شرح رسالة : {أحكام الاعتكاف} للشيخ أبي عبد الله محمد باجمال حفظه الله تعالى

[حسين بامنقر]

بسم الله الرحمن الرحيم
شرح رسالة :
{أحكام الاعتكاف}
للشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن عبد الله باجمال حفظه الله تعالى
الجمعة 17 رمضان 1434 هـ
بمسجد السنة -تريم - حضرموت
::::::::::::::
حمل من الخزانة العلمية
:::::::::::::::::::::::::::::::

[حسين بامنقر]

يرفع للحاجة

[أحمد بن سعيد الجابري اليافعي]

بسم الله الرحمن الرحيم
أحكام الاعتكاف
الاعتكاف شرعًا هو: لزوم المسجد والإقامة فيه للعبادة.
وهو مستحب إلا إن نذر فيجب.
مشروعية الاعتكاف:
1- قال تعالى: ﴿ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد﴾.
2- وقال: ﴿وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود﴾.
3- وكان ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عزوجل. كما في الصحيحين عن عائشة 4- ولهما عن ابن عمر نحوه. 5- ولهما عن أبي سعيد. 6- وللبخاري عن أبي هريرة أن رسول الله اعتكف عشرين يومًا في العام الذي قبض فيه.
شروطه:
1- إخلاص النية، قال تعالى: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾.
2- أن يكون في مسجد، ولا يشترط أن يكون في أحد المساجد الثلاثة وبه يقول مالك، أو أن تقام فيه الجمعة، وبه قال أحمد وأبو ثور وأبو حنيفة لعموم الآية.
أحكامه:
1- يبتدئ من ليلة إحدى وعشرين وينتهي بدخول هلال شوال أو بغروب شمس الثلاثين، وبه يقول الأئمة الأربعة.
2- مشروعية شد الرحل إلى أحد المساجد الثلاثة دون غيرها، لحديث أبي هريرة وأبي سعيد في الصحيحين: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».
3- الغسل والامتشاط لحديث عائشة في الصحيحين أن النبي ﷺ كان يدخل رأسه وهو في المسجد فتغسله وترجله.
4- إخراج المعتكف شيئًا من جسده لا حرج فيه، للحديث المتقدم.
5- الخروج لقضاء الحاجة لحديث عائشة في الصحيحين أنه ﷺ كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان. وقد نقل ابن المنذر فيه الإجماع.
6- الخروج لما لا بد منه كطعام ونحوه لحديث عائشة المتقدم.
7- الخروج للجمعة إذا لم يكن بمسجده جمعة، لأن الجمعة واجب حضورها، فإذا فرغ منها رجع مباشرة.
8- يجوز للمريض الخروج إذا أعياه مرضه ولا يستطيع معه البقاء، ثم يعود بعد العلاج، وهو اختيار ابن المنذر.
9- اعتكاف الليالي دون الأيام جائز، وهو أقل الاعتكاف، لحديث عمر في الصحيحين قال: يا رسول الله نذرت وأنا في الجاهلية أن أعتكف ليلة بالمسجد الحرام، فقال ﷺ: «أوف بنذرك».
10- زيارة المعتكف بغير إكثار وتردد، لحديث صفية في الصحيحين.
11- للمعتكف أن يدرأ شيئًا يضر به، إما في بدنه أو عرضه، لحديث صفية المتقدم.
12- للمعتكف أن يخرج إذا احتاجه أهله أو ولده في شيء لا يقضيه غيره، لحديث صفية المتقدم.
13- جواز ترك الاعتكاف إلا لمن نذر، لحديث عائشة الآتي لما اعتكفن فنهاهن وترك الاعتكاف.
14- إذا ترك الاعتكاف وأراد فعله في شهر آخر له ذلك لحديث عائشة في الصحيحين أنهن لما اعتكفن ترك رسول الله الاعتكاف، ثم اعتكف في شوال.
15- جواز الإتيان بفراش ونحوه للنوم، يدل عليه ما في البخاري عن أبي سعيد قال: نقلنا متاعنا.
16- يجوز للمرأة أن تعتكف إذا استأذنت من وليها وأمنت الفتنة، لأن النبي ﷺ لما اعتكف بعض نسائه وكل واحدة منهن جعلت لها خباء قال ﷺ: «ما حملهن على هذا؟ آلبر؟ انزعوها فلا أراها». وقالت عائشة: اعتكف أزواجه من بعده.
