بسم الله الرحمن الرحيم
مَا لِيْ إِذَا ازْدَدْتُ قُرْباً مِنّكَ تَبْتَعِدُ ؟
..............
مَا لِيْ إِذَا ازْدَدْتُ قُرْباً مِنْكَ تَبْتَعِدُ *** وَقُمَتَ فِي دَفْعِ قُرْبِيْ مِنْكَ تَجْتَهِدُ
كَأَنَّمَا أَنْتَ ظِلٌّ كُلَّمَا طَلَعَتْ *** شَمْسُ النَّهَارِ عَلَيْهِ رَاحَ يَبْتَعِدُ
أَوْ أَنَّنِي حِينَ أَدْنُو مِنْكَ مُرْتَكِبٌ ***ٌ ذَنْباً وَمَا لِيَ فِيْ دَفْعِ الجَفاءِ يَدُ
فَلَسْتُ بِالسَّامِريْ حَتَّى تَخافَ بِأنْ ***ْ تَمَسَّ كَفٍّيْ وَلَكِنْ كَفّيَ البَرَدُ
إِنِّيْ أُجَالِسُ مَنْ كَانَتْ مَجَالِسُهُمْ *** كَالمَوْرِدِ العَذْبِ تَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ
كَالمِسْكِ يُحْذَى بِهِ يُبْتَاعُ مِنْ شَرَفٍ*** أَوْ مِنه أطْيَبَ رِيْحٍ نَفْحَةً تَجِدُ
إِنَّ التَّطَيُّرَ بِالأَخْيَارِ مَذْهَبُ مَنْ *** عَلَى النِّفَاقِ مِنَ الفُجَّارِ قَدْ مَرَدُوا
وَمَا أُزَكِّي بِذَا نَفْسِيْ فَلَيسَ لَهَا *** عِنْدِي مِنَ الْقَدْرِ غَيْرُ البَخْسٍ يَطَّرِدُ
لَكِنْ عَنَيْتُ بِهِ قَوْمَاً لَهُمْ قَدَمٌ *** فِي الصِّدْقِ أَنْتَ بِهِمْ لِلرِّيْقِ تَزْدَرِدُ
لا تَحْسَبَنَّ دُنوِّي مِنْكَ مَقْصَدُهُ *** دُنْيَاكَ أَوْ أَنَّنِي بِالقُرْبِ أَسْتَنِدُ
لَكِنَّمَا كَانَ قُرْبِيْ عَنْ يَدٍ سَلَفَتْ*** وَلَيسَ عَنْ طَمَعٍ تَهْفُو لَهُ الكَبِدُ
وَلَسْتُ أنْسَى أَيَادِيْكَ الَّتِي سَبَقَتْ ***ْ مَا دُمْتُ حَيّاً وَمَا آوَانِيَ البَلَدُ
وَ إِنْ أْصِبْتَ بِسُوءٍ كُنْتُ دُونَكَ قَدْ *** أُصِبْتُ وَ اغْرَورَقتْ بِالأدْمُعِ البُرُدُ
لَكِنَّنِيْ شَاعِرٌ أَنَّ العِتَابَ بِهِ *** تَحْيَا المَوَدَّةُ مَا أَدَّاهُ مُقْتَصِدُ
وَالعَيشُ فِيْ هَذِهِ الدُّنْيَا يُنَغِّصُهُ *** تَقَلُّبُ الدَّهْرِ وَالأَحْزَانُ وَالكَمَدُ
غِنَاكَ هَذَا الَّذِي تُطْغِيْكَ حُلَّتُهُ *** تَأْتِيْ عَلَيْهِ صُرُوفُ الدَّهْرِ وَ النَّكَدُ
وَمَا إِلَيْكَ أَتَى لايَستقر كما *** لا يسْتَقِرُّ عَلَى عَرْشِ الغِنَى أََحَدُ
أُفٍّ لِمَنْ ظَنَّ أَنَّ المَالَ يَرْفَعُهُ *** قَدْراً وَ لَيسَ لَهُ إِلا الحَصَى عَدَدُ
وَ المَرْءُ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِالدِّيْنِ مُفْتَخِراً *** مَا كَانَ فِي الفَخْرِ إِلا الّلُؤْمُ وَالحَسَدُ
أَظُنُّ أنّيَ لَو أَرْغَيْتُ مِنْ زَبَدٍ *** سَيرفَعُ الرَّأسَ لِيْ مَنْ هَمُّهُ الزَّبَدُ
