بسم الله الرحمن الرحيم
هل هؤلاء الأخيار يستحقون الإبادة والحصار
هل هؤلاء الأخيار يستحقون الإبادة والحصار
| حماك الله يا يحيى الحجـوري | نِـعِمَّا أنــت مـــن شيخ غيورِ |
| تـــقول الحق ما تخشى عـدوا | كمقبل شيخنا الأسد الهصورِ |
| لأجــل السنـة الغــراء تعــــلو | ويسقـــــط كل غيِّ أو فجورِ |
| فسار الثابتــــون بكـــل صـقع | على حـججٍ وبــــيِّنةٍ ونـــورِ |
| سبيل كان خير الـخلــق فـــيه | بأمر الواسع البـــرِّ الغفــورِ |
| دفنتم – شيخَـنا – بـالنقد قومًا | من الضُلَّال أربـابِ الغُرورِ |
| فصاروا في قلوب الناس حقًا | كما الأموات ســكان القبورِ |
| وأضحى كـــل سنــيِّ فَــهِيمٍ | بما قدمـتمـــوه عـلى سرورِ |
| رعاك الله إذ طهّرت دار الـ | ـحديث ومعقل الخير الوفور(1) |
| بتربيــةٍ وتــوجيهٍ ونـــصحٍ | وتصفيةٍ فأنــعــم مـن طهورِ |
| فما أحلاه نقدُك مـن فصيح | كشفت به مُضِــلَّات الشرورِ |
| ولستَ من التعدي في سبيلٍ | ولســـــتَ كمـا رأينا بالفخورِ |
| ويا لله من نصـــــحٍ حثيــثٍ | لــطــلاب الـتـــكاسلِ والفتورِ |
| ويــا لله مــن عــلـمٍ غـــزيرٍ | لـــذيذٍ كـالــرحيق من الزهورِ |
| دروسٌ نـــافعــاتٌ ماتعــاتٌ | لـها الآلاف دومًا في حضورِ |
| وتــأليـــفٌ وتحقيــقٌ دقـــيقٌ | بـلا إســهاب فيـه ولا قصور |
| ويا لله مـن خـــــطب حسان | شرحت بها سويـداء الصدور |
| ولستَ مُمَــيِّعًا حاشاك يحيى | ولستَ بمُرجِئيِّ ولا حروري |
| ولكن أنـــــت مـعتدلٌ دؤوبٌ | على نهجِ الأُلى خيرِ العصورِ |
| لَعَيشُكَ والـــذي بَـرَأَ الـبرايا | أجلُّ من الرئاســـة والقصورِ |
| فلو عَلِم الملوكُ وكــــلُّ والٍ | وكلُ ذوي المناصـبِ والدثورِ |
| بما قد نلت مـن خـــير عميمٍ | ومــا أنــــتم عليه من الأجورِ |
| لهبوا في ســـــبيل العلم أخذًا | لـه مــن غـير كَــــلٍّ أو فتورِ |
| ويخــبـو سـعــيهم للملك كيما | يخــفُّ حســـابهم يوم النشورِ |
| ويـا لله مــــن طـلاب عــلــمٍ | رجــالٍ في مـهمـــات الأمورِ |
| تراهـــم في هــدوءٍ مسـتديــمٍ | وفي أخــــذ الفوائد كالصقورِ |
| وسِلْمٌ للـجمــيع صِــمامٌ أمـــنٍ | لمجتمــعاتهم من كل ثــــــوري |
| مشــاكـــلهم تحــل بـلا عــناءٍ | ولا أقـســام أمــنٍ أو مـــــــرورِ |
| كلا الوحيين مرجعــهم جميعًا | ســـــواءٌ في النســاء أو الذكورِ |
| وكم من مُـــعْدِمٍ فـــيهم عفيفٍ | عزيـــزِ النفس مصماتٍ صبورِ |
| وكـــم مـــن حافظ فيهم يداني | مـــن الحفـــــاظ أمـثال البحورِ |
| تـــراه مـديــدنًا بالــعــلم دومًا | مُجِــدًّا فـي الرواح وفي البكورِ |
| لذا سبق الألوفَ وصارَ رمزًا | يُعَظَّمُ في القلوب وفي السـطورِ |
| وتنظر في ثبات القوم تلقى الـ | ـجبال الراسيات مــن الصخور |
| وفي الــهيجاء تــحسبهم نمورًا | أما خاضوا المعــارك كالنـمورِ |
| وأمَّـــا عـن نساء القوم فاسمع | صفات الــعز في تــلك الديـورِ(2) |
| فـمـنــهـــا أنَّهُــنَّ مــحـجبــاتٍ | كأمثال الغـراب من الطيــــورِ |
| ويصبرن السنين مــع اكـــتفاءٍ | لأجل العلم بالقوت الضروري |
