(( بعض آداب الجماع والمعاشرة ))
الحمد لله الواحد الأحد الذي تطمئن القلوب بذكره ، والصلاة والسلام على أبي القاسم محمد أشرف أنبياء الله ورسله ، وعلى آله المطهرين ، وبعد.
إعلم أصلح الله لك زوجك أن للجِماع آدابٌ قبلَه، وأثناءَه، وبعده
وقد حث عليها الإسلام، وصولاً بالنكاح إلى العمل الكريم اللائق بالإنسان، وتحقيقاً للأهداف المرجوة من النكاح ، فينبغي للرجل وهو يأتي أهله أن يشاهد بقلبه مدى نعمة الله عليه، بالزوجة الحلال يستمتع بها، ويقضي منها وطره، ويحصن بها فرجه، ويتعفف بها عن الحرام، ولو شاء الله لم ييسر له ذلك. قال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم"
والجماع من الأمور الحياتية المهمة التي أتى ديننا بتبيينها وشرع لها من الآداب والأحكام ما يرقى بها عن مجرد أن تكون لذّة بهيمية وقضاء عابرا للوطر بل قرنها بأمور من النيّة الصالحة والأذكار والآداب الشرعية ما يرقى بها إلى مستوى العبادة التي يُثاب عليها المسلم .
فأنت أخي الكريم مأجور على ذلك متى أحسنت النية فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وفي بُضع أحدكم صدقة ) – أي في جماعه لأهله – فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ( أرأيتم لو وضعها في الحرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم
وجاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية تبيان لآداب الجماع والمعاشرة ومن هذه الآداب:
وجاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية تبيان لآداب الجماع والمعاشرة ومن هذه الآداب:
1 - إخلاص النية لله عز وجل في هذا الأمر ، وأن ينوي بفعله حفظ نفسه وأهله عن الحرام وتكثير نسل الأمة الإسلامية ليرتفع شأنها فإنّ الكثرة عزّ ، وليعلم أنه مأجور على عمله هذا وإن كان يجد فيه من اللذة والسرور العاجل ما يجد كما في حديث أبي ذر السابق وهذا من فضل الله العظيم على هذه الأمة المباركة ، فالحمد لله الذي جعلنا منها .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد :
( وأما الجماع أو الباءة ، فكان هديه فيه - صلى الله عليه و سلم - أكمل هدي ، يحفظ به الصحة ، وتتم به اللذة وسرور النفس ، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها ، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد :
( وأما الجماع أو الباءة ، فكان هديه فيه - صلى الله عليه و سلم - أكمل هدي ، يحفظ به الصحة ، وتتم به اللذة وسرور النفس ، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها ، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية :
أحدها : حفظ النسل ، ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم
الثاني : إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن .
الثالث : قضاء الوطر ، ونيل اللذة ، والتمتع بالنعمة ، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة ، إذ لا تناسل هناك ، ولا احتقان يستفرغه الإنزال .وفضلاء الأطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة ) .
الطب النبوي ص249 .
و قال رحمه الله تعالى : ( ومن منافعه - أي الجماع - : غض البصر ، وكف النفس ، والقدرة على العفة عن الحرام ، وتحصيل ذلك للمرأة ، فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه ، وينفع المرأة ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهده ويحبه ، ويقول : ( حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب ) رواه أحمد 3/128 والنسائي 7/61 وصححه الحاكم .وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه البخاري 9/92 و مسلم 1400 ) . الطب النبوي 251 .
الثاني : إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن .
الثالث : قضاء الوطر ، ونيل اللذة ، والتمتع بالنعمة ، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة ، إذ لا تناسل هناك ، ولا احتقان يستفرغه الإنزال .وفضلاء الأطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة ) .
الطب النبوي ص249 .
و قال رحمه الله تعالى : ( ومن منافعه - أي الجماع - : غض البصر ، وكف النفس ، والقدرة على العفة عن الحرام ، وتحصيل ذلك للمرأة ، فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه ، وينفع المرأة ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهده ويحبه ، ويقول : ( حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب ) رواه أحمد 3/128 والنسائي 7/61 وصححه الحاكم .وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه البخاري 9/92 و مسلم 1400 ) . الطب النبوي 251 .
*******
2- حسن الاختيار للزوجات
فخيرهن ذات الدين والخلق وإن إنضاف لذلك ذات الحسب والنسب والشرف فحسن ، ويستحسن الأبكار البالغات ذوات العقل والفطانة ، ويتجنب صغار السن وكبيرات السن ومن بهن عاهات وأمراض.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد :
وليحذر جماع العجوز والصغيرة التي لا يوطأ مثلها، والتي لا شهوة لها، والمريضة، والقبيحة المنظر، والبغيضة، فوطء هؤلاء يوهن القوى، ويضعف الجماع بالخاصية.
وغلط من قال من الأطباء: إن جماع الثيب أنفع من جماع البكر وأحفظ للصحة، وهذا من القياس الفاسد، حتى ربما حذر منه بعضهم، وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس، ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة.
وفي جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها، وامتلاء قلبها من محبته، وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره، ما ليس للثيب. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر: ( «هلا تزوجت بكرا» ) ، وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين، أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل الجنة. وقالت عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم: «أرأيت لو مررت بشجرة قد أرتع فيها، وشجرة لم يرتع فيها، ففي أيهما كنت ترتع بعيرك؟ قال: (في التي لم يرتع فيها» ) .تريد أنه لم يأخذ بكرا غيرها.زاد المعاد(4/233
*******
3- اختيارُ الوقت المناسب للمعاشرة
والاستعدادُ له، فلا يُقدَم على هذا الأمر وأحدُ الزَّوجين مُتعبٌ ومُجهَد لأيِّ سبب، أو في همٍّ وضِيق؛ ولكن يُبدأ بالتهوين على النَّفس أوَّلاً، والاستعداد المناسب للتمتُّع بهذه النِّعمة، ولا يَشقَّ كلٌّّ من الزوجَين على الآخَر
*******
2- حسن الاختيار للزوجات
فخيرهن ذات الدين والخلق وإن إنضاف لذلك ذات الحسب والنسب والشرف فحسن ، ويستحسن الأبكار البالغات ذوات العقل والفطانة ، ويتجنب صغار السن وكبيرات السن ومن بهن عاهات وأمراض.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد :
وليحذر جماع العجوز والصغيرة التي لا يوطأ مثلها، والتي لا شهوة لها، والمريضة، والقبيحة المنظر، والبغيضة، فوطء هؤلاء يوهن القوى، ويضعف الجماع بالخاصية.
وغلط من قال من الأطباء: إن جماع الثيب أنفع من جماع البكر وأحفظ للصحة، وهذا من القياس الفاسد، حتى ربما حذر منه بعضهم، وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس، ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة.
وفي جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها، وامتلاء قلبها من محبته، وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره، ما ليس للثيب. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر: ( «هلا تزوجت بكرا» ) ، وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين، أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل الجنة. وقالت عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم: «أرأيت لو مررت بشجرة قد أرتع فيها، وشجرة لم يرتع فيها، ففي أيهما كنت ترتع بعيرك؟ قال: (في التي لم يرتع فيها» ) .تريد أنه لم يأخذ بكرا غيرها.زاد المعاد(4/233
*******
3- اختيارُ الوقت المناسب للمعاشرة
والاستعدادُ له، فلا يُقدَم على هذا الأمر وأحدُ الزَّوجين مُتعبٌ ومُجهَد لأيِّ سبب، أو في همٍّ وضِيق؛ ولكن يُبدأ بالتهوين على النَّفس أوَّلاً، والاستعداد المناسب للتمتُّع بهذه النِّعمة، ولا يَشقَّ كلٌّّ من الزوجَين على الآخَر
*******
4 - التجمل من الزوجة لزوجها والبعد عما يُشينها والعكس
قال الفقهاء يجب على المرأة أن تزيل ما قد يشينها، وينفر منها، وروت بكة بنت عقبة أنها سألت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن الحفاف فقالت: "إن كان لك زوج فاستطعت أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي" (مسلم 8-326).
ويقابل هذا مثله للزوجة على الزوج، لقول عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: إني لأحب أن أتزين للمرأة ـ الزوجة ـ كما أحب أن تتزين ليّ، لأن الله تعالى يقول: "وّلّهٍنَّ مٌثًلٍ الَّذٌي عّلّيًهٌنَّ بٌالًمّعًرٍوفٌ " (البقرة:228).
