25 خمسة وعشرون خطأً شائعاً في رمضان!!
بمناسبة حلول شهر رمضان أحببنا أن ننبه الصائمين على بعض الأخطاء الشائعة في المجتمعات الإسلامية حتى يكون منها على حذر.
من باب قول حذيفة رضي الله عنه:"....وكنت أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يدركني" ]أخرجه البخاري ومسلم[
ومن باب قول القائل:
عرفت الشر لا للشــر ولـكن لتوقـــيه*******ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه.
فالله أسأل أن ينفع بها:
الخطأ الأول: صيام يوم الشك.
وهو اليوم أو اليومان الأخيران من شعبان وقد نبه الرسول الكريم أمته عن الوقوع في هذا الخطأ.
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم."
قال الحافظ بن حجر رحمه الله في فتح الباري : لا يتقدم رمضان بصوم يوم يعد منه بقصد الاحتياط له ؛ فإن صومه مرتبط بالرؤية فلا حاجة إلى التكلف. انتهى
قلت: فالمعتمد شرعا في الصوم هو رؤية الهلال "فمن تقدم صيام رمضان بقصد الاحتياط فقد طعن في الحكم" قاله الحافظ.
وفيه مخالفة للروافض.
قال الحافظ: وفي الحديث رد على من يرى تقديم الصوم على الرؤية كالرافضة.
الخطأ الثاني: التلفظ بنية الصوم ورفع الصوت بها.
كما تفعله بعض المساجد بعد صلاة المغرب يقوم رجل فيقول بأعلى صوته: "نويت أصوم غدا لله تعالى فرض شهر رمضان أداء لله تعالى"!
والتلفظ بالنية بدعة لأن محل النية القلب لا اللسان.
سُئِلَ شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله :
عن [النية] في الدخول في العبادات من الصلاة، وغيرها. هل تفتقر الى نطق اللسان، مثل قول القائل:" نويت اصوم، نويت اصلي"، هل هو واجب ام لا ؟
فاجاب :
الحمد للّه، نية الطهارة من وضوء او غسل او تيمم، والصلاة والصيام والحج والزكاة والكفارات، وغير ذلك من العبادات لا تفتقر الى نطق اللسان، باتفاق ائمة الاسلام. بل النية محلها القلب دون اللسان باتفاقهم، فلو لفظ بلسانه غلطًا بخلاف ما نوى في قلبه، كان الاعتبار بما نوي، لا بما لفظ، ولم يذكر احد في ذلك خلافا... بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين؛ اما في الدين؛ فلانه بدعة. واما في العقل؛ فلانه بمنزلة من يريد ياكل طعامًا في قول: نويت بوضع يدي في هذا الاناء اني اريد اخذ منه لقمة فاضعها في فمي فامضغها ثم ابلعها لاشبع، مثل القائل الذي يقول: نويت اصلي فريضة هذه الصلاة المفروضة على حاضر الوقت، اربع ركعات في جماعة، اداء للّه تعالي. فهذا كله حمق وجهل؛ وذلك ان النية بليغ العلم، فمتي علم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم بالعقل ان يفعل بلا نية؛ ولا يمكن مع عدم العلم ان تحصل نية. وقد اتفق الائمة على ان الجهر بالنية وتكريرها ليس بمشروع، بل من اعتاد ذلك، فانه ينبغي له ان يؤدب تأديبا بمنعه عن ذلك التعبد بالبدع، وايذاء الناس برفع صوته؛ لأنه قد جاء الحديث: (ايها الناس، كلكم يناجي ربه، فلا يجهرن بعضكم على بعض بالقراءة) فكيف حال من يشوش على الناس بكلامه بغير قراءة؟ بل يقول: نويت اصلي، اصلي فريضة كذا وكذا، في وقت كذا وكذا من الافعال التي لم يشرعها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.انتهى المراد من مجموع الفتاوى المجلد الثاني والعشرين.
الخطأ الثالث: تأخير وقت الفطر للاحتياط كما يفعله كثير من الشيعة.
جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ."
