مهم مسألة تعجيل الفطر وتأخير السحور وما يتعلق بذلك : منتقاة من كتاب الإلمام بأحكام الصيام للمؤلفة أم بلال السلفية العدنية
فإعانة لإخواني في نشر العلم والخير في شبكة العلوم السلفية فهذه وريقات إنتقيتها من كتاب الإلمام بأحكام الصيام في مسألة تأخير السحور وتعجيل الفطور فقد وفقت المؤلفة في تبيين ذلك قالت في كتابها الإلمام بأحكام الصيام ن وهي تشرح متن الدرر البهية للعلامة الشوكاني:
متن/ويندب تعجيل الفطر وتأخير السحور ... على المكلف العمل بالنصوص, على حسب ما يقتضيه الشرع, من غير مغالطه أو محايلة, فإنه محاسب عَنْد ربه سبحانه وتعالى, فقد جاء الوعيد الشديد لمن أفطر قبل تحلة صومه. قَالَ أبو عبدالله الحاكم رحمه الله فِي المستدرك(1569): حدَّثَنا أبو العَبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا بشر بن بكر ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عَنْ سليم بن عامر أبي يَحْيَى الكلاعي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان, فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلاً وعراً فقَالَا لي: اصعد, فقلت: إني لا أطيقه, فقَالَا: إنا سنسهله لك, فصعدت حتى إذا كنت فِي سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديدة, فقلت: ما هذه الأصوات؟ قَالَوا هذا عوي أهل النار, ثم انطلق بي, فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم, مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً, قَالَ: قلت: ما هؤلاء؟ قَالَ: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم. هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه وأخرجه ابن خزيمة فِي صحيحه(1986). وبوب الشيخ مقبل رحمه الله فِي الجامع(2/421): الترهيبُ من الإفطارِ قبلَ تحِلَّةِ الصومِ. الحديث صحيح. مسألة: تعجيل الفطر. قَالَ البخاري رحمه الله تعالى(1955): حدَّثَنا إسحاقُ الواسِطيُّ حدَّثَنا خالدٌ عَنْ الشيبانيِّ عَنْ عبدِ اللهِ بن أبي أوفى رضي الله عَنْه قَالَ:كنا مع رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم فِي سَفرٍ وهو صائمٌ, فلما غَابَتِ الشمسُ قَالَ لِبعضِ القومِ: يا فلانُ قم فاجدَحْ لنا, فقَالَ: يا رسولَ اللهِ لو أمسيتَ؟. قَالَ: انزلْ فاجدَحْ لنا. قَالَ يا رسولَ اللهِ فلو أمسيتَ؟. قَالَ: انزِلْ فاجدَحْ لنا. قَالَ: إنَّ عليكَ نهاراً, قَالَ: انزِلْ فاجدحْ لنا. فنزَلَ فجدحَ لهم, فشَرِبَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثمَّ قَالَ: إذا رأيتُم الليلَ قد أقبلَ مِن ها هنا فقد أفطَرَ الصائمُ. ورواه مسلم(1101) وابن أبي شيبة(2/429) والنسائي الكبرى(3311) وأبوداود(2352) وابن حبان كما فِي الإحسان(3511) والبغوي فِي شرح السنة(1728) والحميدي(714). وعبدالرزاق بلفظ: وقَالَ ولو ترآها أحد على بعيره لرآها يعَنْي الشمس. وقَالَ البغوي فِي شرح السنة(3/471): قَوْله "فاجدَحْ لي" فالجدحُ أن يُخاضَ السَّويق بالماء, ويحرَّك حتى يستويَ, المجدَحُ: العودُ الذي تخاضُ به الأشربةُ لترقَّ وتستويَ. وإنما أومأ إلى المشرق, لأن أوائل الظلمة لا تُقبل من ذَلِكَ الشِّق إلا وقد سقط القرصُ .. اهـ قَالَ البخاري رحمه الله تعالى(1957): حدَّثَنا عبدُ اللهِ بن يوسفَ أَخْبَرَنَا مالكٌ عَنْ أبي حازمٍ عَنْ سَهلِ بن سعدٍ:أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: لا يَزالُ الناسُ بِخيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ. ورواه مسلم(1098) وابن أبي شيبة(2/430) ومالك فِي الموطأ(1/192) وابن خزيمة(2059) وابن ماجة(1697) والنسائي فِي الكبرى(3312) وعبدالرزاق(7592) والدارمي(2/7) والترمذي(699) والطبراني فِي الكبير(5995) وابن حبان كما فِي الإحسان(3502-3506) والبيهقي فِي الكبرى (8118) والشافعي فِي المسند(470) والبغوي فِي شرح السنة(1724). قَالَ الحافظ رحمه الله فِي الفتح(4/199): قَالَ المهلب: والحكمة فِي ذَلِكَ أن لا يزاد فِي النهار من