بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة لأحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء قالها في وداع رمضان
وتحتوي على كلام باطل وقد رد عليه الدكتور جابر قميحة
وهاكم القصيدة والرد عليها
قصيدة شوقي
رَمَضانُ وَلّى هاتِها ياساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلىمُشتاقِ
ما كانَ أَكثَرَهُ عَلىأُلّافِها وَأَقَلَّهُ في طاعَةِالخَلّاقِ
اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِبَواقي
بِالأَمسِ قَد كُنّا سَجينَيطاعَةٍ وَاليَومَ مَنَّ العيدُبِالإِطلاقِ
ضَحِكَت إِلَيَّ مِنَ السُرورِ وَلَمتَزَل بِنتُ الكُرومِ كَريمَةَالأَعراقِ
هاتِ اِسقِنيها غَيرَ ذاتِعَواقِبٍ حَتّى نُراعَ لِصَيحَةِالصَفّاقِ
صِرفاً مُسَلَّطَةَ الشُعاعِكَأَنَّما مِن وَجنَتَيكَ تُدارُوَالأَحداقِ
حَمراءَ أَو صَفراءَ إِنَّكَريمَها كَالغيدِ كُلُّ مَليحَةٍ بِمَذاقِ
وَحَذارِ مِن دَمِها الزَكِيِّتُريقُهُ يَكفيكَ يا قاسي دَمُالعُشّاقِ
لا تَسقِني إِلّا دِهاقاًإِنَّني أُسقى بِكَأسٍ في الهُمومِدِهاقِ
فَلَعَلَّ سُلطانَ المُدامَةِمُخرِجي مِن عالَمٍ لَم يَحوِ غَيرَنِفاقِ
وَطَني أَسِفتُ عَلَيكَ في عيدِالمَلا وَبَكَيتُ مِن وَجدٍ وَمِنإِشفاقِ
لا عيدَ لي حَتّى أَراكَبِأُمَّةٍ شَمّاءَ راوِيَةٍ مِنَالأَخلاقِ
ذَهَبَ الكِرامُ الجامِعونَلِأَمرِهِم وَبَقيتُ في خَلَفٍ بِغَيرِخَلاقِ
أَيَظَلُّ بَعضُهُمُ لِبَعضٍخاذِلاً وَيُقالُ شَعبٌ في الحَضارَةِ راقي
وَإِذا أَرادَ اللَهُ إِشقاءَالقُرى جَعَلَ الهُداةَ بِها دُعاةَشِقاقِ
العيدُ بَينَ يَدَيكَ يا اِبنَمُحَمَّدٍ نَثَرَ السُعودَ حُلىً عَلىالآفاقِ
وَأَتى يُقَبِّلُ راحَتَيكَوَيَرتَجي أَن لايَفوتَكُما الزَمانَتَلاقِ
قابَلتُهُ بِسُعودِ وَجهِكَوَالسَنا فَاِزدادَ مِن يُمنٍ وَمِنإِشراقِ
فَاِهنَأ بِطالِعِهِ السَعيدِيَزينُهُ عيدُ الفَقيرِ وَلَيلَةُالأَرزاقِ
يَتَنَزَّلُ الأَجرانِ فيصُبحَيهِما جَزلَينِ عَن صَومٍ وَعَنإِنفاقِ
إِنّي أُجِلُّ عَنِ القِتالِسَرائِري إِلّا قِتالَ البُؤسِوَالإِملاقِ
وَأَرى سُمومَ العالَمينَ كَثيرَةً وَأَرى التَعاوُنَ أَنجَعَالتِرياقِ
قَسَمَت بَنيها وَاِستَبَدَّتفَوقَهُم دُنيا تَعُقُّ لَئيمَةُالميثاقِ
وَاللَهُ أَتعَبَها وَضَلَّلَكَيدَها مِن راحَتَيكَ بِوابِلٍغَيداقِ
يَأسو جِراحَ اليائِسينَ مِنَالوَرى وَيُساعِدُ الأَنفاسَ فيالأَرماقِ
بَلَغَ الكِرامُ المَجدَ حينَ جَرَوالَهُ بِسَوابِقٍ وَبَلَغتَهُبِبُراقِ
وَرَأَوا غُبارَكَ في السُها وَتَراكَضوا مَن لِلنُجومِ وَمَن لَهُمبِلَحاقِ
مَولايَ طِلبَةُ مِصرَ أَن تَبقىلَها فَإِذا بَقيتَ فَكُلُّ خَيرٍباقِ
سَبَقَ القَريضُ إِلَيكَ كُلَّمُهَنِّئٍ مِن شاعِرٍ مُتَفَرِّدٍسَبّاقِ
لَم يَدَّخِر إِلّا رِضاكَ وَلا اِقتَنى إِلّا وَلاءَكَ أَنفَسَالأَعلاقِ
إِنَّ القُلوبَ وَأَنتَ مِلءُصَميمِها بَعَثَت تَهانيها مِنَالأَعماقِ
وَأَنا الفَتى الطائِيُّ فيكَوَهَذِهِ كَلِمي هَزَزتُ بِها أَباإِسحاقِ
ما كانَ أَكثَرَهُ عَلىأُلّافِها وَأَقَلَّهُ في طاعَةِالخَلّاقِ
اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِبَواقي
بِالأَمسِ قَد كُنّا سَجينَيطاعَةٍ وَاليَومَ مَنَّ العيدُبِالإِطلاقِ
ضَحِكَت إِلَيَّ مِنَ السُرورِ وَلَمتَزَل بِنتُ الكُرومِ كَريمَةَالأَعراقِ
هاتِ اِسقِنيها غَيرَ ذاتِعَواقِبٍ حَتّى نُراعَ لِصَيحَةِالصَفّاقِ
صِرفاً مُسَلَّطَةَ الشُعاعِكَأَنَّما مِن وَجنَتَيكَ تُدارُوَالأَحداقِ
حَمراءَ أَو صَفراءَ إِنَّكَريمَها كَالغيدِ كُلُّ مَليحَةٍ بِمَذاقِ
وَحَذارِ مِن دَمِها الزَكِيِّتُريقُهُ يَكفيكَ يا قاسي دَمُالعُشّاقِ
لا تَسقِني إِلّا دِهاقاًإِنَّني أُسقى بِكَأسٍ في الهُمومِدِهاقِ
فَلَعَلَّ سُلطانَ المُدامَةِمُخرِجي مِن عالَمٍ لَم يَحوِ غَيرَنِفاقِ
وَطَني أَسِفتُ عَلَيكَ في عيدِالمَلا وَبَكَيتُ مِن وَجدٍ وَمِنإِشفاقِ
لا عيدَ لي حَتّى أَراكَبِأُمَّةٍ شَمّاءَ راوِيَةٍ مِنَالأَخلاقِ
ذَهَبَ الكِرامُ الجامِعونَلِأَمرِهِم وَبَقيتُ في خَلَفٍ بِغَيرِخَلاقِ
أَيَظَلُّ بَعضُهُمُ لِبَعضٍخاذِلاً وَيُقالُ شَعبٌ في الحَضارَةِ راقي
وَإِذا أَرادَ اللَهُ إِشقاءَالقُرى جَعَلَ الهُداةَ بِها دُعاةَشِقاقِ
العيدُ بَينَ يَدَيكَ يا اِبنَمُحَمَّدٍ نَثَرَ السُعودَ حُلىً عَلىالآفاقِ
وَأَتى يُقَبِّلُ راحَتَيكَوَيَرتَجي أَن لايَفوتَكُما الزَمانَتَلاقِ
قابَلتُهُ بِسُعودِ وَجهِكَوَالسَنا فَاِزدادَ مِن يُمنٍ وَمِنإِشراقِ
فَاِهنَأ بِطالِعِهِ السَعيدِيَزينُهُ عيدُ الفَقيرِ وَلَيلَةُالأَرزاقِ
يَتَنَزَّلُ الأَجرانِ فيصُبحَيهِما جَزلَينِ عَن صَومٍ وَعَنإِنفاقِ
إِنّي أُجِلُّ عَنِ القِتالِسَرائِري إِلّا قِتالَ البُؤسِوَالإِملاقِ
وَأَرى سُمومَ العالَمينَ كَثيرَةً وَأَرى التَعاوُنَ أَنجَعَالتِرياقِ
قَسَمَت بَنيها وَاِستَبَدَّتفَوقَهُم دُنيا تَعُقُّ لَئيمَةُالميثاقِ
وَاللَهُ أَتعَبَها وَضَلَّلَكَيدَها مِن راحَتَيكَ بِوابِلٍغَيداقِ
يَأسو جِراحَ اليائِسينَ مِنَالوَرى وَيُساعِدُ الأَنفاسَ فيالأَرماقِ
بَلَغَ الكِرامُ المَجدَ حينَ جَرَوالَهُ بِسَوابِقٍ وَبَلَغتَهُبِبُراقِ
وَرَأَوا غُبارَكَ في السُها وَتَراكَضوا مَن لِلنُجومِ وَمَن لَهُمبِلَحاقِ
مَولايَ طِلبَةُ مِصرَ أَن تَبقىلَها فَإِذا بَقيتَ فَكُلُّ خَيرٍباقِ
سَبَقَ القَريضُ إِلَيكَ كُلَّمُهَنِّئٍ مِن شاعِرٍ مُتَفَرِّدٍسَبّاقِ
لَم يَدَّخِر إِلّا رِضاكَ وَلا اِقتَنى إِلّا وَلاءَكَ أَنفَسَالأَعلاقِ
إِنَّ القُلوبَ وَأَنتَ مِلءُصَميمِها بَعَثَت تَهانيها مِنَالأَعماقِ
وَأَنا الفَتى الطائِيُّ فيكَوَهَذِهِ كَلِمي هَزَزتُ بِها أَباإِسحاقِ
الرد على القصيدة
في وداع رمضان لا يا أمير الشعراء *
الدكتور جابر قميحة
رمضانُ ودَّع وهو في الآماق *** يا ليته قد دام دون فراقِ(1)
ما كان أقصَرَه على أُلاَّفِه *** وأحبَّه في طاعةِ الخلاق
زرع النفوسَ هدايةً ومحبة *** فأتى الثمارَ أطايبَ الأخلاق
«اقرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها *** عطرًا على الهضبات والآفاق
ولِليلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها *** عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّاق
فيها الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا *** حتى مطالعِ فجرِها الألاق
في العامِ يأتي مرةً..لكنّه ..*** فاق الشهورَ به على الإطلاق
شهرُ العبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى *** شهرُ الزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
لا يا أمير الشِّعر ما ولَّى الذي *** آثاره في أعمقِ الأعماق
نورٌ من اللهِ الكريمِ وحكمةٌ *** علويةُ الإيقاعِ والإشراق
فالنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ *** من مأثم ومَجانةٍ وشقاقِ
لا يا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَن صامَ في رمضانَ صومَ نفاقِ
فإذا انتهتْ أيامُه بصيامِها *** نادى وصفَّق (هاتها يا ساقي)
(الله غفار الذنوب جميعها *** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقي)(2)
عجبًا!! أيَضْلَع في المعاصِي آثمٌ *** لينالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟
أنسيتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه *** حينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟
وترى المنافقَ في ثيابِ مهانةٍ *** ويُساقُ للنيرانِ شرَّ مساقِ
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي ***رمضانُه في زُمْرة الفسَّاق
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** منع الطعام، وهمه في الساقي
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها *** وكأنه عبدٌ بلا.. إعتاق
الصومُ تربيةٌ تدومُ مع التُّقَى *** ليكونَ للأدواءِ أنجعَ راقي(3)
هو جُنةٌ للنفس من شيطانِها *** ومن الصغائرِ والكبائرِ واقي(4)
الصومُ - يا شوقي إذا لم تدْرِه *** نورٌ وتقْوى وانبعاثٌ راقي(5)
واسمع - أيا من أمَّروهُ بشعره *** ليس الأميرُ بمفسدِ الأذواق
إن الإمارةَ قدوةٌ وفضيلةٌ *** ونسيجُها من أكرمِ الأخلاق
والشعرُ نبضُ القلبِ في إشراقِهِ *** لا دعوةٌ للفسقِ.. والفسَّاق
والشعر من روح الحقيقة ناهلٌ *** ومعبِّرٌ عن طاهرِ الأشواقِ
فإذا بَغَى الباغى بدتْ كلماتُه *** كالساعِرِ المتضرِم.. الحرَّاق
وإذا دعتْه إلى الجمال بواعثٌ *** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ(6)
لكنه يبقى عفيفًا.. طاهرًا.. *** كالشّهدِ يحلو عند كلِّ مذاق
رمضانُ - يا شوقي - ربيعُ قلوبنا *** فيها يُشيعُ أطايبَ الأعباق(7)
إن يمْضِ عشنا أوفياءَ لذكِره *** ويظلُّ فينا طيّبَ الأعْراق
ـــــــــــــــــــ
الهوامش:
* نظمتُ هذه القصيدة معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي يقول فيها:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
(1) الآماق: العيون.
(2) ما بين القوسين من قصيدة شوقي
(3) راقي «من الرقية» أي معالج.
(4) جنة (بضم الجيم) وقاية وحماية. وفى الحديث النبوي «الصوم جنة».
(5) راقي: سام رفيع.
(6) زرباب وإسحاق من أشهر موسيقيي العرب.
(7) الأعباق: جمع عَبق: وهو الرائحة الطيبة.
والحمد لله رب العالمين
تعليق