قال ابن دقيق العيد في إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام:
تعجيل الفطر بعد تيقن الغروب : مستحب باتفاق . ودليله هذا الحديث . وفيه دليل على المتشيعة ، الذين يؤخرون إلى ظهور النجم . ولعل هذا هو السبب في كون الناس لا يزالون بخير ما عجلوا الفطر ; لأنهم إذا أخروه كانوا داخلين في فعل خلاف السنة . ولا يزالون بخير ما فعلوا السنة .
الخطأ الرابع: إيقاع صلاة الفجر قبل الوقت.
من الملاحظ الفرق الشاسع في الوقت بين أيام الفطر ورمضان فتراهم في أول يوم من رمضان يوقعون الأذان قبل الوقت في آخر يوم من شعبان بنصف أو ربع ساعة .
وإيفاع الصلاة في غير الوقت لا يجزؤها كما قال تعالى : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"
الخطأ الخامس: الجماع في نهار رمضان.
والجماع من مفسدات الصوم وكثير من الناس يجهل مثل هذا الحكم فيقع على امرأته في نهار رمضان.
قال تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" فدلت الآية بمفهومها على أن الرفث - وهو الجماع هنا وإن كان معناه أعم من ذلك- يحرم في النهار.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره عند الآية: والرفث هنا هو : الجماع . قاله ابن عباس ، وعطاء ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وطاوس ، وسالم بن عبد الله ، وعمرو بن دينار والحسن ، وقتادة ، والزهري ، والضحاك ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، وعطاء الخراساني ، ومقاتل بن حيان .
وقد غلظ الشارع الكريم الكفارة على المجامع أهله في نهار رمضان.
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال { بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل . فقال : يا رسول الله ، هلكت . قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي ، وأنا صائم - وفي رواية : أصبت أهلي في رمضان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر - والعرق : المكتل - قال : أين السائل ؟ قال : أنا . قال : خذ هذا ، فتصدق به . فقال الرجل : على أفقر مني : يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه . ثم قال : أطعمه أهلك }.
الخطأ السادس: الاستمناء ( العادة السرية).
والاستمناء محرم في الشريعة.
قال الله تعالى: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"
فدلت الآية على أن استثارة الفرج بغير الزوجة وملك اليمين محرم.
وفي رمضان الخطب أشد.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة في الحديث القدسي يقول الله: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها"
ولا شك أن بالاستمناء تحصل الشهوة فدل على أن ذلك من مفسدات الصوم.
الخطأ السابع: شهادة الزور والكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي.
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
وهي محرمة على الصائم وغير الصائم إلا أن التحريم في حق الصائم آكد كتأكيد تحريم الزنا من الشيخ والخيلاء من الفقر. قاله الصنعاني في سبل السلام.(4/126).
الخطأ الثامن: السباب والشتائم والقتال.
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين."
الخطأ التاسع: تضييع الأوقات وإهدارها في معصية الله بحجة تناسي الجوع.
وإهدار الوقت يعني إهدار العمر والمسلم مسئول عن وقته و يا ليت شعري ما أكثر المضيعين أوقاتهم!
جاء في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ".
وللأسف الشديد فقد استطاع أعداء الله أن يصرفوا المسلمين عن الإقبال على طاعة الله في هذا الشهر فوفروا لهم كل متطلبات القضاء على الوقت وإفساد الصيام والعياذ بالله وذلك عن طريق تكثيف البرامج والمسلسلات الساقطة عبر التلفاز.
وعن طريق آلات اللهو واللعب من شطرنج وكيرم ودمنة وغيرها.
وعن طريق شبكات الأنترنت حيث شغلوا الناس بشبكات التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وكذلك من مقاطع وصور إباحية نسال الله تعالى أن يعصمنا من الشر.
الخطأ العاشر: النوم طوال النهار والسهر طوال الليل.
ففي النوم طوال النهار تفويت خيري الدنيا والآخرة من قراءة القرآن وصلاة الجماعة والشعور بطعم العبادة من الجوع والعطش كما أن فيه تفويت لخير الدنيا من التكسب والعمل كما أن فيه تنكيس للفطرة التي فطر الناس عليها من الحركة والعيش في النهار والسكون والراحة والنوم في الليل ولذلك فإن في نوم النهار وسهر الليل من الأضرار البدنية الشيء الكثير.
