بسم الله الرحمن الرحيم
كَرِيم الزَّبَرْجَدِ
فِي النُّصْحِ لِنَفْسِي وَلِأَبِي أَحْمَد
..........................
مِنَ اليَمَن المَيمُون أهْدِي لَكُمْ نُصْحِي ... أَبَا أَحْمَدٍ والنُّصْح خَيْرٌ مِنَ المَدْحِ
مِنَ اليَمَن المَيمُون أُهْدِي قَصِيْدَةً ... إِلَى المَغْرِبِ الأَقصَى أَرقَّ مِنَ الصُبْحِ
إِلَى (تَبْسَةٍ ) أَرْض الأَصَالَة والعُلَا ... وذَاتِ الجَمَال الفَذِّ فِي العُمْقِ والسَّطْحِ
وَقَدْ مَدَّتْ الأَيدِي القَصَائِدُ نَحْوَهَا ... كَمَا مَدَّتِ الأَعْلَام أَجْنحَةَ الفَتْحِ
بِهَا مِنْ أَفَانِين المَحْبَّةِ بَلْسَمٌ ... وَكَمْ فِي حَديثِ الحُب مِنْ بَلْسَمِ النُّصْحِ
أُذكِّرُ نَفْسِي وَالأَحبَّةَ ثَانِياً ... بِأَنْ نَعْبُدَ الرَّحْمَنَ فِي زَمَنِ القَرْحِ
فَهَذَا زَمَانُ الهَرْجِ والفِتَنِ التِي ... تَمُوجُ كَمُوجِ البَحْرِ فِي ظُلْمِة الجُنْحِ
بِهِ يُصبحُ الإنْسَانُ في النَّاسِ مُؤمِنَاً ... وَيُمْسِي كَفُورَاً طَالِبَاً عَرَض القزحِ
وَأَنْ نَقْتَفِي آثَار سُنَّة أَحْمَدٍ ... نَعَضُّ عَليهَا بِالنَّوَاجِذِ لَا الشَّطْحِ
ونَجْتَنِبُ الأَهْوَاءَ في الدِّينِ كُلّهَا ... فَمَا في الهَوَى فِي الدِّينِ غَير مُدَى الذَّبْحِ
وَأَنْ نَصِلَ الأَرْحَامَ فِي كُلِّ حَالَةٍ ... فَوَصْلُ ذَوي القُرْبَى بِهِ أَعْظَم الرِّبْحِ
فَإنْ لَمْ تَجِدْ مَالاً تَجُودُ عَليهُمُ ... فَقُل لَهُمُ الحُسْنَى تَنَلْ رُتْبَةَ المَنْحِ
وَأَحْسِنْ إِلَى الإِخْوَان فِي الدِّينِ قُرْبَةً ... فَإنَّ َذرَى الأَخْلَاق أَنْدَى مِنَ السفْحِ
فَشتَان مَنْ يَهْوَى عَلَى الدِّينِ قَلْبُهُ ... وَمَنْ لَيسَ يَهْوَى فِي العَدَالَةِ والجَرْحِ
وَلَا تَجْعلِ الدُّنْيَا لِقلْبِكَ هِمَّةً ... فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا لِذِي هِمَّةٍ تُضْحِي
فَكَمْ وَاجَهَتْ بالقُبْحِ قَومَاً تَهَافَتُوا ... عَليهَا وَكَانُوا غَافِلينَ عَنِ القُبْحِ
وَحَافِظْ عَلَى كَنْز الأُخوَّة إنَّهُ ... ثَمِينٌ وَلَا يُشرَى بِعِلْقٍ وَلا نَفحِ
وَلَكنَّهُ يُشرَى بِطَاعَةِ رَبِّنَا ... وَبالقُرْبِ مِنْهُ بالنَّوَافِلِ والسَّبْحِ
فَلوْ يُنْفِقُ الإنْسَانَ كُلَّ كُنُوزِهَا ... فَلَنْ يَحْصُلَ التَأليفُ إلا مِنَ النصْحِ
وَلَا تَكُ طَلَّابًا لِعَثْرَة صَاحِبٍ ... وَقَابِلْ عِيوبَ الصَّحْب بالحِلْمِ والصَّفْحِ
فَإنْ وَقَعَتْ عَيْنَاكَ يَومَاً عَلَى أَخٍ ... كَرِيمٍ فَقَدْ جَادَ الزَّمَانُ عَلَى الشُّحِ
