بسم الله الرحمن الرحيم
رياحُ ذِي المِجَنَّةِ والمَجَاز
فِي مُنَاقَشَةِ مَنْ يُغَالًُونَ فِي شِعْرِ المَجَاز
...............
قَالَتْ لِيَ الوَرْدَةُ الحَمْرَاءُ صَامِتَةً *** والصَّمْتُ أَبْلغُ مِنْ نُطْقٍ إِذَا مَلُحَا
أَمَا وَصَفْتَ عُيُونِي وَهْيَ هَاجِعَةٌ *** وَأَعْيُنِي جَفْنُها بِالفَجْرِ قَدْ فُتِحَا
وَحُمْرَةً شَاكَهَتْ وَرْدَ الخُدُودِ عَلَى *** وَجْهَ الفَتَاةِ بِمَاءِ الدَّمْعِ قَدْ نُضِحَا
وَمَبْسَمَاً وُشِحَتْ خُضُرُ الرِّيَاضِ بِهِ *** كَأَنَّهُ مِنْ بَهِيِّ الدُّرِ قَدْ وُشِحَا
وَنَفْحَةً كُلَّمَا هَبَّ النَّسِيمُ دُجَىً *** يَفُوحُ فِي اﻷَرْضِ أَوْ هَبَّ النَّسِيمُ ضُحَا
وَحُسْنُ شَكْلٍ كَمَا قَوْسِ الغَمَامِ عَلَى *** شُمِّ الجِبَالِ نَصِيْفَ الحُسْنِ قَدْ شَبُحَا
اللهُ قَدْ زَانَنِي بِالحُسْنِ فِي وَطَنِي *** فَزِنْ قَوَافِيْكَ بِي تَزْدَدْ بِهَا وضَحا
فَقُلْتَِ يَا بَيْضَةَ الخِدْرِ الكَحِيْلِ لَقَدْ:*** أَثَرْتِ وَجْدِي وَكَانَ الوَجْدُ قَدْ نَزَحَا
أَذْكَرْتِنِي سَالِفَ اﻹِنْشَادِ فِي زَمَنٍ *** الشِّعْرُ قَدْ صَارَ فِيْهِ يُنْشِدُ التَّرَحَا
ﻻتَسْأَلِيْ عَنْ أَبِيْ تَمَّامِ مِرْبَدَنَا *** إِنَّ القَرِيْضَ بِدَعْوَى الرَّمْزِ قَدْ ذُبِحَا
اليَوْمَ إِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ قَافِيَةً *** فِيْهَا اﻷَحَاجِيْ بِهَا لَيْلُ اﻷَسَى جَنَحَا
فَقُلْتُ هَذَا كَلامٌ لَيْسَ نَعْقِلُهُ *** وَلَيْسَ يَعْقِلُهُ مَنْ أَدْرَكَ الصُّلَحَا
قَالُوا تَعَجَّلْتَ فِي فَهْمِ النُّصُوصِ وَلَمْ *** تَسْبُرْ جَوَاهِرَهَا وَالوَشْيَ وَالقُزَحَا
الشِّعْر ُيَاصَاحِ أَلْفَاظٌ مُعَبِّرَةٌ *** فِيْهَا البَيَانُ يُضِيْءُ البَيْتَ إِنْ وَضُحَا
كَشِعْرِ مَعْهَدِ دَمَّاجِ الَّذِي انْبَثَقَتْ *** مِنْهُ الشُّمُوسُ وَمِنْهُ المِسْكُ قَدْ نَفَحَا
وَلَيْسَ لُغْزَاً إِذَا سَاءَلْتَ صَاحِبَهُ *** مَاذَا تُرِيْدُ بِهَذَا وَجْهُهُ كَلُحَا
إِنْ كَانَ شِعْرُكَ ﻻتَدْرِي مَغَازِيَهُ *** أَنْتَ الَّذِي قَالَهُ يَاصَاحِبِي وَنَحَا
فَكَيفَ تَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُوَقِّرَهُ *** وَقَدْ كَتَبْتَ اﻷَحَاجِي تُزْكِمُ الفُصَحَا