قال تعالى: "وجلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا"
وقال تعالى: " وهو الذي جعل الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا"
وجاء عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ : نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ خَرَقٌ , وَأَوْسَطِهِ خَلَقٌ , وَآخِرِهِ حَمَقٌ.
ويستثنى من نوم النهار وسطه وهي ما تسمى بالقيلولة فق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص عليها.
الخطأ الحادي عشر: الانشغال بالتجارة والتكسب عن الإقبال على العبادة.
لاريب أن التجارة والتكسب أمر مباح ومشروع قال تعالى: "وأحل الله البيع وحرم الربا"
ولكن وصل الأمر ببعضهم إلى الانشغال عن طاعة الله تعالى وما كان وسيلة إلى ترك واجب أو مستحب كان محرما أو مكروها وفي رمضان يكثر رواد الأسواق أكثر وأكثر في حين أن الإقبال على الله في هذا الشهر يتأكد أكثر وأكثر فقدم الأعلى على الأدنى.
الخطأ الثاني عشر: قضاء الوقت في مضغ القات.
وهذه الشجرة الخبيثة (القات) صرفت الناس عن الخير والطاعة حتى بلغ الأمر ببعضهم إلى الجمع بين الصلوات لأجل تفريغ وإهدار وقت طويل يصل إلى الساعات في مضغ هذه الشجرة.
ويتأكد تركها في رمضان لأجل التفرغ لعبادة الله وطاعته.
الخطأ الثالث عشر: ترك أكلة السحر.
جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن في السحور بركة"
وثبت عند النسائي من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: " إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه" [وصححه العلامة مقبل الوادعي" في الجامع الصحيح]
وأخرج مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول اللله صلى الله عليه وسلم : "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".
الخطأ الرابع عشر: ترك الدعاء طوال الصوم وتخصيصه وقت الإفطار.
اعلم أن الصيام مظنة إجابة الدعاء لما ثبت عند ابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" صححه العلامة الوادعي في صحيح الجامع.
فتأمل قوله في الحديث: " والصائم حتى يفطر"
وأما ماورد من أن للصائم دعوة عند فطره لا ترد فهو حديث ضعيف ضعفه العلامة الألباني في الإرواء (921) والعلامة الوادعي في تعليقه على تفسير ابن كثير عند قوله تعالى:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
وكذلك ماورد من الأدعية الخاصة بالإفطار لم يصح منها شيء كحديث" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" أخرجه الدار قطني وفي سنده عبد الملك بن هارون يرويه عن أبيه وهو متروك وأبوه ضعيف.
وأخرجه الطبراني في " الأوسط" و"الصغير" وفي سنده إسماعيل بن عمرو ضعيف وداود بن الزبرقان متروك.
وكحديث "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" في سنده مروان بن سالم المقفع وهو مجهول الحال.
فادع بما شئت أي وقت شئت فما دمت صائما فالإجابة حاصله إن شاء الله.
الخطأ الخامس عشر: ترك السواك ظنا أنه من المفطرات.
من المعلوم أن السواك سنة مؤكدة جاءت الأدلة في الحث على استعماله ولم يأت دليل إنه من المفطرات فإياك أن تتركه أيها الصائم ولا فرق بين اليابس منه والرطب المهم إلا يدخل إلى الجوف شيئا من رطوبته.
الخطأ السادس عشر: ترك المضمضة والاستنشاق.
اعلم أن المضمضة والاستنشاق من واجبات الوضوء لذلك لا يجوز تركهما بحال حتى حال الصيام إلا أنه لا يبالغ فيهما حتى يدخل الماء إلى الجوف
ثبت عند أبي داود والترمذي من حديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما"[صححه العلامة الوادعي في الصحيح المسند]
الخطأ السابع عشر: استعمال الإبر المغذية عن طريق العضل أو الوريد.
وقد أفتى بأنها من المفطرات العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام(175)
الخطأ الثامن عشر: الحجامة والتبرع بالدم.
وهي مكروهة على الصحيح لما تؤدي إليه من الضعف عن مواصلة الصوم.
الخطأ التاسع عشر: ترك صلاة التراويح أو بعضها.
وهذا تضييع لعمل جليل هو سبب مغفرة ما مضى من الذنوب!
هو سبب الراحة والطمأنينة!
هو سبب الخشوع والخضوع!
