يا طالبًا للعلم والهدايةْ *** وخائفًا من سبل الغوايةْ
إياك أعني فاسمع النصيحةْ *** وليس قصدي هاهنا الفضيحةْ
اعلم بأن من شروط الطلبِ *** هو التحلي بخصال الأدبِ
وأن تلازم سنة المختارِ *** حتى تموت لا تكن تماري
وأن تخاف الله ذا الإجلالِ *** وبالتقى تُهْدَىْ وبالسؤالِ
وأن تحاسب نفسك الضعيفةْ *** إن لا تكن فأنت مثل الجيفةْ
فالنفس فيها كل داء ووبى *** إلا من اختار الإله واجتبى
فيها الردى والكبر بالإعجابِ *** والحسد المذموم للأصحابِ
فيها الريا والسمعة البطالةْ *** والانتقام وصف ذي القتالهْ
فتش أُخيَّ نفسك الأمارةْ *** ولا تزكِّ فاسمعي يا جارةْ
وحبها للمال شر فاجتنبْ *** وفتنة من أجله سترتكبْ
كل المعاصي قاله الرسولُ *** فتنة ذي الأمة هذا قيلُ
فيها اتهام الحاملين للهدى *** أولي النهى من حذروا من الردى
هذا ومن أمراضها أن تلقي *** في قلبك الشكوك كي لا تبقي
فيك الهدى أو بعضه قد تُنسي *** رب قني من شر ما في نفسي
ومن يكن مداهنا لنفسهْ *** في ما تشا مداهنًا لجنسهْ
فإنه لابد يوما تبدو *** أمراضه حتى ولو تُعدُّ
قد وعد العلام في كتابهْ *** بسورة المختار ما أتى بهْ
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ *** وكان وعد الله قد جرى بهمْ
فأخرجت أضغانهم للناسِ *** حتى رأوها لا تكن كالناسي
وانظر إلى من سلفوا ممن فتنْ *** وكان بين المؤمنين مؤتمنْ
لكنه يخفي النفاق ما ترى *** بهم ألم ترَ انتكاسهم جرى
فأصبحوا من جملة الأحزابِ *** وأرسلوا العداء للأحبابِ
لله في أفعاله شئونْ *** يعلمها إياك والظنونْ
إن القلوب في يديه كيف شا *** قلبها وما نشا حتَّى يشا
يا رب إني عائذ بعفوكْ *** من شر نفسي مرتجي لفضلكْ
كل الأمور في يديك ليس لي *** منها كلمح يا رحيم يا عَلَي
بك العياذ من أذى النفاقِ *** أو الجزا بالشر والشقاقِ
لا حول لا قوة إلا باللهْ *** وحسبنا الله وأنعم باللهْ
أهل الحديث يرحمون الرجلا *** بجرحهم إياه كي لا يبتلى
في دينه فتكثر الأوزارُ *** عليه يوم تنطفي الأنوارُ
فلا تكن مميعاًَ مفرقا *** واعلم بأن الحق حق وانطقا
ولا تظن بالعلما ما لم يقعْ *** أو أنهم يفرقون المجتمعْ
أو أنهم ليسوا على بصيرةْ *** من أمرهم أو أنهم في حيرةْ
أو أن فيهم حسد وحقدُ *** أو أنهم لمن أتى يردوا
أو أنهم يلفلفوا أتباعا *** من غير تقوى فعل من قد ماعا
ألم يكن ذاك الإمام الوادعي *** مصفياًَ وناصحًا قولوا معي
فحسبنا الله ونعم المتكلْ *** وقدر الله وما شاء فعلْ
والحمد للرحمن في الختامِ *** وللرسول أكمل السلامِ
ألقيتها في دار الحديث
كتبه : أبو اليمان عدنان المصقري
كتبه : أبو اليمان عدنان المصقري
منقولة من الرابط مع تصحيح بعض الأخطاء المطبعية