قصيد للشاعر أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
دعاني نداءُ الشعر والشعر واجبُ(1)=إذا ما ادلهمَّت بالأنام المصائبدعاني وحسبي إن دعاني أجبته=لنشر مقال الحق نِعْم المصاحب
وقد ظن قومٌ أن ذا النهر واقفٌ=وأن مضيَّ الشعر قول لكاذب(2)
وخافوا زماناً أن أدوِّن أحرفي=ومن دوَّن اسماً في (البراءة) راسب(3)
فقلت دعوني كم ظننتم وكلما=ظننتم فإن الشعر كالنجم ثاقب
إذا ثبَّت الرحمن عبداً وجدتَّه=رفيعاً، ولم يخدعه يوماً تلاعب*
تهاوى أناس في الضلالة جهرة=( وللناس فيما يعشقون مذاهب )
فذلك شين العابدين(4) وإنه=إذا ما دعا يوماً إلى الدين كاذب
قفا نهجَه فينا الحوالي وعودةٌ=وهمُّهما في العالمين المناصب
كذلك جاء المسعريُّ وإنه=لدعوة خير المرسلين مجانب
وقد جاءنا الحداد(5) ينشر نهجَه=فذا با شميل(6) للدعاة يحارب
وبعدهما عرعور(7) جاء مؤصِّلًا=وتأصيله قد قرَّظته الثعالب(8)
كذلك مغراويُّهم(9) كان سالكاً=طريقةَ عدنانٍ حداها التلاعب
يقول: <بأن الناس حقاً تواتَرتْ=على الشرك>(10) إذ لم يبق حبرٌ وراهب
وكم يتلقَّى نهجَ عدنانَ جهرة=وينشره في مغرب وهو راغب
فإن جاءه يوماً من الناس ناصحٌ=يقابله شتمٌ له ومعايب
ولم يتقبَّل أي نصحٍ لشيخه=ربيعٍ،(11) فذا عدنان خِلٌّ وصاحب
وصار بهذا الدرب يجني ثماره=أبوحسنٍ(12) عن منهج الحق ناكب
بلى إنه قد فاق من كان قبله=بكيدٍ وتلبيسٍ(13) وقام يحارب
ويشرب كأس الحاقدين وإنه= لمن رِيِّه بالحقد نشوان شارب
ويطعن في بعض الصحابة جهرة=ويلْمِز بعضاً وهو للبعض عائب(14)
ويُثني على أهل الضلال صراحة=وطوراً يزكِّيهم(15) وتلك عجائب
ولا يقبل التجريح فيهم مقلِّداً= لشيخٍ ولكن منظر الأمر واجب(16)
[1] وإنما كان واجباً لبيان الحق والدفاع عن أهله ولتعلقه بباب الرد على أهل البدع، ومعلوم أن الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله.
[2] إشارة إلى ديواني " النهر العريض في الذب عن أهل السنة بالقريض"، ولما لم أكن أحد الساعين في الفتنة والمثيرين لها عند من يزعم ذلك فقد تأخرت عن كتابة هذه القصيدة، حتى تكلم عن هذه الفتنة العلماء الكبار مما حدا ببعض الإخوة أن يظنوا أن نهر ديواني قد توقف عن مسيرته الخالدة في الدفاع عن الشرع المطهر، فكانت هذه القصيدة إبعاداً لذلك الظن.
[3] إشارة إلى أصحاب (براءة الذمة) - التي حصل لهم بها المذمة - فقد كتبوا وثيقة حشروا فيها أكثر من ثمانين اسماً كلهم يدافع عن أبي الحسن ويزكيه.
[4] هو محمد بن سرور بن نايف زين العابدين الذي تنسب إليه فرقة السرورية.
[5] هو محمد بن محمود الحداد المصري الذي تنسب إليه فرقة الحدادية.
[6] هو عبد اللطيف با شميل السائر على منهج الحداد وناشر مذهبه.
