أحببتها كيف تبغوني أُفارقُها *** وحبها في فؤادي ماكثٌ فيها
أحببتها لا تلوموني على حبي *** أحببتها إنّ قلبي هائم فيها
أحببتها كيف لا والنور في قلبي *** بإذن ربي أتاني من أياديها
لها جمالٌ يشدُّ القلب َ والهممَ *** وزينةٌ زانها الرحمنُ باريها
تزينت في كتاب الله والسننِ *** تزينت بالإمام الفذ بانيها
تزينت بمصابيحَ بها ظهرت *** تزينتْ بنجومٍ لألأت فيها
فشعَ نورُالهدى في الشرقِ والغربِ***حتى غدت لا ترى مثلاً يساويها
فغاظ هذا رؤوس الكفر عن كثبٍ*** فكادوا كيدًا ومدوا من يعاديها
حربًا حصارًا وتدميرًا وإجرامًا *** قتلًا ورعبًا وترويعًا لمن فيها
ستٌ وتسعون يومًا دأبهم هذا *** فأعلنت لجنةُالصلحِ مساعيها
فوقّفوا الحربَ من تسْعٍ إلى الصبح*** وياتي الجيشُ يحرسُها ويحميها
وقد تفاجئت جدًا حينَ أُخبرتُ*** بأننا سوف نخرجُ من أراضيها
كأن قلبي بحرِ النارِ قد شُعِلَ*** وخارَ جسمي وقد في كبدي ما فيها
والنومُ قد غابَ عن عيني وأرقّني*** ما جاءني كيف من أحببت أُؤذيها
دماج يا قلعةٌ للعلم من زمنٍ *** ما لمت من بِدمٍ من دمعِ يبكيها
كم ذكرياتٍ لنا فيها مع الحَبْرِ *** كم ذكريات ٍ فلا الأيامُ تُنسيها
كم ذكرياتٍ مع القرآن والكتبِ*** اسْمَعْ وأسمِع كذا الأوقات نقضيها
صومًا قيامًا وتسبيحًا وتهليلًا *** وأخْذَ علمٍ وتدريس لساعيها
كم ذكرياتٍ لنا فيها مع الأحباب*** في الله ، اللهُ يحمي من بقي فيها
لنا بها إخوةٌ لله قد جادوا *** بالروح فاستشهدوا هم في أراضيها
يرحمهمُ الله هم أحبابنا رحلوا *** ونحن قد جاءنا أمرٌ نجافيها
فيا وداعًا وداعًا ياحبايبنا *** أستودع الله دارًا أو أُواسيها
وأضبط النفس مِنْ همٍ ومن حزنٍ***واستعين ُ برب العرش با ريها
فحين توديعي المحبوب أرتعشُ*** وما بقلبي عيوني لا تداريها
أبو حسين اليافعي
تعليق