ويستحب للزوجين أن يغسلا أسنانهما ثم يطيب الفم بطيب فائح لأن ذلك أدعى إلى الالتصاق والعناق ويؤدي إلى المحبة.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد :
وجماع المرأة المحبوبة في النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة استفراغه للمني، وجماع البغيضة يحل البدن، ويوهن القوى مع قلة استفراغه، وجماع الحائض حرام طبعا وشرعا، فإنه مضر جدا، والأطباء قاطبة تحذر منه. زاد المعاد(4/233قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد :
*******
5 - التطيب قبل الجماع:
ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيطوف على نسائه ثم يصبح محرماً ينضخ طيباً
*******
6 -الملاعبة قبل المواقعة
يُسن أن يقدِّم بين يدي الجماع الملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله ويقبلها 6 -الملاعبة قبل المواقعة
والتلطُّف والتحبُّب والتدليل، وأن تُشعرها أنَّها أجمل النِّساء، وأنَّك لا تُريد سواها، ولا تهوى في غيرِ هواها، وعبارات الغزل والحبِّ لها أثرٌ بالغٌ وحَسنٌ في هذا الأمر، فلا تُقدِم مباشرة على الجماع؛ ولكن ابدأ بالمداعبة والملاعبة، والمضاحكة والملاطفة، والمرأة قد تُفضِّل هذا - في بعض الأحيان - على الجِماع نفسِه
فهذا مما قيل في تفسير قوله تعالى: "وقدموا لأنفسكم"
قال الإمام ابن القيم: "ومما ينبغي تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة وتقبيلها مص لسانها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله، ويقبلها. وروى أبو داود:
"أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل عائشة ويمص لسانها" ويذكر عن جابر بن عبد الله قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل المداعبة".
وقد جاءت الإشارة إلى هذا في حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - حينما قال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فهلاَّ بكرًا تُلاعبُها وتلاعبُك، وتُضاحِكُها وتضاحكك))؛ متفق عليه.
*******
7 - للمرأة أن تنظر إلى جميع بدن زوجها ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدن زوجته
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:-
هل يجوز شرعاً أن تنظر المرأة إلى جميع بدن زوجها وأن ينظر هو إليها بنية الاستمتاع بالحلال؟
فأجاب بقوله:يجوز للمرأة أن تنظر إلى جميع بدن زوجها ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدن زوجته دون تفصيل لقوله - تعالى - " والذين هم لفرجهم حافظون إلا على أزواجهن أن ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " فتاوى إسلامية(3/226
*******
7 - للمرأة أن تنظر إلى جميع بدن زوجها ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدن زوجته
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:-
هل يجوز شرعاً أن تنظر المرأة إلى جميع بدن زوجها وأن ينظر هو إليها بنية الاستمتاع بالحلال؟
فأجاب بقوله:يجوز للمرأة أن تنظر إلى جميع بدن زوجها ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدن زوجته دون تفصيل لقوله - تعالى - " والذين هم لفرجهم حافظون إلا على أزواجهن أن ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " فتاوى إسلامية(3/226
*******
- 8 -استحباب التستر عند الجماع
فينبغي للإنسان أن يستتر هو وأهله، حياء من الله تعالى ومن الملائكة فلا ينبغي أن يكون الزوجان متجردين دون غطاء يسترهما أثناء الجماع.
فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده-رضي الله عنه- أنه قال قلت يا رسول الله: عوراتنا ما نأتي منها ومنا نذر؟ قال: (احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) . قال قلت يا رسول الله: إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: (إن استطعت أن لا يرينها أحدٌ فلا يرينها) . قال قلت يا رسول الله: إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال: (الله أحق أن يستحيا منه من الناس ) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وحسنه الألباني وقد قال تعالى: {"وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا"}
*******
9 - الرِّفق بالزَّوجة
وإشعارها أنَّك خائف عليها، وإشعارها بالحنان البالغ، وأنَّك لا تريد مجرَّد إفراغ شهوة، أو مجرَّد قضاء وطر فقط - من أعظم ما تحتاجه المرأة، ومن أكثر الأشياء إشباعًا وإسعادًا لها؛ فـ((إنَّ الله يُحِبُّ الرِّفقَ في الأَمْرِ كُلِّه))؛ متفق عليه، و((إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شَيءٍ إِلاَّ زانَه، ولا يُنْزَعُ مِن شَيءٍ إلاَّ شانَه))؛ رواه مسلم.
*******
10 - التسمية والدعاء عند الجماع
أن يقول حين يأتي أهله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإن قضى الله بينهما ولدا ، لم يضره الشيطان أبدا ) رواه البخاري 9/187 .
وفيه ذلك إقرار بنعمة الله تعالى، وتعوذ به من الشيطان، وتعويذ للطفل الذي قد يكون ثمرة لهذا الجماع، والتماس للبركة منه سبحانه وتعالى
وهذا الدعاء حفظ للمولود من الشيطان. ولكن للأسف فإن عامة الناس لا يبالي بهذا الدعاء ولا يأتي به. ولعل ترك كثير من الناس لهذا الذكر عند إتيانهم أهليهم، مما يفسر ظاهرة استيلاء الشيطان على كثير الناس وانحرافهم، واختلال عقائدهم وسلوكياتهم. والله أعلم
*******
11 - إحذر من الخيال الجنسي
وهو يتخيل امرأة أخرى، وكذا المرأة يجامعها زوجها وهي تتخيل رجلاً آخرقد اختلف الفقهاء في الرجل يجامع زوجته وهو يتخيل امرأة أخرى، وكذا المرأة يجامعها زوجها وهي تتخيل رجلاً آخر:
فذهب الأكثر إلى أن ذلك حرام، وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية، بل عدَّه بعضهم من الزنا على أن بعض الشافعية ذهب إلى التحريم حيث قال: العراقي في طرح التثريب :
لو جامع أهله وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. أ.هـ
قال ابن الحاج المالكي:
ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنا، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزاً من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حراماً... وما ذكر لا يختص بالرجل وحده بل المرأة داخلة فيه بل هو أشد، لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية… انتهى المراد من كلام ابن الحاج من كتابه المدخل.
وقال ابن مفلح الحنبلي :
وقد ذكر ابن عقيل وجزم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورة أجنبية محرمة أنه يأثم.. انتهى من الآداب .
قال ابن عابدين الحنفي -بعد ذكره كلام ابن حجر الهيتمي الشافعي- الآتي:
ولم أر من تعرض للمسالة عندنا (يعني الحنفية) وإنما قال في الدرر:
إذا شرب الماء وغيره من المباحات بلهو وطرب على هيئة الفسقة حرم، والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحلِّ، لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها، فهو نظير مسألة الشرب، ثم رأيت صاحب تبيين المحارم من علمائنا نقل عبارة ابن الحاج وأقرها. انتهى من حاشية ابن عابدين.
*******
12 - تجنب استعمال ألفاظ السب والشتم أثناء الجماع
وهذا من الفحش المحرم عند الجماع وغيره، لأن الله يكره الفاحش البذيء، وهو الذي يقول القبيح ويفعله، وقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن باللعان ولا الفاحش ولا البذيء". وروى الترمذي أيضاً عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء " .أهـ
والأصل في الآداب الإسلاميّة هو ما كان عليه (صلَى الله عليه وسلَم) حيث لم يؤثر عنه أنه فعل هذا ولا قريباً منه مع أحد من زوجاته الطاهرات رضي الله عنهنّ والمسلم ينبغي أن يكون عفيفا في سائر تصرفاته سواء منها ما يتعلق بالأفعال أو الأقوال
*******
13- أن لا ينزع حتى تقضي المرأة وطرها:
ومن ذلك لأينزع الرجل حتى تقضي زوجته نهمتها قال الغزالي: (ثم إذا قضى وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي أيضا نهمتها، فإن إنزالها ربما يتأخر، فيهيج شهوتها، ثم القعود عنها إيذاء لها. والاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر مهما كان الزوج سابقا إلى الإنزال، والتوافق في وقت الإنزال ألذ عندها ولا يشتغل الرجل بنفسه عنها، فإنها ربما تستحي).
