بسم الله الرحمن الرحيم
تَنْبِيْهُ الغَافِلِيْنَ
بِأَنَّ المُؤَامَرَةَفِي اليَمَنِ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِيْنَ بَدَأَتْ بِالسَّلَفِيِّينَ
.............................
بَكَيْتُ وَمَالِيْ لَيْسَ تَجْرِي مَدَامِعَي *** عَلَى يَمَنِ الإِيْمَانِ مِنْ جَفْنِ خَاشِعِ
وَمَالِيَ لا أَبْكِي الدِّيَارَ وَأَهْلَهَا *** وَقَدْ كُحِّلَتْ أَجْفَانُهَا بِالمَدَامِعِ
يُعَشْعِشُ فِيْهَا الرُّعْبُ فِيْ كُلِّ جَانِبِ *** وَيَنْعُبُ فِيْهَا البُوْمُ فِيْ كُلِّ شَارِعِ
وَكَمْ لِغُرَابِ الْجَهْلِ فِيْ كُلِّ سَاحَةٍ *** نَعِيْقٌ وَبِاْسْمِ الدِّيْنِ يُؤْذِي مَسَامِعِي
وَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مِنْ حَجُورَ لِمَهْرَةٍ *** وَمِنْ إِبَّ لِلْمَحْوَيْتِ دُوْنَ تَقَاطِعِ
وَمِنْ حَضْرَمَوتٍ كُنْتُ أَمْشِي لِصَعْدَةٍ ** وَصَنْعَاءَ لا أَخْشَى لُصَوْصَ الشَّوَارِعِ
وَهَأَنَا أَمْشِي اليَوْمَ فِيْ وَسْطِ قَرْيَتِي *** وَأَخْشَى عَلَى نَفْسِيْ ذَهَابَ الْمَجَامِعِ
وَأَخْشَى عَلَى نَفْسِي ذَهَابَ حَيَاتِهَا *** بِرَمْيَةِ قَنَّاصٍ وَطَلْقَةِ رَاجِعِ
رَأَوا أَنَّ دِيْنَ اللهِ فِيْنَا مُكَرَّمٌ *** وَفِيْنَا دُرُوسُ العِلْمِ مِنْ كُلِّ نَافِعِ
فَأَحْزَنَهُمْ أَنْ يُبْصِرُوا الْحَقَّ رَافِعَاً *** هُنَا رَأْسَهُ فِيْ عَالَمٍ غَيْرِ رَافِعِ
وَكَانَتْ هُنَا الآيَاتُ تُتْلَى تَفَقُّهًا *** بِكُلِّ صَعِيْدٍ طَيِّبٍ وَالْجَوَامِعِ
بُيُوتُهُمُ كَالأَشْعَرِيِّيْنَ يُجْتَنَى*** بِهَاكُلُّ خَيْرٍ مِنْ كِتَابٍ وَجَامِعِ
وَقَدْكَانَ يُؤْتَى مِنْ بِلادِ بَعِيْدَةٍ *** إِلَيْهَا لأَخْذِ العِلْمِ مِنْ كُلِّ فَارِعِ
فَسَاءَهُمُ هَذَا الظُّهُورُ لِدِيْنِنَا ***وَأَشْعَلَ نَارَالْحِقْدِ فِيْ كُلِّ طَامِعِ
وَقَدْ أَوْقَعَ الأَعْدَاءُمَا بَيْنَ أَهْلِهَا *** خِلافَاً فَزَادَتْ بِالْخِلافِ مَوَاجِعِي
تَفَرَّقَ مِنْ أَجْلِ الْمَطَامِعِ قَوْمُنَا *** فَصَارُوا جَمِيْعَاً عُرْضَةً لِلْمَطَامِعِ
نَمَى الدَّاءُ مِنْ نَبْتِ التَّحَزُّبُ بَيْنَنَا *** إِلَى أَنْ غَدَوْنَا فِيْ شِرَاكِ التَّنَازُعِ
تَصَارَعَتِ الأَحْزَابُ مِنْ أَجْلِ سُلْطَةٍ *** فَلَمْ تَجْنِ شَيْئَاً مِنْ وَرَاءِ التَّصَارُعِ
فَمِنَّا وَفِيْنَا كَانَ دَفْعُ غَرَامَةٍ *** وَقَدْ كَانَ لِلأَعْدَاءِ غُنْمُ الْمَعَامِعِ
