بسم الله الرحمن الرحيم
سبعون مبتدعًا من رجال العصر
سبعون مبتدعًا من رجال العصر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فإن الجرح والتعديل له أدلته من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على ذلك كما نقله النووي في رياض الصالحين باب تحريم الغيبة وما يجوز منها قال رحمه الله وأجمع العلماء على جواز جرح أهل البدع .
وإن في هذا الزمان كثر المتعالمون من أهل البدع الذين يطعنون في أهل السنة والجماعة وقد قال قتيبة بن سعيد شيخ البخاري ومسلم (علامة أهل البدع الطعن في أهل الأثر) وروي عن أبي حاتم نحوه. وأهل السنة عندما يتكلمون في أهل البدع إنما هو نصيحة للمسلمين ورحمة بالمتبوعين من أهل البدع لأنهم يدعون إلى باطل .
وأهل السنة إن جرحوا بعض المبتدعة بجرح شديد وغلظة في القول فإنما هو من باب الشدة على أهل البدع وهي منقبة عند السلف وليست مذمة وقد قال عبد الله بن المبارك : عبد الله بن محرر بعرة أحب إلى منه كما في مقدمة صحيح مسلم وكذلك مئات الرواة قال فيهم السلف فلان كذاب أو فلان دجال أو خرى الكلاب خير منه فلا يستنكف عن منهج السلف إلا محروم وقد قال الله تعالى ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة الوادعي رحمه الله في (حُطَّاب ليل) (ص 2) : (ونذكر شيئاً من أدلة الجرح والتعديل حتى يعذرنا إخواننا المستمعون :
- موسى عليه السلام يقول لصاحبه : { إنك لغوي مبين } ،
- (رب العزة يقول في كتابه الكريم : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ،
- ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : { يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله } ،
- ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : { مثل الذين حُملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً }
- ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض وأتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } ،
- وفي الصحيح من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لمعاذ : « أفتانٌ أنت يا معاذ » ،
- وفي الصحيح أيضاً من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها لما راجعته هي وحفصة في شأن أن يصلي عمر بدل أبي بكر قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « إنكن صواحب يوسف » ،
- وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي هريرة والمغيرة بن شعبة والمعنى متقارب وحديث أبي هريرة متفق عليه
- وحديث المغيرة بن شعبة رواه مسلم في أنه اقتتلت امرأتان فضربت إحداهما الأخرى في بطنها فأسقطت ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « فيه غرة عبدٍ أو أمة » يعني إما عبد أو أمة أو قيمتهما ، فجاء حمل بن مالك النابغة فقال : يا رسول الله من كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يُطل ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إنما هذا من إخوان الكهان » من أجل سجعه لأنه أراد أن يُبطل حكماً من أحكام الله بسبب بيانه وسجعه ،
- وفي الصحيح أيضاً أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : « بئس أخو العشيرة » فلما دخل ألان له الكلام ، فقالت عائشة : يا رسول الله قلت ما قلت فلما دخل ألنت له الكلام ، قال : « يا عائشة إن شر الناس من اتقاه الناس لفحشه » أو بهذا المعنى ، وهذا من حديث عائشة ،
- وفي الصحيح أيضاً من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « لكن البآئس سعد بن خولة » يرثي له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن مات بمكة ، يرثي له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،
- والنبي صلى الله عليه وعلى وسلم كما في صحيح مسلم قام خطيب بين يديه فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصيهما فقد غوى أو بهذا المعنى ، فقال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « بأس الخطيب أنت ، قل ومن يعصي الله ورسوله » ،
- ورأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في صحيح مسلم من حديث سلمة بن الأكوع رأى رجلاً يأكل بشماله ، فقال له : « كل بيمينك » فقال:لا أستطيع ما منعه إلا الكبر ، فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « لا استطعت » فما رفعها إلى فيه ،
- وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « من أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً » ، الليث بن سعد يقول : إنهما منافقان يحتمل أن يكونا منافقان ويحتمل أنهما ليسا بمنافقين ،
- وعن أنسٍ رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : «إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته » ،
- وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة »
- (وفي الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري وجماعة من الصحابة والمعنى متقارب أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في الخوارج : « إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية » ،
- وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي أمامة وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في الخوارج : « إنهم كلاب أهل النار » .
