بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
البرَّاقةُ
تتكلَّم بلا لسان ولا فم
للشاعر الفاضل:
أبي عمر عبد الكريم الجعمي ــــ حفظه الله ــــ
نسخة مزيدة
وقائلة ما بال قلبك صخرة [1] وعيناك لا تبكي بدمع المحاجر
فقلت لها إن البكاء يريحني [2] ويشمتُ بِيْ الأعداءَ يا أم عامر
ولكنني أخفي دموعي تجلدا [3] ليحسن ذكري في لسان الأواخر
وإني ليعروني لذكرى أحبتي [4] إذا ذكروا عندي حنين تماضر
إذا ذكرت صخرا وقد كان محسنا [5] إليها برفد في السنين الغوابر
وما قيس ليلى حين يبصر دمنة [6] لأحبابه فيها عيون الجآذر
بأوجد مني حين أبصر معهدا [7] غدا مقفرا من طالب ومذاكر
ومن جهبذٍ قد كان ينصح قومنا [8] وأمتنا نصح الشفيق المحاذر
وما اكتحلت عيناي بالكحل غبطة [9] ولكن كحلي من مداد المحابر
فكم قارئ مازلت أسمع صوته [10] يدوي بأذني في دجى الليل ساهر
وكم قانت لله عفر وجهه [11] ترابي ومن دوني هوى غير جائر
وكم قال في المنشدون قصائدا [12] على عنقي مثل الحسان الجواهر
وفاضت دموع العين مني صبابة [13] لدن رحلت عني نجوم المنابر
ومن عاتقي قد أقلع الشيخ ناظرا [14] إلي بحزن و الأسى ملء ناظري
نظرت إليه وهو يخفي همومه [15] وهيهات يخفي همه كل صابر
أقول وقد طارت بصقر حمامة [16] عليك سلام الله أيمن طائر
فلله ماذا تحملين من التقى [17] ولله ماذا تتركين بخاطري
فو الله لو أني استطعت حماية [18] حميت العلا بالمرهفات البواتر
ولكنني أشكو إلى الله خالقي [19] ليكشف ما بي من صروف الدوائر
ألم تك دماج تدر ضروعها [20] ليشرب منها كل باد وحاضر
وكانت لكم دماج أما رحيمة [21] فلم ترقبوا فيها كريم الأواصر
ولكن رأيتم بيعها بيع طالب [22] بلؤلؤة الغواص بعر الأباعر
تداعى علينا الناس من كل جانب [23] كأنا قطعنا الطرق عن كل سائر
كأنا حملنا السيف ضد ولاتنا [24] وكنا عليهم شوكة في الحناجر
ولم نك صمام الأمان لقومنا [25] نحذرهم من فتنة وتناحر
نصحناهم أن يتركوا كل ما به [26] لهم ضرر من فرقة وتنافر
فلم يشكروا للناصحين صنيعهم [27] ولم يسلموهم من شراك التآمر
ولكنهم قد كافئوهم بضربهم [28] جزاء سنمار ملوك المناذر
وإلا فربي ليس يذهب عنده [29] جزاء لعرف أو ثواب لشاكر
وإن الفتى يبلى على قدر دينه [30]لتكفير ذنب أو لرفع المنائر
سيخلفهم رب السماء بفضله [31] على الصبر في البلوى كريم المآثر
وإن شاء أخذ الظالمين بعدله [32] سيأخذهم بالخسف أوبالأعاصر
فقد نصر الله الكليم وقومه [33] على آل فرعونٍ بعودِ النظائر
كذلك هذا الدين يُنْصَرُ أهله [34] على كل رغم من حقود وكافر
وإن الذي يسعى لإذلال قومه [35] بأعدائه يسعى لقلع الأظافر
فلو نطقت براقة لتكلمت [36] بما قلت عنها من رقيق المشاعر
...............