هو سبب الاستمتاع بآي الذكر الحكيم خلف الإمام!
هو سبب للاختلاء بربك تشكو إليه همك وتسأله حاجتك!
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
وينبغي إكمال صلاة القيام مع الإمام حتى ينصرف حتى يحرز أجر قيام ليلة.
فعن جبير بن نفير عن أبي ذر رضي الله عنه قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِىَ سَبْعٌ فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَتِ السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ. قَالَ فَقَالَ « إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ». قَالَ فَلَمَّا كَانَتِ الرَّابِعَةُ لَمْ يَقُمْ فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ جَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ وَالنَّاسَ فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلاَحُ. قَالَ قُلْتُ مَا الْفَلاَحُ قَالَ السُّحُورُ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا بَقِيَّةَ الشَّهْرِ. أخرجه أبو داود وغيره. [صححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود والإرواء 447 ]
الخطأ العشرون: قراءة القرآن بدون تدبر والحرص على الكم لا الكيف.
إن مما يسعدنا أن نرى الكثير من الصائمين يقبلون على تلاوة القرآن حتى إنه يسمع لهم في المساجد دوي كدوي النحل ولكن مما يؤسف!! أن كثيرا منهم يقرؤه هذّاً بدون تدبر وعمل بما فيه!!
ألم تقف وأنت تقرأ على قول الله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
وقول الله تعالى: " كتاب أنزلناه أليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"
وفي تلاوة كتاب الله أجر كثير لمن تدبره وعمل بما فيه إلا أنه في رمضان يتأكد أكثر فقد كان جبريل ينزل على رسولنا الكريم صلوات الله عليه في رمضان فيدارسه القرآن.
كما جاء في الصحيحين عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ."
وفي هجر القرآن تلاوة أو تدبرا أو عملا أثم عظيم وورز كبير
قال تعالى: "وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"
الخطأ الحادي والعشرون: ترك الصدقة.
لماذا لا تحرص أيها الصائم الميسور على التصدق في شهر رمضان فالصدقة في رمضان تتأكد على الفقراء لحاجتهم إليها لأجل أن يسدوا رمق جوعهم ويشاركون غيرهم من أهل السعة في فرحة الفطر.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجود في رمضان أكثر من غيره كما في حديث ابن عباس المتقدم.
الخطأ الثاني والعشرون: العجلة والطيش في القيادة!!
وهذا يكثر في رمضان ولذلك تكثر الحوادث المرورية أكثر من بقية الشهور فتجد كثيرا من الناس يخرجون بعد العصر فتكتض الشوارع بالزحام وبالتالي يحصل الغضب والعجلة وربما الاقتتال نسأل الله السلامة والعافية وهذا ينافي المقصود الأسمى من الصوم وهو ترويض النفس على حسن الخلق.
الخطأ الثالث والعشرون: انشغال النساء في إعداد الطعام والشراب!!
فتجد المرأة منذ أن تستيقظ إلى ساعة متأخرة من الليل وهي في عمل دءوب من إعداد وتهيئة وتنويع للأطعمة والأشربة وغسل وتنظيف فلا تجد وقتا لقراءة القرآن وقيام الليل وذكر الله ودعائه ولعل السبب في ذلك الزوج أو الأب أو الأخ لحرصهم على أن يجدوا من كل ما لذ وطاب دون مراعاة لحال هذه المرأة الضعيفة التي تحتاج إلى راحة وإلى عبادة.
الخطأ الرابع والعشرون : الانشغال بالتسوق والتجول بحثا عن كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات!!
الخطأ الخامس والعشرون: الإكثار من الأكل!!
فترى الكثير من الصائمين بمجرد أن يحين وقت الإفطار إلا وانهال على الأطعمة لا يترك شاذة ولا فاذة إلا اتبعها بيده يأكلها ولا يشعر إلا وقد امتلأت معدته حتى تكاد تنفجر وبالتالي لا يقدر على صلاة ولا قيام. وحسبه أن يأكل حاجته ويقوم لشأنه.
وقد أخرج الحاكم عن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم ثلاث أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه " . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.[صححه الألباني رحمه الله]
فنعوذ بالله من الشره!
هذا ولم استقص جميع الأخطاء وأسأله تعالى التوفيق والسداد في القول والعمل.
