إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[سلسلة] (الزبدة من شواهد أبيات بعض أبواب كتاب العمدة لابن رشيق القرواني رحمه الله) جمعها أبو عمر عبدالكريم الجعمي[متجدد]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [سلسلة] (الزبدة من شواهد أبيات بعض أبواب كتاب العمدة لابن رشيق القرواني رحمه الله) جمعها أبو عمر عبدالكريم الجعمي[متجدد]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    [متجدد بإذن الله]

    الزبدة
    من شواهد أبيات بعض أبواب كتاب العمدة

    لابن رشيق القرواني رحمه الله
    ........

    الحلقة الأولى (1)
    من روائع اﻻستعارات في الشعر العربي القديم
    _______________
    قال ذو الرمة:
    أقامت به حتى ذوى العود والتوى … وساق الثريا في ملاءته الفجر
    وقال:
    فلما رأيت الليل والشمس حية … حياة الذي يقضى حشاشة نازع
    وقال أرطأة بن سهية:
    فقلت لها يا أم بيضاء إنني … هريق شبابي واستشن أديمي
    وقال طفيل الغنوي:
    فوضعت رحلي فوق ناجية … يقتات شحم سنامها الرحل
    وقال أبو تمام:
    وقد أكلوا منها الغوارب في السرى … وصارت لها أشباحهم كالغوارب
    وقال:
    أوما رأت بردي من نسج الصبا ... ورأت خضاب الله وهو خضابي
    وقال جميل بن معمر:
    أكلما بان حي ﻻ تلائمهم … وﻻ يبالون أن يشتاق من فجعوا
    علقتني بهوى منهم فقد جعلت … من الفراق حصاة القلب تنصدع
    وقال أبو نواس:
    بصحن خد لم يغض ماؤه … ولم تخضه أعين الناس
    …………………
    جمعها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 07:20 PM.

  • #2
    الحلقة الثانية[2]
    من روائع التشبيه في الشعر العربي
    ________________
    قال النابغة الذبياني:
    ==========
    تجلو بقادمتي حمامة أيكة … بردا أسف لثاته باﻹثمد
    كاﻷقحون غداة غب سمائه ... جفت أعاليه وأسفله ندي
    وقال أبو الطيب المتنبي:
    بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزاﻻ
    وقال:
    ========
    ترنو إلي بعين الظبي مجهشة ... وتمسح الطل فوق الورد بالعنم
    وقال أبونواس:
    يا قمرا أبصرت في مأتم … يندب شجوا بين أتراب
    يبكي فيذري الدمع من نرجس … ويلطم الورد بعناب
    وقال بشار ابن برد:
    كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
    وقال عدي بن الرقاع يصف قرن ظبي:
    تزجي أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها
    وقال:
    وكأنها وسط النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر جاسم
    وسنان أقصده النعاس ورنقت ... في عينه سنة وليس بنائم
    وقال ابن المعتز:
    أشرن على خوف بأغصان فضة ... مقومة أثمارهن عقيق
    .................
    جمعها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 07:25 PM.

    تعليق


    • #3
      الحلقة الثالثة [3]
      المقابلة
      ~~~~~~
      قال ابن رشيق رحمه الله:
      وأصلها ترتيب الكلام على ما يجب فيعطى أول الكلام ما يليق به أوﻻ وآخره
      مايليق به آخرا ويأتي في الموافق بما يوافقه وفي المخالف بما يخالفه
      وأكثر ماتجيء المقابلة في اﻷضداد فإذا جاوز الطباق ضدين كان مقابلة
      مثال ذلك:
      فيا عجبا كيف اتفقنا فناصح ... وفيٌّ ومطويٌّ على الغل غادر
      ………………
      فقابل بين النصح والوفاء والغل والغدر وهكذا يجب أن تكون المقابلة الصحيحة
      قال الطرماح:
      أسرناهم فأنعمنا عليهم ... وأسقينا دماءهم الترابا
      فما صبروا لبأس عند حرب ... وﻻ أدوا لحسن يد ثوابا
      وقال عمرو بن معد كرب:
      ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
      وقال النابغة الجعدي:
      فتى تم فيه مايسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء اﻷعاديا
      وقال الفرزدق:
      وإنا لنمضي باﻷكف رماحنا ... إذا أرعشت أيديكم بالمعالق
      ...............
      أعدها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

      التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 07:30 PM.

      تعليق


      • #4
        الزبدة من شواهد أبيات بعض أبواب كتاب العمدة
        ﻻبن رشيق القيرواني
        الحلقة الرابعة[4]

        ~~~~~~~~~~~~~~~~
        الترديد
        _________
        وهو أن يأتي الشاعر بلفظة متعلقة بمعنى ثم يردها
        بعينها متعلقة بمعنى آخر في البيت نفسه أو في قسيم منه

        ~~~~~~~~~~~~~~~~~~
        نحو قول زهير:
        ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... ولو رام أسباب السماء بسلم
        الشاهد لفظة (أسباب)
        وقال مجنون بني عامر:
        قضاها لغيري وابتلاني بحبها ... فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
        وقال أبوحية النميري:
        أﻻ حي من أجل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى مما لبسن اللياليا
        إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء ﻻ يمل التقاضيا
        وقال أبو تمام:
        راح إذا ما الراح كن مطيها ... كانت مطايا الشوق في اﻷحشاء
        وقال الجحاف بن حكيم:
        نعرض للسيوف بكل ثغر ... وجوها ﻻ تعرض للطام
        ........
        جمعها: أبو عمر عبد الكريم الجعمي

        التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 07:33 PM.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الحلقة الخامسة [5]
          التصدير
          ------------
          قال ابن رشيق رحمه الله وهو:
          أن يرد أعجاز الكلام على صدره، فيدل بعضه على بعض
          قال الشاعر:
          يلفى إذا ما الجيش كان عرمرما ... في جيش رأي ﻻ يفل عرمرم
          هذا نوع
          والنوع الثاني:
          سريع إلى ابن العم يشتم عرضه ... وليس إلى داعي الندى بسريع
          والنوع الثالث:
          عزيز بني سليم أقْصَدَتْه ... سهام الموت وهي له سهام
          ............
          والفرق بين التصدير والترديد أن اﻷخير خاص بالقوافي

          واﻷول يقع في أضعاف البيت (من كلام ابن رشيق)

          كذلك خيمهم ولكل قوم ... إذا مستهم الضراء خيم
          قال أبو اﻷسود :
          وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب
          وقال جرير:
          سقى الرمل جون مستهل ربابه ... وما ذاك إﻻ حب من حل بالرمل
          وقال عمرو بن الأحمر:
          تغمرت منهابعدما نفد الصبا ... ولم يرو من ذي حاجة من تغمرا
          وقال حبيب:
          ولم يحفظ مضاع المجد شيء ... من اﻷشياء كالمال المضاع
          -------------------------------
          أعدها : أبو عمر عبدالكريم الجعمي

          التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 10:28 PM.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الحلقة السادسة [6]
            باب اﻻستدعاء
            ~~~~~~~~~
            قال ابن رشيق رحمه :
            وهو أﻻ يكون للقافية فائدة إﻻ كونها قافية فقط فتخلو حينئذ من المعنى
            كقول أبي عدي القرشي:
            ووقيت الختوم من وارث وال ... وأبقاك صالحا رب هود
            فإنه لم يأت لهود النبي صلى عليه وسلم ها هنا أي معنى إﻻ كونه قافية

            باب التكرار

            ~~~~~~~
            قال ابن رشيق رحمه الله:
            وللتكرار مواضع يحسن فيها ومواضع يقبح فيها وأكثر ما يقع التكرار في اﻷلفاظ دون المعاني وهو في المعاني دون اﻷلفاظ أقل فإذا تكرر اللفظ والمعنى جميعا فذلك هو الخذﻻن بعينه وﻻ يجب للشاعر أن يكرر اسما إلا على جهة التشوق واﻻستعذاب إن كان في تغزل أو نسيب

            كقول امرئ القيس: ولم يتخلص أحد تخلصه فيما قيل
            قال امرؤ القيس:
            ديار لسلمى عافيات بذي الخال ... ألح عليها كل أسحم هطال
            وتحسب سلمى ﻻ تزال كعهدنا ... بوادي الخزامى أو على رس أوعال
            وتحسب سلمى ﻻ تزال ترى طلا ... من الوحش أو بيضا بميثاء محلال
            ليالي سلمى إذ تريك منصبا ... وجيدا كجيد الريم ليس بمعطال

            وقال قيس بن ذريح:

            أﻻ ليت لبنى لم تكن لي خلة ... ولم تلقني لبنى ولم أدر ماهيا

            وقال أبو اﻷسد

            ويروى لحمزة بن بيض:
            وﻻئمة ﻻمتك يا فيض في الندى ... فقلت لها هل يقدح اللوم في البحر
            أرادت لتثني الفيض عن عادة الندى ... ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر
            كأن وفود الفيض يوم تحملوا ... إلى الفيض وافوا عنده ليلة القدر
            مواقع جود الفيض في كل بلدة ... مواقع ماء المزن في البلد القفر

            وقالت الخنساء:

            وإن صخرا لوالينا وسيدنا ... وإن صخرا إذا نشتو لنحار
            وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

            وقال اﻷعشى:

            أبا ثابت ﻻ تعلقنك رماحنا ... أبا ثابت أقصر وعرضك سالم
            وذرنا وقوما إن هم عمدوا لنا ... أبا ثابت واقعد فإنك طاعم

            وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه:

            وقالوا أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
            فقلت لهم إن اﻷسى يبعث البكا ... دعوني فهذي كلها قبر مالك

            والتكرار المذموم
            مثل قول المتنبي:
            عظمت فلما لم تكلم مهابة .... تواضعت وهو العظم عظما عن العظم

            أعدها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

            التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 10:47 PM.

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الحلقة السابعة [7]
              باب اﻻطراد
              ~~~~~~~
              قال ابن رشيق رحمه الله:
              ومن حسن الصنعة أن تطرد اﻷسماء من غير كلفة وﻻ حشو فارغ فإنها إذا اطردت دلت على قوة طبع الشاعر وقلة كلفته ومباﻻته بالشعر
              قال اﻷعشى:
              أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ... وأنت امرؤ ترجو شبابك وائل

              وقال دريد بن الصمة:

              قتلنا بعبد الله خير لداته ... ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب

              التضمين واﻹجازة

              ~~~~~~~~~~~~~
              قال ابن رشيق رحمه الله:
              فأما التضمين فهو قصدك إلى البيت من الشعر أو القسيم فتأتي به في آخر شعرك
              أو في وسطه
              قال الشاعر:
              يا خاضب الشيب واﻷيام تظهره ... هذا شباب لعمر الله مصنوع
              (إن الجديد إذا ما زيد في خلق ... تبين الناس إن الثوب مرقوع)
              البيت اﻷخير لشاعر آخر
              وهذا من تضمين الشاعر لبيت
              ومن التضمين لقسيم من بيت قول آخر:
              إذا جئت أشكو طول ضيق وفاقة ... (يقولون ﻻ تهلك أسى وتجمل)
              القسيم اﻷخير من معلقة امرئ القيس

              وأما اﻹجازة فإنها بناء الشاعر بيتا أو قسيما يزيده على ما قبله وربما أجاز بيتا أو قسيما بأبيات كثيرة
              فأما ما أجيز فيه قسيم بقسيم فقول بعضهم ﻷبي العتاهية أجز:
              برد الماء وطابا
              فقال:
              حبذا الماء شرابا

              وأما أجيز فيه بيت ببيت فقول حسان وقد أرق ليلة :
              متاريك أذناب اﻷمور إذا اعتزت ... أخذنا الفروع واجتنبنا أصولها
              وأجبل فقالت ابنته يا أبه أﻻ أجيز عنك فقال أو عندك ذاك قالت بلى قال: فافعلي فقالت:
              مقاويل للمعروف خرس عن الخنا .... كرام يعاطون العشيرة سولها
              فحمي الشيخ عند ذاك فقال:
              وقافية مثل السنان ردفتها ... تناولت من جو السماء نزولها
              فقالت ابنته:
              يراها الذي ﻻ ينطق الشعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها
              أعدها : أبو عمر عبدالكريم الجعمي

              التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 11:00 PM.

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الحلقة الثامنة [8]
                باب التشكك
                ~~~~~~~~~
                قال ابن رشيق رحمه الله:
                وهو من ملح الشعر وطرف الكلام وله في النفس حلاوة وحسن موقع
                وفائدته الدﻻلة على قرب الشبهين حتى لم يفرق بينهما وﻻ يميز أحدهما من اﻵخر
                قال سلم بن عمرو الخاسر:
                تبدت فقلت الشمس عند طلوعها ... بجلد غني اللون عن أثر الورس
                فلما كررت الطرف قلت لصاحبي ... على مرية ما ها هنا مطلع الشمس

                وقال أبو بديل الوضاح بن محمد التميمي:

                وقائلة والليل قد نشر الدجى ... فغطى بها مابين سهل وقردد
                أرى بارقا يبدو من الجوسق الذي ... به حل ميراث النبي محمد
                فظل عذارى الحي ينظمن تحته ... ظفارية الجزع الذي لم يسدد
                أضاءت به اﻵفاق حتى كأنما ... رأينا بنصف الليل نور ضحى الغد
                فقلت هو البدر الذي تعرفينه ... و إﻻ يكن فالنور من وجه أحمد

                وقال ابن ميادة:

