إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ الالتفاف حول أحكام الاعتكاف ]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ الالتفاف حول أحكام الاعتكاف ]

    الالتفاف حول أحكام الاعتكاف

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه أجمعين ، أما بعد :

    فهذه نبذٌ تتعلق بأحكام الاعتكاف ، نسأل الله أن ينفع بها.

    * الاعتكاف لغة : اللبث وملازمة الشيء أو الدوام عليه خيراً كان أو شراً، ومنه قوله تعالى : ((وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)) ، وقوله: ((يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ)).

    * واصطلاحاً: هو المقام في المسجد من شخص مخصوص ، على صفة مخصوصة ؛ لطاعة الله .

    * الاعتكاف مشروع بالكتاب والسنة والإجماع.

    - أمَّا الكتاب، فقوله تعالى: ((وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)) ، وقوله تعالى: ((وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)) .

    - وأمَّا السُّنة فكثيرة , منها: حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله, ثم اعتكف أزواجه من بعده )) .

    - وأمَّا الإجماع فنقلهُ غير واحد من العلماء منهم : ابن المنذر وابن حزم والنووي وابن قدامة وشيخ الإسلام والقرطبي وغيرهم .

    • تنبيه : لم يرد في فضل الاعتكاف شيءٌ من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال أبو داود في مسائله : (( قلت لأحمد تعرف في فضل الاعتكاف شيئاً ؟ قال : لا , إلا شيئاً ضعيفاً )).

    * حكمه : سنة بالإجماع , إلا أن يوجب المرءُ على نفسه الاعتكاف نذراً فيجب عليه. حكاه ابن المنذر.

    * وقته : يصحُّ في أيِّ وقت من أيام السنة , فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها (( أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأوائل من شوال )) وفي رواية (( العشر الأواخر )) .

    - ولكنَّهُ يتأكد في رمضان ؛ لمواظبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيه , فقد (( اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الوسط من رمضان )) متفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
    - وفي رواية (( كان يعتكف في كل رمضان )) رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها .

    - وأفضله العشر الأواخر؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم اعتكفها حتى توفاه الله عز وجل كما تقدم في حديث عائشة.

    أ- زمن الدخول: من قبل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين وبه قال جمهور أهل العلم، والدليل حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (( إني اعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكف العشر الأوسط ، ثم أتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف ، فاعتكف الناس معه )) وفي لفظ (( فليعتكف العشر الأواخر)) متفق عليه.

    وجه الدلالة من الحديث : أن زمن دخول المعتكف من بعد غروب الشمس ليلة إحدى وعشرين ؛ لقوله: ((فليعتكف العشر الأواخر)) ، إذ العشر بغير هاء عدد الليالي ، وأول هذه الليالي ليلة إحدى وعشرين.

    • أما حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كان إذا أراد أن يعتكف صلَّى الفجر ثم دخل معتكفه )) متفق عليه .

    فقد أجيب عليه من ثلاثة وجوه :
    الوجه الأول : أن معنى الحديث أنه انقطع في معتكف , وتخلَّى بنفسه بعد صلاة الصبح , لا أنَّ ذلك كان وقت ابتداء اعتكافه , بل كان ابتداؤهُ قبل الغروب لابثاً في جملة المسجد.

    الوجه الثاني: أنه محمول على الجواز, إن سُلم ذلك عنه صلى الله عليه وسلم , وإنْ كان وقت الاستحباب قبل الغروب .

    الوجه الثالث : أنَّهُ محمولٌ على أنَّهُ يدخل معتكفه بعد صلاة الصبح في اليوم العشرين ، ليستزيد يوماً قبل دخول العشر.

    ب- زمن الخروج : يخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم من أيام العشر؛ لأن العشر تزول بزوال الشهر، والشهر يزول بغروب الشمس من ليلة الفطر.

    * أقل الاعتكاف وأكثره : أما أقله فيوم أو ليلة ؛ لحديث عمر رضي الله عنه قال : ((كنت نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال له صلى الله عليه وسلم : أوفِ بنذرك )) متفق عليه.