بمناسبة حلول شهر رمضان أحببنا أن ننبه الصائمين على بعض الأخطاء الشائعة في المجتمعات الإسلامية حتى يكون منها على حذر.
من باب قول حذيفة رضي الله عنه:"....وكنت أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يدركني" ]أخرجه البخاري ومسلم[
ومن باب قول القائل:
عرفت الشر لا للشــر ولـكن لتوقـــيه*******ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه.
فالله أسأل أن ينفع بها:
الخطأ الأول: صيام يوم الشك.
وهو اليوم أو اليومان الأخيران من شعبان وقد نبه الرسول الكريم أمته عن الوقوع في هذا الخطأ.
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم."
قال الحافظ بن حجر رحمه الله في فتح الباري : لا يتقدم رمضان بصوم يوم يعد منه بقصد الاحتياط له ؛ فإن صومه مرتبط بالرؤية فلا حاجة إلى التكلف. انتهى
قلت: فالمعتمد شرعا في الصوم هو رؤية الهلال "فمن تقدم صيام رمضان بقصد الاحتياط فقد طعن في الحكم" قاله الحافظ.
وفيه مخالفة للروافض.
قال الحافظ: وفي الحديث رد على من يرى تقديم الصوم على الرؤية كالرافضة.
الخطأ الثاني: التلفظ بنية الصوم ورفع الصوت بها.
كما تفعله بعض المساجد بعد صلاة المغرب يقوم رجل فيقول بأعلى صوته: "نويت أصوم غدا لله تعالى فرض شهر رمضان أداء لله تعالى"!
والتلفظ بالنية بدعة لأن محل النية القلب لا اللسان.
سُئِلَ شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله :
عن [النية] في الدخول في العبادات من الصلاة، وغيرها. هل تفتقر الى نطق اللسان، مثل قول القائل:" نويت اصوم، نويت اصلي"، هل هو واجب ام لا ؟
فاجاب :
الحمد للّه، نية الطهارة من وضوء او غسل او تيمم، والصلاة والصيام والحج والزكاة والكفارات، وغير ذلك من العبادات لا تفتقر الى نطق اللسان، باتفاق ائمة الاسلام. بل النية محلها القلب دون اللسان باتفاقهم، فلو لفظ بلسانه غلطًا بخلاف ما نوى في قلبه، كان الاعتبار بما نوي، لا بما لفظ، ولم يذكر احد في ذلك خلافا... بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين؛ اما في الدين؛ فلانه بدعة. واما في العقل؛ فلانه بمنزلة من يريد ياكل طعامًا في قول: نويت بوضع يدي في هذا الاناء اني اريد اخذ منه لقمة فاضعها في فمي فامضغها ثم ابلعها لاشبع، مثل القائل الذي يقول: نويت اصلي فريضة هذه الصلاة المفروضة على حاضر الوقت، اربع ركعات في جماعة، اداء للّه تعالي. فهذا كله حمق وجهل؛ وذلك ان النية بليغ العلم، فمتي علم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم بالعقل ان يفعل بلا نية؛ ولا يمكن مع عدم العلم ان تحصل نية. وقد اتفق الائمة على ان الجهر بالنية وتكريرها ليس بمشروع، بل من اعتاد ذلك، فانه ينبغي له ان يؤدب تأديبا بمنعه عن ذلك التعبد بالبدع، وايذاء الناس برفع صوته؛ لأنه قد جاء الحديث: (ايها الناس، كلكم يناجي ربه، فلا يجهرن بعضكم على بعض بالقراءة) فكيف حال من يشوش على الناس بكلامه بغير قراءة؟ بل يقول: نويت اصلي، اصلي فريضة كذا وكذا، في وقت كذا وكذا من الافعال التي لم يشرعها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.انتهى المراد من مجموع الفتاوى المجلد الثاني والعشرين.
الخطأ الثالث: تأخير وقت الفطر للاحتياط كما يفعله كثير من الشيعة.
جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ."
قال ابن دقيق العيد في إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام:
تعجيل الفطر بعد تيقن الغروب : مستحب باتفاق . ودليله هذا الحديث . وفيه دليل على المتشيعة ، الذين يؤخرون إلى ظهور النجم . ولعل هذا هو السبب في كون الناس لا يزالون بخير ما عجلوا الفطر ; لأنهم إذا أخروه كانوا داخلين في فعل خلاف السنة . ولا يزالون بخير ما فعلوا السنة .
