إرجوزة : (نزهةُ الطَّرْفِ فِي المَنظُومِ منْ عِلْمِ الصَّرِفِ) لأبي عبد الرحمن عمر بن أحمد صبيح التريمي

[حسين بامنقر]

بسم الله الرحمن الرحيم

(نزهةُ الطَّرْفِ فِي المَنظُومِ منْ عِلْمِ الصَّرِفِ)

المُقدِّمَةُ:
الحَمْدُ لِلهِ لَهُ التقدِيرُ ... وهكذا التصريفُ و التدبيرُ
ذلَّتْ لَهُ القُلوبُ بالتوحيدِ ... ونَزَّهَتْهُ عَنْ حِمَى التَّنْدِيْدِ
[ثُمّ الصلاةُ بعدَ َحْمدِ الصَّمَدِ] ... على الرَّسولِ المُجْتَبَى المُؤَيَّدِ
وبعدُ فالتصريفُ كالعلومِ ... لهُ أصولٌ يا أولي الفُهُومِ
وحَدُّهُ: تحويلُ أَصْلٍ وَاحِدِ ... إلى مَعَانٍ تُرْتَجَى كَالوَاعِدِ
وحُكْمُهُ فَرْضٌ على الكِفَايَهْ ... وَهْوَ مِنَ الآلاتِ في الدِّرَايَهْ
وقد نَظَمْتُ هَذهِ المَنْظُومَهْ ... حتَّى أَتَتْ فَائِقَةً مَفْهُومَهْ
لِمَنْ يُرِيدُ نُبْذَةً فِي الصَّرْفِ ... تُعِينُهُ فِيْ نُطْقِهِ لِلْحَرْفِ
بَابُ الإبْدَالِ
أ ـ إبدالُ تَاءِ الافْتِعَاِل :طَاءً

وكُلُّ فِعْلٍ فِيْهِ (فَاءٌ) مُطْبَقُ ... تُبْدَلُ (طَاءً) فِي (افْتِعَالٍ) أَطْبَقُوا
وأَحْرُفُ الإِطْبَاقِ: (صَادٌ طَاءُ) ... مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ (ضَادٌ ظَاءُ)
تَقُولُ:يَا صَاحِ[اصْطَبِرْ] ثُمَّ [اتَّئِدْ] ... وهَكَذَا فِي الطَّرْدِ قَالُوا [مُطَّرِدْ]

ب ـ إبدالُ تَاءِ الافْتَعَالِ :دَالاً

وإِنْ تَكُنْ (فَاءُ افْتِعَالٍ) [دَالا] ... تُبْدَلُ فِيْهِ (التَّاءُ) أَيْضَاً [دَالا]
وهَكَذَا [الزَّايُ] كَذَا و[الذَّالُ] ... مُعْجَمَتَانِ فِيْهِمَا الإِبْدَالُ
تَقُولُ: حَدُّ الرَّجمِ فِيْهِ (مُزْدَجَرْ) ... وهَكَذَا القُرْآنُ فِيِْهِ (مَُّدكَرْ)

ج ـ إبْدَالُ الوَاوِ واليَاءِ :تَاءً

وإنْ تَكُنْ (فَاءُ) افْتِعَالٍ [ياءَا] ... أوْ [وَاوَاً] اقْلِبْهَا ـ بُنَيَّ ـ [تَاءَا]
تَقُولُ فِي(الوَصْلِ):[اتِّصَالاً وَاتَّصَلْ] ... وَحَقَّقَ المُؤْمِنُ خَيْرَاً وَ[اتَّكَلْ]

بَابُ :الادِّغَامِ وأِحْكامِهِ

والادِّغَامُ فِي الكَلامِ إنْ وَقَعْ ... فَوَاجِبٌ وَجَائِزٌ ومُمْتَنَعْ
فَوَاجِبٌ فِي [مَدَّ أَو يَمُدُّ] ... وهَكَذَا فِي [شَدَّ أَو يَشُدُّ]
فَإنْ جَزَمْتَ الفِعَْلَ جَازَ الفَكُّ ... وهَكَذَا فِي الأَمْرِ جَازَ الصَّكُّ
وقِيْلَ فِي (مَدَّ) (مَدَدْتُ الحَبْلا) ... وَ(هُنَّ يَمْدُدْنَ) فََخُذْ ذَا النَّقْلا
لأنَّهُ (بِالنُّونِ والتَّاءِ) اتَّصَلْ ... فَكانَ حقَّاً بَلْ لِزَامَاً يَنْفَصِلْ