ولو استقصي هذا لكان مجلداً،
- قال - صلى الله عليه وآله وسلم - :«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة » هذه بعض أدلة الجرح والتعديل التي قام بها علماءنا رحمهم الله تعالى ، ومعرفة السني من المبتدع ، والمحدث من أمرٌ مهم اهتم به علماءنا رحمهم الله تعالى ،
- في مناقب الإمام البيهقي ساق بسنده إلى الشافعي قال الشافعي : لو كنت محابياً لأحد لحابيت الزهري ولكن مراسيله لا شيء لأنه يروي عن سليمان بن أرقم ،
- ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : من روى من البياضي بيض الله عيونه ، والبياضي اسمه محمد بن عبد الرحمن،
- ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : الرواية عن حرام بن عثمان حرام .
- وروى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك قال: قلت لسفيان إن عباد بن كثير من تعرف حاله إذا حدث جاء بأباطيل فهل أحذر عنه ؟ ، قال : بلي ، يعني تحذر عنه ، ثم قال عبد الله بن المبارك : فكنت أذكر حاله الحسنة ، ثم أحذر عن الحديث عنه ،
- وهذا عباد بن كثير يسوى ألف واحد من علي الطنطاوي ، ويسوى ألف واحد من محمد الشعراوي ، ويسوى ألف واحد من محمد صواف ، ويسوى ألف واحد من أمثال محمد الغزالي ، ويسوى ألف واحد من أمثال حسن الترابي ، هذا رجل متعبد فاضل ، عباد بن كثير رجل متعبد فاضل لكن إذا حدث تختلط عليه الأحاديث فلا يُميز بين حديث فلان وفلان وبين الأثر وبين الحديث إلى غير ذلكم .
- شعبة بن الحجاج رحمه الله تعالى يقول : لأن أشرب من بول حماري أحب إلي من أروي عن أبان بن أبي عياش ، أبان بن أبي عياش أخواني في الله هذا رجل فاضل عابد لكن إذا حدث أتى بأحاديث باطله ، وأبان بن أبي عياش هذا لو قسته بأكثر الأزهريين لكان أحسن من أكثر الأزهريين .ويقول شعبة : لأن يزني الرجل أحب إلي من أن أروى من أبان بن أبي عياش .وقيل لشعبة طُلب منه أن يكف عن أبان بن أبي عياش ، فقال : سأنظر ، ثم مكث أياماً وقال : لا يسعني أن أكف عن أبان بن أبي عياش إنه الدين ,
- وروى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى قال : لم أرَ الصالحين في شيء أكذب منهم في حديث رسول الله ﷺ ، يقول مسلم : يعني يجري على ألسنتهم الكذب ولا يتعمدونه ، فرب رجل يكون صالحاً وإذا حدث جاء بالأباطيل .
- الإمام الذهبي رحمه الله تعالى يقول في الميزان ونقله صاحب الإصابة : رتنٌ وما أرداك مارتن دجال من الدجاجلة أدعى الصحبة بعد ستمائة عام .
- النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى إليه خادم حاطب وقال : يا رسول الله إن حاطباً من أهل النار ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « كذبت إنه شهد بدراً » ،
- فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُكذب الرجل ، وأمر الجرح والتعديل أمرٌ وإن جهله المتأخرون ، أمرٌ أجمع عليه المسلمون وبحمد الله قد استيقظ الشباب في مصر وفي نجد وأرض الحرمين وهكذا أيضاً في الكويت تأتينا رسائل إذا سمعوا محدثاً يُحدث بأحاديث باطله ينتقدون عليه ويكتبونها أيضاً في كتاباتهم ، فالحمد لله استيقظ الشباب وهذا أمرٌ لا بد منه ، لا بد من معرفة الجرح والتعديل ومن بيان رجل التلفزيون هذا الذي يعكف على التلفزيون ويهز رأسه في التلفزيون ينبغي أن يُعرف ، وهكذا أيضاً من بيان حال رجل التمثيليات هذا أيضاً ينبغي أن يُعرف ، ويُعرف حال المُكتسب بالدعوة لا بد أن تُعرف حاله ، الذي يستلم من مكتب التوجه والإرشاد ثمانية ألف أو ستة ألف وجبته تسحب الأرض ولحيته محلوقة إلى غير ذلكم ينبغي أن تُعرف حاله فإن الله سبحانه وتعالى يقول : { ولتستبين سبيل المجرمين } ، لا بد أن نبين سبيل المجرمين ، وإننا إن شاء الله متصدون لهؤلاء وكاشفون أباطيلهم. اهـ من (حُطَّاب ليل) للإمام الوادعي رحمه الله - (ج 1 / ص6 ...)الخ.