الخطأ الرابع: إيقاع صلاة الفجر قبل الوقت.
من الملاحظ الفرق الشاسع في الوقت بين أيام الفطر ورمضان فتراهم في أول يوم من رمضان يوقعون الأذان قبل الوقت في آخر يوم من شعبان بنصف أو ربع ساعة .
وإيفاع الصلاة في غير الوقت لا يجزؤها كما قال تعالى : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"
الخطأ الخامس: الجماع في نهار رمضان.
والجماع من مفسدات الصوم وكثير من الناس يجهل مثل هذا الحكم فيقع على امرأته في نهار رمضان.
قال تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" فدلت الآية بمفهومها على أن الرفث - وهو الجماع هنا وإن كان معناه أعم من ذلك- يحرم في النهار.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره عند الآية: والرفث هنا هو : الجماع . قاله ابن عباس ، وعطاء ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وطاوس ، وسالم بن عبد الله ، وعمرو بن دينار والحسن ، وقتادة ، والزهري ، والضحاك ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، وعطاء الخراساني ، ومقاتل بن حيان .
وقد غلظ الشارع الكريم الكفارة على المجامع أهله في نهار رمضان.
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال { بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل . فقال : يا رسول الله ، هلكت . قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي ، وأنا صائم - وفي رواية : أصبت أهلي في رمضان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر - والعرق : المكتل - قال : أين السائل ؟ قال : أنا . قال : خذ هذا ، فتصدق به . فقال الرجل : على أفقر مني : يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه . ثم قال : أطعمه أهلك }.
الخطأ السادس: الاستمناء ( العادة السرية).
والاستمناء محرم في الشريعة.
قال الله تعالى: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"
فدلت الآية على أن استثارة الفرج بغير الزوجة وملك اليمين محرم.
وفي رمضان الخطب أشد.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة في الحديث القدسي يقول الله: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها"
ولا شك أن بالاستمناء تحصل الشهوة فدل على أن ذلك من مفسدات الصوم.
الخطأ السابع: شهادة الزور والكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي.
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
وهي محرمة على الصائم وغير الصائم إلا أن التحريم في حق الصائم آكد كتأكيد تحريم الزنا من الشيخ والخيلاء من الفقر. قاله الصنعاني في سبل السلام.(4/126).
الخطأ الثامن: السباب والشتائم والقتال.
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين."
الخطأ التاسع: تضييع الأوقات وإهدارها في معصية الله بحجة تناسي الجوع.
وإهدار الوقت يعني إهدار العمر والمسلم مسئول عن وقته و يا ليت شعري ما أكثر المضيعين أوقاتهم!
جاء في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ".
وللأسف الشديد فقد استطاع أعداء الله أن يصرفوا المسلمين عن الإقبال على طاعة الله في هذا الشهر فوفروا لهم كل متطلبات القضاء على الوقت وإفساد الصيام والعياذ بالله وذلك عن طريق تكثيف البرامج والمسلسلات الساقطة عبر التلفاز.
وعن طريق آلات اللهو واللعب من شطرنج وكيرم ودمنة وغيرها.
وعن طريق شبكات الأنترنت حيث شغلوا الناس بشبكات التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وكذلك من مقاطع وصور إباحية نسال الله تعالى أن يعصمنا من الشر.
الخطأ العاشر: النوم طوال النهار والسهر طوال الليل.
ففي النوم طوال النهار تفويت خيري الدنيا والآخرة من قراءة القرآن وصلاة الجماعة والشعور بطعم العبادة من الجوع والعطش كما أن فيه تفويت لخير الدنيا من التكسب والعمل كما أن فيه تنكيس للفطرة التي فطر الناس عليها من الحركة والعيش في النهار والسكون والراحة والنوم في الليل ولذلك فإن في نوم النهار وسهر الليل من الأضرار البدنية الشيء الكثير.
قال تعالى: "وجلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا"
وقال تعالى: " وهو الذي جعل الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا"
وجاء عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ : نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ خَرَقٌ , وَأَوْسَطِهِ خَلَقٌ , وَآخِرِهِ حَمَقٌ.
