وَمَا نُسِيَتْ دَمَّاجُ عِنْدَ مُحِبِّها
طَرَبتُ وَمِثْلي قَدْ تَهِيْجُ خَوَاطِرُهْ
إِذَا قَامَ يَشدُو فِي نعيمَانَ طَائِرُهْ
أَيَا حَاْدِياً بِالرَّكْبِ رِفْقًا فَإِنَّنِي
إذَا مَرَّ رَكْبٌ يَشْعِفُ القَلْبُ زَامِرُهْ
فَلا تَذكُرَنْ لِيْ يَا فَتى مَا يزِيْدُني
جَوَىً فَجَوَى قَلْبيْ كَفاْنِيَ غَابرُهْ
ومَا نُسِيَتْ دَمَّاْجُ عِندَ مُحِبِّها
وَمنْ ذَا الَذِي تُنْسَى لَديْهِ مَشَاعِرُهْ
ومَا أَحسَبُ الأَيْامَ تَأتِي بِمثْلِها
وَلا زَمْزَمٌ مِثْلُ الفُرَاتِ مَآثِرُهْ
لعَلَّ الليَاليْ أَنْ تُريْنا مَصَارِعَاً
لأَعْدَائِنَا وَاللهُ للحَقِّ نَاصِرُهْ
وَإلا فَبَطْنُ الأَرْضِ خَيرٌ لِمُؤمِنٍ
مِنَْ الظاهرِ المُوفِيْ عَليْهِ سَماسِرُهْ
وَلَم تَكُ دَمَّاجٌ مُصِيبَةُ بَلدَةٍ
ولَكِنَّهَا خَطْبٌ عَظِيمٌ فَواقرُهْ
ومَا انْفَردَتْ دَمَّاجُ بِالرّزءِ وَحْدَهَا
وَلكْنَّ صَنْعا وَالخَلِيجَ حَواَضرُهْ
ولَستُ بنَاسٍ قَلعَةَ العِلمِ والتُّقَى
وَلا وادياً فاحتْ أريجاً أزاهرُهْ
وَلا الشَّيخَ يَحْيى حِيْنَ يُلقِيْ دُروسَهُ
علَينا وَ طلُابُ الحَدِيثِ تُسَامِرُهْ
وَلَكنَّ نَارَ الشَّوْقِ تُذْكَى صَبَابَةً
إذَا قَام بِالإنْشَاد فِي الرَّكْبِ شَاعِرُهْ
.....................................
أبو عمر عبدالكريم الجعمي 12/ 5/1436هــ