رِسَــــالَةٌ
إِلَى أَدْعِيَاءِ السَّلَفِيَّةِ
وهنُ التحزبِ في الحُثالة بادي****وبِضَاعةُ العدنيِّ ذاتُ كسادِ
كانَ المؤمَّلُ أن يَكونَ مربِّياً*****وإلى طريقِ الحقِّ خيرَ منادي
فإذا بهِ يصبوا لأنتنِ فتنةٍ****وتحزبٍ وضلالةٍ وفسادِ
وإذا به يبدوا برايةِ فرقةٍ****في ثوبِ ذي زهدٍ وحُلَّة هادي
وسعى يطوفُ ربا البلادِ محزِّباً****ومُعصِّباً لحليمةٍ وسُعاد
ألأنَّ دماج الأبيَّةِ بدَّلتْ*****وإلى الجهالةِ والضَّلال تنادي
أرأيتَ ياعدَنيَّ في فَلواتِها******حاخامةََ الإِفرنجِّ والمُوسادِ
أوأبصَرتْ عنياكَ في ساحاتِها******عِلجاً بآفات الرَّذيلةِ حادي
أرأيت ياعدنيُّ بُغيةَ أهلِهاالدُّنـــ******ــــــــيا ونشوةَ لذَّةٍ ورُقادِ
أوأبصرَت عيناكَ هل في عُقرِها******لذوي الفسوقِ مراقصٌ ونوادي
فدعاكَ هذا الخطبُ نحوَ عداوةٍ******وتوغلٍ في الصَّدِّ والإرصاد
لم تُبده يوماً لأهلِ ضلالةٍ******أو عُشرَهُ لذوي خنىً وفساد
وبَقيتَ في وهنِ الخَذيلةِ حِقبةً******وبرودة الأحشاءِ والأكباد
ما سطَّرت يوماً يداك نضال مبــ******ـــــتدع ولم تبدِ عداوةَ عادي
وغدوتَ في حربٍ لدعوةِ مقبلٍ******ولداره ونسيتَ نشأ رشاد
أُفٍ لسمتٍ زائفٍ ولرقة******في جوفها سمًّ العداوةِ غادي
فلسمتِ غزَّالٍ وغمضةِ عينهِ******تبَّت يدا عمروٍ بفقدِ رشاد
ما غمضةُ العينينِ والإطراقٌ في******دين الإلهِ بِخُلَّةِ الزُّهادِ
كلا ولا تأنسْ بنغمةِ ماكرٍ******جعل التباكي سُلَّمَ الإفسادِ
حيناً هنا وهناكَ حيناً يسكبُ*****العــــــــبرات يرقبُ صولةَ النُّقَّادِ
فإذا انتهت حِممُ المعاركِ وانجلت******فيروغُ كالسِّرحان بعدَ تمادي
ويقولُ إنِّي كنتُ في صولاتِكم******أرجو عزيزَ النَّصرَ يومَ جِلاد
ومن العجائبِ أن تراهُ مفرَّق الـــ******ــــوجهاتِ يسعى في المَحافِلِ هادي
وتراهُ في تعسِ التَّذبذُبِ عائِراً******ومُشتَّتاً تُغريهِ نغمةُ حادي
كم يُظهِرُ الإنصافَ في منهاجه******حذراً ونارُ الشَّرِّ تحتَ رماد
أغراكَ ياعدنيُّ عصبةُ فتنةٍ******أضحتُ تناوشُ عنك دونَ سداد
هي عُصبةٌ الحقدِ الدفينِ تفجَّرت******وإلى بُنيَّاتِ الطريقِ تُنادي
وتنعَّشت فيهم رواسبُ فتنةٍ******ظلمى فثارت بعدَ طولِ رُقاد
كالعبدليِّ وهل رأت عيناكَ******مثــــــلَ العبدليِّ وشرَّهُ المتمادي
شيخٌ يناهزُ حِجَّة الستِّنَ******ضلْــــلَ وقد دنا من دارةِ الألحاد
ضاقتْ به أنفاسُهُ بمناهِجِ*****الأســلافِ ثمَّ تحشْرجت بفؤاد