أَوْ كَانَ شِعْرُكَ بِالفُصْحَى يُخَاطِبُنَا *** فَزِنْدُ بَشَّارِ ﻻ يُوْرِي إِذا قُدِحَا
وَ شِعْرُ ذِي رُِمَّةٍ ﻻ شَيْءَ عَنْدَكُمُ *** وَﻻ زُهَيْرٍ وَ ﻻ اﻷَعْشَى إِذَا مَدَحَا
وَأَصْبَحَتْ لُغَةُ القُرَآنِ عِندَكُمُ *** عَليْلَةً تَشْتَكِي أَكْبَادُهَا القُرَحَا
ِإنْ قِيْلَ قَدْ رَكِبَ العِفْرِيتُ أَنْمُلَةً *** وَأَصْبَحَ الفِيلُ فِي خُرْطُومِهِ شَبَحَا
اللَّهُ أَكْبَرُ صَاحِ القَوْمُ فِي عَجَبٍ *** أَبْدَعْتَ فِي القَوْلِ حَتَّى لَوْ نَتَفْتَ لُحَى
وَ إِنْ زَعَمْتَ بأنَّ اللَّهَ جَلَّ عَلَا *** أُسْطُورَةً أَوْ رَمَادَاً أَوّْلُوا الشَّطَحَا
وإنْ زعمتَ بأنَّ الوَحْيَ قَدْ نَزَلَتْ *** عَلَيْكَ آياتهُ قَالُوا الهَوَى طَفَحَا
ويُدَّعَى بِقَبِيحِ القَوْلِ فِي مَلَإٍ *** نُبُوَّةً وَهُمُ لَمْ يُنْكِرُوا القُبُحَا
هَذَا هُوَ الشِّعْرُ فِي مِقْيَاسِ مَنْ كَتَبُوا *** شِعْراً حَدِيثاً وهَشُّوا نَحْوَهُ مَرَحَا
..................
أبو عمر عبدالكريم الجعمي
16/شعبان 1437هـ
رياحُ ذِي المِجَنَّةِ والمَجَاز
فِي مُنَاقَشَةِ مَنْ يُغَالًُونَ فِي شِعْرِ المَجَاز
...............
قَالَتْ لِيَ الوَرْدَةُ الحَمْرَاءُ صَامِتَةً *** والصَّمْتُ أَبْلغُ مِنْ نُطْقٍ إِذَا مَلُحَا
أَمَا وَصَفْتَ عُيُونِي وَهْيَ هَاجِعَةٌ *** وَأَعْيُنِي جَفْنُها بِالفَجْرِ قَدْ فُتِحَا
وَحُمْرَةً شَاكَهَتْ وَرْدَ الخُدُودِ عَلَى *** وَجْهَ الفَتَاةِ بِمَاءِ الدَّمْعِ قَدْ نُضِحَا
وَمَبْسَمَاً وُشِحَتْ خُضُرُ الرِّيَاضِ بِهِ *** كَأَنَّهُ مِنْ بَهِيِّ الدُّرِ قَدْ وُشِحَا
وَنَفْحَةً كُلَّمَا هَبَّ النَّسِيمُ دُجَىً *** يَفُوحُ فِي اﻷَرْضِ أَوْ هَبَّ النَّسِيمُ ضُحَا
وَحُسْنُ شَكْلٍ كَمَا قَوْسِ الغَمَامِ عَلَى *** شُمِّ الجِبَالِ نَصِيْفَ الحُسْنِ قَدْ شَبُحَا
اللهُ قَدْ زَانَنِي بِالحُسْنِ فِي وَطَنِي *** فَزِنْ قَوَافِيْكَ بِي تَزْدَدْ بِهَا وضَحا
فَقُلْتَِ يَا بَيْضَةَ الخِدْرِ الكَحِيْلِ لَقَدْ:*** أَثَرْتِ وَجْدِي وَكَانَ الوَجْدُ قَدْ نَزَحَا
أَذْكَرْتِنِي سَالِفَ اﻹِنْشَادِ فِي زَمَنٍ *** الشِّعْرُ قَدْ صَارَ فِيْهِ يُنْشِدُ التَّرَحَا