بابٌ :في الإعْلالِ وأَنْواعِهِ

فَإنَّمَا الإعْلالُ تَأْثِيْرٌ وَقَعْ ... بِأَحْرُفِ العِلَّةِ فَافْهَمْ وَاسْتَمِعْ
يَكُونُ بِالقَلْبِ وبِالتَّسْكِيْنِ ... وهَكَذَا بِالحَذْفِ بَعْضَ الحِيْنِ
وأَدْخَلُوا الهَمْزَةَ فِي الإِعْلالِ ... وفِي قَضَايَا الصَّرْفِ والإِبْدَالِ
لأَنَّهَا تَعْتَلُّ كَالثَّلاثَهْ ... فَانْدَرَجَتْ فِي زُمْرَةِ الثَّلاثَهْ

الإعْلالُ بِالنَّقْلِ

فالأَصْلُ في (قََالَ يَقُوْلُ) [يَقْوُلُ] ... َووَزْنُهُُ عِنْدَ الثَّقاتِ [يَفْعُلُ]
وعِلَّةُ النَّقْلِ هِيَ الثِّقْلُ الجًلِيْ ... قدَْ كَانَ بِالنُّطْقِ بِهَا يَا ذَا الخَلِيْ
وهَكَذَا (بَاعَ يَبِيْعُ) [يَبْيِِعُ] ... وَوَزْنُهُ لِلأَصلِ ـ صَاحِ ـ يَرْجِعُ
والنَّقْلُ فِي (نَامَ يََِنَامُ) [يَنْوَمُ] ... زِيْدَ عَلَيْهِ القََلْبُ مَنْ ذَا يَفْهَمُ
وذَاكَ أنَّ (الوَاوَ) فِيْهَا فُتِحَتْ ... وعندَمَا مَا جَانَسَتْهَا قُلِبَتْ

الإعْلالُ بالحَذِفِ ومَوَاضِعُهُ:

