولربما أن فقدان بعض الناس لما يميزهم كبشر من المحافظة والاستقامة السلوكية؛ يدفعهم لدعوة الناس إلى ما سقطوا فيه حين عجزوا هم عن استعادة ما فقدوه؛ وذلك على حدّ قول عثمان t:« ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني» .

        فقلما تجد منحرفاً على اختلاف درجات هذا الانحراف؛ إلا وهو يتمنى بل يعمل جاهدا ليكون له شركاء يعملون بعمله .

        وربما بعض الناس يُزَج به في هذا المضمار ليدعو الناس إلى الانسلاخ استغلالاً لانبهاره بالمدنية الغربية؛ أو لشبهة تعلقت في قلبه لم يستطع دفعها؛ فيندفع في هذا المضمار فيكون أول قتيل .

        كثير هي الدعوات لتبرج المرأة وسفورها واختلاطها بالرجال؛ حتى تصير مع مرّ الأزمان ألعوبة في أيديهم تتدافعها الأيدي الملوثة بكل خزي ودنس .

        وقد تحمل هذه الدعوات صورة المتباكي على حال المرأة؛ الذي يحاول إنقاذها من القيود التي تثقلها؛ فإذا بها مع طول الأمد تتبين النتيجة التي تراد من وراء

        ذلك؛ وهي أن تقوم المرأة في سوق الكساد تنادي :« هيت لكم أيها الإباحيون..» .

        وتعجب من ولع هؤلاء بقصة تحرير المرأة؛ والتمطق بحديثها؛ والقيام والقعود بأمرها وأمر حجابها وسفورها وحريتها وأسرها؛ وكأنهم قد قاموا بكل واجب للأمة فلم يبق إلا هذا الواجب الحتمي.

        ومن تأمل الأمر رأى أن هؤلاء لا يَرْثون للمرأة؛ بل يرثون لأنفسهم؛ ولا يبكون عليها؛ بل على أيام قضوها في ديار يسيل جوها تبرجاً وسفوراً؛ ويتدفق خلاعة واستهتاراً ؛ ويودون بجدع الأنف لو ظفروا هنا بذلك العيش الذي خلفوه هناك.

        ومن عرف ذلك علم أبعاد تلك الحملة الشعواء الشرسة على الحجاب الشرعي في البلاد المحافظة ؛ وما يحصل من الهجوم الشرس على المرأة المحتشمة من قبل أناس عميت بصائرهم؛ فصوبوا سهامهم نحو الفضيلة؛ وتهجموا على أخواتهم اللاتي كان من الواجب عليهم أن يكونوا لهن ستراً ووقاءً من الأعاصير المدمرة؛ والرياح الهوجاء.

        دعوة يئن أصحابها أنين الثكالى متباكين؛ وكأنهم وجدوا أن حجاب المرأة يحول دون كونها امرأة ذات قيمة وهدف؛ ورفعوا لواء الدعوة إلى الفحش بأسلوب جاف؛ وزادوا على ذلك تناقضهم الشديد في قولهم:إن الحجاب الشرعي « حرية شخصية »؛ ثم إذا بهم يتناقضون ويسارعون بالهجوم على المرأة المحتشمة وسترها وحيائها.

        إذن أين الدعوى بأن الحجاب الشرعي حرية شخصية ؟! أم أن هذه الكلمات ما كانت إلا من باب ذر الرماد في العيون ؟!

        على أننا لا نوافق أن مسألة الحجاب الشرعي مسألة حرية شخصية؛ بل هي عبادة ربانية لا يملك المسلم إلا الإذعان لها .

        إن هؤلاء المتأثرين بالغرب؛ الذين وجهوا سهامهم عليك أيتها المرأة العفيفة؛ قد غاظهم حجابك الشرعي وسترك وحشمتك ؛« حتى بدأت كالشامة السوداء في خد الحسناء »؛ واغتبطَت بك بلادك وأمتك؛ وافتخر بك كل صالح غيور ذي مروءة؛ فانهالوا بسهامهم عليك لعلهم يظفرون منك بمقتل؛ وبدأوا يدعون إلى السفور والتبرج؛ وكأنهم لا يبالون أن يكون نساء الأمة جميعاً ساقطات إذا سلمت لهم نساؤهم؛ فترجع المرأة بعد ذلك وقد أباها الخليع؛ وترفع عنها المحتشم؛ فلا تجد بين يديها غير باب السقوط؛ فتسقط .

        انتبهي يا مستودع العفة..

        فإنه بسبب أمثال هذه الصيحات المغرضة؛ والدعاوى المضللة ؛ انتشرت الريبة بين صفوف كثير من المجتمعات؛ وتمشت الظنون بين رجالها ونسائها؛ وبدأ بعض الناس يعيش حالة من الوسوسة نحو النساء؛ وكأنه لا توجد بينهن عفيفة-ولا حول ولا قوة إلا بالله.

        هذا هو بكاؤهم على المرأة ؛ وهذا رثاؤهم لها وعطفهم عليها!.

        ومما أقدم عليه زمرة الشر أنهم لم يكتفوا بالدعوة إلي التبرج والسفور؛ بل إنهم زادوا على ذلك أن وجهوا سهامهم إلى الدين الحنيف؛ وبدأوا يثيرون الشبه ويطعنون في الأحاديث النبوية التي تأمر بالاحتشام؛ ويؤولون كتاب الله وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم؛ من أجل الولوج إلى قلوب الناس من خلال الشبه الشيطانية.

