ما بعد الصلح
بلِّغِ الحوثيْ بأنا ثابتون *** نبتني معهدنا في ذي الحصونْ
معْ رجالٍ صدقوا في نهجهم *** قدّموا الأنفسَ للدين المصونْ
نجتني علم النبيْ في أرضنا *** نرتويه من ينابيع المتون
نقتفي دار ابن هادي منهجاً *** إنها يا إخوتي أمٌ حنون
ننشر العلم دواماً في الملا *** وإذا عدتم فإنا جاهزون
لا تظنوا أنّ بالصلح انتهى *** حلفَنا بل لهواكم واقفون
وسنبقى ها هنا درعاً إذا *** غَدَرَ الحوثيْ سقيناه المنون
في رباطٍ في اجتهادٍ دائما *** في رضا الرحمن حقاً عاكفون
أو ليس العلم درباً للعلا *** وحذارِي من هوى الدنيا الفتون
لا تفرقنا أقاويلُ العدى *** نحن خلف الحق في كلِّ الشؤونْ
أو ليس الشيخُ حقاً ناصحاً *** وأميناً رغم من أضحى خئون
قارعَ الأوغادَ أرجاس الورى *** قد حمى اللهُ به دارَ الفُنونْ
أو ليس الرفضُ راموا ظلمَها *** وأذاقوا أهلَها ريبَ المنونْ
فانبرى الأبطالُ في صدِّ العدى *** دحروهم مزقوا تلك الظنونْ
في جبال العزِّ في السهل انتهوا *** كجذوع النخلِ هلكى خامدونْ
آيةٌ واللهِ للناس غدوا *** أيَذلُ الرفضَ أصحابُ المتونْ؟!
إنه اللهُ الذي ألبسهم *** من صنوف الذلِّ لوناً بعد لونْ
هازمُ الكفارِ مهما حشدوا *** إنما أقدارُه كافٌ ونونْ
رام عبّادُ الخمينيْ هدمها *** جلبوا الأوغادَ والحمقى جنونْ
وأراد اللهُ شيئاً آخراً *** أمرُ من في هذه الدنيا يكونْ؟!
بشِّرِ الحوثي بأنا ها هنا *** في رباطٍ في رباطٍ ماكثون
شيخُنا الصلويْ أتانا عانيا *** لانتعاش العلم في أرض الزيونْ
في كتاف العزِّ نبني معهداً *** وسيبقى شامخاً طول القرونْ
في (الجزائرْ) قد علمتم بأسه *** ما يبالي الشيخُ من تلك السجونْ
فاستقُوا من علمه,من سمته *** إنه يا إخوتي غيثٌ هتونْ
في الوغى أنتم ليوثٌ قد رأى *** بأسَكم أهلُ الهوى والمحسنونْ
في الدجى أنتم رهابينُ الورى *** فيكمُ سفيانُ والشيخُ ابنُ عونْ
فهنيئاً لكمُ يا إخوتي *** قد أقرتْ منكمُ كلُّ العيونْ
نحمدُ الرحمنَ ربي كلما *** غرّد القمريُّ في تلك الغصونْ
شعر أبي سعيد أحمد بن سعيد باغوث الحضرمي
غرة رمضان 1433 هـ