*******
14-تنبيه : أفضل أوضاع الجماع
أن يعلو الرجل المرأة ، يقول الإمام ابن القيم في زاد المعاد:
( وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا لها بعد الملاعبة والقبلة، وبهذا سميت المرأة فراشا، كمال قال صلى الله عليه وسلم:”الولد للفراش”، وهذا تمام قوامة الرجل على المرأة ، كما قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء)، وكما قيل:إذا رمتها كانت فراشا يقلني وعند فراغي خادم يتملقوقد قال تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وأكمل اللباس وأسبغه على هذا الحال، فإن فراش الرجل لباس له، وكذلك لحاف المرأة لباس لها، فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من الآية، وبه يحسن استعارة اللباس من كل من الزوجين للآخر، وفيه وجه آخر وهو أن تنعطف عليه أحيانا فتكون عليه كاللباس. قال الشاعر:إذا ما الضجيع ثنى حيدها تثنت كانت عليه لباساوأردأ الأشكال أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره، وهو خلاف الشكل الطبيعي، الذي طبع الله عليه الرجل والمراة، بل نوع الذكر والأنثى، وفيه من المفاسد أن المني يتعسر خروجه كله، فربما بقي في العضو منه فيتعفن ويفسد فيضر. وأيضا فإن الرحم لا يتمكن من الاشتمال على الماء واجتماعه فيه، وانضمامه عليه لتخليق الولد، وأيضا فإن المرأة مفعول بها طبعا وشرعا، وإذا كانت فاعلة خالفت مقتضى الشرع والطبع.
*******
15- عدم الجماع مع الجوع الشديد أو الامتلاء:
فإن هذا مما يضر بالإنسان جداً، بل قد يكون سببا في هلاكه إذا اعتاده، فلا ينبغي الجماع بعد الطعام مباشرة، أو مع شدة الامتلاء. وكذلك مع شدة الجوع. ذكر ذلك أهل الطب جميعاً. والإسلام يحرص على ما فيه مصلحة للمسلم، ويمنع عنه كل ما يضره في دينه ودنياه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
وأفضل أوقات الجماع وأنفع الجماع: ما حصل بعد الهضم، وعند اعتدال البدن في حره وبرده، ويبوسته ورطوبته، وخلائه وامتلائه. وضرره عند امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره عند خلوه، وكذلك ضرره عند كثرة الرطوبة أقل منه عند اليبوسة، وعند حرارته أقل منه عند برودته، وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة، وحصل الانتشار التام الذي ليس عن تكلف ولا فكر في صورة، ولا نظر متتابع، ولا ينبغي أن يستدعي شهوة الجماع ويتكلفها، ويحمل نفسه عليها، وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المني، واشتد شبقه.
*******
16- عدم الإفراط في الجماع:
فإن الإفراط فيه كذلك بما لا تحتمله صحة المرء مما يسبب الأمراض، وقد يقتل المرء، وكما قيل:
واحفظ منيّك ما استطعت فإنه *** ماء الحياة يراق في الأرحام
وليس له حد معين يتعين الانتهاء إليه، لكن الأفضل أن يكون عند ثوران الشهوة، واشتداد الرغبة عند المرء، ولا داعي لأن يتعمد استثارة نفسه كثيرا، ولاسيما في زمن الشباب، فإن هذا مما قد يضر به كما سبق.
*******
17 - طاعة الزوجة للزوج إذا طلبها للفراش
السؤال : هل يحق للمرأة أن ترفض طاعة زوجها إذا أراد منها الفراش، وما حكم ذلك إذا كان رفضها عنادا فقط؟
الجواب: ليس للزوجة أن ترفض طاعة زوجها إذا أراد منها الفراش إلا لعذر مقبول شرعا؛ كالحيض مثلا، وفي (الصحيحين) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع » وفي لفظ للبخاري «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح » ولمسلم «كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها » . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (17035)
عضو عضو عضو عضو الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان . عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
===
هل للزوجة إذا طلبها زوجها للفراش أن تقدم أي عذر، وتقول بأنها تقوم بالصلاة في الليل أو هي منشغلة بالعلم أو مراجعة القرآن أو تريد زيارة الأبوين والأرحام ......الخ فما بالك بامور الدنيا
السؤال: هل للزوجة إذا طلبها زوجها للفراش أن تقدم أي عذر، وتقول بأنها تقوم بالصلاة في الليل والتسبيح، وتقول: أنا أصلي طول الليل وأسبح، فهل هذا عذر؟
الجواب: ليس هذا عذرا؛ لأن حق الزوج واجب، أما الصلاة بالليل تطوعا، والتسبيح فهو سنة، والواجب مقدم على المسنون؛ لحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح » متفق عليه وفي رواية: «حتى ترجع » . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (21188)
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
*******
18- إتيان المرأة كيف شاء إذا كان في الفرج:
يجوز له إتيان المرأة في قبلها من أي جهة شاء ، من الخلف أو الأمام شريطة أن يكون ذلك في قُبُلها وهو موضع خروج الولد ، لقول الله تبارك و تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ! فنزلت : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج ) رواه البخاري 8/154 ومسلم 4/156 .
*******
19 - اجتناب الدبر
لا يجوز له بحال من الأحوال أن يأتي امرأته في الدبر ، قال الله عز وجل : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ومعلوم أن مكان الحرث هو الفرج وهو ما يبتغى به الولد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ملعون من يأتي النساء في محاشِّهن : أي أدبارهن ) رواه ابن عدي 211/1 و صححه الألباني في آداب الزفاف ص105 . وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة ومقارفة لما تأباه طبائع النفوس السوية ، كما أن فيه تفويتا لحظ المرأة من اللذة ، كما أن الدبر هو محل القذر ، إلى غير ذلك مما يؤكد حرمة هذا الأمر .
سئلت اللجنة الدائمة : ما الحكم الشرعي فيمن أتى امرأته- أي: زوجته الشرعية- ونكحها من الدبر من غير أن يعلم؟
الجواب:يحرم على الرجل أن يطأ زوجته في دبرها، ومن حصل منه ذلك وهو لا يعلم لأمر ما فهو معذور معفو عنه إذا كف حينما تبين له، والدليل على تحريم وطء الزوجة في دبرها ما رواه أحمد والبخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله «أن يهود كانت تقول: إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول. قال: فنزلت: » وزاد مسلم: «إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد » فكذب الله اليهود في قولهم: (إن الرجل إذا أتى زوجته في قبلها من جهة دبرها وهي مجبية- أي: مكبة على وجهها- جاء الولد أحول) ، وبين بالآية: أنه يجوز للرجل أن يأتي زوجته على أي كيفية شاء، مستلقية على ظهرها أو مكبة على وجهها مادام وطؤه إياها في قبلها، بدليل فهم الصحابة ذلك وهم عرب، وتسمية الله النساء حرثا ترجى منه الذرية، ولا ترجى الذرية من الوطء في الدبر. وما ذكر في سبب النزول من ذكر الحمل ومجيء الولد أحول، والحمل والولد لا يكون من الوطء في الدبر أصلا، لا أحول ولا غير أحول، وروى أحمد والترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها، «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: يعني: صماما واحدا » وقال: حديث حسن، هذا وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن وطء الرجل زوجته في الدبر، منها ما رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ملعون من أتى امرأة في دبرها » وفي لفظ: «لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأة في دبرها » رواه أحمد وابن ماجه.
ومنها ما رواه أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تأتوا النساء في أعجازهن، أو قال: "في أدبارهن » ومنها ما رواه أحمد والترمذي عن علي بن طلق قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تأتوا النساء في استاههن، فإن الله لا يستحي من الحق » وقال الترمذي: حديث حسن. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (1268)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
===
مجامعة الزوجة في دبرها بدون إيلاج والإنزال خارج الدبر
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:ينبغي أن يأتيها في قبلها وهو أسلم ،أما إذا كان مجرد مداعبة ولم يلتق مع دبرها إنما مجرد ملاعبة لابأس ،المهم أنه أمر ينبغي أن يجتنب
من فقه الإمام أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي(2/270
الضابط في حدود استمتاع الرجل بزوجته
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
ما الضابط في حدود استمتاع الرجل بزوجته في جميع بدنها؟
فأجاب بقوله: الضابط ألا يأتيها في دبرها، ولا يأتيها في القبل في حال الحيض أو النفاس، هذا هو الضابط؛ لأن الله قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج:29-31] .لقاء الباب المفتوح(31/25)
===
السؤال: ماذا يفعل الرجل إذ كان محرما عليه مجامعة زوجته في دبرها وهو غير قادر على الصبر، وهل حلل الشرع له مكانا آخر يجامعها معه إذا كان مضطرا؟
الجواب: يستمتع بها في غير فرجها ودبرها من سائر بدنها، وفي ذلك غنى وكفاية عن وطئها فيما حرم الله من قبلها ودبرها، وننصحك بصيام أيام نفلا ليساعدك ذلك على تخفيف الشهوة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (9387)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أخي المسلم: اقنعْ بما أحلَّ الله لك من الطيِّبات، ولا تتقْ نفسُك – ولا تُمنِّها ولا تُرخِ لها الذِّمام لتتوق وتشتاق - إلى ما حرَّم الله عليك من الخبائث، تسعدْ وتهنأْ - بإذن الله تعالى.
