هذه الفتوى للعلامة الفوزان حفظه الله لفائدتها ، ((نقلا من المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان ))
قال السائل :
في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) [ رواه الإمام البخاري في صحيحه ج2ص226 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، بنحوه ] . أريد شرحا لهذا الحديث ، لماذا خص الصوم بهذا التخصيص أفيدوني بارك الله فيكم ؟
الإجابة :
هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )) فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد . وقد أجاب أهل العلم عن قوله : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) بعدة أجوبة منهم من قال : أن معنى قوله تعالى : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) ، إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين ، فالمظلومين يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيئ من أعماله وحسناته كما في الحديث أن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيئ فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار ، إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيام وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به ويدل على هذا قوله : ( كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أي أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم ، إلا الصيام فإن الله يحفظه ولا يتصلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل .
وقيل أن معنى قوله تعالى ( الصوم لي وأنا أجزي به ) أن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس ، أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل ، ولهذا يقول ( الصوم لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحاته وتعالى بخلاف الصدقة مثلا والصلاة والحج والأعمال الظاهرة هذه يراها الناس أما الصيام فلا يراها أحد لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لا بد أن يكون خالصا لله عز وجل وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .
ويكون قوله : ( إنه ترك ... إلى آخره ) تفسيرا لقوله : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) . ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء ، فإن كثيرا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم ، فما ذكر أن المشركين كانو يصومون لأوثانهم ولمعبوداتهم فالصوم هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) أنه لا يدخله شرك لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل . انتهى
قال السائل :
في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) [ رواه الإمام البخاري في صحيحه ج2ص226 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، بنحوه ] . أريد شرحا لهذا الحديث ، لماذا خص الصوم بهذا التخصيص أفيدوني بارك الله فيكم ؟
الإجابة :
هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )) فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد . وقد أجاب أهل العلم عن قوله : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) بعدة أجوبة منهم من قال : أن معنى قوله تعالى : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) ، إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين ، فالمظلومين يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيئ من أعماله وحسناته كما في الحديث أن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيئ فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار ، إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيام وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به ويدل على هذا قوله : ( كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أي أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم ، إلا الصيام فإن الله يحفظه ولا يتصلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل .
وقيل أن معنى قوله تعالى ( الصوم لي وأنا أجزي به ) أن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس ، أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل ، ولهذا يقول ( الصوم لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحاته وتعالى بخلاف الصدقة مثلا والصلاة والحج والأعمال الظاهرة هذه يراها الناس أما الصيام فلا يراها أحد لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لا بد أن يكون خالصا لله عز وجل وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .
ويكون قوله : ( إنه ترك ... إلى آخره ) تفسيرا لقوله : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) . ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء ، فإن كثيرا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم ، فما ذكر أن المشركين كانو يصومون لأوثانهم ولمعبوداتهم فالصوم هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) أنه لا يدخله شرك لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل . انتهى
تعليق