((باب التسمية على كل حال وعند الوقاع))
ويلية (بعض أدآب الجماع والمعاشرة)
***
اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا
هذا الدعاء أخرجه البخاري في أربع مواطن من صحيحه:
[ باب التَّسْمِيَةِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعِنْدَ الْوِقَاعِ ،
و باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله ،
وباب صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ ،
و باب السُّؤَالِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالاِسْتِعَاذَةِ بِهَا ].
.................
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فنسأل الله العلي القدير أن يديم المودة والرحمة بينك وبين زوجتك ويبارك لكما في ذريتكما، إعلم رحمك الله أنه يُستحب ويُسن دعاء الجماع (إذا أتى الرجل زوجته)وهذا الدعاء يجهله كثير من الناس إلا من رحم الرحيم الؤدود..
جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً).
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {وَقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ} قال: يقول: "باسم الله"، التسمية عند الجماع.
ما يُستفاد من الحديث
ومن فوائد هذا الذكر ليس فقط حفظ الولد من الشيطان بل تحصيل الأجر وتحصين الزوجين من كل الآفات وسبب دوام الألفة بينكما،
قال ابن بطال في شرح الصحيح: "قال الطبرى: فإذا قال ذلك عند جماع أهله كان قد اتبع سنة النبى صلى الله عليه وسلم، ورجونا له دوام الألفة"
*وفي رواية للبخاري (3283) ( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ ) .وروايات الحديث تدل على أن هذا الذكر يقال عند الجماع ، لا عند مجرد المداعبة .
واختلف في المراد بقوله : ( لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ) فقيل : المراد أنه يكون من الصالحين الذين لا سلطان للشيطان عليهم ، وقيل : أي لا يصرعه الشيطان ، أو لا يضله بالكفر ، أو لا يشارك أباه فيه عند جماع أمه .قال القاضي عياض رحمه الله :" قيل المراد بـ(أنه لا يضره) : أنه لا يصرعه شيطان . وقيل : لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته ، بخلاف غيره .قال : ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والإغواء" انتهى .نقله النووي في "شرح صحيح مسلم" (10/5) .
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله :" وقوله عليه السلام : " لم يضره الشيطان " يحتمل أن يؤخذ عاما ، يدخل تحته الضرر الديني ، ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني ؛ بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه ، ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه ، وهذا أقرب ، وإن كان التخصيص على خلاف الأصل ؛ لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى ذلك : أن يكون الولد معصوما عن المعاصي كلها ، وقد لا يتفق ذلك ، أو يعز وجوده ، ولا بد من وقوع ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم . أما إذا حملناه على أمر الضرر في العقل أو البدن : فلا يمتنع ذلك ، ولا يدل دليل على وجود خلافه . والله أعلم " . انتهى. "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (1/398)
ثانيا :في هذا الحديث وعد لمن قال ذلك ورزق ولدا : أن الشيطان لا يضره ، وليس في الحديث أن من نسي هذا الذكر أن الشيطان يضر ولده ولابد ، أو أن الشيطان يكون له نصيب في ذلك الجماع ولا بد ؛ وإنما ورد ذلك عن بعض السلف .
.فلهذا ينبغي الحرص على هذا الدعاء والمواظبة عليه رجاء أن يحفظ الله الولد من الشيطان .
ثالثا :من الآداب المهمة للمسلم أن يحرص على التستر الكامل ، وصون عورته ألا يراها أحد ، وإذا كان الإنسان قد يحتاج إلى التكشف أحيانا ، كما في حال قضاء الحاجة ، أو الجماع ، أو نحوها ، فقد شرع له أن يستتر عن أعين الجن الذين يرونه ، أو يحضرون المكان الذي هو فيه ، بذكر الله ، كما أرشد الحديث السابق إلى التحصن من أذى الشيطان بذكر الله .عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ )رواه الترمذي (606) وصححه الألباني .قال النووي رحمه الله في كتابه الأذكار (22) : " باب ما يقول إذا خلع ثوبه لغسل أو نوم أو نحوهما " ، وذكر فيه الحديث .
