بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أبيات كنت قد كتبتها في المحنة بسبب الكلام في المخالف ، كمحمد بن حسان المصري وغيره ، وقد قمت بشيء من التعديل فيها.
وصية الأبناء
بملازمة السادة العلماء
والتحذير من أهل الأهواء
لقد عزف الفؤاد عن القوافي *** ولكن ذا الحديثُ أخو شُجُونِ
أيا من يبتغي نيل المعالـي *** بدرب الحق ألـوانُ الفُتـونِ
فبادر يا أُخَـيَّ إلى اصطبارٍ *** وبذل النفس أو عرق الجبـينِ
ولست أرى بذي الدنيا غريبًا *** سـوى السلفيِّ و([1])الحق المبينِ
وفي النطرون في واديه سجنٌ *** حُملتُ إليه في حِصْنٍ حصينِ
إلى الله العظيم شكوتُ حالي *** فَأَشْكِ إلهنا شكوى السجينِ
وأولادي ثلاثتهم صغارٌ *** وحد كبيرهم خمسُ السنينِ
تَحرَّك صبيتي سَحَرًا بليلٍ *** لأجل زيارة العبد الرهينِ
وقد قطعوا المسافات الطُوالا *** بلا صخبٍ يكون ولا رنينِ
يناشدني الصغير أبي تعالا *** تعال معي بحزن مستبينِ
يخاطبني ودمع العين جارٍ *** فيا لك من بكاءٍ أو خنينِ
أيا ولدي لقد هَيَّجْتَ نفسي *** فكم فيها من الشوقِ الدفينِ
وكم في القلب من حبٍّ كمينٍ *** محوطٍ بالحنينِ وبالحنينِ
ويا ولدي سآتي حين يمضي *** كتابُ اللهِ والربِّ المُعِينِ
وَثَمَّ كتابُ أعمالي مَخُوفٌ *** أآخذ بالشمال أو اليمينِ
فدينوا يا بَنِيَّ بخير نَهْجٍ *** بنصرة مذهب السلف المبينِ
وسيروا سيرةَ العلماء دومًا *** كسيرة أحمدٍ وابنِ المَدينيِ
وسيرةِ مالكٍ والشافعيِّ *** وحمادٍ وليثهِمُ الرزينِ
وقبلَ أولئكمْ جمعٌ كرام ٌ *** وقبل جميعهم صحبُ الأمينِ
وهل يُنسى ابنُ تيميَةَ الهُمامُ *** وشمسُ الدينِ ذو العلمِ الرصينِ ؟!
وبعدهما الإمامُ إمامُ نجدٍ *** فذاك مُجددُ الدين المتينِ
وخلَّف بعده إرثًا عظيمًا *** من التوحيد والعلم المكينِ
وسار بسَيْره خلقٌ كثيرٌ *** من العلماءِ هم ضوءُ العيونِ
وفي آل الإمام دعاةُ خيرٍ *** عسيرٌ عدُّهم في ذي المتونِ
وإن تقصد إلى مفتي الأنام *** إمام الدين والحبر السمينِ
تجد عبدَ العزيزِ - هو ابنُ بازٍ- *** أخا علمٍ بأنواعِ الفنونِ
وهل يُنسَى المجدد للحديثِ *** محمدُ ناصرُ الدينِ المصونِ ؟!