وليعلم المسلم أنه من تمام حكمة الله تعالى أنه إذا حرَّم شيئا ( الوطء في الدبر ) حرَّم الأسباب المفضية إليه لما يؤدي إليه الوقوع في أسباب ومقدمات المحرَّم من تمكُّن تعلُّق القلب به بصورة تجعل الإنسان يعيش صراعا نفسيا قويا بين الوقوع في المنكر أو عذاب النفس بالوقوف في وسط الطريق فلا هو بالتارك للمحرم السليم القلب بالبعد عنه ، ولا هو بالواقع فيه المحقق لرغبة النفس الأمَّارة بالسوء ، والغالب في حال مثل هذا أن يقع فيما ظنَّ أنه لن يقع فيه من الكبائر المهلكة للإنسان المفسدة عليه أمر دينه ودنياه المنغِّصة عليه حياته الماحقة للبركة في ماله وولده جزاءً وفاقاً لبعده عن ربه وانتهاكه لحرماته واستهانته بمقام نظره إليه واطِّلاعه على حاله ، والعاقل من الناس هو من لا يتساهل في أمور تؤدي به إلى كوارث حقيقية في دينه الذي هو رأس ماله قبل دنياه .
فعلى المسلم أن يدرك حقائق الأمور وما تؤدِّي إليه ، وألا ينساق وراء تزيين الشيطان له وتهوين المنكرات أمام عينيه ليجرَّه ليكون من حزبه الخاسرين ، وعليه أن يتقي الله ربَّه في السر والعلن وأن يعلم بأن الله سبحانه يراه ويعلم نواياه وأفعاله. كما قال تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ، وليعلم أن ما عند الله خير وأبقى وأن الآخرة وما فيها من نعيم خير له من الأولى وأن عاقبة الصبر عن المنكر جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما تشتهيه الأنفس من المُتع التامَّة الخالية عن المنغِّصات . أهـ
وأما الناحية الطبية: فقد أثبتت الدراسة المبنية على الواقع أن الإتيان في الدبر يسبب ارتخاء في عضلات الدبر، وتوسيعاً له، وهذا يؤدي إلى عدم التحكم الكامل بهذا المكان مما يصل إلى خروج غير إرادي للنجاسة، وما يستتبعه ذلك من قذارات وعدم طهارة، إضافة إلى الأمراض التي تصيب الطرفين والإيدز أشهرها في أيامنا.
والله أعلم.
الحكمة في حرمة أتيان الدبر
تحدث العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد عن الحكم في حرمة إتيان المرأة في دبرها فقال:
1- وإذا كان الله حرم الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض ( أي أثناء الحيض والنفاس)، فما الظن بالدبر الذي هو محل الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل والذريعة القريبة جداً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان.
2- للمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يفوّت حقها، ولا يقضي وطرها، ولا يُحصّل مقصودها.
3- إنه يذهب بالحياء جملة، والحياء هو حياة القلوب، فإذا فقدها القلب، استحسن القبيح، واستقبح الحسن؛ فالدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يخلق له، وإنما الذي هيئ له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعًا .
4- إن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عُقلاء الأطباء؛ لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي.
5- يضر من وجه آخر؛ وهو إحواجه إلى حركات متعبة جداً لمخالفته للطبيعة.
6- الدبر محل القذر والنجو ، فيستقبله الرجل بوجهه ، ويلابسه .
7- يضر بالمرأة جدًا، لأنه وارد غريب بعيد عن الطباع، منافر لها غاية المنافرة.
8- إنه من أكبر أسباب زوال النعم، وحلول النقم، فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله، وإعراضه عن فاعله، وعدم نظره إليه، فأي خير يرجوه بعد هذا ، وأي شر يأمنه ، وكيف تكون حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته ، وأعرض عنه بوجهه، ولم ينظر إليه.
9- إنه يحيل الطباع عما ركبها الله ، ويخرج الإنسان عن طبعه إلى طبع لم يركّب الله عليه شيئاً من الحيوان ، بل هو طبع منكوس ، وإذا نُكس الطبع انتكس القلب ، والعمل ، والهدى ، فيستطيب حينئذ الخبيث من الأعمال والهيئات ..فصلاة الله وسلامه على من سعادة الدنيا والآخرة في هديه واتباع ما جاء به ، وهلاك الدنيا والآخرة في مخالفة هديه وما جاء به. (بتصريف)
*******
20- حرمة الجمع بين الزوجات حين الجماع في آن وأحد
وهذا الفعل منكر وحرام لسببين:
أولا: أن نظر المرأة إلى عورة المرأة _ وهي هنا ما بين السرة والركبة_ لا يجوز، لقوله (صلَى الله عليه وسلَم): (...ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة...) رواه مسلم والترمذي.
ثانيا: أن رسول (صلَى الله عليه وسلَم) نهى أن يحدث الرجل الناس بما يفعل مع زوجته، كما نهى أن تحدث المرأة الناس بما يحدث بينها وبين زوجها، وقال: (لا تفعلوا، فإن مثل ذلك كمثل شيطان لقي شيطانة فجامعها والناس ينظرون).
وهذا النهي يتضمن من باب أولى، أن يقع الجماع بحضور الزوجة الثانية، لأنها من الناس، ولم يستثنها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. بل إن رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) بالغ في التستّر أثناء الجماع (فكان لا يجامع بحيث يراهما أحد، أو يسمع حسهما).
1- قال الحسن البصري : كانوا – أي : الصحابة أو كبار التابعين - يكرهون "الوجس"، وهو أن يطأ إحداهما والأخرى تسمع الصوت - ولفظ الكراهة عند المتقدمين معناه التحريم -. رواه ابن أبي شيبة في " المصنف ".
2- وقال ابن قدامة -رحمه الله : … فإن رضيت امرأتاه بالسكن سوية في مسكن واحد جاز ذلك لأن الحق لهما فلهما المسامحة في تركه . وكذلك إن رضيتا بنومه بينهما في لحاف واحد. ولكن إن رضيتا بأن يجامع واحدة بحيث تراه الأخرى لم يجز، لأن فيه دناءة وسخفا وسقوط مروءة فلم يبح برضاهما.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
إن هذا من أغرب ما يكون أن يقتصر فيه على الكراهة ، وهذا تحته أمران:
أحدهما : أن يكون بحيث تُرى عورتاهما : فهذا لا شك أن الاقتصار على الكراهة غلط لوجوب ستر العورة ، فإذا كان بحيث يَرى عورتاهما أحدٌ : فهذا لا شك أنه محرم ، وكلام المؤلف ليس بصحيح إطلاقاً .
والثاني : أن يكون بحيث لا تُرى العورة: فإن الاقتصار على الكراهة أيضاً : فيه نظر، يعني مثلا: لو كان ملتحفاً معها بلحاف، وصار يجامعها فتُرى الحركة، فهذا - في الحقيقة - لا شك أنه إلى التحريم أقرب ؛ لأنه لا يليق بالمسلم أن يتدنى لهذه الحال .
وأيضاً ربما يثير شهوة الناظر ويحصل بذلك مفسدة .
*******
21- جواز الطواف على عدة زوجات بغسل واحد في ليلة
*******
22 - الوضوء عند الرغبة في معاودة الجماع
إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود إليها فليتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا ، فإنه أنشط في العَوْد ) رواه مسلم 1/171 . وهو على الاستحباب لا على الوجوب . وإن تمكن من الغسل بين الجماعين فهو أفضل ، لحديث أبي رافع أن النبي صلى الله عله وسلم طاف ذات يوم على نسائه ، يغتسل عند هذه وعند هذه ، قال فقلت له : يا رسول الله ألا تجعله غسلا واحدا ؟ قال : ( هذا أزكى وأطيب وأطهر ) رواه أبو داود والنسائي 79/1 .
*******
23 - وجوب غسل الجنابة
يجب الغسل من الجنابة على الزوجين أو أحدهما في الحالات التالية :- التقاء الختانين : لقوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ ( وفي رواية : مسّ الختان الختان ) فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل . " رواه أحمد ومسلم رقم 526 وهذا الغسل واجب أنزل أو لم يُنزل . ومسّ الختان الختان هو إيلاج حشفة الذّكر في الفرج وليس مجرّد الملاصقة .- خروج المني و لو لم يلتق الختانان : لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الماء من الماء " رواه مسلم رقم 1/269 .
قال البغوي في شرح السنة (2/9) : ( غسل الجنابة وجوبه بأحد الأمرين : أما بإدخال الحشفة في الفرج أو خروج الماء الدافق من الرجل أو المرأة ) . و لمعرفة صفة الغسل الشرعية انظر السؤال رقم ( 415 ) .ويجوز للزوجين الاغتسال معا في مكان واحد ولو رأى منها ورأت منه ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول : دع لي ، دع لي قالت : وهما جنبان . رواه البخاري ومسلم .