فَإنَّ كَثِيْراً أَنْ تَرَى لَكَ صَاحِباً ... كَرِيمَاً بِهَذَا الدَّهْر يَزْكُو بِلَا ملْحِ
وَإنَّ كَثِيراً أَنْ تَرَى لَكَ صَاحِباً ... تَقِيًّا يُجَافِي النَّوم فِي طَلَبِ النُّجْحِ
وَإنْ هَجَمَتْ جُنْدُ الهُمُوم رَأيتَهُ ... يَصُدُّ جُنُودَ الهَمّ بِالسَيفِ وَالرُّمْحِ
وَلَا تُظْهِرِ الشَّكْوَى إلَى النَّاسِ فَاقَةً ... كَمَا يُظهِرُ الشَّكْوَى الجَرِيحُ إلَى الذَّبْحِ
فَأَكْثَر هَذَا النَّاس إنْ أَنْتَ مُعوِزٌ ... يُجَانبْكَ أَو يَلْمزكَ بالجدِّ والمَزْحِ
وَلا تَحْتَقِرْ شَخْصَاً لِقِلَّةِ مَالِهِ ... إِذَا كَانَ ذَا تَقْوَى وَذَا خُلُقٍ سَمْحِ
فَرُبَّ سَمِيْنٍ كَانَ مِنْ فَرْطِ عِلَّةٍ ... سَمِيْنَاً وَذَا هُزلٍ سَلِيْمَاً مِنَ القدْحِ
فَهَذَا جِمَاعُ القَول فِي نُصْحِ صَاحِبٍ ... ظَفرتُ بِهِ عَبْرَ التَّوَاصِلِ والبوْحِ
وَرُبَّ أَخٍ لَمْ تَعْرِفِ العَينُ وَجْهَهُ ... شُغِفْتُ بِهِ والأُذْنُ كَالعَينِ بالَّلمحِ
فَعُذْراً إذَا لَمْ يَعْزِفِ الطَّيرُ لَحْنَهُ ... كَمَا يَنْبَغِي فَوقَ المَنَازِلِ والطَّلْحِ
--------------------
أبو عمر عبدالكريم الجعمي
٥/ ربيع أول / ١٤٣٨هـ
................
ومن هنا بصوت أخينا الشاعر أبي أحمد ضياء التبسي ــ حفظه الله ــ
:::::::::::::::::::::::::::
كَرِيم الزَّبَرْجَدِ
فِي النُّصْحِ لِنَفْسِي وَلِأَبِي أَحْمَد
..........................
مِنَ اليَمَن المَيمُون أهْدِي لَكُمْ نُصْحِي ... أَبَا أَحْمَدٍ والنُّصْح خَيْرٌ مِنَ المَدْحِ
مِنَ اليَمَن المَيمُون أُهْدِي قَصِيْدَةً ... إِلَى المَغْرِبِ الأَقصَى أَرقَّ مِنَ الصُبْحِ
إِلَى (تَبْسَةٍ ) أَرْض الأَصَالَة والعُلَا ... وذَاتِ الجَمَال الفَذِّ فِي العُمْقِ والسَّطْحِ
وَقَدْ مَدَّتْ الأَيدِي القَصَائِدُ نَحْوَهَا ... كَمَا مَدَّتِ الأَعْلَام أَجْنحَةَ الفَتْحِ
بِهَا مِنْ أَفَانِين المَحْبَّةِ بَلْسَمٌ ... وَكَمْ فِي حَديثِ الحُب مِنْ بَلْسَمِ النُّصْحِ
أُذكِّرُ نَفْسِي وَالأَحبَّةَ ثَانِياً ... بِأَنْ نَعْبُدَ الرَّحْمَنَ فِي زَمَنِ القَرْحِ
فَهَذَا زَمَانُ الهَرْجِ والفِتَنِ التِي ... تَمُوجُ كَمُوجِ البَحْرِ فِي ظُلْمِة الجُنْحِ
بِهِ يُصبحُ الإنْسَانُ في النَّاسِ مُؤمِنَاً ... وَيُمْسِي كَفُورَاً طَالِبَاً عَرَض القزحِ
وَأَنْ نَقْتَفِي آثَار سُنَّة أَحْمَدٍ ... نَعَضُّ عَليهَا بِالنَّوَاجِذِ لَا الشَّطْحِ
ونَجْتَنِبُ الأَهْوَاءَ في الدِّينِ كُلّهَا ... فَمَا في الهَوَى فِي الدِّينِ غَير مُدَى الذَّبْحِ
