رثاءٌ وعتاب لبعض ذوي الهيئات والألقاب
ألا صُبَّ الدموع على كمالِ *** ولا تبخلْ بتأبين الرجالِ
على البذل الذي قد كان منهم *** من الأرواح في ساحِ النزالِ
ومن دون الحمى كانوا أسوداً *** فرائسها من الحُمُرِ الغوالي
على التوحيد قد عاشوا وماتوا *** وذادوا عنه بالسمر العوالي
سقى الجَدَثَ الذي أصبحتَ فيهِ *** ذَنوباً من ندى السحب الثقال
فكن يا قبره برّاً رحيماً *** به كالأم في نبل الخلال
وكن يا قبره رَوحا عليه *** فقد كان الفتى دَمِثَ الخصال
وقد كان الفقيدُ نسيمَ رَوحٍ *** يهب على المجالس كالشمال
وقد كان الفقيدُ سميرَ بحثٍ *** على الدُّر المثقَّبِ واللآلي
وقد كان الفقيد هلال فضلٍ *** هوى قبل التمام إلى الزوال
يعز علي أن يودى كمال *** على أيديهم وسوى كمال
ولكن الشهادة خير تاجٍ *** يتوَّجه العظيم من الرجال
فنرجو اللهَ أن يحظى لديه *** برزق لم يمر بأي بال
ونرجو اللهَ مغفرةً لذنبٍ *** وذكرا في الحياة والمآل
ولولا ذاك ما الحوثي لدينا *** يساوى بالرخيص من النعال
وملء الأرض منه لا يساوَوْا *** إذا عُدُّوا بأوباش الموالي
ولكنا غدونا في زمانٍ *** به عدُّ التنابل كالطوال
وإلا كيف تنفق عند قوم *** دعاوى رافضيٍ باحتيالِ
على قوم همُ عبَّادُ ليلٍ *** وصوامُ النهار بلا كلالِ
وما عُرفوا بشر قط يوما *** ولا نادوا بتغيير لوالي
وأغمد ربنا بهم سيوفا *** من الأجفان سلت للقتالِ
فمن ذا مثلهم نصحوا لقومي *** ووجهُ الأرضِ يرجف بالضلالِ
فما للقومِ لم يوقظ ضميرا *** بهم صوت الأنين من النكالِ
وأصواتُ القذائفِ مفزعاتٍ *** تصكُّ سماء رباتِ الحجَال
بلا ذنبٍ لهم غير التلقّي *** لأحكام الحرامِ أو الحلالِ
وغير الحفظ للقرآنِ يشدو *** به الطلابُ في جوف الليالي
وقول الشيخ: حدثنا فلان *** وقد صحَّ الحديثِ من اعتلالِ
نقول لمن يلي أمراً علينا *** مقالاً ليس من سُخفِ المقالِ
ولاةَ الأمر أنتم فانصفونا *** من الباغي بقولٍ أو فعالِ
فمن عنا سيُسأل عند ربي *** سواكم يوم يُدلى بالسؤال
فإما أن تكفوا شرَّ قوم *** أحاطوا بالسهول وبالجبال
وإما أن تقولوا قد عجزنا *** فذودوا عن حماكم بالنصالِ
وأما أن تضل لكم لجانٌ *** تسير من اليمين إلى الشمال
ولم تدفع عن المظلوم ضيماً *** ولا تركته يدفع عن حِلال
فهذا غير مقبول لدينا *** وعند الصالحين من الرجال
وأعجب ما سمعناه أخيرا *** هو الفتوى لأصحاب المعالي
بأن الأمر في دماج دفعٌ *** وليس لغير دماج بحالِ
كأن دخول دماجٍ يسيرٌ *** عليكم لا يعد من المحال
لغير الخلق من مَلَكٍ وجنٍّ *** وممن ينزلون على المظالِ
وإلا فانفذوا إن كان سهلا *** عليكم بالعيون من التلال
تروا أن القرود لهم حصارٌ *** على دماجَ يغري بالنضال
أبو عمر عبد الكريم الجعمي
