| فهذه قصيدة طيبة بعنوان الأجر والثواب في تسلية المصاب |
| لك الحمد يا ألله سرا وجهرة | على كل خير ناله كل طالب | ||
| فأنت الذى منه الفلاح ينالنا | وترجى الأمانى فى وجوه المطالب | ||
| وصل إلهى كل حين على الذى | هديت به للخير همة راغب | ||
| عجبت لمن يرجو النجاة بزعمه | وقد صار بالتقليد شر مشاغب | ||
| لقد جاوزوا بالفعل كل فضيلة | فكانو كمن يمشى بليل غياهب | ||
| أصاخوا لداعى البغى يوما فجرهم | إلى الغى فانقادت زمام الركائب | ||
| فمن صدق الأشرار باء بإثمه | ينال بذاك الفعل شر المثالب | ||
| ومن صدق الأبرار فاز بدينه | وحاز من الخيرات يمن المناقب | ||
| أخى إن دعاك القوم يوما إلى الردى | فلا تلتفت دوما إلى صوت ناعب | ||
| فمن قلد الأشخاص يوما رأيته | يداه على ذقن بسو ء العواقب | ||
| عجبت لدنيا الناس كيف يرونها | صفاء وهم فيها ورود المشارب | ||
| أرى المرء مذ يغرى بشىء من الغرى | يميل إلى الدنيا تمايل شارب | ||
| نعوذ برب العرش من شر فتنة | يصير بها المفتون رهن المصائب | ||
| أرى المرء إن زلت عن الحق نفسه | تجذبه الخوان من كل جانب | ||
| أسأتم لدار الشيخ مقبل ويحكم | وعبتم فجرأتم بذا كل عائب | ||
| فخبتم وخاب الكل ممن لها قلا | وزادت بذاك الطعن أعلى المراتب | ||
| فما زال دماج عزيزا وشامخا | على الرغم من كيد الحسود المراقب | ||
| وما زال شيخ الدار يحي منافحا | عن الدين لايرضى بشخص مشاغب | ||
| حريصا على دين حريصا على الورى | خبيرا بأهل الشر بعد التجارب | ||
| فدماج يحيها بفضل إلاهنا | ويحي محياها على رغم خائب | ||
| وبالحق قوالا رفيقا مناصحا | ونهاجه دوما على دأب دائب | ||
| ففى النصح خير للورى من مناصح | حكيم يدل الناس فى رأى ثاقب | ||
| ولو لم يكن فى الناس من هو ناصح | لقادتهم الأهوا صعاب المراكب | ||
| فنفسى لدماج فداء وأهلها | وطلابها والشيخ من كل شائب | ||
| فدماج لاترضى صديقا مخادعا | ومن كان ذا نفس كنفس الثعالب | ||
| ودماج لا ترضى لئيما بطبعه | خبيثا له لسع كلسع العقارب | ||
| الا ياسلمى دماج من شر حاسد | وقاك إله الخلق شر المصائب | ||
| إلى الله نشكو من عقوق وجفوة | ومن كل من يسعى بسوء المآرب | ||
| فيا أيها العادى على الدار إنما | يجازى على الأحسان حسن المناقب | ||
| سقيت معينا صافيا من معينها | وبؤت عيشا طيبا من أطايب | ||
| ألم تك فى غى وبعد وغفلة | وتيه مع الضلال أهل التلاعب | ||
| فجئت إليها راغبا تبتغى الهدى | فنلت به فى الناس أزكى المراتب | ||
| فصبرا أيا دماج صبرا على البلا | فإن مصير الصبرنيل المطالب | ||
| لك الله يا دماج من كل حاسد | ودمت بإذن الله عز الجوانب | ||
| وما حق باغيك من الشرحسبه | وقد بان أن العار شر العواقب | ||
| نشرت على الدنيا ضياء وبهجة | ونورا على الأرجا مزيل الغياهب | ||
| عتبت على قوم أرادوا لزهرها | ذبولا وما جاوزدت حد المعاتب | ||
| ومنهم بنى مرعى ومن قاد أمرهم | عنيت الوصابى من خذول وكاذب | ||
| فذاك الذى أفتى بتحريم رحلة | إلى دارنا دماج أرض الأطايب | ||
| فلا يعجبن الناس من سعى كاذب | فإن كذوب القوم جم العجائب | ||
| ولا يحسبن الله عنه بغافل | فعذ بإله الكون من شر كاذب | ||
| فدع عنك ما ترمى به الدار ظالما | ودع عنك تخذيلا لأهل المواهب | ||
| فما أنت بالراضى عن الدار إنما | تلاحظ عين منك لحظ المراقب | ||
| فلو ثاب عقل ما جرى منك ما جرى | ولا صرت موثوقا برهن المصائب | ||
| أمن بعد ما لم ترع للدار حرمة | وأطلقت أقوالا بها من عجائب | ||
| وجازيت دار الشيخ بالطن والقلا | فكنت بذا مثل المثيب المعاقب | ||
| حنانيك قد أيقنت لابد هالك | فلست لنا حقا بخل وصاحب | ||
| فلو كنت قد أحسنت نلت كرامة | ووفقت للنعما بدعوة طالب | ||
| ولكن قليت الدار سرا وجهرة | وابدت لنا عنكم لسان التجارب | ||
| دعيت إلى إصلاح ما قد هدمته | فلم يك من رد ولا من تجاوب | ||
| إلى الله نشكو ذا الفعالوإنما | يرى منك هذا من ضروب التلاعب | ||
| لقد طال عهد الناس فى ظل فتنة | أطاحت ببعض الناس أدنى المراتب | ||
| فخمسة أعوام تلاهن سادس | ونحن نعانى من عناء النوائب | ||
| فطورا من اللأشرار من آل شيعة | عليهم من الجبار كل المصائب | ||
| وطورا من الإخوان خوان نهجنا | وممن عرفنا من قريب وغائب | ||
| سلام على الدنيا سلا على الورى | إذا لم يكن فيها وفاء لصاحب | ||
| لقاء أحبائى على النور والهدى | ألذ وأغلى من لقاء الكواعب | ||
| وأصوات أقلامى على خط دفترى | ألذ وأحلى من لذيذ المشارب | ||
| نظم أبي عبد الرحمن : أحمد بن عبد الله الصبري |
|||