                وأشفق من وشك الفراق وإنني ... أظن لمحمول عليه فراكبه
                فوالله ما أدري أيغلبني الهوى ... إذا جد جد البين أم أنا غالبه
                وأخذ هذا المعنى
                ابن أبي أمية وزاده ملاحة فقال:
                فديتك لم تشبع ولم ترو من هجري ... أيستحسن الهجران أكثر من شهر
                أراني سأسلو عنك إن دام ما أرى ... بلا ثقة لكن أظن وﻻ أدري

                وقال أبو نواس:

                أﻻ لا أرى مثلي امترى اليوم في رسم ... تغص به عيني ويلفظه وهمي
                أتت صور اﻷشياء بيني وبينه ... فظني كلا ظن وعلمي كلا علم

                وقال امرؤ القيس:

                لمن طلل داثر آيه ... أضر به سالف اﻷحرس
                تنكره العين من جانب ... ويعرفه شغف اﻷنفس

                وقال أعربي:

                أقول والنجم قد مالت مياسره ... إلى الغروب تأمل نظرة حار
                ألمحة من سنا برق رأى بصري ... أم وجه نعم بدا لي أم سنا نار
                بل وجه نعم بدا والليل معتكر ... فلاح من بين حجاب وأستار
                أعدها : أبو عمر عبدالكريم الجعمي

                التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 03-04-2016, 11:19 PM.

                تعليق


                • #9
                  الحلقة التاسعة [9]
                  باب من المعاني المحدثة
                  -------------------
                  قال ابن رشيق رحمه الله:
                  قال أبو الفتح ابن جني:
                  المولدون يستشهد بهم في المعاني كما يستشهد القدماء في اﻷلفاظ
                  قال النابغة يذكر طول ليله:
                  كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
                  تطاول حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب

                  وقال أبو الطيب

                  في وزنه ورويه:
                  أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب ... وردوا رقادي فهو لحظ الحبائب
                  فإن نهاري ليلة مدلهمة ... على مقلة من فقدكم في غياهب
                  فأنت ترى مافيه من الزيادة وحسن المقصد على أن بيتي النابغة عندهم في غاية الجودة

                  وقال يزيد بن الطثرية

                  حين حلق أخوه ثور جمته:
                  فأصبح رأسي كالصخيرة أشرفت ... عليها عقاب ثم طار عقابها

                  وقال بعض المتأخرين

                  في غلام حلقت فروته:
                  حلقوا رأسه ليكسوه قبحا ... غيرة منهم عليه وشحا
                  كان صبحا عليه ليل بهيم ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا

                  وأما ما انفرد به المحدثون فمثل قول بشار:

                  يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... واﻷذن تعشق قبل العين أحيانا
                  قالوا: بمن ﻻ ترى تهذي: فقلت لهم: ... اﻷذن كالعين توفي القلب ما كانا

                  وقال أبو نواس:

                  أيها الرائحان باللوم لوما ... ﻻ أذوق المدام إﻻ شميما
                  نالني بالملام فيها إمام ... ﻻ أرى لي خلافه مستقيما
                  فاصرفاها إلى سواي فإني ... لست إﻻ على الحديث نديما
                  كبر حظي منها إذا هي دارت ... أن أراها أو أن أشم النسيما
                  فكأني وما أزين منها ... قعدي يزين التحكيما
                  كل عن حمله السلاح إلى الحر...ب فأوصى المطيق أﻻ يقيما

                  وقال:

                  بنينا على كسرى سماء مدامة ... مكللة حافاتها بنجوم
                  فلو رد في كسرى بن ساسان روحه ... إذا ﻻصطفاني دون كل نديم

                  وقال:

                  قد قلت للعباس معتذرا ... من ضعف شكريه ومعترفا
                  أنت امرؤ جللتني نعما ... أوهت قوى شكري فقد ضعفا
                  فإليك مني اليوم تقدمة ... تلقاك بالتصريح منكشفا
                  ﻻ تسدين إلي عارفة ... حتى أقوم بشكر ما سلفا

                  وأكثر المولدين معاني وتوليدا كما ذكره العلماء أبو تمام من ذلك:

                  وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
                  لوﻻ اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود

                  وقال:

                  بني مالك قد نبهت خامل الثرى ... قبور لكم مستشرفات المعالم
                  غوامض قيد الكف من متناول ... وفيها علًا لا ترتقى بالسلالم

                  وقال:

                  يأبى على التصريد إﻻ نائلا ... إلا يكن ماء قراحا يمذق
                  نزرا كما استكرهت عائر نفحة ... من فارة المسك التي لم تفتق

                  قال ابن رشيق وأنا أقول أن أكثرهم معاني واختراعا ابن الرومي من ذلك قوله:

                  عيني لعينك حين تنظر مقتل ... لكن لحظك سهم حتف مرسل
                  ومن العجائب أن معنى واحدا ... هو منك سهم وهو مني مقتل

                  وقوله:

                  توددت حتى لم أدع متوددا ... وأفنيت أقلامي عتابا مرددا
                  كأني أستدعي بك ابن حنية ... إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا

                  وقوله:

                  نظرَتْ فأقصدَتِ الفؤاد بلحظها ... ثم انثنَتْ عنه فظل يهيم
                  فالموت إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهن أليم

                  وقوله:

                  وما تعتريها آفة بشرية ... من النوم إﻻ إنها تتبختر
                  وغير عجيب طيب أنفاس روضة ... منورة باتت تراح وتمطر
                  كذلك أنفاس الرياض بسحرة ... تطيب وأنفاس الورى تتغير
                  ..........
                  أعدها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 04-04-2016, 10:24 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    [سلسلة] (الزبدة من شواهد أبيات بعض أبواب كتاب العمدة لابن رشيق القرواني رحمه الله)

                    الحلقة العاشرة [10]
                    باب ما أشكل من المدح والهجاء

                    --------------------------
                    قال بعضهم:
                    تضيفني وهنا فقلت أسابقي ... إلى الزاد؟ شلت من يدي اﻷصابع
                    ولم تلق للسعدي ضيفا بقفرة ... من اﻷرض إﻻوهو غرثان جائع

                    وقال النابغة الذبياني:

                    يصد الشاعر الثنيان عني ... صدود البكر عن قرم الهجان

                    وقال الراعي النميري:

                    لو كنت من أحد يهجى هجوتكم ... يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد
                    تأبى قضاعة أن ترضى لكم نسبا ... وابنا نزار فأنتم بيضة البلد
                    وبيضة البلد مما يمدح به ويذم فمن أراد المدح أراد بها أصل الطائر ومن أراد الذم أراد أنهم ﻻ أصل لهم