*******
24 - الوضوء أو التيمم عند رغبة النوم على جنابة:
يجوز لمن وجب عليه الغسل أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة ، لكن يستحب له أن يتوضأ قبل نومه استحبابا مؤكدا لحديث عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أينام أحدنا وهو جنب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ، ويتوضأ إن شاء ) رواه ابن حبان 232 .
*******
25 - غسل اليد بعد الجماع إذا أراد أن يأكل أو يشرب:
*******
26 - عدم إتيان المرأة وهي حائض
ويحرم إتيان الحائض حال حيضها لقول الله عز وجل : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ، وعلى من أتى زوجته وهي حائض أن يتصدق بدينار أو نصف دينار كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجاب السائل الذي أتاه فسأله عن ذلك . أخرجه أصحاب السنن وصححه الألباني آداب الزفاف ص122. لكن يجوز له أن يتمتع من الحائض بما دون الفرج لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ثم يضاجعها زوجها ) متفق عليه.
*******
27 - جواز العزل
يجوز للزوج العزل إذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي ، إذا أذنت الزوجة لأنّ لها حقّا في الاستمتاع وفي الولد ، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا . رواه البخاري 9/250 ومسلم 4/160 .ولكن الأولى ترك ذلك كله لأمور منها : أن فيه تفويتا للذة المرأة أو إنقاصا لها . ومنها أن فيه تفويت بعض مقاصد النكاح وهو تكثير النسل والولد كما ذكرنا سابقا .
*******
28 -عدم التحدث بشأن أمور الفراش
يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية ، بل هو من شر الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم 4/157 . وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! ) فأرّم القوم - أي سكتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا رسول الله ! إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ) رواه أبوداود برقم 1/339 ، وصححه الألباني في آداب الزفاف ص143 .
قال الإمام النووي: "وفي هذا الحديث تحريمُ إفشاء الرَّجل ما يجري بينه وبين امرأتِه من أمور الاستمتاع، ووصْف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة فيه مِن قولٍ أو فعْل ونحوه، فأمَّا مجرَّد ذِكر الجِماع، فإن لم تكن فيه فائدةٌ، ولا إليه حاجةٌ، فمكروهٌ؛ لأنَّه خلاف المروءة، وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كان يُؤمن بالله واليومِ الآخرِ فلْيَقلْ خيرًا أو ليصمت))، وإن كان إليه حاجةٌ أو ترتَّب عليه فائدة، بأن يُنكر عليه إعراضه عنها، أو تدَّعِي عليه العجزَ عن الجِماع أو نحو ذلك، فلا كراهةَ في ذِكْره؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي لأفعله أنا وهذه))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأبي طلحة: ((أعرستم اللَّيلة؟))"؛ شرح النووي على صحيح مسلم (4/10).
وقد تساهل كثيرٌ من الناس في هذا الأمر، ويفعله الرِّجال والنِّساء، وهو فِعْلٌ قبيح مستقبح؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - في حديث طويل فيه خُطبة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجاء فيه: ((ثمَّ حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعد، هل منكم الرَّجل إذا أتى أهلَه، فأغلق عليه بابَه، وألْقَى عليه سِترَه، واستتر بسِتر الله؟)) قالوا: نعم، قال: ((ثم يجلسُ بعدَ ذلك فيقول: فعلتُ كذا، فعلت كذا؟))، قال: فسكتوا، قال: فأقبل على النِّساء، فقال: ((هل مُنكنَّ من تُحدِّث))، فسكَتْنَ، فجثتْ فتاةٌ على إحدى رُكبتيها وتطاولتْ لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليراها، ويسمعَ كلامَها، فقالت: يا رسول الله، إنَّهم ليتحدَّثون، وإنهنَّ ليتحدَّثْنه، فقال: ((هل تدرون ما مَثَل ذلك؟ فقال: إنَّما مَثَل ذلك مَثَل شيطانة لَقِيت شيطانًا في السِّكة، فقضى منها حاجتَه، والناسُ ينظرون إليه))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني في "آداب الزفاف"،
فاحذر هذا الأمرَ أشدَّ الحذر، وخصوصًا مع العُزَّاب، فقد يُفتن العَزَب بالتلميح، فضلاً عن التصريح، والله يُعينك على تقواه، وعِشرةِ زوجِك بالمعروف، ويُعينها على حُسن التَّبعُّل لك، ويُبارك لكما، ويُديم عليكما السَّعادة، والحياةَ الكريمة الطيِّبة.
*******
أخيراً:
تجنب الزوج ضرب الزوجة فالزواج مبنيٌّ على الحبِّ، والمودة والرحمة، وكذلك يَزيد المودة والحب، وهذا يبدأ من أوَّل اليوم، لا مِن آخره، وهو إشاعةُ جوِّ الحبِّ والأُلْفة، والمودة والرحمة، ومراعاة المشاعر، وعدم الإيذاء بالضَّرب أو الجلد ونحوِه، وقد أشار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهذا الأمر في حديثه الشريف؛ حيث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأتَه جَلْدَ العبد، ثم لعلَّه يجامعُها - أو قال: يُضَاجِعُها - من آخِرِ اليوم))؛ متفق عليه، وفي رواية قال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَن يَضْحَكَ الرَّجُلُ مما يخرُج من الأنْفُس، وقال: ((بِمَ يَضْرِبُ أَحدُكم امرأتَه ضرْبَ العبد، ثُمَّ لعلَّه يُعانِقُها؟!))؛ أَخرجه البخاري.
والله أعلم .
أبو الخطاب
فؤاد بن علي صالح السنحاني
اليمن ... المحويت
الثلاثاء, 14 ربيع الأخر 1436 هـ
وإشعارها أنَّك خائف عليها، وإشعارها بالحنان البالغ، وأنَّك لا تريد مجرَّد إفراغ شهوة، أو مجرَّد قضاء وطر فقط - من أعظم ما تحتاجه المرأة، ومن أكثر الأشياء إشباعًا وإسعادًا لها؛ فـ((إنَّ الله يُحِبُّ الرِّفقَ في الأَمْرِ كُلِّه))؛ متفق عليه، و((إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شَيءٍ إِلاَّ زانَه، ولا يُنْزَعُ مِن شَيءٍ إلاَّ شانَه))؛ رواه مسلم.
*******
10 - التسمية والدعاء عند الجماع
أن يقول حين يأتي أهله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإن قضى الله بينهما ولدا ، لم يضره الشيطان أبدا ) رواه البخاري 9/187 .
وفيه ذلك إقرار بنعمة الله تعالى، وتعوذ به من الشيطان، وتعويذ للطفل الذي قد يكون ثمرة لهذا الجماع، والتماس للبركة منه سبحانه وتعالى
وهذا الدعاء حفظ للمولود من الشيطان. ولكن للأسف فإن عامة الناس لا يبالي بهذا الدعاء ولا يأتي به. ولعل ترك كثير من الناس لهذا الذكر عند إتيانهم أهليهم، مما يفسر ظاهرة استيلاء الشيطان على كثير الناس وانحرافهم، واختلال عقائدهم وسلوكياتهم. والله أعلم
*******
11 - إحذر من الخيال الجنسي
وهو يتخيل امرأة أخرى، وكذا المرأة يجامعها زوجها وهي تتخيل رجلاً آخرقد اختلف الفقهاء في الرجل يجامع زوجته وهو يتخيل امرأة أخرى، وكذا المرأة يجامعها زوجها وهي تتخيل رجلاً آخر:
فذهب الأكثر إلى أن ذلك حرام، وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية، بل عدَّه بعضهم من الزنا على أن بعض الشافعية ذهب إلى التحريم حيث قال: العراقي في طرح التثريب :
لو جامع أهله وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. أ.هـ
قال ابن الحاج المالكي:
ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنا، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزاً من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حراماً... وما ذكر لا يختص بالرجل وحده بل المرأة داخلة فيه بل هو أشد، لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية… انتهى المراد من كلام ابن الحاج من كتابه المدخل.
وقال ابن مفلح الحنبلي :
وقد ذكر ابن عقيل وجزم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورة أجنبية محرمة أنه يأثم.. انتهى من الآداب .
قال ابن عابدين الحنفي -بعد ذكره كلام ابن حجر الهيتمي الشافعي- الآتي:
ولم أر من تعرض للمسالة عندنا (يعني الحنفية) وإنما قال في الدرر:
إذا شرب الماء وغيره من المباحات بلهو وطرب على هيئة الفسقة حرم، والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحلِّ، لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها، فهو نظير مسألة الشرب، ثم رأيت صاحب تبيين المحارم من علمائنا نقل عبارة ابن الحاج وأقرها. انتهى من حاشية ابن عابدين.