فَأُسْقِطَ فِيْ أَيْدِيْ الَّذِيْنَ تَدَافَعُوا *** وَقَدْ أُرْغِمَتْ آنَافُهُمْ فِيْ التَّدَافُعِ
وَصَارُوا جَمِيْعَاً لِلْعَدُوِّ فَرِيْسَةً *** يَصُولُ عَلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ الَّلوَامِعِ
وَقَدْ نَدِمُوا فِيْ حِيْن لا يَنْفَعُ الوَرَى *** عَلَى مَا جَرَى أَنْ يَقْرَعُوا سِنَّ جَازِعِ
وَلَمْ يَمْضِ هَذَا الْمَكْرُ فِيْ يَمَنِ الْهُدَى *** جِزَافَاً وَلَكِنْ كَانَ بَعْدَ التَّبَايُعِ
وَقَدْ أَسْكَتُوا الصَّوْتَ الَّذِي كَانَ مُنْكِرًا *** لأَفْعَالِهِمْ أَثْنَاءَ تِلْكَ الوَقَائِعِ
وَقَدْ أَخْرَجُوا مِنْ كَانَ يَفْضَحُ مَكْرَهُمْ *** مِنْ الأَرْضِ حَتَّى لا يُحَاطَ بِوَاقِعِ
لِئَلا يَكُوْنَ النَّاسُ فِيْهِمْ تَيَقُّظًا *** لِمَا قَدْ جَرَى مِنْ حَاقِدٍ وَمُبَايِعِ
لِيَسْهُلَ أَنْ تُغْزَى الدِّيَارُ مِنَ الْجَوَى *** وَمِنْ خَارِجٍ وَالذِّئْبُ لَيْسَ بِهَاجِعِ
خَرَجْتُمْْ عَلَى السّلْطَانِ مِنْ أَجْلِ جُرْعَةٍ ** وَلَمْ تَخْرُجُوا مِنْ أَجْلِ ضَرْبِ الْمَنَابِعِ
وَلَمْ تَخْرُجُوا مِنْ أَجْلِ قَطْعِ مَعَايِشٍ *** وَقَتْلٍ لأَرْوَاحِ وَهَدْمِ صَوَامِعِ
ولَسْتُُ بِهَذَا دَاعِيَاً لِخُرُوجِكُمْ *** وَلَكِنَّنِيْ أَدْعُو لِجَمْعِ الأَصَابِعِ
فَقَدْ صَارَلَارِجْزَالسَّمَاءِبِمُقْلِعٍ *** عَلَيْنَا وَلَابَطْنَ الْفِجَاجِ بِبَالِعِ
تَغَلَّقَتِ الأَبْوَابُ إِلا لِرَبِّنَا *** فَمَفْتُوحَةٌ هَلْ مِنْ مُنِيْبٍ وَرَاجِعِ
إِذَا كَانَ هَذَا الْمَكْرُ مِنْ أَجْلِ سُلْطَةٍ *** يُثِيْرُ عَلَيْكُمْ كُلَّ تِلْكَ الزَّوَابِعِ
فَلَنْ تَحْصُدُوا شَيْئَاً سِوَى أَنْ تُمَكِّنُوا *** عَدُوًّالَئِيْمَاً جَامِعَاً لِلْمَوَاجِعِ
لِيَحْصُدَ مَا تَرْجُونَهُ مِنْ صِرَاعِكُمْ *** وَيَقْضِي عَلَيْكُمْ بِالشِّفَارِ القَوَاطِعِ
فَلا أَنْتُمُ بِالدِّيْنِ -وَهُوَ عِمَادُكُمْ-*** وَلا بِالأَمَانِي الكَاذِبَاتِ الْخَوَادِعِ
وَلَنْ يَنْكِحَ الْحَسْنَاءَ غَيْرُ عَدُوِّكُمْ *** سِفَاحًا وَلَو جَافَى جَمِيْعَ الشَّرَائِعِ
وَلَوكَانَ دَفْعُ الْمَهْرِ فِيْهَا مُضَاعَفًا *** وَلَو حُصِدَت أَرْوَاحُكُمْ بِالْمَدَافِعِ
كَفَى ذِلَّةً أَنْ يُصْبِحَ الَّليْثُ ثَعْلَبَاً *** وَأَنْ يُحْتَمَى مِنْ بَطْشِهِمْ بِالْبَراقِعِ
.................
