لك الله يا معقلا قد صبر
لك الله يا معقلا قد صبرْ *** سنيناً طوالاً على كل شرْ
لك الله إن حلتِ النائباتُ *** وأنشبتِ الحربُ نارَ الضررْ
أتاك العداء من الأبعدينَ *** من الأقربين فزاد الخطر
وجاء الحصارُ وثار الغبارُ *** فأين النهارُ وأين البشر
وأين الذي حَرَمَ الدارسينَ *** بك اليوم قد شابه المحتقر
تعالت عليك الضباع الضواري *** ولم تدر أنك تمضي هزبر
يريـدون ذُلاً لمـن حاله *** رفيع المقام شبيه الحجر
وما قد دنوت برأسك لا *** لعمري وما الذل فيك استقر
وإن أُغْمِضَتْ أعين الحاسدين *** فلله – يا دار شيخي – بصر
كبير عظيمٌ يرى الخافياتِ *** يرى النمل في ظُلُمَاتِ السحر
فرب العباد يمد البلاءَ *** يطيل العناء يكف القطر
يُمَحِّصُ أعبده إن مضوا *** على نهج أسلافهم والأثر
أتحسب أن الذي يستقيم *** على دينه لن يرى من ضرر
فإن الذي قال ذا جاهل *** ضعيف المقال عديم النظر
لكم في نبي الهدى أسوة *** لكم فيه معنى يحاكي الدرر
دعوا فاجراً لا يرى المكرمات *** وكيف يراها الذي يحتضر
ولا يعرفُ الصبحَ من سَرْبَلَتْ *** عليه الجِفانُ بطول المقر
تعلَّمْتُ من حادثات الزمان *** بأن الحوادث فيها عبر
وأن الشتائم منبوذة *** وصاحبها غارق في سقر
ولكن خلِّيَّ لا يفهم *** ولم يدر ماذا يقين الخبر
وما قيد الله إلا وحوشا *** إذا فكها الله لا تنزجر
فرب الخلائق قد سلم *** وربي رحيم بنا يا بشر
لَوَ اْنَّ المكارم في مجرم *** لأصبح تاريخنا في خطر
ألا أيها المجرم المعتدي *** على دار شيخي دون الحذر
ودون التأمل في العاقبات *** ودون التفكر فيما ابتدر
ستدفن حيا على أرضهم *** كذا أو تكون طعام النمر
وللدار يا ذاك فرسانها *** ألا لا تظنْ أنها تنعقر
رجال الحروب عصاة الذنوب *** يحوكون مجدا بوشي الحجر
وللشيخ يحيى بساحاته *** حميد الخصال عجيب النظر
إذا الغيث يتحفنا نادرا *** فيحيى سكوب بطول العمر
إذا النور من بدرنا قاصر *** فأنوار شيخي تفوق القمر
وقد هم يوما بأن يخرجن *** إلى الساح يبغي لقاء الغدر
فقيل: أيحيى اصْبِرَنْ وَارْجِعَنْ *** فبالدار غيرك من يقتدر
فوالله إن لم يكن حوله *** رجال كماة يقولون قر
لسل الصقال وهد الضلال *** ورج الجبال وفت الحجر
فلله درك من فارس *** بحد اليراع وحد الشفر
{إذا أقبل الليل من ها هنا}([*]) *** فلا الرفض يبقى ولا من فجر
لك الله يا ملجأ القاصدين *** ويا معقل الوافدين الكثر
ودماج تعرفها الصافنات الْـ***ـجياد ويعرفها من حضر
ويعرفها أعزل الجاهلين *** كما يعرف الليلُ ضوءَ القمر
وأشرق صبح وحلق رمح *** وطاح البغاة ولاح الظفر
كتبه أخوكم /
أبو سعد أحمد بن علي البابكري الكندي
في يوم الأربعاء ثالث أيام التشريق
لعام 1432هـ
لك الله يا معقلا قد صبرْ *** سنيناً طوالاً على كل شرْ