لَكِنَّنِي قَدْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ مِنْ طَمَعٍ *** لأَلْبَس الصّبرَ حتى يُدْفَنَ الجَسَدُ (1)
هَبْنِي أَسَأْتُ إِلَيكُمْ يَا أَخِيْ أَدَباً *** ثُمَّ اعْتَرَفْتُ أَلَمْ يُغْفَرْ لِيَ الأَوَدُ
مَعْ إِنَّنِيْ لَيسَ لِيْ ذَنْبٌ إِلَيْكَ سِوَى *** أَنِّيْ نَحِيفٌ وَ أَنْتَ الفِيلُ لا َالأَسَدُ
وَ الهِِنْدُوَانِيُّ لَمْ تُخفِضلْهُ سَلّتُهُ *** مِنْ غِمْدِهِ وَهْوَ بِالأَعْنَاقِ مُنْفَرِدُ
وَالخَيلُ تَسبِقُ إِنْ كَانَتْ مُضَمّرَةً ***ً وَلَيسَ تَسْبِقُ إِنْ لَمْ تُضْمَرِ الجُرُدُ
وَلَيسَ أَكْرَمَنَا عِنْدَ الكَرِيمِ غَدَاً *** إِلا التَّقِيُّ الَّذِي قَدْ زَانَهُ الرَّشَدُ
مَالِلْمَوَدَةِ مِنْ شَيءٍ تَدُومُ بِهِ *** مِثْلُ التَّغَافُلِ عَنْهَا حِينَ تُفتَقَدُ
وَالغَضُ لِلطَّرْفِ عَنْ عَيبِ الصَّدِيقِ عَسَى*** يَكُفُّ عَنْ عَيبِهِ مَنْ كَانَ يَعْتَمِدُ
أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوناً مَاعَسَاهُ غَدَاً *** يَكُنْ حَبِيبَكَ وَالدُّنْيَا لَهَا أََمَدُ
...................
أبو عمر عبدالكريم الجَعمي
..............
(1) إن شاء اللهمَا لِيْ إِذَا ازْدَدْتُ قُرْباً مِنّكَ تَبْتَعِدُ ؟
..............
مَا لِيْ إِذَا ازْدَدْتُ قُرْباً مِنْكَ تَبْتَعِدُ *** وَقُمَتَ فِي دَفْعِ قُرْبِيْ مِنْكَ تَجْتَهِدُ
كَأَنَّمَا أَنْتَ ظِلٌّ كُلَّمَا طَلَعَتْ *** شَمْسُ النَّهَارِ عَلَيْهِ رَاحَ يَبْتَعِدُ
أَوْ أَنَّنِي حِينَ أَدْنُو مِنْكَ مُرْتَكِبٌ ***ٌ ذَنْباً وَمَا لِيَ فِيْ دَفْعِ الجَفاءِ يَدُ
فَلَسْتُ بِالسَّامِريْ حَتَّى تَخافَ بِأنْ ***ْ تَمَسَّ كَفٍّيْ وَلَكِنْ كَفّيَ البَرَدُ
إِنِّيْ أُجَالِسُ مَنْ كَانَتْ مَجَالِسُهُمْ *** كَالمَوْرِدِ العَذْبِ تَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ
كَالمِسْكِ يُحْذَى بِهِ يُبْتَاعُ مِنْ شَرَفٍ*** أَوْ مِنه أطْيَبَ رِيْحٍ نَفْحَةً تَجِدُ
إِنَّ التَّطَيُّرَ بِالأَخْيَارِ مَذْهَبُ مَنْ *** عَلَى النِّفَاقِ مِنَ الفُجَّارِ قَدْ مَرَدُوا
وَمَا أُزَكِّي بِذَا نَفْسِيْ فَلَيسَ لَهَا *** عِنْدِي مِنَ الْقَدْرِ غَيْرُ البَخْسٍ يَطَّرِدُ
لَكِنْ عَنَيْتُ بِهِ قَوْمَاً لَهُمْ قَدَمٌ *** فِي الصِّدْقِ أَنْتَ بِهِمْ لِلرِّيْقِ تَزْدَرِدُ