    - وأما أكثر الاعتكاف فلا حدَّ له ، ما لم يتضمن محذوراً شرعياً ؛ لعموم قوله تعالى: (( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد ِ)) .

    * شروطه :
    الأول: الإسلام؛ لقوله تعالى : ((إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )) .

    الثاني : العقل، فلا يصح الاعتكاف من مجنون ولا سكران، ولا مغمى عليه؛ لحديث عمر رضي الله عنه مرفوعاً : (( إنما الأعمال بالنيات )) متفق عليه .

    الثالث : التمييز، فغير المميِّز لا يصحُّ منه الاعتكاف ؛ لما تقدم من الدليل في الشرط الثاني .

    الرابع : النية : لحديث عمر رضي الله عنه المتقدم : (( إنما الأعمال بالنيات )) ، ولأن اللبث في المسجد قد يقصد الاعتكاف وقد يقصد به غيره ، فاحتيج إلي النية للتمييز بينهما.

    - وهذه الشروط الأربعة باتفاق الأئمة .

    الخامس : أن يكون في مسجد جامع ؛ لقوله تعالى : (( وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد ِ)) ، وأمَّا ما ثبت في سنن البيهقي من حديث حذيفة مرفوعاَ : (( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة )) فمحمولٌ على النفي للكمال ، كحديث أسامة بن زيد في الصحيحين مرفوعاَ : ((لا رباً إلا في النسيئة)) ، فهو الربا الأغلظ ، الشديد التحريم ، المتوعد عليه بالعقاب الشديد، وكما تقول العرب: لا عالم إلا زيد، مع أن فيها علماء غيره.

    - هل يشترط في الاعتكاف الصيام ؟
    الجواب: لا يشترط , والدليل على ذلك :

    1 - قوله تعالى: (( وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد ِ)) ، فدلت هذه الآية على مشروعية الاعتكاف بلا صوم لإطلاقها.

    2- ما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال: (( كنت نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلةً في المسجد الحرام ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك )) .

    تنبيه : ورد في بعض الروايات (( نذرت أن أعتكف يوماً )) ، بدلاً من ( ليلة ) ، وهي شاذة ، حكم عليها الحافظ ابن حجر بالشذوذ .

    * آدابه :
    1) أن يقضي وقته بالصلاة , وقراءة القران, وذكر الله , والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

    2)أن يجتنب كلَّ ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال.

    3) يجتنب الجدال والمراء والسباب والفحش.

    4)أن لا يتكلم إلا بخير, ولا بأس بالكلام لحاجتة ومحادثه غيره .

    * موانعه :

    1)الجماع ؛ لقوله تعالى : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) .
    - وقد قال الشوكاني: ودلَّ عليه إجماعُ الأمة . اهـ السيل الجرار (2/136) .

    2)الخروج من المسجد ، فمن هديه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في المسجد ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها : ((السُّنَّة للمعتكف أن لا يخرج إلا لما لابدَّ منه)) رواه أبوداود وصححه الألباني .

    * مباحاته :
    1)الأكل والشرب في المسجد .
    2)النوم في المسجد .
    3)لزوم بقعة بعينها في المسجد .
    4)عمل خيمة في المسجد .
    5)لبس الثياب الحسنة والطيب .
    6)غسل الرأس وتسريحه ودهنه .
    7)أخذ سنن الفطرة .
    8)الوضوء في المسجد .
    9) زواجه وتزويجه .


    والحمد لله رب العالمين

    تنبيه:المطوية في المرفقات


    أبوعمار ياسر العدني
    حضرموت – المكلا
    10رمضان 1430هـ
    الموافق 31 / 8 / 2009 م

    حمل الرسالة
    من هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس هشام بن صالح المسوري; الساعة 14-07-2011, 10:38 AM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك على بحثِكَ المُهِم والطِيب لِكُل طَالِب عِلم وفقك الله وزَادكَ عِلم ونَفعنا بِبُحُوثِك المُفِيدة .