لك الله إن حلتِ النائباتُ *** وأنشبتِ الحربُ نارَ الضررْ
أتاك العداء من الأبعدينَ *** من الأقربين فزاد الخطر
وجاء الحصارُ وثار الغبارُ *** فأين النهارُ وأين البشر
وأين الذي حَرَمَ الدارسينَ *** بك اليوم قد شابه المحتقر
تعالت عليك الضباع الضواري *** ولم تدر أنك تمضي هزبر
يريـدون ذُلاً لمـن حاله *** رفيع المقام شبيه الحجر
وما قد دنوت برأسك لا *** لعمري وما الذل فيك استقر
وإن أُغْمِضَتْ أعين الحاسدين *** فلله – يا دار شيخي – بصر
كبير عظيمٌ يرى الخافياتِ *** يرى النمل في ظُلُمَاتِ السحر
فرب العباد يمد البلاءَ *** يطيل العناء يكف القطر
يُمَحِّصُ أعبده إن مضوا *** على نهج أسلافهم والأثر
أتحسب أن الذي يستقيم *** على دينه لن يرى من ضرر
فإن الذي قال ذا جاهل *** ضعيف المقال عديم النظر
لكم في نبي الهدى أسوة *** لكم فيه معنى يحاكي الدرر
دعوا فاجراً لا يرى المكرمات *** وكيف يراها الذي يحتضر
ولا يعرفُ الصبحَ من سَرْبَلَتْ *** عليه الجِفانُ بطول المقر
تعلَّمْتُ من حادثات الزمان *** بأن الحوادث فيها عبر
وأن الشتائم منبوذة *** وصاحبها غارق في سقر
ولكن خلِّيَّ لا يفهم *** ولم يدر ماذا يقين الخبر
وما قيد الله إلا وحوشا *** إذا فكها الله لا تنزجر
فرب الخلائق قد سلم *** وربي رحيم بنا يا بشر
لَوَ اْنَّ المكارم في مجرم *** لأصبح تاريخنا في خطر
ألا أيها المجرم المعتدي *** على دار شيخي دون الحذر
ودون التأمل في العاقبات *** ودون التفكر فيما ابتدر
ستدفن حيا على أرضهم *** كذا أو تكون طعام النمر
وللدار يا ذاك فرسانها *** ألا لا تظنْ أنها تنعقر
رجال الحروب عصاة الذنوب *** يحوكون مجدا بوشي الحجر
وللشيخ يحيى بساحاته *** حميد الخصال عجيب النظر
إذا الغيث يتحفنا نادرا *** فيحيى سكوب بطول العمر
إذا النور من بدرنا قاصر *** فأنوار شيخي تفوق القمر
وقد هم يوما بأن يخرجن *** إلى الساح يبغي لقاء الغدر
فقيل: أيحيى اصْبِرَنْ وَارْجِعَنْ *** فبالدار غيرك من يقتدر
فوالله إن لم يكن حوله *** رجال كماة يقولون قر
لسل الصقال وهد الضلال *** ورج الجبال وفت الحجر
فلله درك من فارس *** بحد اليراع وحد الشفر
{إذا أقبل الليل من ها هنا}([*]) *** فلا الرفض يبقى ولا من فجر
لك الله يا ملجأ القاصدين *** ويا معقل الوافدين الكثر
ودماج تعرفها الصافنات الْـ***ـجياد ويعرفها من حضر
ويعرفها أعزل الجاهلين *** كما يعرف الليلُ ضوءَ القمر
وأشرق صبح وحلق رمح *** وطاح البغاة ولاح الظفر
كتبه أخوكم /
أبو سعد أحمد بن علي البابكري الكندي
في يوم الأربعاء ثالث أيام التشريق
لعام 1432هـ
([*]) اقتباس من حديث : {إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم} أخرجه الشيخان من حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –
تعليق