إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ

    ذكر الامام النووي رحمه الله على شرحه لصحيح مسلم عند باب{بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ}كلام الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق أنهم قالوا { يُسْتَحَبّ صوم التَّاسِع وَالْعَاشِر جَمِيعًا }
    وإليك كلام النووي رحمه الله
    بَاب أَيّ يَوْمٍ يُصَام فِي عَاشُورَاء )
    قَوْله : ( عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ يَوْم عَاشُورَاء هُوَ تَاسِع الْمُحَرَّم ، وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُوم التَّاسِع ) ، وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْم عَاشُورَاء فَقَالُوا : يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُ يَوْم تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ - إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى - صُمْنَا الْيَوْم التَّاسِع ، قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَام الْمُقْبِل حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) هَذَا تَصْرِيح مِنْ اِبْن عَبَّاس بِأَنَّ مَذْهَبَهُ ، أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم التَّاسِع مِنْ الْمُحَرَّم ، وَيَتَأَوَّلهُ عَلَى أَنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ إِظْمَاء الْإِبِل ، فَإِنَّ الْعَرَب تُسَمِّي الْيَوْم الْخَامِس مِنْ أَيَّام الْوِرْد رَبْعًا ، وَكَذَا بَاقِي الْأَيَّام عَلَى هَذِهِ النِّسْبَة فَيَكُون التَّاسِعُ عَشْرًا . وَذَهَبَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف : إِلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمُحَرَّم ، وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ : سَعِيد بْن الْمُسَيِّب ، وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ ، وَمَالِك وَأَحْمَد وَإِسْحَاق ، وَخَلَائِق ، وَهَذَا ظَاهِر الْأَحَادِيث ، وَمُقْتَضَى اللَّفْظ ،وأمَّا تَقْدِير أَخْذه مِنْ ( الْإِظْمَاء ) فَبَعِيدٌ ، ثُمَّ إِنَّ حَدِيث اِبْن عَبَّاس الثَّانِي يَرُدّ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ قَالَ : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُوم عَاشُورَاء فَذَكَرُوا أَنَّ الْيَهُود وَالنَّصَارَى تَصُومهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ فِي الْعَام الْمُقْبِل يَصُوم التَّاسِع ، وَهَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ الَّذِي كَانَ يَصُومهُ لَيْسَ هُوَ التَّاسِع ، فَتَعَيَّنَ كَوْنه الْعَاشِر ، قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَآخَرُونَ : يُسْتَحَبّ صوم التَّاسِع وَالْعَاشِر جَمِيعًا ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ الْعَاشِر ، وَنَوَى صِيَام التَّاسِع ، وَقَدْ سَبَقَ فِي صَحِيح مُسْلِم فِي كِتَاب الصَّلَاة مِنْ رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَفْضَل الصِّيَام بَعْد رَمَضَان شَهْر اللَّه الْحَرَام " قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَلَعَلَّ السَّبَب فِي صَوْم التَّاسِع مَعَ الْعَاشِر أَلَّا يَتَشَبَّهَ بِالْيَهُودِ فِي إِفْرَاد الْعَاشِر . وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى هَذَا ، وَقِيلَ : لِلِاحْتِيَاطِ فِي تَحْصِيل عَاشُورَاء ، وَالْأَوَّل أَوْلَى ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