- وقال الإمام ابن رجب رحمه الله في شرحه علل الترمذي: (فصل في الجرح والتعديل والتفتيش...)
- قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله : ( وقد عاب بعض من لا يفهم على أصحاب الحديث الكلام في الرجال، وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال , منهم : الحسن البصري وطاوس ، قد تكلما في معبد الجهني ، وتكلم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب ، وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي في الحارث الأعور .
- وهكذا روي عن أيوب السختياني ، وعبد الله بن عون ، وسليمان التيمي ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، والأوزاعي ، وعبد الله بن المبارك ، ويحي بن سعيد القطان ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرجال وضعفوا فما حملهم على ذلك عندنا - والله أعلم - إلا النصيحة للمسلمين ، لا نظن أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة ، إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا ، لأن بعضهم من الذين ضعفوا كتاب صاحب بدعة ، وبعضهم كان متهماً في الحديث ، وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ ، فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتبييناً ، لأن الشهادة في الدين أحق أن يثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال ) .
- قال ابن رجب: مقصود الترمذي رحمه الله أن يبين أن الكلام في الجرح والتعديل جائز قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها ، لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله .
- وقد ظن بعض من لا علم عنده أن ذلك من باب الغيبة ، وليس كذلك ، فإن ذكر عيب الرجل إذا كان فيه مصلحة ولو كانت خاصة كالقدح في شهادة شاهد الزور جائز بغير نزاع ، فما كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أولى .
- وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن بهز بن أسد قال : « لو أن لرجل على رجل دراهم ثم جحده أخذها منه إلا بشاهدين عدلين، فدين الله أحق أن يؤخذ فيه بالعدول » .
- وكذلك يجوز ذكر العيب إذا كان فيه مصلحة خاصة ، كمن يستشير في نكاح أو معاملة ، وقد دل عليه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لفاطمة بنت قيس : « أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه » . وكذلك استشار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليًا وأسامة في فراق أهله ، لما قال أهل الإفك ما قالوا .
- ولهذا كان شعبة يقول : « تعالوا حتى نغتاب في الله ساعة » . يعني نذكر الجرح والتعديل .
- وذكر ابن المبارك رجلاً فقال : « يكذب » ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن « تغتاب ! » ، قال : « اسكت ، إذ لم تبين كيف يعرف الحق من الباطل » .
- وكذا روي عن ابن عُلية أنه قال في الجرح : « إن هذا أمانة ليس بغيبة » .
- وقال أبو زرعة الدمشقي « سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويصحف ؟ فقال : بين أمره . فقلت لأبي مسهر : أترى ذلك غيبة ؟ قال : لا».
- وروى أحمد بن مروان المالكي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي ، فجعل أبي يقول : « فلان ضعيف وفلان ثقة » ، قال أبو أيوب : « يا شيخ لا تغتب العلماء » قال : فالتفت أبي إليه قال : « ويحك ! هذا نصيحة ، ليس هذا غيبة » .
- وقال محمد بن بندار السباك الجرجاني : قلت لأحمد بن حنبل : إنه ليشتد علي أن أقول : فلان ضعيف فلان كذاب ؟ قال أحمد : « إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم » .
- وقال إسماعيل الخطبي : ثنا عبد الله بن أحمد قلت لأبي : « ما يقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله أن يكون مرجئاً أو شيعياً أو فيه شئ من خلاف السنة ، أيسعني أن اسكت عنه أم أحذر عنه ؟ فقال أبي : « إن كان يدعو إلى بدعة وهو إمام فيها ويدعو إليها ، قال : نعم تحذر عنه » .
- وقد خرج ذلك كله أبو بكر الخطيب في كتابه الكفاية، وغيره من أئمة الحفاظ ، وكلام السلف في هذا يطول ذكره جداً .
- وذكر الخلال عن الحسن بن علي الاسكافي قال : سألت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن معنى الغيبة ؟ قال : « إذا لم ترد عيب الرجل » ، قلت : « فالرجل يقول : « فلان لم يسمع وفلان يخطئ ؟ » قال : « لو ترك الناس هذا لم يعرف الصحيح من غيره » .