                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 04-04-2016, 06:13 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      الحلقة الحادية عشر [11]
                      باب النسيب
                      ~~~~~~~~~
                      حق النسيب أن يكون حلو اﻷلفاظ رسلها، قريب المعاني سهلها، غير كز وﻻ غامض، وأن يختار له من الكلام ما كان ظاهر المعنى، لين الإيثار، رطب المكسر، شفاف الجوهر، يطرب الحزين، ويستخف الرصين.
                      قال كثير:
                      وأدنيتني حتى إذا ما سبيتني ** بقول يحل العصم سهل اﻷباطح
                      تجافيت عني حين ﻻ لي حيلة ** وخلفت ما خلفت بين الجوانح
                      وقال البحتري:
                      إني وإن جانبت بعض بطالتي ** وتوهم الواشون أني مقصر
                      ليشوقني سحر العيون المجتلى ** ويروقني ورد الخدود اﻷحمر
                      وقال المتنبي:
                      نزلنا عن اﻷكوار نمشي كرامة ** لمن بان عنه أن نلم به ركبا
                      نذم السحاب الغر في فعلها به ** ونعرض عنها كلما طلعت عتبا
                      وقال في ذكر الديار أيضا:
                      ودسنا بأخفاف المطي ترابها ** فلا زلت أستشفي بلثم المناسم
                      ديار اللواتي دارهن عزيزة ** بسمر القنا يحفظن ﻻ بالتمائم
                      حسان التثني ينقش الوشي مثله ** إذا مسن في أجسامهن النواعم
                      ويبسمن عن در تقلدن مثله ** كأن التراقي وشحت بالمباسم
                      وقال أبو نواس:
                      رسم الكرى بين الجفون محيل ** عفى عليه بكى عليك طويل
                      يا ناظرا ما أقلعت لحظاته ** حتى تشحط بينهن قتيل
                      وقال مالك بن زغبة الباهلي:
                      وما كان طبي حبها غير أنه ** يقام بسلمى للقوافي صدورها
                      وقال جرير:
                      أجد رواح القوم؟ بل ﻻت روحوا ** نعم كل من يعنى بنعم مترح
                      إذا سايرت أسماء يوما ظعائنا ** فأسماء من تلك الظعائن أملح
                      ظللن حوالي خدر أسماء وانتحى ** بأسماء موار الملاطين أروح
                      صحا القلب عن سلمى وقد برحت به ** وما كان يلقى من تماضر أبرح
                      جمعها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

                      تعليق


                      • #12
                        [سلسلة] (الزبدة من شواهد أبيات بعض أبواب كتاب العمدة لابن رشيق القرواني رحمه الله) جمعها أبو عمر عبدالكريم الجعمي[متجدد]

                        الحلقة الثانية عشر [12]
                        باب الهجاء

                        ........
                        قال ابن رشيق رحمه الله :قال أبو عمرو بن العلاء:
                        خير الهجاء ما تنشده العذراء في خدرها فلا يقبح بمثلها،
                        نحو قول أوس:
                        إذا ناقة شدت برحل ونمرق ... إلى حكم بعدي فضل ضلالها
                        وقال جرير:
                        لوأن تغلب جمعت أحسابها ... يوم التفاخر لم تزن مثقاﻻ
                        والهجاء منه المقذع وهو التفضيل ومنه اﻻستحقار واﻻستخفاف ومنه اﻻحتقار ومنه التهكم واﻻستخفاف قال زهير:
                        وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء
                        فإن تكن النساء مخبآت ... فحق لكل محصنة هداء
                        وقال النابغة لعامر بن الطفيل:
                        إن يك عامر قد قال جهلا ... فإن مظنة الجهل الشباب
                        فكن كأبيك أو كأبي براء ... تصادفك الحكومة والصواب
                        وﻻ تذهب بلبك طائشات ... من الخيلاء ليس لهن باب
                        فإنك سوف تحلم أو تناهى ... إذا ماشبت أو شاب الغراب
                        فإن تكن الفوارس يوم حسي ... أصابوا من لقائك ما أصاب
                        وافما إن كان من سبب بعيد ... ولكن أدركوك وهم غضاب
                        وقال أحدهم في بعض آل البيت:
                        له حق وليس عليه حق ... ومهما قال فالحسن الجميل
                        وقد كان الرسول يرى حقوقا ... عليه لغيره وهو الرسول
                        فمن التفضيل في الهجاء قول ربيعة بن عبدالرحمن الرقي:
                        لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم واﻷغر ابن حاتم
                        فهم الفتى اﻷزدي إتلإف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
                        فلا يحسب التمتام أني هجوته .... ولكنني فضلت أهل المكارم
                        ومن اﻻستحقار واﻻستخفاف قول زياد اﻷعجم:
                        فقم صاغرا يا شيخ جرم فإنما ... يقال لشيخ الصدق قم غير صاغر
                        فمن أنتم؟ إنا نسينا من انتم ... وريحكم من أي ريح اﻷعاصر
                        أأنتم أولى جئتم مع النمل والدبى ... فطار، وهذا شيخكم غير طائر
                        قضى الله خلق الناس ثم خلقتم .... بقية خلق الله آخر آخر
                        فلم تسمعوا إﻻ بمن كان قبلكم .... ولم تدركوا إﻻ مدق الحوافر
                        ومن مليح التهكم قول أبي هفان:
                        سليمان ميمون النقيبة حازم .... ولكنه وقف عليه الهزائم
                        أﻻ عوذوه من توالي فتوحه .... عساه ترد العين عنه التمائم
                        والبيت اﻷخير فيه خطأ عقدي فالتمائم ﻻ ترد العين كما هو معروف
                        وقال أوس بن مغراء:
                        لعمرك ما تبلى سرابيل عامر .... من اللؤم ما دامت عليها جلودها.
                        جمعها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي

                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر عبد الكريم الجَعْمي; الساعة 20-04-2016, 06:04 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          الحلقة الثالثة عشر [13]
                          باب المديح
                          قال ابن رشيق:
                          قال قدامة في كتابه نقد الشعر:
                          لما كانت فضائل الناس من حيث هم ناس ﻻ من طريق ما هم مشتركون فيه مع سائر الحيوان على ما عليه أهل اﻷلباب من اﻻتفاق في ذلك، إنما هي العقل والعفة والعدل والشجاعة كان القاصد للمدح بهذه اﻷربع مصيبا وبما سواها مخطئا.
                          فقال زهير:
                          أخي ثقة ﻻ تتلف الخمر ماله ** ولكنه قد يهلك المال نائله
                          تراه إذا ماجئته متهللا ** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
                          فمن مثل حصن في الحروب ومثله ** ﻹنكار ضيم أو ﻷمر يحاوله
                          وقال أبو العتاهية:
                          لو يستطيع الناس من إجلاله ** لحذوا له حر الخدود نعاﻻ
                          إن المطايا تشتكيك ﻷنها ** قطعت إليك سباسبا ورماﻻ
                          فإذا وردن بنا وردن خفائف ** وإذا صدرن بنا صدرن ثقاﻻ
                          وقال:
                          فتى ما استفاد المال إﻻ أفاده ** سواه كأن المال في كفه حلم
                          إذا ابتسم المهدي نادت يمينه ** أﻻ من أتانا زائرا فله الحكم
                          وقال زهير:
                          وفيهم مقامات حسان وجوهها ** وأندية ينتابها القول والفعل
                          إذا جئتهم ألفيت حول بيوتهم ** مجالس قد يشفى بأحلامها الجهل
                          على مكثريهم رزق من يعتريهم ** وعند المقلين السماحة والبذل
                          سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم ** فلم يفعلوا ولم يليموا ولم يألوا
                          فما كان من خير أتوه فإنما ** توارثه آباء آبائهم قبل
                          وهل ينبت الخطي إﻻ وشيجه ** وتغرس إلا في منابتها النخل
                          وقال أيضا:
                          من يلق يوما على علاته هرما ** يلق السماحة منه والندى خلقا
                          ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ** ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
                          يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ** ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
                          فضل الجواد على الخيل البطاء فلا ** يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا
                          هذا وليس كمن يعيا بخطبته ** وسط الندي إذا ما ناطق نطقا
                          لو نال حي من الدنيا بمكرمة ** أفق السماء لنالت كفه اﻷفقا
                          وقال كعب بن زهير يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                          تحمله الناقة اﻷدماء معتجرا ** بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم
                          وفي عطافيه أو أثناء ريطته ** مايعلم الله من دين ومن كرم
                          وقال الحطيئة:
                          تزور فتى يعطي على الحمد ماله ** ومن يعط أثمان المكارم يحمد
                          يرى البخل ﻻ يبقي على المرء ماله ** ويعلم أن المرء غير مخلد
                          كسوب ومتلاف إذا ماسألته ** تهلل واهتز اهتزاز المهند
                          متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ** نجد خير نار عندها خير موقد
                          وقال الشماخ:
                          رأيت عرابة اﻷوسي يسمو ** إلى العلياء منقطع القرين
                          إذا ما راية رفعت لمجد ** تلقاها عرابة باليمين
                          وقال ابن هرمة للمنصور:
                          له لحظات عن حفافي سريره ** إذا كرها فيه عقاب ونائل
                          فأم الذي آمنت آمنة الردى ** وأم الذي أوعدت بالثكل ثاكل
                          وقال زهير:
                          تراه إذا ما جئته متهللا ** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
                          أخو ثقة ﻻ تتلف الخمر ماله ** ولكنه قد يهلك المال نائله
                          غدوت عليه غدوة فرأيته ** قعودا لديه بالصريم عواذله
                          يفدينه طورا وطورا يلمنه ** وأعيا فما يدرين أين مقاتله
                          فأعرضن منه عن كريم مرزأ ** عزوم على اﻷمر الذي هو فاعله
                          وقال طفيل الغنوي:
                          جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت ** بنا نعلنا في الواطئين فزلت
                          أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ** تلاقي الذي ﻻقوه منا لملت
                          وقال حمزة بن بيض:
                          تقول لي والعيون هاجعة ** أقم علينا يوما فلم أقم
                          أي الوجوه انتجعت؟ قلت لها ** ﻻ أي وجه إﻻ إلى الحكم
                          متى يقل حاجبا سرادقه ** هذا ابن بيض في الباب يبتسم
                          قد كنت أسلمت فيك مقتبلا ** فهات إذ حل أعطني سلمي
                          وقال مروان بن أبي حفصة في معن بن زائدة:
                          بنومطر يوم اللقاء كأنهم ** أسود لها في غيل خفان أشبل
                          هم يمنعون الجار حتى كأنما ** لجارهم بين السماكين منزل
                          بهاليل في اﻹسﻻم سادوا ولم يكن ** كأولهم في الجاهلية أول
                          هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ** أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
                          وقال:
                          نعم المناخ لراغب ولراهب ** ممن تصيب جوائح اﻷزمان
                          معن بن زائدة الذي زيدت به ** شرفا على شرف بنو شيبان
                          إن عد أيام اللقاء فإنما ** يوماه يوم ندى ويوم طعان
                          يكسو اﻷسرة والمنابر بهجة ** ويزينها بجهارة وبيان
                          تمضي أسنته ويسفر وجهه ** في الحرب عن تغير اﻷلوان
                          نفسي فداك أبا الوليد إذا بدا ** رهج السنابك والرماح دواني
                          ..............
                          جمعها: أبو عمر عبدالكريم الجعمي.

                          تعليق


                          • #14
                            الحلقة الرابعة عشر [14]
                            باب الرثاء

                            .................
                            قال حسين بن مطير:
                            ويا قبر معن كنت أول حفرة ** من اﻷرض خطت للسماحة مضجعا
                            ويا قبر معن كيف واريت جوده ** وقد كان منه البر والبحر مترعا
                            بلى قد وسعت الجود والجود ميت ** ولوكان حيا ضقت حتى تصدعا
                            فتى عيش في معروفه بعد موته ** كماكان بعد السيل مجراه مرتعا
                            وقال أبو تمام:
                            أﻻ في سبيل الله من عطلت له ** فجاج سبيل الله وانثغرالثغر
                            فتى كلما فاضت عيون قبيلة ** دما ضحكت عنه اﻷحاديث والذكر
                            فتى مات بين الطعن والضرب ميتة ** تقوم مقام النصر إن فاته النصر
                            وما مات حتى مات مضرب سيفه ** من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
                            وقد كان فوت الموت سهﻻ فرده ** إليه الحفاظ المر والخلق الوعر
                            ونفس تعاف العار حتى كأنما ** هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
                            فأثبت في مستنقع الموت رجله ** وقال لها من تحت أخمصك الحشر
                            وقال:
                            ولم أنس سعي الجود خلف سريره ** بأكسف بال يستقل ويظلع
                            وتكبيره خمسا عليه معالنا ** وإن كان تكبير المصلين أربع
                            وما كنت أدري يعلم الله قبلها ** بأن الندى في أهله يتشيع
                            وقال:
                            أصم بك الناعي إن كان أسمعا ** وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا
                            وفيها:
                            فإن ترم عن عمر تدانى به المدى ** فخانك حتى لم تجد عنه منزعا
                            فما كنت إﻻ السيف ﻻقى ضريبة ** فقطعها ثم انثنى فتقطعا
                            وقالوا إن أرثى بيت هو هذا البيت:
                            أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ** فطيب تراب القبر دل عن القبر
                            وقال عبدة بن الطيب:
                            عليك سﻻم الله قيس بن عاصم ** ورحمته ما شاء أن يترحما
                            تحية من ألبسته منك نعمة ** إذا زار عن شحط ديارك سلما
                            فما كان قيس هلكه هلك واحد ** ولكنه بنيان قوم تهدما
                            وقال عبدالله بن همام السلولي:
                            فاصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة ** واشكر حباء الذي بالملك حاباكا
                            ﻻرزء أصبح في اﻹسلام نعلمه ** كما رزئت وﻻ عقبى كعقباكا
                            أصبحت والي أمر الناس كلهم ** فأنت ترعاهم والله يرعاكا
                            وفي معاوية الباقي لنا خلف ** إذا نعيت وﻻ نسمع بمنعاك
                            وقال محمد بن عبد الملك الزيات:
                            أﻻ من رأى الطفل المفارق أمه ** بعيد الكرى عيناه تبتدران
                            رأى كل أم وابنها غير أمه ** يبيتان تحت الليل ينتجيان
                            وبات وحيدا في الفراش تحثه ** بلابل قلب دائم الخفقان
                            أﻻ إن سجلا واحدا قد أرقته ** من الدمع أو سجلين قد شفياني
                            فﻻتلحياني إن بكيت فإنما ** أداوي بهذا الدمع ما تريان
                            وإن مكانا في الثرى خط لحده ** لمن كان في قلبي بكل مكان
                            أحق مكان بالزيارة والهوى ** فهل أنتما إن عجت منتظران
                            فهبني عزمت الصبر عنها ﻷنني ** جليد فمن بالصبر ﻻبن ثمان
                            ضعيف القوى ﻻ يعرف اﻷجر حسبة ** وﻻ يأتسي بالناس في الحدثان
                            ألا من أمنيه المنى وأعده ** لعثرة أيامي وصرف زماني
                            أﻻ من إذا ما جئت أكرم مجلسي ** وإن غبت عنه حاطني ورعاني
                            .................
                            أبو عمر عبدالكريم الجعمي