20 / ذي الحجة / 1434هـ
ألا صُبَّ الدموع على كمالِ *** ولا تبخلْ بتأبين الرجالِ
على البذل الذي قد كان منهم *** من الأرواح في ساحِ النزالِ
ومن دون الحمى كانوا أسوداً *** فرائسها من الحُمُرِ الغوالي
على التوحيد قد عاشوا وماتوا *** وذادوا عنه بالسمر العوالي
سقى الجَدَثَ الذي أصبحتَ فيهِ *** ذَنوباً من ندى السحب الثقال
فكن يا قبره برّاً رحيماً *** به كالأم في نبل الخلال
وكن يا قبره رَوحا عليه *** فقد كان الفتى دَمِثَ الخصال
وقد كان الفقيدُ نسيمَ رَوحٍ *** يهب على المجالس كالشمال
وقد كان الفقيدُ سميرَ بحثٍ *** على الدُّر المثقَّبِ واللآلي
وقد كان الفقيد هلال فضلٍ *** هوى قبل التمام إلى الزوال
يعز علي أن يودى كمال *** على أيديهم وسوى كمال
ولكن الشهادة خير تاجٍ *** يتوَّجه العظيم من الرجال
فنرجو اللهَ أن يحظى لديه *** برزق لم يمر بأي بال
ونرجو اللهَ مغفرةً لذنبٍ *** وذكرا في الحياة والمآل
ولولا ذاك ما الحوثي لدينا *** يساوى بالرخيص من النعال
وملء الأرض منه لا يساوَوْا *** إذا عُدُّوا بأوباش الموالي
ولكنا غدونا في زمانٍ *** به عدُّ التنابل كالطوال
وإلا كيف تنفق عند قوم *** دعاوى رافضيٍ باحتيالِ
على قوم همُ عبَّادُ ليلٍ *** وصوامُ النهار بلا كلالِ
وما عُرفوا بشر قط يوما *** ولا نادوا بتغيير لوالي
وأغمد ربنا بهم سيوفا *** من الأجفان سلت للقتالِ
فمن ذا مثلهم نصحوا لقومي *** ووجهُ الأرضِ يرجف بالضلالِ
فما للقومِ لم يوقظ ضميرا *** بهم صوت الأنين من النكالِ
وأصواتُ القذائفِ مفزعاتٍ *** تصكُّ سماء رباتِ الحجَال
بلا ذنبٍ لهم غير التلقّي *** لأحكام الحرامِ أو الحلالِ
وغير الحفظ للقرآنِ يشدو *** به الطلابُ في جوف الليالي
وقول الشيخ: حدثنا فلان *** وقد صحَّ الحديثِ من اعتلالِ
نقول لمن يلي أمراً علينا *** مقالاً ليس من سُخفِ المقالِ
ولاةَ الأمر أنتم فانصفونا *** من الباغي بقولٍ أو فعالِ
فمن عنا سيُسأل عند ربي *** سواكم يوم يُدلى بالسؤال
فإما أن تكفوا شرَّ قوم *** أحاطوا بالسهول وبالجبال
وإما أن تقولوا قد عجزنا *** فذودوا عن حماكم بالنصالِ
وأما أن تضل لكم لجانٌ *** تسير من اليمين إلى الشمال
ولم تدفع عن المظلوم ضيماً *** ولا تركته يدفع عن حِلال
فهذا غير مقبول لدينا *** وعند الصالحين من الرجال
وأعجب ما سمعناه أخيرا *** هو الفتوى لأصحاب المعالي
بأن الأمر في دماج دفعٌ *** وليس لغير دماج بحالِ
كأن دخول دماجٍ يسيرٌ *** عليكم لا يعد من المحال
لغير الخلق من مَلَكٍ وجنٍّ *** وممن ينزلون على المظالِ
وإلا فانفذوا إن كان سهلا *** عليكم بالعيون من التلال
تروا أن القرود لهم حصارٌ *** على دماجَ يغري بالنضال
أبو عمر عبد الكريم الجعمي
20 / ذي الحجة / 1434هـ
تعليق