*******
12 - تجنب استعمال ألفاظ السب والشتم أثناء الجماع
وهذا من الفحش المحرم عند الجماع وغيره، لأن الله يكره الفاحش البذيء، وهو الذي يقول القبيح ويفعله، وقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن باللعان ولا الفاحش ولا البذيء". وروى الترمذي أيضاً عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء " .أهـ
والأصل في الآداب الإسلاميّة هو ما كان عليه (صلَى الله عليه وسلَم) حيث لم يؤثر عنه أنه فعل هذا ولا قريباً منه مع أحد من زوجاته الطاهرات رضي الله عنهنّ والمسلم ينبغي أن يكون عفيفا في سائر تصرفاته سواء منها ما يتعلق بالأفعال أو الأقوال
*******
13- أن لا ينزع حتى تقضي المرأة وطرها:
ومن ذلك لأينزع الرجل حتى تقضي زوجته نهمتها قال الغزالي: (ثم إذا قضى وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي أيضا نهمتها، فإن إنزالها ربما يتأخر، فيهيج شهوتها، ثم القعود عنها إيذاء لها. والاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر مهما كان الزوج سابقا إلى الإنزال، والتوافق في وقت الإنزال ألذ عندها ولا يشتغل الرجل بنفسه عنها، فإنها ربما تستحي).
*******
14-تنبيه : أفضل أوضاع الجماع
أن يعلو الرجل المرأة ، يقول الإمام ابن القيم في زاد المعاد:
( وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا لها بعد الملاعبة والقبلة، وبهذا سميت المرأة فراشا، كمال قال صلى الله عليه وسلم:”الولد للفراش”، وهذا تمام قوامة الرجل على المرأة ، كما قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء)، وكما قيل:إذا رمتها كانت فراشا يقلني وعند فراغي خادم يتملقوقد قال تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وأكمل اللباس وأسبغه على هذا الحال، فإن فراش الرجل لباس له، وكذلك لحاف المرأة لباس لها، فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من الآية، وبه يحسن استعارة اللباس من كل من الزوجين للآخر، وفيه وجه آخر وهو أن تنعطف عليه أحيانا فتكون عليه كاللباس. قال الشاعر:إذا ما الضجيع ثنى حيدها تثنت كانت عليه لباساوأردأ الأشكال أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره، وهو خلاف الشكل الطبيعي، الذي طبع الله عليه الرجل والمراة، بل نوع الذكر والأنثى، وفيه من المفاسد أن المني يتعسر خروجه كله، فربما بقي في العضو منه فيتعفن ويفسد فيضر. وأيضا فإن الرحم لا يتمكن من الاشتمال على الماء واجتماعه فيه، وانضمامه عليه لتخليق الولد، وأيضا فإن المرأة مفعول بها طبعا وشرعا، وإذا كانت فاعلة خالفت مقتضى الشرع والطبع.
*******
15- عدم الجماع مع الجوع الشديد أو الامتلاء:
فإن هذا مما يضر بالإنسان جداً، بل قد يكون سببا في هلاكه إذا اعتاده، فلا ينبغي الجماع بعد الطعام مباشرة، أو مع شدة الامتلاء. وكذلك مع شدة الجوع. ذكر ذلك أهل الطب جميعاً. والإسلام يحرص على ما فيه مصلحة للمسلم، ويمنع عنه كل ما يضره في دينه ودنياه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
وأفضل أوقات الجماع وأنفع الجماع: ما حصل بعد الهضم، وعند اعتدال البدن في حره وبرده، ويبوسته ورطوبته، وخلائه وامتلائه. وضرره عند امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره عند خلوه، وكذلك ضرره عند كثرة الرطوبة أقل منه عند اليبوسة، وعند حرارته أقل منه عند برودته، وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة، وحصل الانتشار التام الذي ليس عن تكلف ولا فكر في صورة، ولا نظر متتابع، ولا ينبغي أن يستدعي شهوة الجماع ويتكلفها، ويحمل نفسه عليها، وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المني، واشتد شبقه.
*******
16- عدم الإفراط في الجماع:
فإن الإفراط فيه كذلك بما لا تحتمله صحة المرء مما يسبب الأمراض، وقد يقتل المرء، وكما قيل:
واحفظ منيّك ما استطعت فإنه *** ماء الحياة يراق في الأرحام
وليس له حد معين يتعين الانتهاء إليه، لكن الأفضل أن يكون عند ثوران الشهوة، واشتداد الرغبة عند المرء، ولا داعي لأن يتعمد استثارة نفسه كثيرا، ولاسيما في زمن الشباب، فإن هذا مما قد يضر به كما سبق.
*******
17 - طاعة الزوجة للزوج إذا طلبها للفراش
السؤال : هل يحق للمرأة أن ترفض طاعة زوجها إذا أراد منها الفراش، وما حكم ذلك إذا كان رفضها عنادا فقط؟
الجواب: ليس للزوجة أن ترفض طاعة زوجها إذا أراد منها الفراش إلا لعذر مقبول شرعا؛ كالحيض مثلا، وفي (الصحيحين) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع » وفي لفظ للبخاري «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح » ولمسلم «كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها » . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (17035)
عضو عضو عضو عضو الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان . عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
===
هل للزوجة إذا طلبها زوجها للفراش أن تقدم أي عذر، وتقول بأنها تقوم بالصلاة في الليل أو هي منشغلة بالعلم أو مراجعة القرآن أو تريد زيارة الأبوين والأرحام ......الخ فما بالك بامور الدنيا
السؤال: هل للزوجة إذا طلبها زوجها للفراش أن تقدم أي عذر، وتقول بأنها تقوم بالصلاة في الليل والتسبيح، وتقول: أنا أصلي طول الليل وأسبح، فهل هذا عذر؟
الجواب: ليس هذا عذرا؛ لأن حق الزوج واجب، أما الصلاة بالليل تطوعا، والتسبيح فهو سنة، والواجب مقدم على المسنون؛ لحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح » متفق عليه وفي رواية: «حتى ترجع » . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (21188)
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
*******
18- إتيان المرأة كيف شاء إذا كان في الفرج:
يجوز له إتيان المرأة في قبلها من أي جهة شاء ، من الخلف أو الأمام شريطة أن يكون ذلك في قُبُلها وهو موضع خروج الولد ، لقول الله تبارك و تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ! فنزلت : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج ) رواه البخاري 8/154 ومسلم 4/156 .
*******
19 - اجتناب الدبر
لا يجوز له بحال من الأحوال أن يأتي امرأته في الدبر ، قال الله عز وجل : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ومعلوم أن مكان الحرث هو الفرج وهو ما يبتغى به الولد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ملعون من يأتي النساء في محاشِّهن : أي أدبارهن ) رواه ابن عدي 211/1 و صححه الألباني في آداب الزفاف ص105 . وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة ومقارفة لما تأباه طبائع النفوس السوية ، كما أن فيه تفويتا لحظ المرأة من اللذة ، كما أن الدبر هو محل القذر ، إلى غير ذلك مما يؤكد حرمة هذا الأمر .
سئلت اللجنة الدائمة : ما الحكم الشرعي فيمن أتى امرأته- أي: زوجته الشرعية- ونكحها من الدبر من غير أن يعلم؟
الجواب:يحرم على الرجل أن يطأ زوجته في دبرها، ومن حصل منه ذلك وهو لا يعلم لأمر ما فهو معذور معفو عنه إذا كف حينما تبين له، والدليل على تحريم وطء الزوجة في دبرها ما رواه أحمد والبخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله «أن يهود كانت تقول: إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول. قال: فنزلت: » وزاد مسلم: «إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد » فكذب الله اليهود في قولهم: (إن الرجل إذا أتى زوجته في قبلها من جهة دبرها وهي مجبية- أي: مكبة على وجهها- جاء الولد أحول) ، وبين بالآية: أنه يجوز للرجل أن يأتي زوجته على أي كيفية شاء، مستلقية على ظهرها أو مكبة على وجهها مادام وطؤه إياها في قبلها، بدليل فهم الصحابة ذلك وهم عرب، وتسمية الله النساء حرثا ترجى منه الذرية، ولا ترجى الذرية من الوطء في الدبر. وما ذكر في سبب النزول من ذكر الحمل ومجيء الولد أحول، والحمل والولد لا يكون من الوطء في الدبر أصلا، لا أحول ولا غير أحول، وروى أحمد والترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها، «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: يعني: صماما واحدا » وقال: حديث حسن، هذا وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن وطء الرجل زوجته في الدبر، منها ما رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ملعون من أتى امرأة في دبرها » وفي لفظ: «لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأة في دبرها » رواه أحمد وابن ماجه.