======
هل للمرأة أن تدعو بدعاء الجماع أم هو خاص بالرجل ؟
لا فرق بين الرجل والمرأة في طلب الاستعاذة بالله تعالى من الشرور والمكروه، وعليه فيستحب للزوجة أيضاً أن تقول الدعاء المذكور في وقته المناسب، قال المرداوي في الإنصاف: وقال القاضي محب الدين ابن نصر الله: هل التسمية مختصة بالرجل أم لا؟ لم أجده، والأظهر عدم الاختصاص بل تقوله المرأة أيضاً، قلت -والقائل المرداوي- هو كالمصرح به في الصحيحين أن القائل هو الرجل وهو ظاهر كلام الأصحاب، والذي يظهر أن المرأة تقوله أيضاً. انتهى.
===
هل تقول المرأة دعاء الجماع ؟
=================
هل يُقال الدعاء إذا كانت الزوجة حاملاً
قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في جواب لسؤال ورد هذا نصه :
سماحة الشيخ : هل يقال دعاء الجماع لمن جامع زوجته وهي حامل ؟(حيث قُدّر الولد - ذكرا كان أو أنثى - ، فكأن السائل يقول : مالفائدة من الذكر وقد قُدّر الولد ؟) :
فأجاب رحمه الله : نعم ، ظاهر الحديث أن الدعاء يقال حتى لو كانت الزوجة حاملا .أ.هـ
أقول :ولعلَّ مما يقوِّي كلام الشيخ رحمه الله
ما نُقل عن الإمام أحمد أن الماء يزيد في الخلْق
=================
حكم من نسي دعاء الجماع..
((من نسي ذكر الله وقت الجماع فماذا يصنع ؟ ))
قال الامام الالباني,أن من نسي الدعاء وكان دائما يذكره,فهذا في غالب ظني أن الله سيحفظه من مشاركة الشيطان له في جماع زوجته,بعكس غيره,والحكم متعلق بالغالب.
"سلسلة الهدى والنور-الشريط رقم: 12 ب "
====
هناك أسباب كثيرة يستطيع من فاتته الفضيلة الواردة هنا ، أن يستدرك بها ما فاته ؛ ومن ذلك:
01= أن يجتهد في العمل بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال ، وتقوى الله عز وجل في السر والعلن ، وتحري الحلال في الكسب ، مع ملازمة ذكر الله وقراءة القرآن ، كل ذلك كفيل – بفضل الله – أن يحفظ على المرء نفسه وزوجه وولده .
روى الحاكم (3395) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( وكان أبوهما صالحا ) قال : " حفظا لصلاح أبيهما وما ذكر عنهما صلاحا "
صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك . ثم تلا هذه الآية ( وكان أبوهما صالحا ) وقال عمر بن عبدالعزيز : ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه .
وقال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر .
ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال " انتهى .
"جامع العلوم والحكم" (ص 187)
وروى ابن أبي شيبة (35374) عَنْ خَيْثَمَة قَالَ : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : طُوبَى لِوَلَدِ الْمُؤْمِنِ ، طُوبَى لَهُ يُحْفَظُونَ مِنْ بَعْدِهِ ، وَقَرَأَ خَيْثَمَةُ : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) .
وروى أيضا (36460) عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قرَأَ الْحَسَنُ هَذِهِ الآيَةَ ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) قَالَ : مَا أَسْمَعُهُ ذَكَرَ فِي وَلَدِهِمَا خَيْرًا ، حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا .
وقال ابن كثير رحمه الله : " وقوله : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته ، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم ، كما جاء في القرآن ووردت السنة به " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (5 /186-187)
02= ومما ينبغي العناية به رجاء صلاح الولد فك رهانه بالعقيقة عنه يوم سابعه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل غلام رهينة بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) رواه أبو داود ( 2838 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود "
قيل معناه : أن العقيقة سبب لتخليص الولد من الشيطان وحمايته منه .
يرجى مراجعة إجابة السؤال رقم : (12448) ، (60252)
قال ابن القيم رحمه الله :
" وظاهر الحديثِ أنه رهينةٌ فى نفسه ، ممنوعٌ محبوس عن خير يُراد به ، ولا يلزمُ من ذلك أن يُعاقَب على ذلك فى الآخرة ، وإن حُبِسَ بترك أبويه العقيقةَ عما ينالُه مَنْ عَقَّ عنه أبواه ، وقد يفوتُ الولَد خير بسبب تفريطِ الأبوين وإن لم يكن مِن كسبه " انتهى .