وَأَنْ نَصِلَ الأَرْحَامَ فِي كُلِّ حَالَةٍ ... فَوَصْلُ ذَوي القُرْبَى بِهِ أَعْظَم الرِّبْحِ
فَإنْ لَمْ تَجِدْ مَالاً تَجُودُ عَليهُمُ ... فَقُل لَهُمُ الحُسْنَى تَنَلْ رُتْبَةَ المَنْحِ
وَأَحْسِنْ إِلَى الإِخْوَان فِي الدِّينِ قُرْبَةً ... فَإنَّ َذرَى الأَخْلَاق أَنْدَى مِنَ السفْحِ
فَشتَان مَنْ يَهْوَى عَلَى الدِّينِ قَلْبُهُ ... وَمَنْ لَيسَ يَهْوَى فِي العَدَالَةِ والجَرْحِ
وَلَا تَجْعلِ الدُّنْيَا لِقلْبِكَ هِمَّةً ... فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا لِذِي هِمَّةٍ تُضْحِي
فَكَمْ وَاجَهَتْ بالقُبْحِ قَومَاً تَهَافَتُوا ... عَليهَا وَكَانُوا غَافِلينَ عَنِ القُبْحِ
وَحَافِظْ عَلَى كَنْز الأُخوَّة إنَّهُ ... ثَمِينٌ وَلَا يُشرَى بِعِلْقٍ وَلا نَفحِ
وَلَكنَّهُ يُشرَى بِطَاعَةِ رَبِّنَا ... وَبالقُرْبِ مِنْهُ بالنَّوَافِلِ والسَّبْحِ
فَلوْ يُنْفِقُ الإنْسَانَ كُلَّ كُنُوزِهَا ... فَلَنْ يَحْصُلَ التَأليفُ إلا مِنَ النصْحِ
وَلَا تَكُ طَلَّابًا لِعَثْرَة صَاحِبٍ ... وَقَابِلْ عِيوبَ الصَّحْب بالحِلْمِ والصَّفْحِ
فَإنْ وَقَعَتْ عَيْنَاكَ يَومَاً عَلَى أَخٍ ... كَرِيمٍ فَقَدْ جَادَ الزَّمَانُ عَلَى الشُّحِ
فَإنَّ كَثِيْراً أَنْ تَرَى لَكَ صَاحِباً ... كَرِيمَاً بِهَذَا الدَّهْر يَزْكُو بِلَا ملْحِ
وَإنَّ كَثِيراً أَنْ تَرَى لَكَ صَاحِباً ... تَقِيًّا يُجَافِي النَّوم فِي طَلَبِ النُّجْحِ
وَإنْ هَجَمَتْ جُنْدُ الهُمُوم رَأيتَهُ ... يَصُدُّ جُنُودَ الهَمّ بِالسَيفِ وَالرُّمْحِ
وَلَا تُظْهِرِ الشَّكْوَى إلَى النَّاسِ فَاقَةً ... كَمَا يُظهِرُ الشَّكْوَى الجَرِيحُ إلَى الذَّبْحِ
فَأَكْثَر هَذَا النَّاس إنْ أَنْتَ مُعوِزٌ ... يُجَانبْكَ أَو يَلْمزكَ بالجدِّ والمَزْحِ
وَلا تَحْتَقِرْ شَخْصَاً لِقِلَّةِ مَالِهِ ... إِذَا كَانَ ذَا تَقْوَى وَذَا خُلُقٍ سَمْحِ
فَرُبَّ سَمِيْنٍ كَانَ مِنْ فَرْطِ عِلَّةٍ ... سَمِيْنَاً وَذَا هُزلٍ سَلِيْمَاً مِنَ القدْحِ
فَهَذَا جِمَاعُ القَول فِي نُصْحِ صَاحِبٍ ... ظَفرتُ بِهِ عَبْرَ التَّوَاصِلِ والبوْحِ
وَرُبَّ أَخٍ لَمْ تَعْرِفِ العَينُ وَجْهَهُ ... شُغِفْتُ بِهِ والأُذْنُ كَالعَينِ بالَّلمحِ
فَعُذْراً إذَا لَمْ يَعْزِفِ الطَّيرُ لَحْنَهُ ... كَمَا يَنْبَغِي فَوقَ المَنَازِلِ والطَّلْحِ
--------------------
أبو عمر عبدالكريم الجعمي
٥/ ربيع أول / ١٤٣٨هـ
................
ومن هنا بصوت أخينا الشاعر أبي أحمد ضياء التبسي ــ حفظه الله ــ
:::::::::::::::::::::::::::