17- المعتكفة إذا مات زوجها رجعت فاعتدت، لوجوب العدة في بيت زوجها.
18- المعتكفة إذا طلقها زوجها تمضي في اعتكافها، لأنها دخلت في عبادة ولا واجب يخرجها منها، وبه يقول مالك.
19- ويجوز بصوم أو بغير صوم لحديث عمر في الصحيحين المتقدم، ولأن النبي ﷺ وأصحابه اعتكفوا العشر ومن ضمنها الليالي ولم يصوموا.
20- إذا خرج المعتكف لقضاء حاجته ثم رجع لا يلزمه تحية المسجد، لأن المسجد صار مسكنًا له.
مستحباته:
1- يستحب أن يجعل له خباءً يدخله ويمكث فيه، لحديث عائشة في الصحيحين أنها كانت تضرب خباء لرسول الله ﷺ.
2- العكوف على تلاوة القرآن.
3- الإكثار من ذكر الله.
4- الإقبال على الدعاء والابتهال والضراعة بين يدي الله، وقد كان رسول الله ﷺ كما في مسلم عن عائشة: «يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره».
5- إحياء الليل بالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر والعبادة، لحديث عائشة في الصحيحين كان النبي ﷺ إذا دخل عليه العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر.
6- حضور حلق العلم في نفس المسجد، وبه يقول عطاء والأوزاعي والشافعي والليث، وهو اختيار ابن المنذر.
مفسداته:
1- الجماع، قال تعالى: ﴿ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد﴾.
2- الخروج لغير ما حاجة ينقض اعتكافه لمنافاته معنى الاعتكاف، وبه يقول الشافعي واختاره ابن المنذر.
ما يجتنبه المعتكف:
1- البيع والشراء في المسجد لحديث أبي هريرة عند الترمذي والنسائي في الكبرى أن النبي ﷺ قال: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع فقولوا له: لا أربح الله تجارتك»، وللخمسة عن عبدالله بن عمرو أن النبي ﷺ: «نهى عن البيع والشراء في المساجد»، فإن احتاج لشراء طعام فليوكل من يشتري له، فإن لم يجد خرج فأخذ حاجته ورجع.
2- كثرة الكلام والضحك وضياع الوقت فيما لا فائدة فيه.
3- التزام الصمت، لحديث ابن عباس في البخاري أن أبا إسرائيل نذر ألا يتكلم...فنهاه النبي ﷺ عن ذلك.
4- التنقل من هنا وهناك في مجالسة الناس في المسجد.
5- فتح باب الزيارة على مصراعيه.
6- النوم بالليل في العشر الأواخر بسبب ترك النوم بعد الفجر، فإن المراد من الاعتكاف إحياء الليل ليظفر بليلة القدر، فإذا نام فاته مقصود الاعتكاف.
7- الخروج من المسجد لعيادة مريض، أو شهود جنازة، أو حضور درس، لأنه ينافي الاعتكاف، وهو قول الأربعة إلا أحمد في رواية.
8- الاشتراط في اعتكافه، وبه يقول الأوزاعي وأحمد في رواية.
9- التقبيل لامرأته ومباشرتها.
10- الإمارة في الاعتكاف مع إلزام المعتكفين ببرنامج معين.
ولا يدخل في هذا تعاون المعتكفين في تجهيز طعامهم، وتغسيل أوانيهم ونحو ذلك، لأنهم إن لم يقوموا بخدمة أنفسهم فمن سيخدمهم وهم مستطيعون.
11- الاعتكاف الجماعي المعروف عند الحزبيين.
12- الانشغال بقراءة الصحف والمجلات.
13- كثرة الأكل والشرب المشغلة له عن العبادة، والمثقلة له في القيام.
14- تناول الطعام من غير سفرة، وغسل اليدين على فراش المسجد.
15- النظر من أطراف الخباء أو الدخول من غير استئذان صاحب الخباء.
كتبه:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
ليلة الجمعة 19 رمضان 1432 هـ

[خالد باجمال]

يرفع للتذكير