ومنها ما رواه أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تأتوا النساء في أعجازهن، أو قال: "في أدبارهن » ومنها ما رواه أحمد والترمذي عن علي بن طلق قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تأتوا النساء في استاههن، فإن الله لا يستحي من الحق » وقال الترمذي: حديث حسن. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (1268)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
===
مجامعة الزوجة في دبرها بدون إيلاج والإنزال خارج الدبر
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:ينبغي أن يأتيها في قبلها وهو أسلم ،أما إذا كان مجرد مداعبة ولم يلتق مع دبرها إنما مجرد ملاعبة لابأس ،المهم أنه أمر ينبغي أن يجتنب
من فقه الإمام أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي(2/270
الضابط في حدود استمتاع الرجل بزوجته
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
ما الضابط في حدود استمتاع الرجل بزوجته في جميع بدنها؟
فأجاب بقوله: الضابط ألا يأتيها في دبرها، ولا يأتيها في القبل في حال الحيض أو النفاس، هذا هو الضابط؛ لأن الله قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج:29-31] .لقاء الباب المفتوح(31/25)
===
السؤال: ماذا يفعل الرجل إذ كان محرما عليه مجامعة زوجته في دبرها وهو غير قادر على الصبر، وهل حلل الشرع له مكانا آخر يجامعها معه إذا كان مضطرا؟
الجواب: يستمتع بها في غير فرجها ودبرها من سائر بدنها، وفي ذلك غنى وكفاية عن وطئها فيما حرم الله من قبلها ودبرها، وننصحك بصيام أيام نفلا ليساعدك ذلك على تخفيف الشهوة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (9387)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أخي المسلم: اقنعْ بما أحلَّ الله لك من الطيِّبات، ولا تتقْ نفسُك – ولا تُمنِّها ولا تُرخِ لها الذِّمام لتتوق وتشتاق - إلى ما حرَّم الله عليك من الخبائث، تسعدْ وتهنأْ - بإذن الله تعالى.
وليعلم المسلم أنه من تمام حكمة الله تعالى أنه إذا حرَّم شيئا ( الوطء في الدبر ) حرَّم الأسباب المفضية إليه لما يؤدي إليه الوقوع في أسباب ومقدمات المحرَّم من تمكُّن تعلُّق القلب به بصورة تجعل الإنسان يعيش صراعا نفسيا قويا بين الوقوع في المنكر أو عذاب النفس بالوقوف في وسط الطريق فلا هو بالتارك للمحرم السليم القلب بالبعد عنه ، ولا هو بالواقع فيه المحقق لرغبة النفس الأمَّارة بالسوء ، والغالب في حال مثل هذا أن يقع فيما ظنَّ أنه لن يقع فيه من الكبائر المهلكة للإنسان المفسدة عليه أمر دينه ودنياه المنغِّصة عليه حياته الماحقة للبركة في ماله وولده جزاءً وفاقاً لبعده عن ربه وانتهاكه لحرماته واستهانته بمقام نظره إليه واطِّلاعه على حاله ، والعاقل من الناس هو من لا يتساهل في أمور تؤدي به إلى كوارث حقيقية في دينه الذي هو رأس ماله قبل دنياه .
فعلى المسلم أن يدرك حقائق الأمور وما تؤدِّي إليه ، وألا ينساق وراء تزيين الشيطان له وتهوين المنكرات أمام عينيه ليجرَّه ليكون من حزبه الخاسرين ، وعليه أن يتقي الله ربَّه في السر والعلن وأن يعلم بأن الله سبحانه يراه ويعلم نواياه وأفعاله. كما قال تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ، وليعلم أن ما عند الله خير وأبقى وأن الآخرة وما فيها من نعيم خير له من الأولى وأن عاقبة الصبر عن المنكر جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما تشتهيه الأنفس من المُتع التامَّة الخالية عن المنغِّصات . أهـ
وأما الناحية الطبية: فقد أثبتت الدراسة المبنية على الواقع أن الإتيان في الدبر يسبب ارتخاء في عضلات الدبر، وتوسيعاً له، وهذا يؤدي إلى عدم التحكم الكامل بهذا المكان مما يصل إلى خروج غير إرادي للنجاسة، وما يستتبعه ذلك من قذارات وعدم طهارة، إضافة إلى الأمراض التي تصيب الطرفين والإيدز أشهرها في أيامنا.
والله أعلم.
الحكمة في حرمة أتيان الدبر
تحدث العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد عن الحكم في حرمة إتيان المرأة في دبرها فقال:
1- وإذا كان الله حرم الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض ( أي أثناء الحيض والنفاس)، فما الظن بالدبر الذي هو محل الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل والذريعة القريبة جداً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان.
2- للمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يفوّت حقها، ولا يقضي وطرها، ولا يُحصّل مقصودها.
3- إنه يذهب بالحياء جملة، والحياء هو حياة القلوب، فإذا فقدها القلب، استحسن القبيح، واستقبح الحسن؛ فالدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يخلق له، وإنما الذي هيئ له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعًا .
4- إن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عُقلاء الأطباء؛ لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي.
5- يضر من وجه آخر؛ وهو إحواجه إلى حركات متعبة جداً لمخالفته للطبيعة.
6- الدبر محل القذر والنجو ، فيستقبله الرجل بوجهه ، ويلابسه .
7- يضر بالمرأة جدًا، لأنه وارد غريب بعيد عن الطباع، منافر لها غاية المنافرة.
8- إنه من أكبر أسباب زوال النعم، وحلول النقم، فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله، وإعراضه عن فاعله، وعدم نظره إليه، فأي خير يرجوه بعد هذا ، وأي شر يأمنه ، وكيف تكون حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته ، وأعرض عنه بوجهه، ولم ينظر إليه.
9- إنه يحيل الطباع عما ركبها الله ، ويخرج الإنسان عن طبعه إلى طبع لم يركّب الله عليه شيئاً من الحيوان ، بل هو طبع منكوس ، وإذا نُكس الطبع انتكس القلب ، والعمل ، والهدى ، فيستطيب حينئذ الخبيث من الأعمال والهيئات ..فصلاة الله وسلامه على من سعادة الدنيا والآخرة في هديه واتباع ما جاء به ، وهلاك الدنيا والآخرة في مخالفة هديه وما جاء به. (بتصريف)
*******
20- حرمة الجمع بين الزوجات حين الجماع في آن وأحد
وهذا الفعل منكر وحرام لسببين:
أولا: أن نظر المرأة إلى عورة المرأة _ وهي هنا ما بين السرة والركبة_ لا يجوز، لقوله (صلَى الله عليه وسلَم): (...ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة...) رواه مسلم والترمذي.
ثانيا: أن رسول (صلَى الله عليه وسلَم) نهى أن يحدث الرجل الناس بما يفعل مع زوجته، كما نهى أن تحدث المرأة الناس بما يحدث بينها وبين زوجها، وقال: (لا تفعلوا، فإن مثل ذلك كمثل شيطان لقي شيطانة فجامعها والناس ينظرون).
وهذا النهي يتضمن من باب أولى، أن يقع الجماع بحضور الزوجة الثانية، لأنها من الناس، ولم يستثنها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. بل إن رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) بالغ في التستّر أثناء الجماع (فكان لا يجامع بحيث يراهما أحد، أو يسمع حسهما).
1- قال الحسن البصري : كانوا – أي : الصحابة أو كبار التابعين - يكرهون "الوجس"، وهو أن يطأ إحداهما والأخرى تسمع الصوت - ولفظ الكراهة عند المتقدمين معناه التحريم -. رواه ابن أبي شيبة في " المصنف ".
2- وقال ابن قدامة -رحمه الله : … فإن رضيت امرأتاه بالسكن سوية في مسكن واحد جاز ذلك لأن الحق لهما فلهما المسامحة في تركه . وكذلك إن رضيتا بنومه بينهما في لحاف واحد. ولكن إن رضيتا بأن يجامع واحدة بحيث تراه الأخرى لم يجز، لأن فيه دناءة وسخفا وسقوط مروءة فلم يبح برضاهما.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
إن هذا من أغرب ما يكون أن يقتصر فيه على الكراهة ، وهذا تحته أمران:
أحدهما : أن يكون بحيث تُرى عورتاهما : فهذا لا شك أن الاقتصار على الكراهة غلط لوجوب ستر العورة ، فإذا كان بحيث يَرى عورتاهما أحدٌ : فهذا لا شك أنه محرم ، وكلام المؤلف ليس بصحيح إطلاقاً .