        إن هؤلاء ما قاموا بهذه الحملة الشرسة إلا لما رأوا من تمسك المرأة بعفافها وحجابها- فالناس لا ترمي إلا الشجر المثمر- وقد غاظهم احتشامك في وقت تفسخ فيه الكثير؛ فصوبوا سهامهم نحوك.

        فافهموا اللعبة..!!.

        فليست المسألة مسألة حرية ؛ وليست مطالبة بالحقوق؛ ولكنها مطالبة بالخروج عن المبادئ.

        وهؤلاء ومن دعا بدعوتهم سيبوؤون بإثمهم وإثم من تابعهم على ذلك؛ فيا ويلهم إن أخذهم الله بذنبهم .

        إن بلاداً كثيرة دعا بعض رموزها إلى التبرج والانحلال؛ فذهب أولئك النفر بآثامهم وآثام من تبعهم؛ وبقي أهل العفة والاحتشام كالجبال الراسية الشامخة في وجه الرياح العاتية؛ فحافظوا على استقامتهم وحيائهم؛ وحمدوا -حين تقدم العمر وقرب الأجل- تمسكهم واحتشامهم؛ الذي ورّثوه لأبنائهم وبناتهم؛ حتى صارت البنات مطمعاً لكل عفيف؛ ومضرباً للمثل في الحياء .

        * هذا وبالمناسبة فإنني أدعو إخواني وأخواتي لقراءة مقالة الحجاب: في كتاب « العبرات » للأديب الراحل مصطفى المنفلوطي/والتي عاصر فيها أحداث خلع الحجاب؛ ومعايشته لذلك الوضع المأساوي ؛ وذكره لكثير من الأهداف التي يأمل تحقيقها أرباب هذه الدعوات المضللة؛حتى نعلم حقيقة اللعبة بقلم رجل ناقد؛ أحس بحاجة الأمة إلى نذير؛ وإنما هي وجوه تتكرر بأسماء مختلفة؛ وبلدان متنوعة.

        ويا أختنا.. يا شرفنا.. ومستودع أعراضنا..

        تمسكي بحجابك؛ فإنه رمز عفافك؛ لا يخيفنك فحيح أفعى؛ ولا عواء ذئب؛ فسرعان ما تتبدد غيوم الزيف إذا ظهرت شمس الحقيقة .

        وأنت أيتها المحتشمة شمس الحقيقة.

        سالم العجمي

        تعليق


        • #5
          عباية أم أداة زينة..؟؟



          أختاه.. أرجو أن تقرأي هذه الورقة بمنتهى الصدق مع النفس..



          عباية الكتف..هل هي للستر أم أنها أداة للزينة..؟



          هل تتصورين أنك بلبسك لها قد حققت الستر المطلوب؟



          كوني صريحة مع نفسك.. أليست هذه العباية المصنوعة من مادة الكريب اللامعة، وتلتصق بالجسم حتى تفصله أصبحت من مظاهر التبرج الواضحة؟



          لا تضحكي على نفسك.. لا تقولي هي: (عباية إسلامية)، فالأسماء لا تغير الحقائق.



          خذي مني.. هذه النصيحة في زمن قل فيه الناصحون..



          إن هذه العباية عباية تبرج وسفور مع ما يصاحبها من الزينة.



          تريدين الستر..؟؟ إن الستر يكون باللبس المحتشم.. والحجاب الشرعي الذي جاءت به الشريعة.. (فإن الحجاب الشرعي هو أن تلبس المرأة لباسا فضفاضا، يستر جميع جسمها، ليس بمزيَّن ولا معطر ولا يلفت الأنظار).



          هذا الحجاب الشرعي إن كنت تريدين لبسه طاعة لله، أما عباية الكتف فليست من الدين بل هي بوابة لكل فتنة..



          يا أختنا.. يا شرفنا.. ويا مستودع أعراضنا.. تمسكي بعفافك.. وحجابك الشرعي في زمن الغربة، ولا يثنيك شدة الابتلاء وكثرة الفتن عن السير في ركاب العفة، ولا يضعفك كثرة ما ترين من اللاهثات وراء الساقطات.. (فأنت أغلى وأعلى)..



          تستري وانظري حينذاك..كم من عفيف يطمع بك زوجة.. يثق بك حين خروجه، ويستودعك أغلى ما يملك.



          وكم من مستهتر.. لا ينظر إلى تلك الساقطة سوى أنها (لعبة إلى أجل..).



          أيتها العفيفة.. انتبهي.. لا يؤتى دينك.. أهلك.. مجتمعك.. من جهتك..



          حجابك.. عفافك.. هو كنزك الغالي.. فلا تفرطي فيه.



          معاول الهدم كثيرة.. تحاصرك من كل جانب.. فانتبهي وتيقظي..



          احذري.. لا يقتلنا دعاة الفجور من خلالك.. لا يطعنوننا طعنة الغدر عن طريقك.



          انتبهي أن تضيعي.. فبضياعك تضيع أمة..!!


          سالم العجمي

          تعليق

          يعمل...
          X