إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((دماج بين الأنين والحنين)) لأبي عبدالله حمود البعادني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((دماج بين الأنين والحنين)) لأبي عبدالله حمود البعادني

    دماج بين الحنين والأنين.
    :::::::::::::::::::::::
    سل بدمّاجَ معهداً ليس يُنسى ... كيف أضحى بعد الرحيل وأمسى.
    كيف كانت أيامه والليالي... بين سكّانه ضياءً وأُنسا.
    كيف كانتْ مناهلُ العلمِ فيه... والضِّيا منه فاق بدراً وشمسا.

    ذكرياتٌ تمرّ كالبرق لمحاً... فتزيد الفؤاد حزناً وبؤسا.
    أرقِ الدمعَ في ثراه وإلاّ... كنتَ صخراً وكان قبك أقسا.
    معهدٌ كان بالهدى مشمخرّاً... ساحه كان للقوافل مرسا.


    إنْ تذكّرتُ ساعةً عشتُ فيه... هانئاً كيفَ لا أحنّ وأَأْسا.
    ليتَ شعري وقد توارتْ نجوم ال ...علم منه وخيم الليل نحسا.
    هل ترى فيه بعد طول حياةٍ... أحداً أو تَحسّ للقوم همسا.

    هل ترى قائماً يرتل قرآ... ناً بليلٍ أو ناسكاً قد تأسّا.
    هل ترى طالباً بيمناهُ سفرٌ... يجتلي العلمَ فيه لوناً وجنسا.
    هل ترى للتّحفيظ من حلقاتٍ... ومتون العلوم حفظاً ودرسا.


    هل ترى من تجمّعوا حول شيخٍ... كلهم آخذٌ يراعاً وطرسا.
    أوبحوثاً قد خرّجتْ أوتصاني ... فاً وكتْباً حوتْ نفيساً ونفسا.
    سل بواديهمُ الحزينِ رمالاً... كيف كانت بهم قطوفا وغرسا.

    كان للمسجد الفسيحِ اكْتظاظٌ... بهمُ اليوم صار كهفاً ورمسا.
    لا صفوفٌ ترَصُّ غير السواريْ ... علقم الحزن والفراق تُحسّا.
    لكأن الرحاب لم تُبن فيها... صلواتٌ في اليوم والليل خمسا.


    أودروسٌ تُقام أو خطبة في... منبر ظلّ للخطابة حِلسا.
    أين من كان رافعا لجوابٍ... يده يشرب الفوائد كأسا.
    يسرد المتن بالأسانيد سرداً... في وضوح النهار لم يخش لبسا.

    غاب شيخ وغاب طلاب علمٍ... وبكتهم مَواطن العلم يأسا.
    مكْتباتٌ خلتْ وأقفرَ بيتٌ... كان يحوي الحياةَ عيدا وعرسا.
    يذرف الدمع سقفه وتعاني... فيه حيطانه عناءً وبؤسا.


    هُجر الفقه والحديث وأمستْ... لغة النحو والفصاحة خرسا.
    وذوى الشعر بعد ما كان ورداً... في رياضٍ غدت يباباً ويَبسا.
    والمسانيد والرجال. ومن يسْ... تخرج الحكمَ في الأحاديث شمسا.

    نضب العلم مورداً وصفاءً... وانسكابا على القلوب وكأسا.
    حدبٌ مقفرٌ ومزرعةٌ في... وحشةٍ قد خلت حياةً وأُنسا.
    ولبرّاقةٍ حنينٌ إلى من... رابطوا فوقها صباحاً وممسا.


    ومتاريس آل مناعِ تبكي... فتيةً قد بسّوا الروافض بسّا.
    حملوا العلم والسلام ولمّا... ظُلموا أثبتوا صموداً وبأسا.
    في صفوف الأمين ذي النصح يحيى... كان في العلم والشجاعة رأسا.

    وثبوا كالأسود لم تخش يوماً... من حميرٍ تقلّ رفضاً وركسا.
    قذفوا الرعبَ في الزنابيل من لم... يذقِ السيف مات صرعاً ومسّا.
    قل لمن لامهم وشكّك فيهم... لستَ تعدو من قدرك اليوم اخسا.


    أنت ممن أُصيب بالذعر حتى... عذتَ بالصمتِ والهوى فيه دُسّا.
    كُتبَ القتل والقتال عليهم... مَن بدماجَ دون صنعا وعنسا.
    هكذا أدركوا العواقبَ ظنوا... بعيونٍ عن الحقيقة نعْسا.