ﻻتَسْأَلِيْ عَنْ أَبِيْ تَمَّامِ مِرْبَدَنَا *** إِنَّ القَرِيْضَ بِدَعْوَى الرَّمْزِ قَدْ ذُبِحَا
اليَوْمَ إِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ قَافِيَةً *** فِيْهَا اﻷَحَاجِيْ بِهَا لَيْلُ اﻷَسَى جَنَحَا
فَقُلْتُ هَذَا كَلامٌ لَيْسَ نَعْقِلُهُ *** وَلَيْسَ يَعْقِلُهُ مَنْ أَدْرَكَ الصُّلَحَا
قَالُوا تَعَجَّلْتَ فِي فَهْمِ النُّصُوصِ وَلَمْ *** تَسْبُرْ جَوَاهِرَهَا وَالوَشْيَ وَالقُزَحَا
الشِّعْر ُيَاصَاحِ أَلْفَاظٌ مُعَبِّرَةٌ *** فِيْهَا البَيَانُ يُضِيْءُ البَيْتَ إِنْ وَضُحَا
كَشِعْرِ مَعْهَدِ دَمَّاجِ الَّذِي انْبَثَقَتْ *** مِنْهُ الشُّمُوسُ وَمِنْهُ المِسْكُ قَدْ نَفَحَا
وَلَيْسَ لُغْزَاً إِذَا سَاءَلْتَ صَاحِبَهُ *** مَاذَا تُرِيْدُ بِهَذَا وَجْهُهُ كَلُحَا
إِنْ كَانَ شِعْرُكَ ﻻتَدْرِي مَغَازِيَهُ *** أَنْتَ الَّذِي قَالَهُ يَاصَاحِبِي وَنَحَا
فَكَيفَ تَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُوَقِّرَهُ *** وَقَدْ كَتَبْتَ اﻷَحَاجِي تُزْكِمُ الفُصَحَا
أَوْ كَانَ شِعْرُكَ بِالفُصْحَى يُخَاطِبُنَا *** فَزِنْدُ بَشَّارِ ﻻ يُوْرِي إِذا قُدِحَا
وَ شِعْرُ ذِي رُِمَّةٍ ﻻ شَيْءَ عَنْدَكُمُ *** وَﻻ زُهَيْرٍ وَ ﻻ اﻷَعْشَى إِذَا مَدَحَا
وَأَصْبَحَتْ لُغَةُ القُرَآنِ عِندَكُمُ *** عَليْلَةً تَشْتَكِي أَكْبَادُهَا القُرَحَا
ِإنْ قِيْلَ قَدْ رَكِبَ العِفْرِيتُ أَنْمُلَةً *** وَأَصْبَحَ الفِيلُ فِي خُرْطُومِهِ شَبَحَا
اللَّهُ أَكْبَرُ صَاحِ القَوْمُ فِي عَجَبٍ *** أَبْدَعْتَ فِي القَوْلِ حَتَّى لَوْ نَتَفْتَ لُحَى
وَ إِنْ زَعَمْتَ بأنَّ اللَّهَ جَلَّ عَلَا *** أُسْطُورَةً أَوْ رَمَادَاً أَوّْلُوا الشَّطَحَا
وإنْ زعمتَ بأنَّ الوَحْيَ قَدْ نَزَلَتْ *** عَلَيْكَ آياتهُ قَالُوا الهَوَى طَفَحَا
ويُدَّعَى بِقَبِيحِ القَوْلِ فِي مَلَإٍ *** نُبُوَّةً وَهُمُ لَمْ يُنْكِرُوا القُبُحَا
هَذَا هُوَ الشِّعْرُ فِي مِقْيَاسِ مَنْ كَتَبُوا *** شِعْراً حَدِيثاً وهَشُّوا نَحْوَهُ مَرَحَا
..................
أبو عمر عبدالكريم الجعمي
16/شعبان 1437هـ
تعليق