والحَذْفُ إِعْلالٌ لهُ مواضعُ ... ثَلاثَةٌ مِنْ بَعْدِهِنَّ رَابِعُ
أ ـ مُضَارِعٌ [لأَِفْعَلَ] :[يؤفْعِلُ] ... ثمَّ بَِِحذفِ الهَمْزِ صَارَ [يُفْعِلُ]
وقد أتى (الفَاعِلُ) مِنْهُ [مُفْعِلا] ... وهَكَذَا (المَفْعُول) كَانَ [مُفْعَلا]
تَصُوغُ مِْن (أَكْرِمَ) فِعْلاً [يُكْرِمُ] ... و(فَاعِلاً) مِنْهُ تَقُولُ: (مُكْرِمُ)
ب ـ و(الفاءُ) فِي كُلِّ مثالٍ (كَوَعَدْ) ... تُحْذَفُ في(الأمْرِ)كَذَا وفي (يَعِدْ)
وهَكَذَا في مَصْدَرٍ مِنْهُ متى ... كانَ عَلَى (فِعْلَةَ) وزناً قَدْ أتَى
ج ـ وجوَّزوا في [ظلَّ] إن أسندتَهُ ... إلى ضميرِ الرفع ما سَطَّرتُهُ
تقولُ: في (ظلَّ) [ظَلِلْتُُ ظَلْتُ] ... وهكذا أيضا تقولُ: [ظِلْتُ]
فالأولُ المذكورُ يا هذا يُرَى ... كما أَتَى والفكُّ حقاً قد جَرَى
والعينُ في [ظَلْتُ] جَوازاً حَذَفُوا ... وهكذا في [ظِلْتُ]ُ لكنْ نَقَلُوا
وإنْ يكنْ مُضَارِعاً مُتَّصِلا ... بالنُّونِ فالمُدْغَمَُ فيهِ انْفَصَلا
تقولُ هُنَّ ـ يا فتَى ـ [يَظْلِلْنَ] ... وقَولُنَا في أَمْرِهِنَّ: [اظْلِلْنَ]
وجَازَ حَْذفُ العَيْنِ والنَّقْلُ مَعَا ... في مِثْلِ هذينِ أَخِيْ فَاسْتَمِعََا
تقولٌ: [ظِلْنَ] آمِراً يا ذا الفَتَى ... وهكذا [يَظِلْنَ] أيضاً قد أَتَى
وأدخلوا الإبدالَ في [أَمْلَلْتُ] ... بأنْ تقولُ فيهِ: قدْ [أَمْلَيْتُ]
د ـ والنقلُ والحذفُ (بمفعولٍ) أَتَى ... مِنْ (أجوفٍ) فاحفظْ مَقَالِي يافتَى
تقولُ في (قَالَ): (مَقُوْلٌ) قُلْتُهُ ... كَذاكَ في (بَِاعَ) (مَبِيْعٌ) بِِعْتُهُ
بَابُ الإعْلالِ بِالقَلبِ
1 ـ قَلْبُ الوَاوِ واليَاءِ هَمْزَةً:ـ
وإنْ تَكُنْ (واوٌ وياءٌ) في الطَّرَفْ ... فاقْلِبْهُمَا هَمْزَةَ مِنْ بَعْدِ (الأَلِفْ)
بِشَرْطِ كَوْنِِ (الأَلْْفِ) في ذَا زَائِدَهْ ... وليسَ فِي الكِلْمَةِ (تَاءٌ) سَائِدَهْ
فَفِي (سَمَاءٍ وَبِنَاءٍ) قَلَبُوا ... وفِي (حَلاوَةٍ) لَهُ قدَْ مَنَعُوا
2ـ قَلْبُ الوَاوِ واليَاءِ ألفاً:ـ

والقَلبُ (للوَاوِ مَعَ اليَا) لِلأَلِفْ ... مِنْ بَعْدِ فَتْحٍ دَائِماً لا يَخْتَلِفْ
واشْتَرَطُوا فِي القَلْبِ أَنْ يُحَرَّكَا ... وحَيْثُمَا يُسَكَّنَانِ يُتْرَكَا

3 ـ قَلبُ الأَلِفِ: وَاواً :ـ

والأَلِفُُ التاليْ لِضَمٍّ أَبْدَلُوا ... (وَاواً) كَمَا فِي (فَاعلٍ) إنْ صَغَّرُوا
تَقُولُ فِي التَّصْغِيْرِ: (ذَا كُوَيْتِبْ) ... وهَكَذَا تَقُولُ: (ذَا طُوَيْلِبْ)
ومِثْلُهُ: (كُوْتِبَ) حَقَّاً يافتَى ... بِاْلقَلْبِ مِنْ (كَاتَبَ) مَبْنِِيَّاً أتَى
4ـ قلب الياء: واواً: ـ
وتُقْلبُ (الياءُ) إلى (وَاوٍ) مَتَى ... قد سُكِّنَتْ مِنْ بَعْدِ ضَمٍّ يَافَتَى
تَصُوغُ مِنْ [أَيْقَنَ] صَاحِ[ يُوْقِنُ] ... وهَكَذَا (الفََاعِلُ) مِنْهُ [مُوْقِنُ]
مُضَارِعٌ مِنْ قَبْلِ قَلْبٍ :[يُيْقِنُ] ... و(فََاعِلٌ) مِنْ قَبْلِ ذَاكُمْ [مُيْقِنُ]
5 ــ قَلْبُ الأَلِفِ يَاءً :ـ
وتُقْلَبُ (الأَلِفُ) إِلى (ياءٍ) مَتَى ... قدْ سَبَقَتْهَا (كَسْرَةٌ) يَا ذَا الفَتى
وهَكَذَا إِِنْ سُبِقََتْ (بِيَاءِ) ... قدْ سُكِّنَتْ فَاقْلِبْ بِلا مِراءِ
فِي جَمْعِ تكسيرٍ (لمِصْباحٍ) يُرَى ... وعِنْدَ تَصْغِيرٍ لَهُ أَيضَاً جَرَى
وهَكَذَا إِنْ قُلْتَ: (ذَا كُتَيِّبْ) ... تَجِدْ مِثَالاً وَاضِحَاً وَ طَيِّبْ
6 ــ قَلْبُ الوَاوِ : يَاءً :ـ