    آه دماج كيف حالك قولي... أيّ شيءٍ فما عرفتك خرسا.
    كنتِ شعري ومرتعي. وحنيني... وسط واديكِ طبتُ نفساً وأنسا.
    حولكِ اليومَ هل ترينَ وُجوهاً... يمنيين أم خنازير فرسا.


    غاب يحيى الأمين عنكِ فهﻻّ... صغتِ آثاره دروعاً وترسا.
    حينما عربد المجوسيُّ قالوا... هزم الأمريكان حرر قدسا.
    كالذي باع للعدوُّ ضميراً... وغدا دينه ريالاً وفلسا.

    أنت والعار ما حييتَ سواءٌ... ستْسجّى به وتدرج رمسا.
    معهد الشيخ مقبلٍ هل عليكم... كان يا خائنين شؤماً ونحسا.
    أم ملاذا للخارجين ووكراً... أم مكاناً للعهر والخمر أمسا.


    كان يا خائنين دار تقاة ٍ ... بالهدى والسلام والخير يكسا.
    كان داراً لأهل علمٍ دعاةٍ ... نفعوا بالعلوم جنّا وإنسا.
    هل جزاء الجميل إلا جميلٌ... أم سنمّارُ حين جوزيَ عكسا.

    خذلوه بخبثهم أسلموه... لأولي الرفض كي يُزيلوه طمسا.
    وأمدوا العدوّ منهم سلاحاً... كي يعيد الظلام شركاً ورجسا.
    ويعيث الفساد فيه ويُنهي... أبرياءً بالقتل نفساً فنفسا.


    أخرجوهم من المنازل قسراً... شردوهم وصيّروا الدار رمسا.
    عاهدوهم فلم يوفوا عهوداً... كل عهدٍ يؤول غدراً ودسّا.
    ظلموهم بغوا تعدّوا عليهم... ثمّ قالوا تآمر من فرنسا.

    من يردّ السلام يُقتلْ ليبقى... مجرم للخراب يستلّ فأسا.
    أي ظلم وأي غدر ومكرٍ... بأولي العلم ليس والله يُنسا.
    ربُّنا يمهل الظلوم ولكن ... أخْذه للظلوم أقوى وأقسا.


    والدماء التي على الحق سالت... لم تُطلْ أوتضعْ هباءً وبخسا.
    سيُزيح الظلامَ فجر جديدٌ... من دمانا ويشرق الحق شمسا.

    بقلم أبي عبد الله حمود البعادني.
    12/شعبان /1435ه

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن سعيد الجابري اليافعي; الساعة 13-06-2014, 12:12 AM.

  • #2
    ــ لله درك يا فارس الميدان؛ سينية جميلة ورائعة ومبكية، تعتبر في نظري من عيون الشعر،تفوق سينية البحتري وسينية شوقي:
    {زَلْزِلْ ــ حُمُودٌ ــ فإنَّ الشِّعرَ بُركانُ *** وأنتَ يا صَاحِ في الميدانِ حسَّانُ}
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 24-06-2014, 01:58 PM.

    تعليق


    • #3
      ما أجملها من مرثیة للشاعر السلفي حمود البعادني قصیدة قویة وأعجبتني هذه الأبیات وهي للذكرى
      كالذي باع للعدوُّ ضميراً... وغدا دينه ريالاً وفلسا.
      أنت والعار ما حييتَ سواءٌ... ستْسجّى به وتدرج رمسا.
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 24-06-2014, 01:57 PM.

      تعليق


      • #4
        نفع الله بك يا أخانا حمود وثبتنا الله واياك على الحق والسنة

        ما أجمل شعرك حين ينافح عن دماج وشيخها والطلاب الثابتين على الحق والسنة

        ذكرياتٌ تمرّ كالبرق لمحاً... فتزيد الفؤاد حزناً وبؤسا.
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 24-06-2014, 01:57 PM.

        تعليق


        • #5
          كان شيخنا حفظه الله يقول عن مثل هذه القصائد قوية قوية بارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            لو سجلتها بصوتك أخانا حمود بارك الله فيك . أو تأذن لآخر يسجلها بصوته يسهل نشرها عن طريق الإم بي ثري

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيراً شاعرنا المفلق وفارس ميدان الشعر
              وقد أحسن الشاعر صبيح إذ قال
              زلزل حمود فإن الشعر بركان****وأنت يا صاح في الميدان حسان

              تعليق

              يعمل...
              X