أبو عمر الجعمي 17 جماد الأولى 1436هــ
البرَّاقةُ
تتكلَّم بلا لسان ولا فم
للشاعر الفاضل:
أبي عمر عبد الكريم الجعمي ــــ حفظه الله ــــ
نسخة مزيدة
وقائلة ما بال قلبك صخرة [1] وعيناك لا تبكي بدمع المحاجر
فقلت لها إن البكاء يريحني [2] ويشمتُ بِيْ الأعداءَ يا أم عامر
ولكنني أخفي دموعي تجلدا [3] ليحسن ذكري في لسان الأواخر
وإني ليعروني لذكرى أحبتي [4] إذا ذكروا عندي حنين تماضر
إذا ذكرت صخرا وقد كان محسنا [5] إليها برفد في السنين الغوابر
وما قيس ليلى حين يبصر دمنة [6] لأحبابه فيها عيون الجآذر
بأوجد مني حين أبصر معهدا [7] غدا مقفرا من طالب ومذاكر
ومن جهبذٍ قد كان ينصح قومنا [8] وأمتنا نصح الشفيق المحاذر
وما اكتحلت عيناي بالكحل غبطة [9] ولكن كحلي من مداد المحابر
فكم قارئ مازلت أسمع صوته [10] يدوي بأذني في دجى الليل ساهر
وكم قانت لله عفر وجهه [11] ترابي ومن دوني هوى غير جائر
وكم قال في المنشدون قصائدا [12] على عنقي مثل الحسان الجواهر
وفاضت دموع العين مني صبابة [13] لدن رحلت عني نجوم المنابر
ومن عاتقي قد أقلع الشيخ ناظرا [14] إلي بحزن و الأسى ملء ناظري
نظرت إليه وهو يخفي همومه [15] وهيهات يخفي همه كل صابر
أقول وقد طارت بصقر حمامة [16] عليك سلام الله أيمن طائر
فلله ماذا تحملين من التقى [17] ولله ماذا تتركين بخاطري
فو الله لو أني استطعت حماية [18] حميت العلا بالمرهفات البواتر
ولكنني أشكو إلى الله خالقي [19] ليكشف ما بي من صروف الدوائر
ألم تك دماج تدر ضروعها [20] ليشرب منها كل باد وحاضر
وكانت لكم دماج أما رحيمة [21] فلم ترقبوا فيها كريم الأواصر
ولكن رأيتم بيعها بيع طالب [22] بلؤلؤة الغواص بعر الأباعر
تداعى علينا الناس من كل جانب [23] كأنا قطعنا الطرق عن كل سائر
كأنا حملنا السيف ضد ولاتنا [24] وكنا عليهم شوكة في الحناجر
ولم نك صمام الأمان لقومنا [25] نحذرهم من فتنة وتناحر
نصحناهم أن يتركوا كل ما به [26] لهم ضرر من فرقة وتنافر
فلم يشكروا للناصحين صنيعهم [27] ولم يسلموهم من شراك التآمر
ولكنهم قد كافئوهم بضربهم [28] جزاء سنمار ملوك المناذر
وإلا فربي ليس يذهب عنده [29] جزاء لعرف أو ثواب لشاكر
وإن الفتى يبلى على قدر دينه [30]لتكفير ذنب أو لرفع المنائر
سيخلفهم رب السماء بفضله [31] على الصبر في البلوى كريم المآثر
وإن شاء أخذ الظالمين بعدله [32] سيأخذهم بالخسف أوبالأعاصر
فقد نصر الله الكليم وقومه [33] على آل فرعونٍ بعودِ النظائر
كذلك هذا الدين يُنْصَرُ أهله [34] على كل رغم من حقود وكافر
وإن الذي يسعى لإذلال قومه [35] بأعدائه يسعى لقلع الأظافر
فلو نطقت براقة لتكلمت [36] بما قلت عنها من رقيق المشاعر
...............
أبو عمر الجعمي 17 جماد الأولى 1436هــ
تعليق