والثاني : أن يكون بحيث لا تُرى العورة: فإن الاقتصار على الكراهة أيضاً : فيه نظر، يعني مثلا: لو كان ملتحفاً معها بلحاف، وصار يجامعها فتُرى الحركة، فهذا - في الحقيقة - لا شك أنه إلى التحريم أقرب ؛ لأنه لا يليق بالمسلم أن يتدنى لهذه الحال .
وأيضاً ربما يثير شهوة الناظر ويحصل بذلك مفسدة .
*******
21- جواز الطواف على عدة زوجات بغسل واحد في ليلة
يعني أنه إذا كان للإنسان أكثر من زوجة، فإنه يجوز له أن يجامع إحداهن، ثم يذهب لجماع الأخرى، ثم الثالثة، وهكذا، حتى يغتسل في آخر مرة غسلاً واحداً، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم: "كان يطوف على جميع نسائه في ليلة بغسل واحد" البخاري (268/284/5068/5215)، ومسلم (309) عن أنس رضي الله عنه.
*******
22 - الوضوء عند الرغبة في معاودة الجماع
إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود إليها فليتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا ، فإنه أنشط في العَوْد ) رواه مسلم 1/171 . وهو على الاستحباب لا على الوجوب . وإن تمكن من الغسل بين الجماعين فهو أفضل ، لحديث أبي رافع أن النبي صلى الله عله وسلم طاف ذات يوم على نسائه ، يغتسل عند هذه وعند هذه ، قال فقلت له : يا رسول الله ألا تجعله غسلا واحدا ؟ قال : ( هذا أزكى وأطيب وأطهر ) رواه أبو داود والنسائي 79/1 .
*******
23 - وجوب غسل الجنابة
يجب الغسل من الجنابة على الزوجين أو أحدهما في الحالات التالية :- التقاء الختانين : لقوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ ( وفي رواية : مسّ الختان الختان ) فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل . " رواه أحمد ومسلم رقم 526 وهذا الغسل واجب أنزل أو لم يُنزل . ومسّ الختان الختان هو إيلاج حشفة الذّكر في الفرج وليس مجرّد الملاصقة .- خروج المني و لو لم يلتق الختانان : لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الماء من الماء " رواه مسلم رقم 1/269 .
قال البغوي في شرح السنة (2/9) : ( غسل الجنابة وجوبه بأحد الأمرين : أما بإدخال الحشفة في الفرج أو خروج الماء الدافق من الرجل أو المرأة ) . و لمعرفة صفة الغسل الشرعية انظر السؤال رقم ( 415 ) .ويجوز للزوجين الاغتسال معا في مكان واحد ولو رأى منها ورأت منه ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول : دع لي ، دع لي قالت : وهما جنبان . رواه البخاري ومسلم .
*******
24 - الوضوء أو التيمم عند رغبة النوم على جنابة:
يجوز لمن وجب عليه الغسل أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة ، لكن يستحب له أن يتوضأ قبل نومه استحبابا مؤكدا لحديث عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أينام أحدنا وهو جنب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ، ويتوضأ إن شاء ) رواه ابن حبان 232 .
*******
25 - غسل اليد بعد الجماع إذا أراد أن يأكل أو يشرب:
هذا من باب الحرص على النظافة، واقتداء به صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم: "كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه، ثم يأكل ويشرب" أحمد (6/102)، وأبو داود (223)، والنسائي (1/139)، وابن ماجة (593،584 )، والدار قطني (1/126/2) عن عائشة رضي الله عنها. صحيح الجامع (4659)، وهذا لا شك من علامات الحرص على الطهارة، والبعد عما تعافه النفس.
*******
26 - عدم إتيان المرأة وهي حائض
ويحرم إتيان الحائض حال حيضها لقول الله عز وجل : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ، وعلى من أتى زوجته وهي حائض أن يتصدق بدينار أو نصف دينار كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجاب السائل الذي أتاه فسأله عن ذلك . أخرجه أصحاب السنن وصححه الألباني آداب الزفاف ص122. لكن يجوز له أن يتمتع من الحائض بما دون الفرج لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ثم يضاجعها زوجها ) متفق عليه.
*******
27 - جواز العزل
يجوز للزوج العزل إذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي ، إذا أذنت الزوجة لأنّ لها حقّا في الاستمتاع وفي الولد ، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا . رواه البخاري 9/250 ومسلم 4/160 .ولكن الأولى ترك ذلك كله لأمور منها : أن فيه تفويتا للذة المرأة أو إنقاصا لها . ومنها أن فيه تفويت بعض مقاصد النكاح وهو تكثير النسل والولد كما ذكرنا سابقا .
*******
28 -عدم التحدث بشأن أمور الفراش
يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية ، بل هو من شر الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم 4/157 . وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! ) فأرّم القوم - أي سكتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا رسول الله ! إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ) رواه أبوداود برقم 1/339 ، وصححه الألباني في آداب الزفاف ص143 .
قال الإمام النووي: "وفي هذا الحديث تحريمُ إفشاء الرَّجل ما يجري بينه وبين امرأتِه من أمور الاستمتاع، ووصْف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة فيه مِن قولٍ أو فعْل ونحوه، فأمَّا مجرَّد ذِكر الجِماع، فإن لم تكن فيه فائدةٌ، ولا إليه حاجةٌ، فمكروهٌ؛ لأنَّه خلاف المروءة، وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كان يُؤمن بالله واليومِ الآخرِ فلْيَقلْ خيرًا أو ليصمت))، وإن كان إليه حاجةٌ أو ترتَّب عليه فائدة، بأن يُنكر عليه إعراضه عنها، أو تدَّعِي عليه العجزَ عن الجِماع أو نحو ذلك، فلا كراهةَ في ذِكْره؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي لأفعله أنا وهذه))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأبي طلحة: ((أعرستم اللَّيلة؟))"؛ شرح النووي على صحيح مسلم (4/10).
وقد تساهل كثيرٌ من الناس في هذا الأمر، ويفعله الرِّجال والنِّساء، وهو فِعْلٌ قبيح مستقبح؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - في حديث طويل فيه خُطبة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجاء فيه: ((ثمَّ حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعد، هل منكم الرَّجل إذا أتى أهلَه، فأغلق عليه بابَه، وألْقَى عليه سِترَه، واستتر بسِتر الله؟)) قالوا: نعم، قال: ((ثم يجلسُ بعدَ ذلك فيقول: فعلتُ كذا، فعلت كذا؟))، قال: فسكتوا، قال: فأقبل على النِّساء، فقال: ((هل مُنكنَّ من تُحدِّث))، فسكَتْنَ، فجثتْ فتاةٌ على إحدى رُكبتيها وتطاولتْ لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليراها، ويسمعَ كلامَها، فقالت: يا رسول الله، إنَّهم ليتحدَّثون، وإنهنَّ ليتحدَّثْنه، فقال: ((هل تدرون ما مَثَل ذلك؟ فقال: إنَّما مَثَل ذلك مَثَل شيطانة لَقِيت شيطانًا في السِّكة، فقضى منها حاجتَه، والناسُ ينظرون إليه))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني في "آداب الزفاف"،
فاحذر هذا الأمرَ أشدَّ الحذر، وخصوصًا مع العُزَّاب، فقد يُفتن العَزَب بالتلميح، فضلاً عن التصريح، والله يُعينك على تقواه، وعِشرةِ زوجِك بالمعروف، ويُعينها على حُسن التَّبعُّل لك، ويُبارك لكما، ويُديم عليكما السَّعادة، والحياةَ الكريمة الطيِّبة.
*******
أخيراً:
تجنب الزوج ضرب الزوجة فالزواج مبنيٌّ على الحبِّ، والمودة والرحمة، وكذلك يَزيد المودة والحب، وهذا يبدأ من أوَّل اليوم، لا مِن آخره، وهو إشاعةُ جوِّ الحبِّ والأُلْفة، والمودة والرحمة، ومراعاة المشاعر، وعدم الإيذاء بالضَّرب أو الجلد ونحوِه، وقد أشار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهذا الأمر في حديثه الشريف؛ حيث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأتَه جَلْدَ العبد، ثم لعلَّه يجامعُها - أو قال: يُضَاجِعُها - من آخِرِ اليوم))؛ متفق عليه، وفي رواية قال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَن يَضْحَكَ الرَّجُلُ مما يخرُج من الأنْفُس، وقال: ((بِمَ يَضْرِبُ أَحدُكم امرأتَه ضرْبَ العبد، ثُمَّ لعلَّه يُعانِقُها؟!))؛ أَخرجه البخاري.
والله أعلم .
أبو الخطاب
فؤاد بن علي صالح السنحاني
اليمن ... المحويت
الثلاثاء, 14 ربيع الأخر 1436 هـ
تعليق