١٢ من ربيع الأول 1438هجرية
أبو عَبْدُ الكَرِيْمُ الْجَعْمِيُّ
تَنْبِيْهُ الغَافِلِيْنَ
بِأَنَّ المُؤَامَرَةَفِي اليَمَنِ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِيْنَ بَدَأَتْ بِالسَّلَفِيِّينَ
.............................
بَكَيْتُ وَمَالِيْ لَيْسَ تَجْرِي مَدَامِعَي *** عَلَى يَمَنِ الإِيْمَانِ مِنْ جَفْنِ خَاشِعِ
وَمَالِيَ لا أَبْكِي الدِّيَارَ وَأَهْلَهَا *** وَقَدْ كُحِّلَتْ أَجْفَانُهَا بِالمَدَامِعِ
يُعَشْعِشُ فِيْهَا الرُّعْبُ فِيْ كُلِّ جَانِبِ *** وَيَنْعُبُ فِيْهَا البُوْمُ فِيْ كُلِّ شَارِعِ
وَكَمْ لِغُرَابِ الْجَهْلِ فِيْ كُلِّ سَاحَةٍ *** نَعِيْقٌ وَبِاْسْمِ الدِّيْنِ يُؤْذِي مَسَامِعِي
وَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مِنْ حَجُورَ لِمَهْرَةٍ *** وَمِنْ إِبَّ لِلْمَحْوَيْتِ دُوْنَ تَقَاطِعِ
وَمِنْ حَضْرَمَوتٍ كُنْتُ أَمْشِي لِصَعْدَةٍ ** وَصَنْعَاءَ لا أَخْشَى لُصَوْصَ الشَّوَارِعِ
وَهَأَنَا أَمْشِي اليَوْمَ فِيْ وَسْطِ قَرْيَتِي *** وَأَخْشَى عَلَى نَفْسِيْ ذَهَابَ الْمَجَامِعِ
وَأَخْشَى عَلَى نَفْسِي ذَهَابَ حَيَاتِهَا *** بِرَمْيَةِ قَنَّاصٍ وَطَلْقَةِ رَاجِعِ
رَأَوا أَنَّ دِيْنَ اللهِ فِيْنَا مُكَرَّمٌ *** وَفِيْنَا دُرُوسُ العِلْمِ مِنْ كُلِّ نَافِعِ
فَأَحْزَنَهُمْ أَنْ يُبْصِرُوا الْحَقَّ رَافِعَاً *** هُنَا رَأْسَهُ فِيْ عَالَمٍ غَيْرِ رَافِعِ
وَكَانَتْ هُنَا الآيَاتُ تُتْلَى تَفَقُّهًا *** بِكُلِّ صَعِيْدٍ طَيِّبٍ وَالْجَوَامِعِ
بُيُوتُهُمُ كَالأَشْعَرِيِّيْنَ يُجْتَنَى*** بِهَاكُلُّ خَيْرٍ مِنْ كِتَابٍ وَجَامِعِ
وَقَدْكَانَ يُؤْتَى مِنْ بِلادِ بَعِيْدَةٍ *** إِلَيْهَا لأَخْذِ العِلْمِ مِنْ كُلِّ فَارِعِ
فَسَاءَهُمُ هَذَا الظُّهُورُ لِدِيْنِنَا ***وَأَشْعَلَ نَارَالْحِقْدِ فِيْ كُلِّ طَامِعِ
وَقَدْ أَوْقَعَ الأَعْدَاءُمَا بَيْنَ أَهْلِهَا *** خِلافَاً فَزَادَتْ بِالْخِلافِ مَوَاجِعِي
تَفَرَّقَ مِنْ أَجْلِ الْمَطَامِعِ قَوْمُنَا *** فَصَارُوا جَمِيْعَاً عُرْضَةً لِلْمَطَامِعِ
نَمَى الدَّاءُ مِنْ نَبْتِ التَّحَزُّبُ بَيْنَنَا *** إِلَى أَنْ غَدَوْنَا فِيْ شِرَاكِ التَّنَازُعِ
تَصَارَعَتِ الأَحْزَابُ مِنْ أَجْلِ سُلْطَةٍ *** فَلَمْ تَجْنِ شَيْئَاً مِنْ وَرَاءِ التَّصَارُعِ
فَمِنَّا وَفِيْنَا كَانَ دَفْعُ غَرَامَةٍ *** وَقَدْ كَانَ لِلأَعْدَاءِ غُنْمُ الْمَعَامِعِ