                            تعليق


                            • #15
                              الحلقة الخامسة عشر [15]
                              باب السرقات وماشاكلها
                              -------------------
                              قال ابن رشيق رحمه الله:
                              وهذا باب متسع جدا وﻻ يستطيع أحد من الشعراء أن يدعي السلامة منه وفيه أشياء غامضة إﻻ على البصير الحاذق بالصناعة وأخرى فاضحة ﻻ تخفى على الجاهل المغفل.
                              قال الجرجاني:
                              ولست تعد من جهابذة الكلام ولا من نقاد الشعر حتى تميز بين أصنافه وأقسامه وتحيط علما برتبه ومنازله فتفصل بين السرق والغصب وبين اﻹغارة واﻻختلاس وتعرف اﻹلمام من الملاحظة وتفرق بين المشترك الذي ﻻ يجوز ادعاء السرقة فيه والمبتذل الذي ليس واحد أحق به من اﻵخر وبين المختص الذي حازه المبتدئ فملكه واحتباه السابق فاقتطعه.
                              والسرق أيضا إنما هو في البديع المخترع الذي يختص به الشاعر، ﻻ في المعاني المشتركة التي هي جارية في عاداتهم ومستعملة في أمثالهم ومحاوراتهم، مما ترتفع الظنة فيه عن الذي يورده أن يقال:إنه أخذه من غيره.
                              قال: واتكال الشاعر على السرقة بلادة وعجز، وتركه كل معنى سبق إليه جهل ولكن المختار له عندي أوسط الحاﻻت.
                              واﻻصطراف:
                              أن يعجب الشاعر ببيت من الشعر فيصرفه إلى نفسه فإن صرفه إليه على جهة المثل فهو اجتلاب واستلحاق، فإن ادعاه جملة فهو انتحال، وﻻ يقال منتحل إﻻ لمن ادعى شعرا لغيره وهو يقول الشعر.
                              فأما إن كان ﻻيقول الشعر فهو مدع غير منتحل.
                              فإن كان الشعر لشاعر حي أخذه منه غلبة فتلك اﻹغارة والغصب.
                              وبينهما فرق أذكره إن شاءالله في موضعه.
                              فإن أخذه هبة فتلك المرافدة، ويقال: الاسترفاد.
                              فإن كانت السرقة فيما دون البيت فذلك هواﻻهتدام ويسمى أيضا النسخ.
                              فإن تساوى المعنيان دون اللفظ وخفي اﻷخذ فذلك هو النظر والملاحظة.
                              وكذلك إن تضادا ودل أحدهما على اﻵخر؛ ومنهم من يجعل هذا هو اﻹلمام فإن حول المعنى من نسيب إلى مديح أو فخر أو هجاء أو من أحدهما إلى اﻵخر فذلك هو اﻻختلاس ويسمى أيضا نقل المعنى.
                              فإن أخذ بنية الكلام فقط فتلك الموازنة.
                              فإن جعل مكان كل لفظة ضدها فذلك هو العكس فإن صح أن الشاعر لم يسمع بقول اﻵخر وكانا في عصر واحد فتلك المواردة.
                              فإن ألف البيت من أبيات قد ركب بعضها من بعض فذلك هو اﻻلتقاط والتلفيق وبعضهم يسميه اﻻجتذاب والتركيب ومن هذا الباب كشف المعنى والمجدود من الشعر وسوء اﻻتباع وتقصير اﻵخذ عن المأخوذ منه وسأورد عليك مما رويته أو تأدى إلي فهمه لكل واحد من هذه اﻷلقاب مثاﻻ يعرفه العالم ويقتدي به المتعلم إن شاء الله.
                              اﻻصطراف
                              قال ابن رشيق رحمه الله:
                              أما اﻻصطراف فيقع من الشعر على نوعين:
                              أحدهما: اﻻجتلاب، وهواﻻستلحاق أيضا كما قدمت.
                              واﻵخر: اﻻنتحال.
                              فأما اﻻجتلاب، فنحو قول النابغة الذبياني:
                              وصهباء ﻻ تخفي القذى وهي دونها **تصفق في راووقها حين تقطب
                              تمززتها والديك يدعو صباحه ** إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا
                              فاستلحق الفرزدق البيت اﻷخير فقال:
                              وإجانة ريا السرور كأنها ** إذا غمست فيها الزجاجة كوكب
                              تمززتها والديك يدعو صباحه ** إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا

                              وربما اجتلب الشاعر البيتين على الشريطة التي قدمت فلا يكون بذلك بأس كما قال عمرو ذو الطوق:
                              صددت الكأس عنا أم عمرو ** وكان الكأس مجراها اليمينا
                              وما شر الثلاثة أم عمرو ** بصاحبك الذي لا تصبحينا
                              فاستلحقهما عمرو بن كلثوم التغلبي فهما في قصيدته وكان أبو عمرو بن العلاء وغيره ﻻ يرون ذلك عيبا وقد يصنع المحدثون مثل هذا.
                              قال زياد اﻷعجم:
                              أشم إذا ما جئت للعرف طالبا ** حباك بما تحوي عليه أنامله
                              ولو لم يكن في كفه غير نفسه ** لجاد بها فليتق الله سائله
                              فاستلحق البيت اﻷخير أبوتمام فهو في شعره

                              أما قول جرير للفرزدق وكان يرميه بانتحال شعر أخيه اﻷخطل بن غالب:
                              ستعلم من يكون أبوه قينا ** ومن كانت قصائده اجتلابا

                              فإنما وضع اﻻجتلاب موضع السرق واﻻنتحال لضرورة القافية هكذا ذكر العلماء من هؤلاء المحدثين،
                              فأماالجمحي فقال:
                              من السرقات ما يأتي على سبيل المثل ليس اجتلابا مثل قول أمية بن أبي الصلت:
                              تلك المكارم ﻻ قعبان من لبن ** شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

                              ثم قاله بعينه النابعة الجعدي لما أتى موضعه فبنو عامر ترويه للجعدي والرواة مجمعون أنه ﻷبي الصلت فقد ذهب الجمحي في اﻻجتلاب مذهب جرير أنه انتحال ولم أر محدثا غيره يقول هذا القول.