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا ياأبا عمار على هذه البحوث الطيبة
      وبارك الله فيك وفي علمك ووقتك

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا يا شيخ ياسر
        بحث طيب ونافع وحري بالنشر


        تعليق


        • #5
          جزاى الله إخواني خيرا وجزى الله أخي مهدي الشبوي إذ أنه وضع المطويَّة في المرفقات

          تعليق


          • #6
            حزاك الله خيرا أبا عمار على هذه الفوائد النافعه المختصره

            تعليق


            • #7
              جزى الله شيخنا ابي عمار وحفظه على هذا البحث الذي في موضعه ووقته

              تعليق


              • #8

                *******

                يُرفع


                ******

                تعليق


                • #9
                  بارك الله في الشيخ أبي عمار ياسر العدني على هذه الرسالة الطيبة
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 07-08-2012, 10:21 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا

                    تعليق


                    • #11
                      *******

                      يُرفع فقد قرب الحاجة إليها.

                      جزاك الله خيراً أبا عمار.


                      ******

                      تعليق


                      • #12
                        يرفع للفائدة

                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خيرا الشيخ ياسر
                          بحث طيب

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله خيراً أباعمَّار على البحث القيِّم
                            لكن عندي إشكال حول مسألة الصيام في الاعتكاف ، هل يشترط أم لا ؟

                            المشاركة الأصلية بواسطة أبو عمار ياسر العدني مشاهدة المشاركة

                            - هل يشترط في الاعتكاف الصيام ؟

                            الجواب: لا يشترط , والدليل على ذلك :

                            1 - قوله تعالى: (( وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد ِ)) ، فدلت هذه الآية على مشروعية الاعتكاف بلا صوم لإطلاقها.

                            2- ما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال: (( كنت نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلةً في المسجد الحرام ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك )) .

                            تنبيه : ورد في بعض الروايات (( نذرت أن أعتكف يوماً )) ، بدلاً من ( ليلة ) ، وهي شاذة ، حكم عليها الحافظ ابن حجر بالشذوذ .
                            فعند أبي داود والبيهقي من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " والسنة فيمن اعتكف أن يصوم "

                            وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى (زاد المعاد 2/82 شاملة) :
                            وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ اعْتَكَفَ مُفْطِرًا قَطّ ، بَلْ قَدْ قَالَتْ عَائِشَةُ : لَا اعْتِكَافَ إلّا بِصَوْمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ اللّهُ سُبْحَانَهُ الِاعْتِكَافَ إلّا مَعَ الصّوْمِ وَلَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا مَعَ الصّوْمِ . فَالْقَوْلُ الرّاجِحُ فِي الدّلِيلِ الّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ السّلَفِ أَنّ الصّوْمَ شَرْطٌ فِي الِاعْتِكَافِ وَهُوَ الّذِي كَانَ يُرَجّحُهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبّاسِ ابْنُ تَيْمِيّةَ .

                            فأرجو الجمع بين اعتكاف عمر ليلة ، وبين قول عائشة ، وهل يمكن أن يجمع بين رواية (ليلة) عند البخاري و(يوما) عند مسلم بما ذكره ابن حبان وغيره ؛ بأنه نذر اعتكاف يوم وليلة ، فمن أطلق ليلة أراد بيومها ، ومن أطلق يوماً أراد بليلته ، كما ذكر الحافظ في الفتح ؟
                            فأرجو التوضيح ، وجزاك الله خيراً

                            تعليق


                            • #15
                              جهد طيب ياشيخ ياسر مزيداً مزيداً من النفع

                              جزى الله الشيخ الفاضل الفقيه أبا عمار خيراً على هذه الرسالة القيمة فهي مع جودتها مختصرة ليست متشعبه شأن الشيخ في سائر رسائلة فننصح بنشرها كثيراً في هذه الأيام لحاجة الناس اليها فقد قربت العشر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X