فَأُسْقِطَ فِيْ أَيْدِيْ الَّذِيْنَ تَدَافَعُوا *** وَقَدْ أُرْغِمَتْ آنَافُهُمْ فِيْ التَّدَافُعِ
وَصَارُوا جَمِيْعَاً لِلْعَدُوِّ فَرِيْسَةً *** يَصُولُ عَلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ الَّلوَامِعِ
وَقَدْ نَدِمُوا فِيْ حِيْن لا يَنْفَعُ الوَرَى *** عَلَى مَا جَرَى أَنْ يَقْرَعُوا سِنَّ جَازِعِ
وَلَمْ يَمْضِ هَذَا الْمَكْرُ فِيْ يَمَنِ الْهُدَى *** جِزَافَاً وَلَكِنْ كَانَ بَعْدَ التَّبَايُعِ
وَقَدْ أَسْكَتُوا الصَّوْتَ الَّذِي كَانَ مُنْكِرًا *** لأَفْعَالِهِمْ أَثْنَاءَ تِلْكَ الوَقَائِعِ
وَقَدْ أَخْرَجُوا مِنْ كَانَ يَفْضَحُ مَكْرَهُمْ *** مِنْ الأَرْضِ حَتَّى لا يُحَاطَ بِوَاقِعِ
لِئَلا يَكُوْنَ النَّاسُ فِيْهِمْ تَيَقُّظًا *** لِمَا قَدْ جَرَى مِنْ حَاقِدٍ وَمُبَايِعِ
لِيَسْهُلَ أَنْ تُغْزَى الدِّيَارُ مِنَ الْجَوَى *** وَمِنْ خَارِجٍ وَالذِّئْبُ لَيْسَ بِهَاجِعِ
خَرَجْتُمْْ عَلَى السّلْطَانِ مِنْ أَجْلِ جُرْعَةٍ ** وَلَمْ تَخْرُجُوا مِنْ أَجْلِ ضَرْبِ الْمَنَابِعِ
وَلَمْ تَخْرُجُوا مِنْ أَجْلِ قَطْعِ مَعَايِشٍ *** وَقَتْلٍ لأَرْوَاحِ وَهَدْمِ صَوَامِعِ
ولَسْتُُ بِهَذَا دَاعِيَاً لِخُرُوجِكُمْ *** وَلَكِنَّنِيْ أَدْعُو لِجَمْعِ الأَصَابِعِ
فَقَدْ صَارَلَارِجْزَالسَّمَاءِبِمُقْلِعٍ *** عَلَيْنَا وَلَابَطْنَ الْفِجَاجِ بِبَالِعِ
تَغَلَّقَتِ الأَبْوَابُ إِلا لِرَبِّنَا *** فَمَفْتُوحَةٌ هَلْ مِنْ مُنِيْبٍ وَرَاجِعِ
إِذَا كَانَ هَذَا الْمَكْرُ مِنْ أَجْلِ سُلْطَةٍ *** يُثِيْرُ عَلَيْكُمْ كُلَّ تِلْكَ الزَّوَابِعِ
فَلَنْ تَحْصُدُوا شَيْئَاً سِوَى أَنْ تُمَكِّنُوا *** عَدُوًّالَئِيْمَاً جَامِعَاً لِلْمَوَاجِعِ
لِيَحْصُدَ مَا تَرْجُونَهُ مِنْ صِرَاعِكُمْ *** وَيَقْضِي عَلَيْكُمْ بِالشِّفَارِ القَوَاطِعِ
فَلا أَنْتُمُ بِالدِّيْنِ -وَهُوَ عِمَادُكُمْ-*** وَلا بِالأَمَانِي الكَاذِبَاتِ الْخَوَادِعِ
وَلَنْ يَنْكِحَ الْحَسْنَاءَ غَيْرُ عَدُوِّكُمْ *** سِفَاحًا وَلَو جَافَى جَمِيْعَ الشَّرَائِعِ
وَلَوكَانَ دَفْعُ الْمَهْرِ فِيْهَا مُضَاعَفًا *** وَلَو حُصِدَت أَرْوَاحُكُمْ بِالْمَدَافِعِ
كَفَى ذِلَّةً أَنْ يُصْبِحَ الَّليْثُ ثَعْلَبَاً *** وَأَنْ يُحْتَمَى مِنْ بَطْشِهِمْ بِالْبَراقِعِ
.................
١٢ من ربيع الأول 1438هجرية
أبو عَبْدُ الكَرِيْمُ الْجَعْمِيُّ