                              وأما اﻻنتحال عندهم فقول جرير:
                              إن الذين غدوا بلبك غادروا ** وشلا بعينك لا يزال معينا
                              غيضن من عبراتهن وقلن لي: ** ماذا لقيت من الهوى ولقينا
                              فإن الرواة مجمعون على أن البيتين للمعلوط السعدي انتحلهما جرير
                              وانتحل أيضا قول طفيل الغنوي:
                              ولما التقى الحيان ألقيت العصا ** ومات الهوى لما أصيبت مقاتله
                              ولذلك قال الفرزدق:
                              إن تذكروا كرمي بلؤم أبيكم ** وأوابدي تتنحلوا اﻷشعارا

                              وكانا يتقارضان الهجاء ويعكس كل واحد منهما المعنى على صاحبه وليس ذلك عيبا في المناقضات

                              ولما قال الفرزدق في بني ربيع:
                              تمنى ربيع أن يجيئ صغارها ** بخير وقد أعيا ربيعا كبارها
                              أخذه البعيث بعينه في بني كليب رهط جرير فقال الفرزدق في ذلك:
                              إذا ما قلت قافية شرودا ** تنحلها ابن حمراء العجان
                              وأما قول البحتري :
                              رمتني غواة الشعر من بين مفحم ** ومنتحل ما لم يقله ومدعي
                              فيشهد لماقدمت ذكره ﻷنه قسمهم ثلاثة أقسام:
                              فاﻷول: مفحم قد عجز عن الكلام فضلا عن التحلي بالشعر غير أنه يتبع الشعراء.
                              والثاني: منتحل ﻷجود من شعره.
                              والثالث: مدع جملة ﻻ يحسن شيئا
                              اﻹغارة
                              قال ابن رشيق رحمه الله:
                              واﻹغارة: أن يصنع الشاعر بيتا أو يخترع معنى مليحا فيتناوله من هو أعظم منه ذكرا وأبعد صوتا فيروى له دون قائله كما فعل الفرزدق بجميل وقد سمعه ينشد:
                              ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ** وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
                              فقال له: متى كان الملك في بني عذرة؟إنما هو في مضر وأنا شاعرها فغلب الفرزدق على البيت ولم يتركه جميل وﻻ أسقطه من شعره فما كان هكذا فهو إغارة.
                              وأما الغصب فمثل صنيعه بالشمردل اليربوعي وقد أنشد في محفل:
                              فما بين من لم يعط سمعا وطاعة ** وبين تميم غير حز الحلاقم
                              فقال له الفرزدق:
                              والله لتدعنه أو لتدعن عرضك، فقال: خذه ﻻ بارك الله لك فيه.

                              وقال ذو الرمة بحضرته :لقد قلت أبياتا إن لها لعروضا وإن لها لمرادا ومعنى بعيدا قال: وما قلت؟ فقال: قلت:
                              أحين أعاذت بي تميم نساءها ** وجردت تجريد اليماني من الغمد
                              ومدت بضبعي الرباب ومالك ** وعمرو وسالت من ورائي بنو سعد
                              ومن آل يربوع زهاء كأنه ** دجى الليل محمود النكاية والرفد
                              فقال له: الفرزدق إياك إياك ﻻ تعودن فيها فأنا أحق بها منك، قال: والله ﻻ أعود فيها وﻻ أنشدها أبدا إﻻ لك.
                              وسمعت بعض المشايخ يقول اﻻصطراف في شعر اﻷموات كاﻹغارة على شعر اﻷحياء إنما هما أن يرى الشاعر نفسه أولى بذلك الكلام من قائله.
                              المرافدة
                              وأما المرافدة فأن يعين الشاعر صاحبه باﻷبيات يهبها له
                              كما قال جرير لذي الرمة:
                              أنشدني ما قلت لهشام المرئي فأنشدته قصيدته:
                              نبت عيناك عن طلل بحزوى ** محته الريح وامتنح القطارا
                              فقال: ألا أعينك قال: بلى بأبي أنت وأمي فقال: قل له:
                              يعد الناسبون إلى تميم ** بيوت المجد أربعة كبارا
                              يعدون الرباب وآل سعد ** وعمرا ثم حنظلة الخيارا
                              ويهلك بينها المرئي لغوا ** كما ألغيت في الدية الحوارا

                              فلقيه الفرزدق فاستنشده فلما بلغ هذه اﻷبيات قال: جيد أعده فأعاده فقال: كلا والله لقد علكهن من هو أشد لحيين منك هذا شعر ابن المراغة.

                              واسترفد هشام المرئي جريرا على ذي الرمة فقال في أبيات:
                              يماشي عديا لؤمها ما تجبه ** من الناس ما ماشت عديا ظﻻلها
                              فقل لعدي تستعن بنسائها ** علي فقد أعيا عديا رجالها
                              أذا الرم قد قلدت قومك رمة ** بطيئا بأيدي العاقدين انحلالها

                              فقال ذو الرمة لما سمعها: يا ويلتا هذا والله،
                              وغلب هشام على ذي الرمة مستعليا عليه وقد استرفد نابغة بني ذبيان زهيرا فأمر ابنه كعبا فرفده.
                              والشاعر يسترفد البيت والبيتين والثلاثة إذا كانت شبيهة بطريقته وﻻ يعد عيبا ﻷنه يقدر على عمل مثلها وﻻ يجوز ذلك إﻻ للحاذق المبرز.

