موت الأسود على أرض الوغى شرف
في رثاء الشيخ الهمام المجاهد
أبي حاتم سعيد بن دعاس اليافعي العدني
إني سأرثيك حتى ينفد الكلمُ *** أو يصرخ الشعر كي يبكي لك العلمُ
إني سأرثيك ما خطب رأيت بنا *** لكن خطوب بكت من هولها الأممُ
لما مضى الصبح والآصال قد ذهبت *** وأقبل الليل فانقادت له الظلم
لما ولما رأيت الشمس قد غربت *** أتاك غدر العدى والنار تضطرم
كأن شمس الضحى تبكيك قائلة *** ودمعها في سماء الكون ينسجم
يا ليتني لم أغب عنه فيا أسفي *** لكن ربي له الأقدار والحكم
قُتِلْتَ والعز من علياك مفتخر *** من الختام الذي تعلو له الهمم
قُتِلْتَ والجو من حول العدى حَرَقٌ *** لما رأوك على الهيجاء تبتسم
يا بسمة أشرق الليل البهيم لها *** وانزاح سَخْمٌ كما قد ولت الظلم
الله أكبر قد أسست رايتها *** فولول الحمر من ضحيان والرخم
سعيد مزقت أحفاد المجوس فما *** رأيتُ ظلا لهم فالقوم قد عُدموا
سعيد هل أُخْرِجَتْ من فيك عاصفةٌ *** فالرفض في لحظة يرمى وينهدم
وزلزلت كفك البيضاء سبعتهم *** إذ أقبلوا يحسبون النصر ذا لهم
فلم يروا غير ليث لا فرار به *** فالليث ليث إذ الذئبان قد هجموا
موت الأسود على أرض الوغى شرف *** وعزة ترتضيها الأسد لو علموا
(من لم يمت موت عز مات من كمد *** أو مات وهو على الأعقاب منهزم)(1)
أبو سعد أحمد البابكري العدني
يوم الجمعة
5 / شوال / 1433هـ
(1) هذا البيت مقتبس من قصيدة لأخينا الشاعر أبي عمر الجعمي -حفظه الله-
تعليق