- وخرّج البيهقي من طريق الحسن بن الربيع قال : قال ابن المبارك : « المعلى بن هلال هو ، إلا أنه إذا جاء الحديث يكذب » فقال له بعض الصوفية : « يا أبا عبد الرحمن تغتاب ، قال : اسكت إذا لم نبين كيف يعرف الحق من الباطل ؟! ، أو نحو هذا .
- وما ذكره الترمذي رحمه الله من تكلم الحسن في معبد فقد روى مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه وعمه سمعا الحسن يقول : « إياكم ومعبد الجهني فإنه ضال مضل » .
- ورواه أيضاً حماد بن زيد عن أبي طلحة عن غيلان بن جرير سمعت الحسن يقول : « لا تجالسوا معبداً ، فإنه ضال مضل » .
- وروى نعيم بن حماد .... عن طاوس أنه قال لمعبد الجهني : أنت الذي تفتري على الله عز وجل ؟ .
- وأما تكلم سعيد بن جبير في طلق : فمن طريق حماد بن زيد عن أيوب قال : رآني سعيد بن جبير مع طلق بن حبيب فقال : « ألم أرك مع طلق ! لا تجالسه » ، وكان طلق رجلاً صالحاً لكنه كان يرمي بالارجاء .
- وأما تكلم الشعبي والنخعي في الحارث الأعور : فقد ذكره مسلم في مقدمة كتابه من طريق زائدة عن منصور والمغيرة عن إبراهيم « أن الحارث اتهم » . ومن طريق مغيرة عن الشعبي قال : « حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً» .
- وروى أبو عيسى الترمذي رحمه الله عن يحيى بن سعيد القطان ، قال : سألت سفيان الثوري ، وشعبة ، ومالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، عن الرجل يكون في تهمة أو ضعف أسكت أو أبين ؟ قالوا : بيّن ) .
- قال ابن رجب: وقال يعقوب بن شيبة ثنا موسى بن منصور حدثني أبو سلمة الخزاعي قال : سمعت حماد بن سلمة ومالك بن أنس وشريك بن عبد الله يقولون في الرجل يحدث ـ أي يبتدع ـ : « تخبر بأمره » . يعنون ضعفه من قوته ، وصدقه من كذبه . قال وقال شريك: « كيف نعرف الضعيف من القوي إذا لم نخبر به » .
- وقال الترمذي رحمه الله : ( حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ثنا محمد بن يحيى قال : قيل لأبي بكر بن عياش : « إن ناساً يجلسون ويجلس إليهم الناس ولا يستأهلون ؟ » قال : فقال أبو بكر : « كل من جلسَ جلسَ الناس إليه ، وصاحب السنة إذا مات أحيى الله ذكره ، والمبتدع لا يذكر ) .
- قال ابن رجب: قال ابن أبي الدنيا : نا أبو صالح المروزي سمعت رافع بن أشرس قال كان يقال : « من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه,.
- وأنا أقول :( من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه ».اهـ
- * * *
وما أحسن ما سمعناه من شيخنا يحيى حفظه الله :ما يتنكر للجرح والنصيحة إلا مجروح.
ذكر النووي رحمه الله في رياض الصالحين: باب مَا يباح من الغيبة, اعْلَمْ أنَّ الغِيبَةَ تُبَاحُ لِغَرَضٍ صَحيحٍ شَرْعِيٍّ لا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِهَا ، وَهُوَ سِتَّةُ أسْبَابٍ :
الأَوَّلُ : التَّظَلُّمُ...
الثَّاني : الاسْتِعانَةُ عَلَى تَغْيِيرِ المُنْكَرِ ، وَرَدِّ العَاصِي إِلَى الصَّوابِ....,
الثَّالِثُ : الاسْتِفْتَاءُ ، فيقُولُ لِلمُفْتِي : ظَلَمَنِي أَبي أَوْ.....
الرَّابعُ : تَحْذِيرُ المُسْلِمينَ مِنَ الشَّرِّ وَنَصِيحَتُهُمْ ، وذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ : مِنْهَا جَرْحُ المَجْرُوحينَ مِنَ الرُّواةِ والشُّهُودِ وذلكَ جَائِزٌ بإجْمَاعِ المُسْلِمينَ ، بَلْ وَاجِبٌ للْحَاجَةِ .