  • #2
    وذكر الحافظ في فتح الباري في بَاب صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أن مراتب الصيام ثلاثة وقال{ وَعَلَى هَذَا فَصِيَام عَاشُورَاء عَلَى ثَلَاث مَرَاتِب : أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَام التَّاسِعُ مَعَهُ ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ {
    وإليك شرح الحافظ في الفتح
    قَوْلُهُ : ( بَابٌ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ )
    أَيْ مَا حُكْمه . وَعَاشُورَاء بِالْمَدِّ عَلَى الْمَشْهُور ، وَحَكَى فِيهِ الْقَصْر ، وَزَعَمَ اِبْن دُرَيْدٍ أَنَّهُ اِسْمٌ إِسْلَامِيٌّ وَأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ اِبْنُ دِحْيَةَ بِأَنَّ اِبْنَ الْأَعْرَابِيِّ حَكَى أَنَّهُ سَمِعَ فِي كَلَامِهِمْ خَابُورَاء ، وَبِقَوْلِ عَائِشَةَ إِنَّ أَهْل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَهُ . اِنْتَهَى . وَهَذَا الْأَخِيرُ لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى رَدِّ مَا قَالَ اِبْن دُرَيْدٍ . وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الشَّرْعِ فِي تَعْيِينِهِ فَقَالَ الْأَكْثَرُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ ، قَالَ الْقُرْطُبِيُّ عَاشُورَاءُ مَعْدُولٌ عَنْ عَاشِرَةٍ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّعْظِيمِ ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ صِفَةٌ لِلَّيْلَةِ الْعَاشِرَةِ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ الْعَشْر الَّذِي هُوَ اِسْمُ الْعَقْدِ وَالْيَوْم مُضَافٌ إِلَيْهَا ، فَإِنْ قِيلَ يَوْم عَاشُورَاء فَكَأَنَّهُ قِيلَ يَوْم اللَّيْلَة الْعَاشِرَة ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَمَّا عَدَلُوا بِهِ عَنْ الصِّفَةِ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الِاسْمِيَّةُ فَاسْتَغْنَوْا عَنْ الْمَوْصُوفِ فَحَذَفُوا اللَّيْلَةَ فَصَارَ هَذَا اللَّفْظُ عَلَمًا عَلَى الْيَوْمِ الْعَاشِرِ ، وَذَكَرَ أَبُو مَنْصُور الْجَوَالِيقِيُّ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع فَاعُولَاء إِلَّا هَذَا وَضَارُورَاء وَسَارُورَاء وَدَالُولَاء مِنْ الضَّارِّ وَالسَّارِّ وَالدَّالِّ ، وَعَلَى هَذَا فَيَوْم عَاشُورَاء هُوَ الْعَاشِر وَهَذَا قَوْل الْخَلِيل وَغَيْره : وَقَالَ الزَّيْن اِبْن الْمُنَيِّر : الْأَكْثَر عَلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم ، وَهُوَ مُقْتَضَى الِاشْتِقَاق وَالتَّسْمِيَة ، وَقِيلَ هُوَ الْيَوْم التَّاسِع فَعَلَى الْأَوَّل فَالْيَوْم مُضَافٌ لِلَيْلَتِهِ الْمَاضِيَة ، وَعَلَى الثَّانِي هُوَ مُضَاف لِلَيْلَتِهِ الْآتِيَة ، وَقِيلَ إِنَّمَا سُمِّيَ يَوْم التَّاسِع عَاشُورَاء أَخْذًا مِنْ أَوْرَادِ الْإِبِلِ كَانُوا إِذَا رَعَوْا الْإِبِل ثَمَانِيَّة أَيَّام ثُمَّ أَوْرَدُوهَا فِي التَّاسِع قَالُوا وَرَدْنَا عِشْرًا بِكَسْرِ الْعَيْن ، وَكَذَلِكَ إِلَى الثَّلَاثَة ، وَرَوَى مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيق الْحَكَم بْن الْأَعْرَجِ " اِنْتَهَيْت إِلَى اِبْن عَبَّاس وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فَقُلْت : أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْم عَاشُورَاء ، قَالَ : إِذَا رَأَيْت هِلَال الْمُحَرَّم فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا ، قُلْت أَهَكَذَا كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ ؟ قَالَ نَعَمْ " وَهَذَا ظَاهِرُهُ أَنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ ، لَكِنْ قَالَ الزَّيْن بْن الْمُنَيِّر : قَوْله إِذَا أَصْبَحْت مِنْ تَاسِعِهِ فَأَصْبِحْ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ أَرَادَ الْعَاشِرَ لِأَنَّهُ لَا يُصْبِحُ صَائِمًا بَعْد أَنْ أَصْبَحَ مِنْ تَاسِعِهِ إِلَّا إِذَا نَوَى الصَّوْمَ مِنْ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ وَهُوَ اللَّيْلَةُ الْعَاشِرَةُ . قُلْت : وَيُقَوِّي هَذَا الِاحْتِمَالَ مَا رَوَاهُ مُسْلِم أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَئِنْ بَقِيت إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَن التَّاسِعَ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ " فَإِنَّهُ ظَاهِر فِي أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ الْعَاشِرَ وَهَمَّ بِصَوْمِ التَّاسِعِ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ مَا هَمَّ بِهِ مِنْ صَوْم التَّاسِعِ يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ بَلْ يُضِيفُهُ إِلَى الْيَوْمِ الْعَاشِرِ إِمَّا اِحْتِيَاطًا لَهُ وَإِمَّا مُخَالَفَةً لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهُوَ الْأَرْجَحُ ، وَبِهِ يُشْعِرُ بَعْضُ رِوَايَاتِ مُسْلِمٍ ، وَلِأَحْمَدَ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا صُومُوا يَوْم عَاشُورَاء وَخَالِفُوا الْيَهُود ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ ، وَهَذَا كَانَ فِي آخِر الْأَمْرِ ، وَقَدْ كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِيمَا يُخَالِف فِيهِ أَهْل الْأَوْثَان ، فَلَمَّا فُتِحَتْ مَكَّة وَاشْتُهِرَ أَمْر الْإِسْلَام أَحَبَّ مُخَالَفَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ ، فَهَذَا مِنْ ذَلِكَ ، فَوَافَقَهُمْ أَوَّلًا وَقَالَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ ، ثُمَّ أَحَبَّ مُخَالَفَتهمْ فَأَمَرَ بِأَنْ يُضَافَ إِلَيْهِ يَوْمٌ قَبْله وَيَوْمٌ بَعْدَهُ خِلَافًا لَهُمْ ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى بِلَفْظِ " أَمَرَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِ عَاشُورَاء يَوْم الْعَاشِر " وَقَالَ بَعْض أَهْل الْعِلْم : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَحِيح مُسْلِم " لَئِنْ عِشْت إِلَى قَابِل لَأَصُومَن التَّاسِعَ " يَحْتَمِل أَمْرَيْنِ ، أَحَدهمَا أَنَّهُ أَرَادَ نَقْلَ الْعَاشِرِ إِلَى التَّاسِعِ ، وَالثَّانِي أَرَادَ أَنْ يُضِيفَهُ إِلَيْهِ فِي الصَّوْم ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ بَيَانِ ذَلِكَ كَانَ الِاحْتِيَاطُ صَوْمَ الْيَوْمَيْنِ ، وَعَلَى هَذَا فَصِيَام عَاشُورَاء عَلَى ثَلَاث مَرَاتِب : أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَام التَّاسِعُ مَعَهُ ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . ثُمَّ بَدَأَ الْمُصَنِّفُ بِالْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبِ ، ثُمَّ بِالْأَخْبَارِ الدَّالَّة عَلَى التَّرْغِيبِ فِي صِيَامه .

    تعليق


    • #3
      للرفع
      .....

      تعليق

      يعمل...
      X