وكذا عبيدُ الجابريَّ أأبصَرت*****عنياكَ شيخاً طاشَ بعدَ رشاد
شيخٌ تفتَّى بعدَ شعلةِ شيبهِ*****يلهو بلعبةِ أحمدٍ وزياد
أعمى يقودُ على الطَّريقةِ مُبصِراً*****ودعيُّ رأيٍ بالسَّفاهة غادي
نصرَ الضَّلالةَ من سفاهةِ رأيه*****ونصرتُ نهجَ سرَاتِنا الأمجاد
أتراهُ ينهى عن منارةِ سنةٍ*****ملأت ربوع الأرضِ أعظمَ زاد
لا لن ترى فوقَ البسيطةِ مثلها*****بصفاءها ونقاءها المُرتاد
إذ ساسها يحيى الأمينُ بقوَّةٍ*****حقَّاً وصيُّ ابن الموسَّد هادي
ورِثَ الخلافةَ والجدارةَ بعده*****يتهدهدُ الأقرانَ يومَ جِلاد
هو في جبينِ العزِّ شامةُ عِزَّةٍ*****هو غُرَّةٌ في صَفحةِ الأمجاد
لولا كراهتُه الثَّناء لأشرقت*****أُفقٌ البسيطة من مديحِ مداد
أغراكَ ياعدنيُّ وابن أبيك*****أنــــــــْنَ العبدليَّ يجيشُ بالأحقاد
وظننتَ أن الجابريَّ وبغيَهُ*****سيفتُّ في الأحشاءِ والأكباد
إنَّا وربِّ البيتِ أسدُ كريهةٍ*****لسنا نهابُ وللنزال ننادي
فاللهُ ثبَّتنا ووفَّقَ جمعنا*****وهدى القُلوبَ ومنَّ بالإمداد
ولقد رأينا الحقَّ أعظمَ قوةٍ*****وسِواهُ في الهيجاءِ ثغرةُ عادي
لا لن نُفارقَ عزةَ الإنصافِ لا*****حتى نُوسَّدَ ظلمةَ الألحاد
لسنا نغضُّ الطرفَ عن ذي زلةٍ*****ونروغُ بالإرغاء والإرعاد
لكن نقولُ الحقَّ بعد نصيحةٍ*****ونَفُلُّ كلَّ مضلِّلٍ متمادي
لا العيشُ يحجُزنا وليس يردَّنا*****ملحٌ فدينُ الله خيرُ مراد
كلا ولا جاهُ التَّرأسِ همُّنا*****فيصدنا عن صولةٍ وجِلاد
أوَّاهُ ذا زمنٌ تغيَّرَ أهلُهُ*****إلا بقيَّة ثلةٍ وعباد
هذا يُداهنُ كي يُعطِّرَ ذِكرّهُ*****أو كي يُجَلَّ بِمحْفَلٍ ونوادي
وإذا رأى شرفاً يلوحُ بوِجهةٍ*****نسيَ الدَّعِيُّ تجَرُّدَ الأمجاد
وإذا بريقُ لعاعةِ الدُّنيا بدا*****فبقوةٍ يذرُ الهدى ويُعادي
ولئن فعلتُ وما أزالُ بمُهجتي*****فلقد ضللتُ وبالسَّفاهةِ غادي
سنظلُّ في فجِّ البريَّة قائلي*****حقاً وإن سخطت بنو الأحقاد
فلقد دَهَتنا للتحزبِ ثورةٌ*****تصبو لضربِ رواسيَ الأوتاد
لا للتميُّزِ نهجهم وصلابةِ*****الـــــــفاروقِ أو لتجرُّد الحماد
فإذا خَبتْ نيرانُ حِزْبِيةٍ غدت*****في إثرِها الأخرى بأخبثِ نادي
تصطادُ حيناً في حبائلِ فكرها*****قوماً وتبعِدُ ناضجَ الأحقاد
هذا وتطبخُ آخرينِ لوقعةٍ*****تدعُ الدعِيَّ يعيثُ بالإفساد
فاللهَ نسألُ أن يُثَبِّتَ ديننا*****حتى نُوَسَّدَ ظلمةَ الألحاد
تعليق