"زاد المعاد" (2 /326)
03 = الدعاء من أهم الوسائل الشرعية لحفظ الذرية ؛ كما أخبر الله عز وجل عن عباده المؤمنين :
( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان/ 74
قال ابن جرير رحمه الله :
" يقول تعالى ذكره : والذين يرغبون إلى الله في دعائهم ومسألتهم بأن يقولوا : ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا ما تقرّ به أعيننا من أن تريناهم يعملون بطاعتك " انتهى .
"تفسير الطبري" (19 /318)
ثم روى عن الحسن وسليمان التيمي في قوله : ( قرة أعين ) قالا : " المؤمن يرى زوجته وولده يطيعون الله " .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فسألوه أن يقر أعينهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم له سبحانه " انتهى .
"الروح" (ص 252)
04 = الرقية الشرعية من وسائل حفظ الذرية ؛ فقد روى البخاري (3271) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : ( إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) .
05 = ومما يحسن التنبيه عليه أيضا في هذه المسألة : منع الصبيان من الخروج حتى تذهب فورة العشاء ؛ فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ ) .
رواه البخاري (5623) - واللفظ له - ومسلم (2012) .
و" جنح الليل " : إقباله بعد غروب الشمس ، وهو أول الليل .
وروى الإمام أحمد (14482) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( احْبِسُوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَوْرَةُ الْعِشَاءِ ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَخْتَرِقُ فِيهَا الشَّيَاطِينُ ) .
و" فورة العشاء " أوّل ساعة من الليل .
أبو الخطاب
فؤاد بن علي صالح السنحاني
اليمن ... المحويت
الثلاثاء, 14 ربيع الأخر 1436 هـ
ويلية (بعض أدآب الجماع والمعاشرة)
***
اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا
هذا الدعاء أخرجه البخاري في أربع مواطن من صحيحه:
[ باب التَّسْمِيَةِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعِنْدَ الْوِقَاعِ ،
و باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله ،
وباب صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ ،
و باب السُّؤَالِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالاِسْتِعَاذَةِ بِهَا ].
.................
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فنسأل الله العلي القدير أن يديم المودة والرحمة بينك وبين زوجتك ويبارك لكما في ذريتكما، إعلم رحمك الله أنه يُستحب ويُسن دعاء الجماع (إذا أتى الرجل زوجته)وهذا الدعاء يجهله كثير من الناس إلا من رحم الرحيم الؤدود..
جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً).
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {وَقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ} قال: يقول: "باسم الله"، التسمية عند الجماع.
ما يُستفاد من الحديث
ومن فوائد هذا الذكر ليس فقط حفظ الولد من الشيطان بل تحصيل الأجر وتحصين الزوجين من كل الآفات وسبب دوام الألفة بينكما،
قال ابن بطال في شرح الصحيح: "قال الطبرى: فإذا قال ذلك عند جماع أهله كان قد اتبع سنة النبى صلى الله عليه وسلم، ورجونا له دوام الألفة"
*وفي رواية للبخاري (3283) ( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ ) .وروايات الحديث تدل على أن هذا الذكر يقال عند الجماع ، لا عند مجرد المداعبة .
واختلف في المراد بقوله : ( لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ) فقيل : المراد أنه يكون من الصالحين الذين لا سلطان للشيطان عليهم ، وقيل : أي لا يصرعه الشيطان ، أو لا يضله بالكفر ، أو لا يشارك أباه فيه عند جماع أمه .قال القاضي عياض رحمه الله :" قيل المراد بـ(أنه لا يضره) : أنه لا يصرعه شيطان . وقيل : لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته ، بخلاف غيره .قال : ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والإغواء" انتهى .نقله النووي في "شرح صحيح مسلم" (10/5) .
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله :" وقوله عليه السلام : " لم يضره الشيطان " يحتمل أن يؤخذ عاما ، يدخل تحته الضرر الديني ، ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني ؛ بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه ، ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه ، وهذا أقرب ، وإن كان التخصيص على خلاف الأصل ؛ لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى ذلك : أن يكون الولد معصوما عن المعاصي كلها ، وقد لا يتفق ذلك ، أو يعز وجوده ، ولا بد من وقوع ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم . أما إذا حملناه على أمر الضرر في العقل أو البدن : فلا يمتنع ذلك ، ولا يدل دليل على وجود خلافه . والله أعلم " . انتهى. "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (1/398)
ثانيا :في هذا الحديث وعد لمن قال ذلك ورزق ولدا : أن الشيطان لا يضره ، وليس في الحديث أن من نسي هذا الذكر أن الشيطان يضر ولده ولابد ، أو أن الشيطان يكون له نصيب في ذلك الجماع ولا بد ؛ وإنما ورد ذلك عن بعض السلف .