| يســرن إلى التـــعلـــم كل يومٍ | بغيـــر تبـرجٍ وبـــــــلا سفورِ |
| ويأخذن العــلــــوم على نســاءٍ | على مــر الأســــابع والشهورِ |
| وإن كــان التلقــي عـن رجــالٍ | فمن خلف الحــواجب والستورِ |
| فمـــا للإختـــــــــلاط بهم سبيلٌ | كلا الجنســين عــــنه في نفورِ |
| حيـــــــاةٌ ذكَّـــــرَتْنَا دون شـــكٍ | بخير الناس في خيــر العصورِ |
| وشــاء الله للـــقــوم ابــتـــــــلاءً | ليصفو اللبُّ من كــــل القشورِ |
| فكــــم فتـــنٌ تكالــب زارعـوها | على الطلاب والشيـــــخ الغيورِ |
| لقد راموا الظهور عليه بــــــغيًا | فكانت تلك قاصمــــــةَ الظهورِ |
| وقام الـشيخ في جـدٍ وحــــــــزمٍ | وصاح بهم كما الأســدِ الزؤورِ |
| يرومُ الخــير في دمـــاج يــبــقى | ويذهبُ كــــــــل تمــييع وزورِ |
| لك الرحــمن يحــيى مــن إمـــامٍ | شجاعٍ ناصــــــــحٍ شهمٍ جسورِ |
| وجـــاءت فـتنـــة الحـوثي تسعى | لــهــدم الدين يـا بـــئسَ الفجورِ |
| بتــــــــخطيــطٍ جمـــيعُ مــنفِّــذِيهِ | من الــفجــــار أربــاب الشرورِ |
| ومن أضحوا سكارى في هواهـم | كشُــرَّاب الـــــــمدامة والخمورِ |
| ومن هم في الورى من دون شكٍ | رؤوسٌ في الــعدواة والـــــدبورِ |
| لقد راموا القضــاء بـكــل مــــكرٍ | على الطلاب والشيخ الحجوري |
| فكم حرصــــوا وكم طلبوا مرارًا | من الــحـراس تــســلــيـم الثغورِ |
| جهلتم أيهـــا الوســطــاء مكر الـ | ـعدو الـــــحاقد الـــخبِّ الــختورِ(3) |
| فما في الـحوثـــييـــــن وفاءُ عهدٍ | سماتُ الــــرفض في كل الدهورِ |
| عقارب كـــــل عــصر دون شكٍ | قســــــــاة ظـــالمون ذوي خثورِ(4) |
| ذوي كبرٍ وغـــــطرســةٍ وعجبٍ | عديــميِّ الــمـــــــروءةِ والشعورِ |
| فــتـــبًا ثــم بُـــعــــدًا ثــم ســحـقًا | لأتــبــــــاع الــــغوايــة والغَرورِ(5) |
| بحمــد الله بــعــد الـبــغـــي منهم | رأينا الـــنصر عاجل شبه فوري |
| لــقــد خُــذِلُوا وفــي الهيجاء ذَلوا | بمـــا اقــترفوه مـــــن ظلم وجورِ |
| أضـرَّ الـبــغـــيُ صاحبَهُ ولو مِن | ذوي الإســلام ذا عــــــبر الدهورِ |
| فكـــيــف بـرافــضــيٍّ باطــنــيٍّ | خؤونٍ مـــجــرمٍ نــجسٍ كــــــفورِ |
| بــإذن الله مــظهـرِ كــلِّ حــــــقٍ | وناصر جنــــــده كل الــعــصــورِ |
| سيُــهزم جمعــكــم مــن ثَمَّ تبقوا | عــشــاءً للكــلابِ وللــنـــســـــورِ |
| ويذهب خوف صعدة عن قريب | وتـــــخلو منكُــــمُ كـــلُّ الكُـــفُورِ(6) |
| رويــدًا أيــها الــفجـــــــــار إنَّا | سنُــجْمَعُ في غـــدٍ يــــوم النشورِ |
| ويُفضح كل خــــــدّاعٍ كــذوبٍ | فـيـومُ الــجـمــع حصّالُ الصدورِ |
نظم / أبي عاصم حسين بن علي العسل
(محرم 1433هـ)
(محرم 1433هـ)
- الوفور : بمعنى الوفير والكثير كما في مختار الصحاح للرازي
- الديور : بمعنى الديار كما في المعجم الوسيط.
- الختور : بمعنى الغدار كما في الصحاح للجوهري.
- خثور : بمعنى الغلظة كما في تاج العروس.
- الغرور: بفتح الغين : الشيطان ومنه قوله تعالى : (وغركم بالله الغرور).
- الكفور : بضم الكاف : القرى كما في مختار الصحاح .
تعليق