الخامِسُ : أنْ يَكُونَ مُجَاهِراً بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ كالمُجَاهِرِ بِشُرْبِ الخَمْرِ. ومنها : المُشَاوَرَةُ في مُصاهَرَةِ إنْسانٍ أو مُشاركتِهِ ، أَوْ إيداعِهِ ، أَوْ مُعامَلَتِهِ ، أَوْ غيرِ ذَلِكَ ، أَوْ مُجَاوَرَتِهِ ، ويجبُ عَلَى المُشَاوَرِ أنْ لا يُخْفِيَ حَالَهُ ، بَلْ يَذْكُرُ المَسَاوِئَ الَّتي فِيهِ بِنِيَّةِ النَّصيحَةِ .
السَّادِسُ : التعرِيفُ ، فإذا كَانَ الإنْسانُ مَعْرُوفاً بِلَقَبٍ ، كالأعْمَشِ ، والأعرَجِ .اهـ (رياض الصالحين) باختصار.
والأحاديث والآثار في هذا كثيرة لا يتسع لها المقام.
وقد كتبت هذه القصيدة من باب النصيحة للمسلمين حيث نرى منهم من يخدع في دينه علماً أني لم أذكر رجلاً فيها بسوء إلا وقد تكلم عليه العلماء من أهل السنة والجماعة أمثال الشيخ الألباني والشيخ مقبل والشيخ بن باز والشيخ ربيع والشيخ يحيى جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .
والحمد لله رب العالمين
مقدمة
- بسم الإله أبتدي وأحمدُ ### وأستعينه به أعتمدُ
- مصلياً على النبيْ وآلهْ ### وصحبه وتابعي منوالهْ
- وبعد فاعلم يا أخا الإيمان ### بأننا في آخر الأزمان
- فلتزم الإخلاص والهدايه ### ولتجعل التوحيد كل غايه
- ولا تشك في الهدى وأيقنْ ### به وللسنة قم فأعلن
- واقرأ كتاب ربنا والسنة ### واتبعهما لكي تنال الجنة
- وافهمهما أخي بفهم السلفِ ### واسأل كبار العلماءِ واعرفِ
- واحذر من التقليد للرجالِ ### والكبر والإعجاب بالفعال
- أكرم بأهل السنة الأبطالِ ### أهل التقى والعلم والإجلالِ
- فمنهم ابن باز والألباني ### ومقبلٌ محدثٌ الأوطان
- وابن العثيمين الفقيه السلفي ### وكلهم لنهج أسلافي يفي
- ومنهم الفوزان ذو المآثري ### كذا السحيمي منهم فناصر
- كذالك العباد يا صاح فلا ### تبغ عن الحق القريب معدلا
- واذكر ربيع العلَم المجاهدا ### بكل خيرٍ لا تكن معاندا
- ومنهم يحيى فأكرم بالجبل ### أكرم به فإنه أيضًا بطل
- به وربي تعرف السُنِيّا ### من ذي الهوى وتعرف البدعيا
- فهؤلاء كلهم أُجِلهم ### والقلب في الرحمن قد أحبَهم
- وهؤلاءِ الزاهدون البررة ### العلماءُ الفقهاءُ الخيرة
- ذكر أهل البدع في عصرنا
- واحذر أولي التحزب المبتدعِ ### من الجماعات وحذر ودعِ
- أفتى ابن بازٍ شيخنا الرباني ### ومقبلٌ والعالم الألباني
- بأن الاخوان مع التبليغ ###من فرق الهلاك بل والزيغ
- ولتحذروا من مذهب الجهمية ### ولا تقل تعصباً قوميه
- ولا تقل مذهب الاعتزال ### ما زاغ فيه إلا شر آل
- واحذر من الدخول في جمعيه ### بها الغوى وبيعةٌ عميَّه
- والرافضي كالحمار أبله ### يسب أصحاب النبي قبله
- واحذر من الإخوان كل الحذر ### جماعة التبليغ دعهم وذر
- أهل الحديث يرحمون المبتدعْ ### بجرحهم إياه كي لا يتسعْ
- شروره فتكثر الأوزارُ ### عليه يوم تنطفي الأنوارُ
- فمنهم المدسوس كالقرضاوي ### أقواله كصوت كلب عاوي
- لا أستطيع أن أقول مسلمُ ### ولا أقول كافرٌ ذا أسلمُ
