بسم الله الرحمن الرحيم
أَرِقْتُ فِي لَيلةٍ مِنْ ليالِي السَّفَرِ أثناءَ عَودَتِي مِنَ الحَجِّ فَقُلْتُ سَأكتُبُ مَا تَيَسَّرَ لِي مِنَ الأَبيَاتِ فكانَتْ هَذِه القَصِيدَةُ التِي أُصَوُّرُ فِيهَا حَنِينِي إلى بَلَدِي .وَهِيَ بعنوان:
(( وَحْدِيْ سَهِرْتُ…))
〰〰〰〰〰
نَامَ الخَلِيُّ وَجَفْنُ الصَّبِّ لَمْ يَنَمِ *** فَمَنْ مُعِيْرُ الكَرَى صَبّاً بذيْ سَلَمِ
وَكَيْفَ يَلْتَذُّ بِالنَّوْمِ الَّذِيْ أَخَذَتْ *** مِنْهُ النَّوَى بَعْضَ مَا يَهْوَى مِنَ العَنَمِ
بِتْنَا نَسِيْرُ وَ بَاتَ الطَّيْفُ يَرْمَقُنَا *** طَيْفُ الَّذِيْ بَاتَ يَرْمِي القَلْبَ بِالسَّقَمِ
وَ بَاتَ نَجْمُ سُهَيْلٍ يَدَّعِيْ سَهَرِي*** فَيُكْذِبُ النَّجْمَ مَا فِيْ القَلْبَ مِنْ أََلََمِ
فَأَيْنَ نَجْمُ سُهَيْلٍ مِنْ صَبَابَتِنَا *** وَ أَيْنَ نَجْمُ سُهَيْلٍ مِنْ سُرَى الرُّسُمِ
لا أَدَّعِيْ غَيْرَ مَا الأَسْفَارُ تَعْلَمُهُ *** وَغَيْرَ مَا تَعْلَمُ الأَيَّامُ مِنْ كَرَمِي
قَدْ أمْتَطِي العَزمَ بَعْدَ العَزْمِ إِنْ وَجَفتْ *** رِكَابُنَا وَ أَُجَافِيْ مَوْطِنَ التُّهَمِ
وَ أُبْصِرُ الشَّوْقَ فِي الكُثْبَانِ شَاخِصَةً *** عُيُوْنُهُ وَ أَرَى البَيْدَاءَ كَالعَلََمِ
وَ مِنْ بَعِيْد أَشُمُّ الرِّيْحَ لَيِّنَةً *** مِنْ وَادِيَيْكِ وَعِطْرَ البُنِّ فِي القِمَمِ
حُلْمُ البِلادِ أَرَاهُ كَادَ يَأْسِرُنيْ *** شَوْقاً وَ قَدْ يُؤْسَرُ المُشْتَاقَ بِالحُلُُمِ
وَكَيْفَ لا تَأْخُذُ الأَشْوَاقُ مِنْ رَجُلٍ *** فُؤَادُهُ عَامِرٌ بِالحُبِّ وَالقِيَمِ
وَالشِّعْرُ يَأْخُذُهُ أَخْذاً لِيَنْظُمَهُ *** وَ يَنْظُمُ الدُّرَّفِيْ سَمْطٍ مِنَ الكَلِمِ
مِنْ أَيْنَ لِيْ أُفُقٌ رَحْبٌ أَعِيْشُ بِهِ *** حُرَّاً كَأُفْق بِلادِيْ وَاكِفَ الدِّيَمِ
لَوْلا الأَعَادِيْ وَلَوْلا خُبْثُ سَعْيِِهُمُ *** مَا كُنْتُُ أَعْدِلُ عَنْهُ العَيْشَ فِيْ الحَرَمِ
وَحْدِيْ سَهِرْتُ وَ مَنْ حَوْلِيِ بِهِمْ صَمَمٌ *** عَنِّيْ وَقَدْ تُبْتَلَى الآذَانُ بِالصَّمَمِ
ِإذَا تَلفَّتُّ حَوْلِيْ لا أَرَى أَحَدَاً *** مِمَّنْ مَعِيْ يَحْمُلُ الشَّكْوَى سِوَى قَلَمِي
و َهَاجِسُ الشِّعْرِ يُمْلِيْ مَا أُحَدِّثُهُ *** بِهِ وَ لا يَكْتُمُ الأسْرَارَ عَنْ فَهِمِ
..........
كتبت بتأريخ
الأول من المحرم 1438هجرية
عبدُ الكَريمِ الجَعْمِي