ويستثنى من نوم النهار وسطه وهي ما تسمى بالقيلولة فق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص عليها.
الخطأ الحادي عشر: الانشغال بالتجارة والتكسب عن الإقبال على العبادة.
لاريب أن التجارة والتكسب أمر مباح ومشروع قال تعالى: "وأحل الله البيع وحرم الربا"
ولكن وصل الأمر ببعضهم إلى الانشغال عن طاعة الله تعالى وما كان وسيلة إلى ترك واجب أو مستحب كان محرما أو مكروها وفي رمضان يكثر رواد الأسواق أكثر وأكثر في حين أن الإقبال على الله في هذا الشهر يتأكد أكثر وأكثر فقدم الأعلى على الأدنى.
الخطأ الثاني عشر: قضاء الوقت في مضغ القات.
وهذه الشجرة الخبيثة (القات) صرفت الناس عن الخير والطاعة حتى بلغ الأمر ببعضهم إلى الجمع بين الصلوات لأجل تفريغ وإهدار وقت طويل يصل إلى الساعات في مضغ هذه الشجرة.
ويتأكد تركها في رمضان لأجل التفرغ لعبادة الله وطاعته.
الخطأ الثالث عشر: ترك أكلة السحر.
جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن في السحور بركة"
وثبت عند النسائي من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: " إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه" [وصححه العلامة مقبل الوادعي" في الجامع الصحيح]
وأخرج مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول اللله صلى الله عليه وسلم : "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".
الخطأ الرابع عشر: ترك الدعاء طوال الصوم وتخصيصه وقت الإفطار.
اعلم أن الصيام مظنة إجابة الدعاء لما ثبت عند ابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" صححه العلامة الوادعي في صحيح الجامع.
فتأمل قوله في الحديث: " والصائم حتى يفطر"
وأما ماورد من أن للصائم دعوة عند فطره لا ترد فهو حديث ضعيف ضعفه العلامة الألباني في الإرواء (921) والعلامة الوادعي في تعليقه على تفسير ابن كثير عند قوله تعالى:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
وكذلك ماورد من الأدعية الخاصة بالإفطار لم يصح منها شيء كحديث" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" أخرجه الدار قطني وفي سنده عبد الملك بن هارون يرويه عن أبيه وهو متروك وأبوه ضعيف.
وأخرجه الطبراني في " الأوسط" و"الصغير" وفي سنده إسماعيل بن عمرو ضعيف وداود بن الزبرقان متروك.
وكحديث "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" في سنده مروان بن سالم المقفع وهو مجهول الحال.
فادع بما شئت أي وقت شئت فما دمت صائما فالإجابة حاصله إن شاء الله.
الخطأ الخامس عشر: ترك السواك ظنا أنه من المفطرات.
من المعلوم أن السواك سنة مؤكدة جاءت الأدلة في الحث على استعماله ولم يأت دليل إنه من المفطرات فإياك أن تتركه أيها الصائم ولا فرق بين اليابس منه والرطب المهم إلا يدخل إلى الجوف شيئا من رطوبته.
الخطأ السادس عشر: ترك المضمضة والاستنشاق.
اعلم أن المضمضة والاستنشاق من واجبات الوضوء لذلك لا يجوز تركهما بحال حتى حال الصيام إلا أنه لا يبالغ فيهما حتى يدخل الماء إلى الجوف
ثبت عند أبي داود والترمذي من حديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما"[صححه العلامة الوادعي في الصحيح المسند]
الخطأ السابع عشر: استعمال الإبر المغذية عن طريق العضل أو الوريد.
وقد أفتى بأنها من المفطرات العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام(175)
الخطأ الثامن عشر: الحجامة والتبرع بالدم.
وهي مكروهة على الصحيح لما تؤدي إليه من الضعف عن مواصلة الصوم.
الخطأ التاسع عشر: ترك صلاة التراويح أو بعضها.
وهذا تضييع لعمل جليل هو سبب مغفرة ما مضى من الذنوب!
هو سبب الراحة والطمأنينة!
هو سبب الخشوع والخضوع!
هو سبب الاستمتاع بآي الذكر الحكيم خلف الإمام!