.فلهذا ينبغي الحرص على هذا الدعاء والمواظبة عليه رجاء أن يحفظ الله الولد من الشيطان .
ثالثا :من الآداب المهمة للمسلم أن يحرص على التستر الكامل ، وصون عورته ألا يراها أحد ، وإذا كان الإنسان قد يحتاج إلى التكشف أحيانا ، كما في حال قضاء الحاجة ، أو الجماع ، أو نحوها ، فقد شرع له أن يستتر عن أعين الجن الذين يرونه ، أو يحضرون المكان الذي هو فيه ، بذكر الله ، كما أرشد الحديث السابق إلى التحصن من أذى الشيطان بذكر الله .عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ )رواه الترمذي (606) وصححه الألباني .قال النووي رحمه الله في كتابه الأذكار (22) : " باب ما يقول إذا خلع ثوبه لغسل أو نوم أو نحوهما " ، وذكر فيه الحديث .
======
هل للمرأة أن تدعو بدعاء الجماع أم هو خاص بالرجل ؟
لا فرق بين الرجل والمرأة في طلب الاستعاذة بالله تعالى من الشرور والمكروه، وعليه فيستحب للزوجة أيضاً أن تقول الدعاء المذكور في وقته المناسب، قال المرداوي في الإنصاف: وقال القاضي محب الدين ابن نصر الله: هل التسمية مختصة بالرجل أم لا؟ لم أجده، والأظهر عدم الاختصاص بل تقوله المرأة أيضاً، قلت -والقائل المرداوي- هو كالمصرح به في الصحيحين أن القائل هو الرجل وهو ظاهر كلام الأصحاب، والذي يظهر أن المرأة تقوله أيضاً. انتهى.
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله:
ذكر الدعاء عند الجماع هل يكون من الرجل والمرأة أو من الرجل فقط؟
ذكر الدعاء عند الجماع هل يكون من الرجل والمرأة أو من الرجل فقط؟
فأجاب بقوله: الذي يبدو أنه يكون منهما جميعاً، فكل منهما يدعو.
شرح سنن أبي داود(246/5)
شرح سنن أبي داود(246/5)
===
هل تقول المرأة دعاء الجماع ؟
السؤال : قول: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، هل تقوله المرأة أم لا؟ على وجه أن يكون سنة في حقها.
الجواب: هذا الدعاء مشروع في حق الرجل إذا أراد أن يأتي أهله؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا »متفق عليه، ورواه أصحاب السنن وغيرهم، لكن لو دعت به فلا بأس؛ لأن الأصل عدم الخصوصية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (17998)
عضو عضو عضو عضو الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان . عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الجواب: هذا الدعاء مشروع في حق الرجل إذا أراد أن يأتي أهله؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا »متفق عليه، ورواه أصحاب السنن وغيرهم، لكن لو دعت به فلا بأس؛ لأن الأصل عدم الخصوصية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (17998)
عضو عضو عضو عضو الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان . عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
=================
هل يُقال الدعاء إذا كانت الزوجة حاملاً
قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في جواب لسؤال ورد هذا نصه :
سماحة الشيخ : هل يقال دعاء الجماع لمن جامع زوجته وهي حامل ؟(حيث قُدّر الولد - ذكرا كان أو أنثى - ، فكأن السائل يقول : مالفائدة من الذكر وقد قُدّر الولد ؟) :
فأجاب رحمه الله : نعم ، ظاهر الحديث أن الدعاء يقال حتى لو كانت الزوجة حاملا .أ.هـ
أقول :ولعلَّ مما يقوِّي كلام الشيخ رحمه الله
ما نُقل عن الإمام أحمد أن الماء يزيد في الخلْق
=================
حكم من نسي دعاء الجماع..
((من نسي ذكر الله وقت الجماع فماذا يصنع ؟ ))
قال الامام الالباني,أن من نسي الدعاء وكان دائما يذكره,فهذا في غالب ظني أن الله سيحفظه من مشاركة الشيطان له في جماع زوجته,بعكس غيره,والحكم متعلق بالغالب.