وتُقلبُ (الواوُ) إلى( اليَا) فِي الطَّرَفْ ... بِأَنْ تَجِيْ مِنْ بَعْدِ كَسْرٍ قَدْ سَلفْ
وهَكَذَا إِنْ كانَ (عَيْنَاً) يَنْقَلِبْ ... فِي مَصْدَرِ قدْ عَلَّ مَاضِيْهِ العَرَبْ
وهكذا فِي جَمْعِ (سَوْطٍ) يَا فَتَى ... ومِثْلُهُ في جَمْعِ (دَارٍ) قَدْ أَتَى
وإنْ تُسَكَّنْ بَعْدَ كَسْرٍ تَنقلِبْ ... لِليَاءِ أَيضَاً يا فتَى لا تَضْطَرِبْ
وإنْ تَجِيْ (وَاوٌ) وقدْ سكَّنْتَهَا ... مِنْ بَعْدِهَا (يَاءٌ) فَحَتْمٌ قَلْبُهَا

7ـ قلبُ الهمزةِ: وَاواً أو يَاءً : ـ

وتُقْلَبُ (الهَمْزَةُ) (واواً) آنَا ... وَهَكَذَا تُقْلَبُ (يَاءً) حِيْنَا
واشْتَرَطُوا فِي قَلْبِهَا أُمُورَا ... لَمْ يَسْتَطِعْ نَظْمِيْ لَهَا عُبُورَا
الخَاتِمَةُ:
كَمَا بَدَأْتُ أَحْمُدُ الرَّحْمَانَا ... سُبْحَانَهُ مَنْ عَلَّمَ الإنْسَانَا
وَهُوَ الَّذِي قََدْ صَرَّفَ الأُمُورَا ... وَيَسَّرَ الطَّرِيْقَ وَالعُبُورَا
حتَّى نَظَمْتُ نُبْذَةً فِي الصَّرْفِ ... تَكُونُ حَقَّاً نُزْهَةً لِلطَّرْفِ
ولَستُ أَنْسَى شُكْرَ مَنْ عَلَّمَنَا ... قَوَاعِدَ الصَّرْفِ وقَدْ فَهَّمَنَا
فَإِنَّ مَنْ لا يَشْكُرَ الإِخْوَانَا ... لا يَشْكُرَّنَّ رَبَّهُ الرَّحْمَانَا
كَمَا أَتَى فِي الخَبَرِ المَوثُوقِِ ... عَنِ الرَّسُولِ الصَّادِقِ المَصْدُوقِِ
صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّهُ وسَلَّمَا ... مَا قَامَ دَاعٍ لِلْهُدَى وَعَلَّمَا

نظم راجي عفو ربه/ أبو عبدالرحمن عمر بن أحمد صبيح التريمي

[أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري]

ما شاء الله اللهم بارك
وجزاكم الله خيراًَ وبارك فيكم ونفع بكم

[أبو أحمد ضياء التبسي]

اللهم بارك، جزاكم الله خيراً أخي حسين، وسلم على أخي عمر صبيح وقل له لو تتكرَّم بتجسل المنظومة صوتياً أكون لك شاكراً

[حسين بامنقر]

ومن هنا بصوت الشاعر حفظه الله

[عبدالحكيم بن محمد بن يماني]

نزهة الطرف في المنظوم من علم الصرف.lite.mp3 - 945 KB

أو من هنا رابط مباشر

[عبدالحكيم بن محمد بن يماني]

Pdf

نزهةُ الطَّرْفِ فِي المَنظُومِ منْ عِلْمِ الصَّرِفِ.pdf - 256 KB

أو

PDF