- لأنه يوالي الكفارا ### يدعوا لوحدةٍ مع النصارى
- وفوق هذا يظهر الإسلاما ### وهو على الإسلام ما استقاما
- عبد المجيد ذلك الزنداني ### مبتدع وزائغ إخواني
- ومثله المغرورقل أبو الحسن ### مبتدع وكنه أبا الفتن
- غاوىٍ مضل جاهل معاندُ ### ومبتلى في عقله وحاسد
- وذلك السفيه يدعى صعتراً ### والحيةُ الرقطاء أعني الوترا
- عرعورُ قل مع ابن عبد الخالق ### مع سرور هم ذوو تمارق
- وطارق الخبيث منه حذرا ### أئمة الإسلام من غير امترى
- أما ابن لادنٍ فذوا فساد ### مجرمُ خارجيُّ زد جهادي
- ومنهم اللص علي العروقي ### وقولهم فللهوى كالبوق
- وارم بحفظ الله عبد بطنه ### كذا الدراورديُّ منهم فاعنهِ
- وعائضٌ يا إخوتي مختلطُ ### والحاشدي محمد مخبطُ
- أما ابن مرعي فقل مرتبكُ ### كذا ابن منصورٍ فممن هلكوا
- وذاك بابحر فقل بالوعة ### وصالح الفقير ذو الميوعة
- وفالح مولعُ بالمجازفة ### وفتية هيْ للغلو قائفة
- وصالح البكري يسعى بالفتن ### فلتحذروا منه أيا أهل اليمن
- واترك ذوي الغرور كالشيباني ### علي وأحمدٌ فمتروكان
- وكل من سجل في البراءة ###فنحن منهم على براءة
- وكلهم يا قومنا أهل بدع ### إلا الذي منهم عدى ثم رجعٍ
- حب الظهــــور قاصم الظهور ### فاحذر من المبتدع المغرور
- جمعية البر مع الدقيقِ ### غرتهمُ حقًا عن الطريق
- كذا ابن غالب هو المفتونُ ### وقاسم كمثله مغبون
- سعد الحُميد ذالك السروري ### قطبيُّ ما بقلبه من نورِ
- سلمان ذاك العودة المنكوسُ ### مبتدع و قلبه مطموسُ
- ومثله المغرور من يدعى سفرْ ### قل هالكٌ وضائعٌ لا يعتبر
- وعمرو خالدٍ هو المخذولُ ### صعلوك ذاكم عقله مخبول
- إني لأخشى أنه مدسوسُ ### يا مسلمون رأيه فدوسوا
- وصالح العبود ممن دخلا ### في بدع الأحزاب ذاكمْ قد جلا
- وذالك المعتاز عبد الله قل ### مبتدعٌ وزائغ. فيهم فجُلْ
- أما الجديعُ فيهم فزائغُ ### ملبسٌ و ضائغٌ مراوغ
- وأحمد الشاعرُ شوقي قد أضل ### بل زل في أشعاره وما عدل
- أسامة القوصي قل مميعُ ### عدَّ ربيعًا غاليًا.فلتسمعوا
- وكشكُ ذاك صوفيٌ وجاهلُ ### أما ابن جبرينَ به تساهُل
- وقطب ذا في الأنبياء قد طعن ### وفي الصحاب. خارجيٌ ذو فتن
- وقال إن قول ربي قد خُلق ### بالله فانظر يا أخي بمن سُبق
- وقال في كلامه موسيقى ### وقال كان صخر ذا زنديقًا
- وحسن البنا مجدد الغوى ### صوفيْ جهاديْ وإلههُ الهوى
- وكان حقا يحضر الموالدا ### وللإله عنده ما وحّدا
- فسيدٌ قطبٌ مع البنا حسنْ ### مبتدعان زائغان في الفتن
- وعائضُ القرني مع المعلمِ ### كذا علي مع الدويش فاعلم
- مع المحيسني ومن شابههم ### في بدعة ظلما فلا تسمع لهم
- وكل عقلانيُّ فهو زائغُ ### مخالف مرتبكٌ مراوغ
- محمد نجل رشيد منهمُ ### لا شيءَ فهو منهم مهينمُ
- كذا الترابي جائرٌ عقلاني ### فلتستعذ من فتنه الشيطان
- فاحذرهمُ فهم بتلك المدرسة ### عقولهم للدين صارت شرسة
- كم آيةٍ مع الحديث ردوا ### بعقلهم ذاك السخيف سدوا