[7] هو عدنان عرعور صاحب التأصيلات المحدثة التي لم يستطع إظهارها في حياة العلامة المحدث الألباني رحمه الله.
[8] أي إذا كان المقرظ والمقدم لتأصيلات عدنان عرعور هي الثعالب؛فكيف يكون حال المصنف في التلون والروغان؟!.
[9] هو محمد بن عبد الرحمن المغراوي القطبي التكفيري الذي تبع عدنان عرعور في تلونه وتأصيلاته المحدثة.
[10] فقد قال المغراوي في تفسير البقرة شريط (14) وجه أ<وإذا كانت الأمة تتواتر وتتفق على المعصية،وتتفق على الشرك،وتتفق على الانحراف، وتتفق على التبرج،وتتفق على الانسلاخ من دين الله،وتتفق على الردة،وتجهل كل المخالفات،ماذا يقع لها؟! ماذا تريدون؟!!>.
[11] والذي يقرأ كتاب "صدق البيان في من هم أهل الإفك والبهتان" يظهر له جلياً عظم توالي نصائح العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- للمغراوي وعظم تلاعب المغراوي.
[12] هو مصطفى بن إسماعيل السليماني المصري الذي جعل من مأرب مقراً له والذي كان له دعوة خفية يتابع فيها سابقية من أهل الضلال لم يستطع نشرها في حياة شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله خشية أن يلحقه بأصحابه فلما مات الشيخ رحمه الله أظهر أبو الحسن ما عنده من الأفكار الشاذة والسم الزعاف والولاء لأهل البدع والكيد لأهل السنة ظناً منه أنه قد خلت الساحة له ولأتباعه بوفاة العلامة الوادعي رحمه الله حتى أنه قال <قد ولى زمن الخوف> قلت:
ومن ظن أن الحق ولى بمقبل فإن لنا في أرضنا ألف مقبل.
[13] وقد قال شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله - كلمة تكتب بماء الذهب -: <أركان الحزبية ثلاثة: الكذب، والتلبيس،والخداع،وفي لفظ والمكر> ا.هـ قلت: وهذه الأركان قد رأيناها مشاهدة في دعوة أبي الحسن.
[14] ومن ذلك قوله في الحب ابن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنه: <أسامة تعدى أصلًا من أصول السنة وهو الحكم بالظاهر والله يتولى السرائر..>ا.هـ كما في شريطه "حقيقة الدعوة" وقال أيضاً: <وشوف شوف العاطفة مستحكمة في نفس أسامة ويقسم على ذلك بالله> ا.هـ كما في شريطه "رفع الحجاب" ووصفه للصحابة في يوم حنين بالغثائية كما في شريط رقم (5) وجه أ، من الجلسة التي كانت في مأرب.
وقوله في شريط حقيقة الدعوة: فلما تكلم خالد في الصحابة ولما تكلم غيره قال دعوا لي أصحابي وقال لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً كل يوم - كذا قال - ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. السابقون السابقون لهم فضل أم الأصاغر الأراذل تحت الأقدام دائماً، لما رأى من أصحابه من يريد أن يتكلم في الأوائل قال دعوا لي أصحابي وكلهم اصحابه ولكن اصحابي الصادقين دعوهم لي. ا.هـ
قلت: وإنما ذكرت ذلك بياناً لحقيقة وقوعه في هذا الخطأ الفاحش، وبياناً لتخطئة من دافع عنه بباطل، والله المستعان.
[15] مثل ثنائه على سيد قطب وأنه لم يقل بالحلول ووحدة الوجود ،ومثل ثنائه على عبد المجيد الزنداني، وعايض القرني، وعبد الله السبت، ودفاعه المستميت عن المغراوي، وغيرهم كثير ممن أثنى عليهم.
[16] أي أن أبا الحسن يرى أنه قد بلغ مرتب من الاجتهاد لا يقبل فيها جرح عالم من أهل السنة لرجل من أهل البدع حتى يقف على ذلك بنفسه خشية أن يقع في التقليد لفلان أو علان.
تعليق