بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة كتبتها رثاء للشيخ الفاضل أسد السنة أحمد بن عمر بن سفيل
وقد توفي – رحمه الله – في يوم الثلاثاء
19 / رجب / 1432هـ
الموافق 21 / 6 / 2011م
غادرت يا شيخ من بيني فو أسفا *** على العرين إذا ليث له عزفا
أيهنئ المرء عيشا بانقطاعكمُ *** بعد الوئام وقد ناولتنا التُحَفَا
إني أرى الليل قد شد السواد به *** كأنه بعزاء يظهر الأسفا
والبدر من حزنه ولى الضياء به *** كأنه بفراق الشيخ قد خسفا
ولست أرفع من ليل ومن قمر *** حتى يكف له دمع الأسى ذرفا
أبكيه والشعر من فيض البكا فرهٌ *** ألا هو الدمع لكن سوَّدا الصُّحُفَا
يبكي الغمام على طول المدى فَلَكَمْ *** له الغمام من المأساة قد دَنِفَا(1)
أبكي الذي من مضى في الصدق مدرسة *** عظيمة تخرج الأبطال مُذْ عُرِفَا
يقول ذا مدبر لا خير يتبعه *** وذا على شَرَّة يبغي بنا السرفا
وتلك حزبية أودت بنا خطرا *** فكم بها القلب أمسى يعشق الترفا
وفي الخطاب إذا أعطى الكلام لنا *** نرى الكلام له بالعلم ملتحفا
قالوا : أتعرفه؟ قلنا : أيجهل من *** قاد السفينة والركاب نحن قفا؟!
كذا أيجهل من خاض المعارك لا *** يخاف في ربه لوما من السُخَفا؟!
هو الهزبر إذا ما جاءه غضب *** نرى الزئير بذي الأوغاد قد عصفا
لله دره من شيخ تذكرني *** أوصافه زمرة الأعلام والشُرَفا
ترى لشعبة طيفا حين تبصره *** يذب عن سنة المختار محترفا
وفي البيان ترى الزهري منتصبا *** بمنبر خرَّ إجلالا لكي يقفا
يا ابن السفيل أيا شيخا نراه على *** هذا الوجود وإن رام المنى تلفا
والله ما مت في قلب الفتى أبدا *** ما دام قلب الفتى يبدي لك الشغفا
وليس من علم الأجيال راح سدى *** وإنما الميت الحي الذي عسفا
فنم هنيئا ورب الكونِ أسأله *** سحائب الرحمة المثلى لكم خلفا
هذا هو الشيخ تبكيه الدنا حزنا *** فطاب دمع لهذا الشيخ قد نزفا
كتبه : أبو سعد أحمد بن علي البابكري
السبت
23 / رجب / 1432هـ
الموافق 25 / 6 / 2011م
هذه قصيدة كتبتها رثاء للشيخ الفاضل أسد السنة أحمد بن عمر بن سفيل
وقد توفي – رحمه الله – في يوم الثلاثاء
19 / رجب / 1432هـ
الموافق 21 / 6 / 2011م
هذا هو الشيخ تبكيه الدنا حزنا
غادرت يا شيخ من بيني فو أسفا *** على العرين إذا ليث له عزفا
أيهنئ المرء عيشا بانقطاعكمُ *** بعد الوئام وقد ناولتنا التُحَفَا
إني أرى الليل قد شد السواد به *** كأنه بعزاء يظهر الأسفا
والبدر من حزنه ولى الضياء به *** كأنه بفراق الشيخ قد خسفا
ولست أرفع من ليل ومن قمر *** حتى يكف له دمع الأسى ذرفا
أبكيه والشعر من فيض البكا فرهٌ *** ألا هو الدمع لكن سوَّدا الصُّحُفَا
يبكي الغمام على طول المدى فَلَكَمْ *** له الغمام من المأساة قد دَنِفَا(1)
أبكي الذي من مضى في الصدق مدرسة *** عظيمة تخرج الأبطال مُذْ عُرِفَا
يقول ذا مدبر لا خير يتبعه *** وذا على شَرَّة يبغي بنا السرفا
وتلك حزبية أودت بنا خطرا *** فكم بها القلب أمسى يعشق الترفا
وفي الخطاب إذا أعطى الكلام لنا *** نرى الكلام له بالعلم ملتحفا
قالوا : أتعرفه؟ قلنا : أيجهل من *** قاد السفينة والركاب نحن قفا؟!
كذا أيجهل من خاض المعارك لا *** يخاف في ربه لوما من السُخَفا؟!
هو الهزبر إذا ما جاءه غضب *** نرى الزئير بذي الأوغاد قد عصفا
لله دره من شيخ تذكرني *** أوصافه زمرة الأعلام والشُرَفا
ترى لشعبة طيفا حين تبصره *** يذب عن سنة المختار محترفا
وفي البيان ترى الزهري منتصبا *** بمنبر خرَّ إجلالا لكي يقفا
يا ابن السفيل أيا شيخا نراه على *** هذا الوجود وإن رام المنى تلفا
والله ما مت في قلب الفتى أبدا *** ما دام قلب الفتى يبدي لك الشغفا
وليس من علم الأجيال راح سدى *** وإنما الميت الحي الذي عسفا
فنم هنيئا ورب الكونِ أسأله *** سحائب الرحمة المثلى لكم خلفا
هذا هو الشيخ تبكيه الدنا حزنا *** فطاب دمع لهذا الشيخ قد نزفا
كتبه : أبو سعد أحمد بن علي البابكري
السبت
23 / رجب / 1432هـ
الموافق 25 / 6 / 2011م
(1) الدنف : المرض الملازم.
تعليق