"سلسلة الهدى والنور-الشريط رقم: 12 ب "
====
هناك أسباب كثيرة يستطيع من فاتته الفضيلة الواردة هنا ، أن يستدرك بها ما فاته ؛ ومن ذلك:
01= أن يجتهد في العمل بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال ، وتقوى الله عز وجل في السر والعلن ، وتحري الحلال في الكسب ، مع ملازمة ذكر الله وقراءة القرآن ، كل ذلك كفيل – بفضل الله – أن يحفظ على المرء نفسه وزوجه وولده .
روى الحاكم (3395) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( وكان أبوهما صالحا ) قال : " حفظا لصلاح أبيهما وما ذكر عنهما صلاحا "
صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك . ثم تلا هذه الآية ( وكان أبوهما صالحا ) وقال عمر بن عبدالعزيز : ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه .
وقال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر .
ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال " انتهى .
"جامع العلوم والحكم" (ص 187)
وروى ابن أبي شيبة (35374) عَنْ خَيْثَمَة قَالَ : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : طُوبَى لِوَلَدِ الْمُؤْمِنِ ، طُوبَى لَهُ يُحْفَظُونَ مِنْ بَعْدِهِ ، وَقَرَأَ خَيْثَمَةُ : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) .
وروى أيضا (36460) عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قرَأَ الْحَسَنُ هَذِهِ الآيَةَ ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) قَالَ : مَا أَسْمَعُهُ ذَكَرَ فِي وَلَدِهِمَا خَيْرًا ، حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا .
وقال ابن كثير رحمه الله : " وقوله : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته ، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم ، كما جاء في القرآن ووردت السنة به " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (5 /186-187)
02= ومما ينبغي العناية به رجاء صلاح الولد فك رهانه بالعقيقة عنه يوم سابعه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل غلام رهينة بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) رواه أبو داود ( 2838 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود "
قيل معناه : أن العقيقة سبب لتخليص الولد من الشيطان وحمايته منه .
يرجى مراجعة إجابة السؤال رقم : (12448) ، (60252)
قال ابن القيم رحمه الله :
" وظاهر الحديثِ أنه رهينةٌ فى نفسه ، ممنوعٌ محبوس عن خير يُراد به ، ولا يلزمُ من ذلك أن يُعاقَب على ذلك فى الآخرة ، وإن حُبِسَ بترك أبويه العقيقةَ عما ينالُه مَنْ عَقَّ عنه أبواه ، وقد يفوتُ الولَد خير بسبب تفريطِ الأبوين وإن لم يكن مِن كسبه " انتهى .
"زاد المعاد" (2 /326)
03 = الدعاء من أهم الوسائل الشرعية لحفظ الذرية ؛ كما أخبر الله عز وجل عن عباده المؤمنين :
( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان/ 74
قال ابن جرير رحمه الله :
" يقول تعالى ذكره : والذين يرغبون إلى الله في دعائهم ومسألتهم بأن يقولوا : ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا ما تقرّ به أعيننا من أن تريناهم يعملون بطاعتك " انتهى .
"تفسير الطبري" (19 /318)
ثم روى عن الحسن وسليمان التيمي في قوله : ( قرة أعين ) قالا : " المؤمن يرى زوجته وولده يطيعون الله " .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فسألوه أن يقر أعينهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم له سبحانه " انتهى .
"الروح" (ص 252)
04 = الرقية الشرعية من وسائل حفظ الذرية ؛ فقد روى البخاري (3271) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : ( إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) .
05 = ومما يحسن التنبيه عليه أيضا في هذه المسألة : منع الصبيان من الخروج حتى تذهب فورة العشاء ؛ فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ ) .
رواه البخاري (5623) - واللفظ له - ومسلم (2012) .
و" جنح الليل " : إقباله بعد غروب الشمس ، وهو أول الليل .
وروى الإمام أحمد (14482) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( احْبِسُوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَوْرَةُ الْعِشَاءِ ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَخْتَرِقُ فِيهَا الشَّيَاطِينُ ) .
و" فورة العشاء " أوّل ساعة من الليل .
أبو الخطاب
فؤاد بن علي صالح السنحاني
اليمن ... المحويت
الثلاثاء, 14 ربيع الأخر 1436 هـ
تعليق