هو سبب للاختلاء بربك تشكو إليه همك وتسأله حاجتك!
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
وينبغي إكمال صلاة القيام مع الإمام حتى ينصرف حتى يحرز أجر قيام ليلة.
فعن جبير بن نفير عن أبي ذر رضي الله عنه قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِىَ سَبْعٌ فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَتِ السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ. قَالَ فَقَالَ « إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ». قَالَ فَلَمَّا كَانَتِ الرَّابِعَةُ لَمْ يَقُمْ فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ جَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ وَالنَّاسَ فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلاَحُ. قَالَ قُلْتُ مَا الْفَلاَحُ قَالَ السُّحُورُ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا بَقِيَّةَ الشَّهْرِ. أخرجه أبو داود وغيره. [صححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود والإرواء 447 ]
الخطأ العشرون: قراءة القرآن بدون تدبر والحرص على الكم لا الكيف.
إن مما يسعدنا أن نرى الكثير من الصائمين يقبلون على تلاوة القرآن حتى إنه يسمع لهم في المساجد دوي كدوي النحل ولكن مما يؤسف!! أن كثيرا منهم يقرؤه هذّاً بدون تدبر وعمل بما فيه!!
ألم تقف وأنت تقرأ على قول الله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
وقول الله تعالى: " كتاب أنزلناه أليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"
وفي تلاوة كتاب الله أجر كثير لمن تدبره وعمل بما فيه إلا أنه في رمضان يتأكد أكثر فقد كان جبريل ينزل على رسولنا الكريم صلوات الله عليه في رمضان فيدارسه القرآن.
كما جاء في الصحيحين عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ."
وفي هجر القرآن تلاوة أو تدبرا أو عملا أثم عظيم وورز كبير
قال تعالى: "وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"
الخطأ الحادي والعشرون: ترك الصدقة.
لماذا لا تحرص أيها الصائم الميسور على التصدق في شهر رمضان فالصدقة في رمضان تتأكد على الفقراء لحاجتهم إليها لأجل أن يسدوا رمق جوعهم ويشاركون غيرهم من أهل السعة في فرحة الفطر.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجود في رمضان أكثر من غيره كما في حديث ابن عباس المتقدم.
الخطأ الثاني والعشرون: العجلة والطيش في القيادة!!
وهذا يكثر في رمضان ولذلك تكثر الحوادث المرورية أكثر من بقية الشهور فتجد كثيرا من الناس يخرجون بعد العصر فتكتض الشوارع بالزحام وبالتالي يحصل الغضب والعجلة وربما الاقتتال نسأل الله السلامة والعافية وهذا ينافي المقصود الأسمى من الصوم وهو ترويض النفس على حسن الخلق.
الخطأ الثالث والعشرون: انشغال النساء في إعداد الطعام والشراب!!
فتجد المرأة منذ أن تستيقظ إلى ساعة متأخرة من الليل وهي في عمل دءوب من إعداد وتهيئة وتنويع للأطعمة والأشربة وغسل وتنظيف فلا تجد وقتا لقراءة القرآن وقيام الليل وذكر الله ودعائه ولعل السبب في ذلك الزوج أو الأب أو الأخ لحرصهم على أن يجدوا من كل ما لذ وطاب دون مراعاة لحال هذه المرأة الضعيفة التي تحتاج إلى راحة وإلى عبادة.
الخطأ الرابع والعشرون : الانشغال بالتسوق والتجول بحثا عن كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات!!
الخطأ الخامس والعشرون: الإكثار من الأكل!!
فترى الكثير من الصائمين بمجرد أن يحين وقت الإفطار إلا وانهال على الأطعمة لا يترك شاذة ولا فاذة إلا اتبعها بيده يأكلها ولا يشعر إلا وقد امتلأت معدته حتى تكاد تنفجر وبالتالي لا يقدر على صلاة ولا قيام. وحسبه أن يأكل حاجته ويقوم لشأنه.
وقد أخرج الحاكم عن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم ثلاث أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه " . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.[صححه الألباني رحمه الله]
فنعوذ بالله من الشره!
هذا ولم استقص جميع الأخطاء وأسأله تعالى التوفيق والسداد في القول والعمل.
تعليق