بسم الله الرحمن الرحيم
سقوا أرضها دمعاً قبيل وداعها
عــــجــبـــــت لصلــــح في زمــــــان العجائــب *** قـــضى بأعـــاجيــــــب الزمان الغرائــــــب
قـضى بقضاءٍ جار فيـــــه وما اهتـــــــدى *** لصلــــح سديــــد للجميـــع وصائـــــب
يسمونــــــه صلحـــــــاً على الخير والهدى *** وليس بصلــحٍ للمســــرات جـــالـــــب
ولكـــن عسى أن نكـــــره الشيء برهـــــة *** وفيـــه من الخيـــرات أحلى المطالـــب
لـــقـــد نزلــــت بالمسلميــــن مصيبـــــــــة *** وكارثــــــة تحيي جميــــع المـصائـــب
وحادثة لـــــم يشهــــــد الــعصر مثلهـــــا *** إذا مـــا رآهــــا مـــن جميـــع الجوانب
فــلـــو قـــيـــل لي مات الوليــــد ووالـــدي *** وأمي وإخــــواني وكـــل الأقــــــــارب
لــهــان عليًَِِّ الخــطــب مـن فقـــد قلعـــــة *** سرى نورهـــا في كل شـــرق وغارب
أتاها محـــبـــو العــــلــم مــن كــل بقــعـــة *** وهانت لأجل الله كـــــــل المـصاعـــب
كــأني بطـــــلاب الـــحــديـث توجـهــــــوا *** من القلعــــــة الشماء نحــو المــراكــب
لهـــــم زفــــرات والــدمــوع غــزيــــــرة *** تُكفكف من ظلـــــم العـــدو المحـــارب
تــــــودع دمـــــاج الحــبيـــبـــة بعـــد مـــا *** قضوا ذكريات في السنييــن الذواهـــب
سقــوا أرضهـــا دمعـــاً قبيـــل وداعـــهـــا *** وجادت عـــيون بالدمــــوع السواكـــب
وداعــــا وداعـــا قــــلعـــــة العلــم والهدى *** فقد كنت مأوى كـــــل شيـــخ وطالـــب
تذكـــرت أيامـــا مــضــت كـــنت ألــتــقي *** مع الإخوة الأخيار خيـــر الحـــبائـــب
ونقــــطـــف مــــن علـــم الشيـــوخ فوائـدا *** وتستبـــــــق الأقــــلام نحــو المكاتـــب
وكم حلقة للعـــــلــم بالخــيـــر أشــرقـــت *** بنور الهدى تجلي ســـــواد الغــياهـــب
تــربي رجـــــالا ثابتيـــن عـــلى الــهـــدى *** أذاقوا العـــداء بالمرهــفات القواضــب
(يموتون مــوت العـــز في حومـــة الوغى *** إذا مـــات أهـــل الجبن بين الكواعـب)
أذاقــــــوا البغاة النـــوك مــرا وعلــقــمـــا *** إذا ما أتــــــوا جمعـــا لنيــل المـــآرب
فــــــولى عــــدو الله رنـــقـــا مذمــمــــــــا *** وفرت جيوش الــغي مثـــــل الثعالـــب
وقـــــدر رب الكــــــون جــــــل جــــلالــه *** بهجرة أهل الرشــــد أهـــل المناقـــــب
كــــما قـــدر الرحــمـــن مــن قبل هجـــرة *** لصفوة خير الخلــق إذ قــال صاحـــبي
ودعــــك أخــــا الإســــــلام مـــن لوم لائم *** ولا تلتـــــفـــت للأمــنيـــات الكـــواذب
لــنـــا ملـــتــقى يـــــوم الحساب وموعـــــد *** ونرجوا من الرحمــن حسن العــواقــب
إذا وضــــع الجـــبـــــار ميـــــزان قسطــه *** لينتصر المظلـــوم من ظــلم غاصـــب
وصـــــلَّ إلــــه الكـــــــون ما سبح الورى *** وما جــــاد مـــزن بالغيــوث السواكـب
على المصطفى المبعوث بالنور والهــــدى *** وآلــــــه والأصحـــاب أهــل المناقــب
شعر/ أبي محمد جميل المليكي
مسجد السنة بمدينة الشرق ــ آنس ــ
تعليق