- كذا الحميني واذكر البيضاني ### وزد منجداً وكالطحانِ
- محمد صبحي بريك مثلهُ ### والعدَويُّ مصطفى سوءا لَهُ
- والحاشدي ذاك عبد الله ### وذاك با بكر فساهٍ لاهي
- محمد بن راجح والصاوي ### مبتدعون. واذكر المغراوي
- سعيد ذاك مسفر والديلمي ### عبد الوهاب بالهوى كلٌ رُمي
- كذا الجزائري أبو بكرٍ هوى ### في بدعٍ وشقرةٌ فيه البلى
- أما العريفي منهمُ والأهدلْ ### أمين جعفرٍ فعنه فاسأل
- وبا وزيرُ بارويس فهما ### مجانبان الحق فيما هينما
- منار ملاسيُ في السودان ### مترو كُ قل. فليس بالبهتان
- نبيل ذاك العوضي قد ذكروا ### بأنه منهم ألا فلتحذروا
- ومنهم قد ذُكرَ الشنقيطي ### محمد الصادق ذو التفريط
- وذاك مرعي صاحب الحديدة ### فلتحذرن يا أُخيّ كيده
- محمد المهدي كذابٌ أشر ### والسبت عبد الله معْهم مستمر
- عبد المجيد منهم الريميُّ ### مبتدع ببلدتي جمعيُّ
- وذاك إسماعيل عبد الباري ### قل قد هوى وعوض البكاري
- والمالكيْ مبتدع مميعْ ### فالدين يا أُخيََََََََََََ لا تضيع
- مفتي عُمان ذلك الخليل ### مبتدعٌ و زائغٌ ضليل
- [والأزهريون بمصرٍ هلكوا ###وأي طالبٍ بها مرتبك
- تراهم بغيهم قد أولوا ### صفات ربي.والحرام حللوا
- مثل الربا ومسبلون قل هم ###ملبِّسون في الضلال قد عموا
- فهؤلاءِ كلهم كانوا سقط ### اذكرهم بالشر حسبي و فقط
- واللهِ لا تشهّيا قلناها ### ولا تعنتاً بها سقناها
- لكننا نراهم قد لبسوا ###على الأنام دينهم ودنسوا
- فمنهم المدسوس و الفتان ### و بعضهم يعينه الشيطان
- ومنهم السائل للأموال ### يريق ماء الوجه بالسؤال
- ومنهم من يقصد الظهورا ### ويقصد العلو والغرورا
- هذهْ هي الحكمة معْ أهل البدع ### وليس في ذا الباب قطُ من ورع
- وبعض هؤلاء كان ذا وجل ### فقدر اللهُ وما شاء فعل
- وكلهم على الهوى قد انفعل ### فحسبي الله ونعم المتكل
- والله إننا على بصيرة ###من أمرنا وإنهم في حيرة
- قد أجمعوا كما حكاه النووي ### علي جواز جرحهم لما روي
- فجرح هؤلاء حتم واجب ### فلا تكن للجارحين عائب
- فاغتبهم وحذر الأناما ### من كان من يخالف الإسلاما
- يستوحش الناس طريق السلفِ ### الله نشكوا.فبهم فلنقتفي
- فأخلص الأقوال للعلام ### ولتتبع رسول ذي الإكرام
- وهذه قصيدتي نصيحة ### منظومة موزونة مليحة
- ستعلموا إذا انجلى السحابُ ### أبلبلٌ يصيح أم غرابُ
- أرجوا بها من ربنا الثوابا ### د وأن يزيل عني العذابا
- أستغفر الله ذنوبي كلها ### إن لم يكن ربي لها فمن لها
- مصليًا على نبي الأمة ###أزل بها يا رب عني الغمة
- وأحمد الله على الهداية ### معتصمًا به من الغواية
قرأت بدار الحديث بدماج بين يدي علمائنا الشيخ يحيى والشخ الإمام والشيخ الصوملي والشيخ البرعي والشيخ الذماري وغيرهم في اجتماع سنة 1426 هـ
- وقد أضفت في هذه الفتنة الأخيرة.
- وذاك عبدالله أعني مرعيا ### مميع عن زلل قد نهيا
- ومشبح ومن يسمى القادري ### فكلهم تهوكوا كناصر
- ومنهم ياسين ذاك العدني ### قليل خير ممتلي بالعفن
تعليق