                              واﻻهتدام نحو قول النجاشي:
                              وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ** ورجل رمت فيها يد الحدثان

                              فأخذ كثير القسم اﻷول واهتدم باقي البيت
                              فجاء بالمعنى في غير اللفظ فقال:
                              وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ** ورجل رمى فيها الزمان فشلت

                              وأما النظر والملاحظة فمثل قول مهلهل:
                              أنبضوا معجس القسي وأبرقـ**ـنا كما توعد الفحول الفحوﻻ

                              نظر إليه زهير بقوله:
                              يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا ** ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
                              واﻹلمام:
                              ضرب من النظر، وهو مثل قول أبي الشيص:
                              أجد الملامة في هواك لذيذة
                              وقول أبي الطيب:
                              أأحبه وأحب فيه ملامة

                              وأما اﻻختلاس فنحو قول أبي نواس:
                              ملك تصور في القلوب مثاله ** فكأنه لم يخل منه مكان
                              اختلسه من قول كثير:
                              أريد ﻷنسى ذكرها فكأنما ** تمثل لي ليلى بكل سبيل

                              وقول عبد الله بن مصعب:
                              كأنك كنت محتكما عليهم ** تخير في اﻷبوة ما تشاء
                              اختلسه من قول أبي نواس:
                              خليت والحسن تأخذه ** تنتقي منه وتنتخب

                              والموازنة مثل قول كثير:
                              تقول: مرضنا فما عدتنا ** وكيف يعود مريض مريضا
                              وازن في القسم اﻷخير نابغة بني تغلب:
                              بخلنا لبخلك قد تعلمين ** وكيف يعيب بخيل بخيلا

                              والعكس قول ابن أبي قيس ويروى ﻷبي حفص البصري:
                              ذهب الزمان برهط حسان اﻷلى ** كانت مناقبهم حديث الغابر
                              وبقيت في خلف تحل ضيوفهم ** منهم بمنزلة اللئيم الغادر
                              سود الوجوه لئيمة أحسابهم ** فطس اﻷنوف من الطراز الآخر

                              وأما المواردة فقد ادعاها قوم في بيت امرئ القيس وطرفة وﻻ أظن هذا مما يصح
                              ﻷن طرفة في زمان عمرو بن هند شاب حول العشرين وكان امرؤالقيس في زمان المنذر اﻷكبر رجلا كهلا واسمه وشعره أشهر من الشمس فكيف يكون هذا مواردة؟
                              إﻻأنهم ذكروا أن طرفة لم يثبت له البيت حتى استحلف أنه لم يسمعه قط فحلف.
                              وإذا صح هذا كان مواردة وإن لم يكونا في عصر.

                              وسئل أبو عمرو بن العلاء:
                              أرأيت الشاعرين يتفقان في المعنى ويتواردان في اللفظ لم يلق واحد منهما وﻻ يسمع شعره؟
                              قال: تلك عقول الرجال توافت على ألسنتها.

                              وسئل أبوالطيب عن مثل ذلك فقال: الشعر جادة وربما وقع الحافر على موضع الحافر.

                              وأما اﻻلتقاط والتلفيق فمثل قول يزيد بن الطثرية:
                              إذا ما رآني مقبلا غض طرفه ** كأن شعاع الشمس دوني يقابله

                              فأوله من قول جميل:
                              إذا ما رأوني طالعا من ثنية ** يقولون من هذا؟ وقد عرفوني

                              ووسطه من قول جرير:
                              فغض الطرف إنك من نمير.....

                              وعجزه من قول عنترة بن اﻷخرس الطائي:
                              إذا أبصرتني أعرضت دوني ** كأن الشمس من حولي تدور

                              وأما كشف المعنى فنحو قول امرئ القيس:
                              نمشي بأعراف الجياد أكفنا ** إذا نحن قمنا عن شواء مضهب

                              وقال عبدة بن الطيب:
                              ثمة قمنا إلى جرد مسومة ** أعرافهن ﻷيدينا مناديل
                              فكشف المعنى وأبرزه

                              وأما المجدود من الشعر فنحو قول عنترة العبسي:
                              وكما علمت شمائلي وتكرمي
                              رزق جدا واشتهارا على قول امرئ القيس:
                              وشمائلي ماقد علمت وما ** نبحت كلابك طارقا مثلي
                              ومنه أخذ عنترة، والمخترع معروف له فضله، متروك له من درجته، غير أن المتبع إذا تناول المعنى فأجاده بأن يختصره إن كان طويلا، أو يبسطه إن كان كزا، أو يبينه إن كان غامضا، أو يختار له حسن الكلام إن كان سفسافا، أو رشيق الوزن إن كان جافيا فهو أولى به من مبتدعه، وكذلك إن قلبه أو صرفه عن وجه إلى وجه آخر فأما إن ساوى المبتدع فله فضيلة اﻻقتداء ﻻ غيرها، فإن قصر كان ذلك دليلا على سوء طبعه وسقوط همته وضعف قدرته.

                              فمماأجاد فيه المتبع على المبتدع قول الشماخ:
                              إذا بلغتني وحملت رحلي ** عرابة فاشرقي بدم الوتين

                              فقال أبو نواس:
                              أقول لناقتي إذ بلغتني ** لقد أصبحت مني باليمين
                              فلم أجعلك للغربان نحلا ** وﻻ قلت اشرقي بدم الوتين

                              وكرره فقال:
                              وإذا المطي بنا بلغن محمدا ** فظهورهن على الرجال حرام
                              قربننا من خير من وطأ الحصى ** فلها علينا حرمة وذمام

                              ومما تساوى فيه السارق والمسروق منه قول امرئ القيس:
                              فلو أنها نفس تموت سوية.

                              وقول عبدة بن الطبيب:
                              فما كان قيس هلكه هلك واحد ** ولكنه بنيان قوم تهدما

                              وسوء اﻻتباع أن يعمل الشاعر معنى رديا ولفظا رديا مستهجنا ثم يأتي من بعده فيتبعه فيه على رداءته،
                              نحو قول أبي تمام:
                              باشرت أسباب الغنى بمدائح ** ضربت بأبواب الملوك طبوﻻ
                              فقال أبو الطيب:
                              إذا كان بعض الناس سيفا لدولة ** ففي الناس بوقات لها وطبول
                              فسرق هذه اللفظة لئلا تفوته.
                              ومما قصر فيه اﻵخذ عن المأخوذ منه قول أبي دهبل الجمحي في معنى بيت الشماخ:
                              يا ناق سيري واشرقي ** بدم إذا جئت المغيرة
                              سيثيبني أخرى سوا**ك وتلك لي منه يسيرة
                              فأنت ترى أين بلغت همته!

                              ومما يعد سرقا وليس بسرق اشتراك اللفظ المتعارف، كقول عنترة:
                              وخيل قد دلفت لها بخيل ** عليها اﻷسد تهتصر هتصارا

                              وقول عمرو بن معد كرب:
                              وخيل قد دلفت لها بخيل ** تحية بينهم ضرب وجيع

                              وكانوا يقضون في السرقات أن الشاعرين إذا ركبا معنى كان أوﻻهما به أقدمهما موتا وأعلاهما سنا فإن جمعهما عصر واحد كان ملحقا بأولاهما باﻹحسان، فإن كانا في مرتبة واحدة روي لها جميعا.
                              أبو عمر عبدالكريم الجعمي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X