هو المغوارُ في ذاك السباقِ *** ألا فلتشهَدَنْ يا ابنَ اللبونِ
أمَا للشيخ في ذا الباب دَيْنٌ ؟! *** بلى فاصدعْ وقل كم من مدينِ
ومن يعمِد إلى أهل الحديثِ *** فمرجعه إلى ركن ركينِ
فشافه بالعلوم ذوي اختصاص *** وثبتها بأقلام ونونِ
ويا وُرَّاثَ هذا الشيخ هبوا *** فقد قذفوه بالداءِ الدفينِ
بإرجاء تبرأ منه جهرًا *** براءة مؤمنٍ من ذا القرينِ
وهل يُنسى العثيمين الإمامُ ؟! *** فليس يقاس بالكنز الثمينِ
فقيهٌ يبتغي نصر الدليلِ *** بلا تحريف أرباب اللحونِ
فقيه قد حوى بالصدر فقهًا *** ينوء بذلك الحوت البطينِ
وَثَمَّ الوادعيْ والمدخليُّ *** هما الليثان من أُسْد العرينِ
ومن عجبي وقيعةُ أهلِ جهلٍ *** بأهل العلم والوِرْدِ المَعينِ
فَشَلّتْ من أولئكم اليدانِ *** وضُمَّ لذالكمْ قطعُ الوتينِ
ويا أهل الهوى لكمُ الخسارُ *** وألوانٌ من النقد المُهينِ
شهابُ الحق مُدْركُكُمْ سَريعًا *** ولا يغني التحصنُ بالحصونِ
ويا أهل الهوى لكمُ الصَّغَارُ *** ومنه الشدُ بالغُلِ الثخينِ
وأهل العلم طُرًّا أهل عقلٍ *** ونقلٍ محكم ثَبْتٍ أَمونِ
هم العلماءُ لا أبَ للأعادي *** فمن علمَاؤكم ؟! هيّا أرونيِ
وأهلُ العلمِ أهلُ تُقىً وقسطٍ *** وأهلُ البغيِ في وحلٍ وطينِ
فهل يَرْمي أولئكمُ النجومَ *** سِوَى غِرٍّ ذليلٍ مستكينِ ؟!
وهل ضر السحابَ نُباحُ كلبٍ ؟! *** وهل لذبابهم غُيرُ الطنينِ ؟!
ومن يطعنْ على العلماءِ ظلمًا *** فسوف يموت من سُمِّ الطعونِ
وسهمُ البغي مردودٌ عليهم *** معاذَ اللهِ من جمعٍ مَهِينِ
هم الطلقاء من علمٍ وحِلمٍ *** هم الأسرى لوسواس اللعينِ
وما للقوم والعلم الرفيعِ *** فَفَرْقٌ بين ذي صادٍ وسينِ([2])
ومن يَطْحنْ ليعجنَ شرَّ عجنٍ *** فبدِّدْ طِحْنه قبل العجينِ
فلا رُفعت لمبتدعٍ لواءٌ *** لواءُ البِدْع والقولِ المَشِينِ
وسوف يُهانُ ذا الخلفيُّ يومًا *** ويُوقَفُ موقِفَ الرجلِ الظََّنينِ
وجَرحُ ذوي الهوى والجهل دِينٌ *** عليه جرى أئمةُ ذيِ القرونِ
ومن يترك سبيل القوم عمدًا *** فبشرْهُ بِشَرٍّ ثم هُونِ
وهل بعد الوقيعة في الكبارِ *** تطالبني برفقٍ أو بلينِ ؟!
ولستُ بسالك جوْرَ السبيلِ *** ولو خُلِّدتُ في تلك السجونِ
ولوْ لانَتْ صخورُ الشُّمِّ طُرًّا *** لما حاد العُبيد عن اليقينِ
وما ذنبي إذا ما صنتُ ديني *** عن التحريف والقولِ الهجينِ
وكل مُحَرَّمٍ في الشرع يبقى *** على التحريمِ دَعْكَ من الظنونِ
وأحكامُ الضرورة بَيِّنَاتٌ *** بشرع الله والقول المُبينِ
يقيني بالإله غدًا يقيني *** شرورَ الناس أو ريب المنونِ
فصن يا ربنا عقلي ومالي *** وصن نفسي وصن عرضي ودينيِ
وقِ السلفيَّ ما بَقِيَتْ حياةٌ *** شرور المكر من خصم خؤونِ
وصلِّ على النبيِّ وخيرِ آلٍ *** صلاةً فوق أعدادِ الغصونِ
(1)هذه الواو يصح أن تكون عاطفة ، وأن تكون واو قسم.
(2)فالصاد من حروف الاستعلاء ، والسين من حروف الاستفال.
(2)فالصاد من حروف الاستعلاء ، والسين من حروف الاستفال.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك.
لتحميل القصيدة منسقة على الوورد
من الخزانة العلمية وفقكم الله
من كتابه : الهدية في الذب عن دار الحديث السلفية
تعليق