لا تَحْسَبَنَّ دُنوِّي مِنْكَ مَقْصَدُهُ *** دُنْيَاكَ أَوْ أَنَّنِي بِالقُرْبِ أَسْتَنِدُ
لَكِنَّمَا كَانَ قُرْبِيْ عَنْ يَدٍ سَلَفَتْ*** وَلَيسَ عَنْ طَمَعٍ تَهْفُو لَهُ الكَبِدُ
وَلَسْتُ أنْسَى أَيَادِيْكَ الَّتِي سَبَقَتْ ***ْ مَا دُمْتُ حَيّاً وَمَا آوَانِيَ البَلَدُ
وَ إِنْ أْصِبْتَ بِسُوءٍ كُنْتُ دُونَكَ قَدْ *** أُصِبْتُ وَ اغْرَورَقتْ بِالأدْمُعِ البُرُدُ
لَكِنَّنِيْ شَاعِرٌ أَنَّ العِتَابَ بِهِ *** تَحْيَا المَوَدَّةُ مَا أَدَّاهُ مُقْتَصِدُ
وَالعَيشُ فِيْ هَذِهِ الدُّنْيَا يُنَغِّصُهُ *** تَقَلُّبُ الدَّهْرِ وَالأَحْزَانُ وَالكَمَدُ
غِنَاكَ هَذَا الَّذِي تُطْغِيْكَ حُلَّتُهُ *** تَأْتِيْ عَلَيْهِ صُرُوفُ الدَّهْرِ وَ النَّكَدُ
وَمَا إِلَيْكَ أَتَى لايَستقر كما *** لا يسْتَقِرُّ عَلَى عَرْشِ الغِنَى أََحَدُ
أُفٍّ لِمَنْ ظَنَّ أَنَّ المَالَ يَرْفَعُهُ *** قَدْراً وَ لَيسَ لَهُ إِلا الحَصَى عَدَدُ
وَ المَرْءُ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِالدِّيْنِ مُفْتَخِراً *** مَا كَانَ فِي الفَخْرِ إِلا الّلُؤْمُ وَالحَسَدُ
أَظُنُّ أنّيَ لَو أَرْغَيْتُ مِنْ زَبَدٍ *** سَيرفَعُ الرَّأسَ لِيْ مَنْ هَمُّهُ الزَّبَدُ
لَكِنَّنِي قَدْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ مِنْ طَمَعٍ *** لأَلْبَس الصّبرَ حتى يُدْفَنَ الجَسَدُ (1)
هَبْنِي أَسَأْتُ إِلَيكُمْ يَا أَخِيْ أَدَباً *** ثُمَّ اعْتَرَفْتُ أَلَمْ يُغْفَرْ لِيَ الأَوَدُ
مَعْ إِنَّنِيْ لَيسَ لِيْ ذَنْبٌ إِلَيْكَ سِوَى *** أَنِّيْ نَحِيفٌ وَ أَنْتَ الفِيلُ لا َالأَسَدُ
وَ الهِِنْدُوَانِيُّ لَمْ تُخفِضلْهُ سَلّتُهُ *** مِنْ غِمْدِهِ وَهْوَ بِالأَعْنَاقِ مُنْفَرِدُ
وَالخَيلُ تَسبِقُ إِنْ كَانَتْ مُضَمّرَةً ***ً وَلَيسَ تَسْبِقُ إِنْ لَمْ تُضْمَرِ الجُرُدُ
وَلَيسَ أَكْرَمَنَا عِنْدَ الكَرِيمِ غَدَاً *** إِلا التَّقِيُّ الَّذِي قَدْ زَانَهُ الرَّشَدُ
مَالِلْمَوَدَةِ مِنْ شَيءٍ تَدُومُ بِهِ *** مِثْلُ التَّغَافُلِ عَنْهَا حِينَ تُفتَقَدُ
وَالغَضُ لِلطَّرْفِ عَنْ عَيبِ الصَّدِيقِ عَسَى*** يَكُفُّ عَنْ عَيبِهِ مَنْ كَانَ يَعْتَمِدُ
أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوناً مَاعَسَاهُ غَدَاً *** يَكُنْ حَبِيبَكَ وَالدُّنْيَا لَهَا أََمَدُ
...................
أبو عمر عبدالكريم الجَعمي
..............
تعليق