الليل، ولأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة, واتفق العلماء على أن محل ذَلِكَ إذا تحقق غروب الشمس بالرؤية أو بأخبار عدلين, وكذا عدل واحد فِي الأرجح, قَالَ ابن دقيق العيد: فِي هذا الحديث رد على الشيعة فِي تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم, ولعل هذا هو السبب فِي وجود الخير بتعجيل الفطر, لأن الذي يؤخره يدخل فِي فعل خلاف السنة ... اهـ تنبيه: من البدع المنكرة ما أحدث فِي هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة فِي رمضان, واطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعماً ممن أحدثه أنه للاحتياط فِي العبادة ولا يعلم بذَلِكَ الا آحاد الناس, وقد جرهم ذَلِكَ إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا, فأخروا الفطر, وعجلوا السحور وخالفوا السنة, فلذَلِكَ قل عَنْهم الخير وكثير فِيهم الشر, والله المستعان. اهـ قَالَ البخاري رحمه الله(1954): حدَّثَنا الـحُميديُّ حدَّثَنا سُفِيانُ حدَّثَنا هِشامُ بن عُروةَ قَالَ سمعتُ أبي يقولُ سمعتُ عاصمَ بن عمرَ بن الخطابِ عَنْ أبيهِ رضي الله عَنْه قَالَ:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إذا أقْبلَ الليلُ مِن ها هنا, وأَدْبرَ النهارُ ِمن ها هنا, وغَرَبَتِ الشمسُ, فقد أفطَرَ الصائمُ. ورواه مسلم(1100) وأبوداود(2351) وابن أبي شيبة(2/429) وابن الجارود(393) والنسائي فِي الكبرى(3310) وعبدالرزاق(7595) وابن خزيمة(2058) وابن حبان كما فِي الإحسان(3513) وابن عبدالبر فِي الاستدكار(10/13860) والدارمي(2/7) البيهقي فِي الكبرى(8123) والحميدي(20) والبغوي فِي شرح السنة(1729). وقَالَ البغوي رحمه الله(3/471): قَوْله: "فقد أفطر الصيام" قيل: أراد قد دخلَ فِي وقت الفطر, كما يقَالَ: أصبح وأمسى, وقيل: معَنْاه: أنه مفطر فِي الحكم وإن لم يطعم شيئاً .. اهـ قَالَ أبو داود رحمه الله تعالى(2353): حدَّثَنا وهب بن بقية عَنْ خالد عَنْ مُحَمَّد يعَنْي ابن عمرو عَنْ أبي سلمة عَنْ أبي هريرة:عَنْ النبي صلى الله علـيه وعلى آله وسلم قَالَ: لايزال الـدين ظاهراً ما عجل الناس الـفطر, لأن الـيهود والنصارى يؤخرون. حسن. ورواه النسائي فِي الكبرى(3313) وابن خزيمة(2060) وابن حبان كما فِي الإحسان(3503-3509) والبيهقي فِي الكبرى(8119) والحاكم فِي المستدرك(1574) وابن أبي شيبة(2/429). وابن ماجة فِي سننه(1698) بلفظ: لا يَزَالُ النَّاسُ بخيرِ ما عجَّلُوا الفِطْرَ, عجّلُوا الفِطرَ, فإن اليهود يُؤخرون. والحديث يحسنه الشيخ الوادعي رحمه الله فِي الصحيح المسند(2/398). والشيخ الألباني رحمه الله فِي تعليقه على صحيح ابن خزيمة والمشكاة(1995). قَالَ صاحب عون المعبود(6/480): "ظاهراً" أي: غالباً وعالياً أو واضحاً ولائحاً. "ما عجل الناس الفطر": ما ظرفِية أي مدة تعجيلهم الفطر, "لأن اليهود والنصارى يؤخرون": أي الفطر. قَالَ الطيبي: فِي هذا التعليل دليلٌ على أن قوام الدين الحنيفِي على مخالفة الأعداء من أهل الكتاب, وأن فِي موافقتهم تلفاً للدين. انتهى قَالَ مسلم رحمه الله تعالى(1099): حدَّثَنا يَحْيَى بن يَحْيَى وأبُوكُرَيْب مُحَمَّد بن العلاءِ قَالَا: أَخْبَرَنَا أبُو مُعَاوية عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ عُمارَةَ ابن عُمَيْرٍ عَنْ أبي عطِيَّةَ قَالَ: دخَلْتُ أنا ومسْرُوقٌ على عَائِشة فقُلنا: يا أمَّ المُؤْمِنينَ! رجُلانِ من أصْحابِ مُحَمَّد صلى الله عليه وعلى آله وسلم, أحدهما: يُعجِّل الإفْطارَ ويُعَجِّل الصَّلاةَ. والآخر: يؤخَرُ الإفطارَ ويُؤَخِّرُ الصَّلاةَ, قَالَتْ: أيُّهُما الذي يُعَجِّلُ الإفطارَ ويُعجِّلُ الصلاةَ؟ قَالَ قُلْنَا: عبدالله يعَنْي ابن مسعود. قَالَتْ: كذَلِكَ كانَ يَصْنَعُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. زادَ أبُوكُرَيْب: والآخرُ أبُو مُوسى. ورواه الترمذي(702) وأبوداود(2354) والبغوي فِي السنة(1725) والنسائي فِي الكبرى(2160-2161) والبيهقي فِي الكبرى(8121). وأخرجه البيهقي فِي الكبرى(8122) والنسائي فِي المبرى(2158-2159): من طريق خيثمة[1] عَنْ أبي عطية قَالَ قلت لعائشة: فِينا رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .... الحديث. * ذكر من قَالَ بالإفطار حين غروب قرص الشمس مما صح سنده: قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله(2/429): حدَّثَنا زياد بن الربيع وكان ثقة عَنْ أبي حمزة الضبعي أنه كان يفطر مع ابن عَبَّاس فِي رمضان, فكان إذا أمسى بعث ربيبة له تصعد ظهر الدار فلما غربت الشمس, أذن فِيأكل ونأكل فإذا فرغ أقيمت الصلاة فِيقوم يصلي, ونصلي معه. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو معاوية عَنْ الأعمش عَنْ إبراهيم عَنْ علقمة قَالَ: أتي عبد الله بجفنة, فقَالَ: للقوم أدنوا فكلوا فاعتزل رجل منهم, فقَالَ له عبد الله: مالك قَالَ إني صائم, فقَالَ عبد الله: هذا والذي لا إله غيره حين حل الطعام لأكل. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا وكيع عَنْ عبد الواحد بن أيمن عَنْ أبيه عَنْ أبي سعيد قَالَ: دخلت عليه فأفطر على عرق وإني أرى الشمس لم تغرب. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو معاوية عَنْ الأعمش عَنْ مجاهد قَالَ: إن كنت لآتي ابن عمر بفطرة فاغطيه استحياء من الناس أن يروه. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا وكيع عَنْ مسلم بن يزيد عَنْ أبيه قَالَ: كان علي بن أبي طالب يقول: لابن التياح غربت الشمس فِيقول لا تعجل, فِيقول: غربت الشمس فإذا قَالَ نعم أفطر ثم نزل فصلى. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا حاتم بن إسماعيل عَنْ عبد الرحمن بن حرملة عَنْ سعيد بن المسيب قَالَ: إذا رأيت ان العصر قد فاتك فاشرب. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا وكيع عَنْ أبي العَنْبس عمرو بن مروان قَالَ: سمعت إبراهيم يقول: إن من السنة تعجيل الإفطار. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا ابن علية عَنْ ابن عون عَنْ موسى بن أنس أن أنساً كان يصعد الجارية فوق البيت فِيقول إذا استوى الأفق فأذنيني. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو معاوية عَنْ الأعمش عَنْ مجاهد عَنْ مورق العجلي عَنْ أبي الدرداء قَالَ: من اخلاق النبيين التبكير فِي الإفطار والابلاغ فِي السحور ووضع اليمين على الشمال فِي الصلاة. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا ابن فضيل عَنْ بيان عَنْ قيس قَالَ: ناول عمر رجلاً إناء إلى جنبه حين غربت الشمس فقَالَ له اشرب, ثم قَالَ: لعلك من المسرفِين بفطره سرف سرف. # مسألة: أجر من فطّر صائماً. قَالَ ابن حبان رحمه الله فِي صحيحه(3429): أَخْبَرَنَا الفضلُ بن الحُبابِ حدَّثَنا مُسدَّدُ بن مُسَرْهدٍ عَنْ يَحْيَى القطَّان عَنْ عبْدِ الملك بن أبي سُليمانَ حَدَّثَنِي عطاءٌ عَنْ زَيْدِ بن خالدٍ الجُهنيِّ عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: مَنْ فطَّرَ صائِماً كُتِبَ لهُ مِثْلُ أجْرِهِ لا يَنْقُصُ مِنْ أجرِهِ شيءٌ. صحيح. رواه الترمذي(807) وابن ماجة(1746) وعبدالرزاق(7905) وأحد(17041-17030-21734) والدارمي(2/7) والطبراني فِي الكبير(5267) والأوسط(1052) والبيهقي فِي شعب الايمان(3952-3953) والسنن الكبرى(8137-8138-8139) وصححه الألباني فِي التعليقات الحسان(3420). وبوب على الحديث ابن حبان بقَوْله: "ذِكْرُ تفضُّل الله جلَّ وعلا بإعطاء المفطر مُسْلِماً مِثْلَ أجرِه". وفِي الباب: عَنْ أبي هريرة[2], وعائشة[3]. # مسألة: تأخير السحور. قَالَ البخاري رحمه الله(1920): حدَّثَنا محمدُ بن عُبيدِ اللهِ حدَّثَنا عبدُ العزيز بن أبي حازمٍ عَنْ أبيهِ أبي حازمٍ عَنْ سهلِ بن سعدٍ رضي اللهُ عَنْه قَالَ:كنتُ أتسحَّرُ فِي أهلي, ثمَّ تكونُ سُرعتي أنْ أدرِكَ السجودَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قَالَ الحافظ رحمه الله(4/137): قَوْله: "باب تعجيل السحور" أي الإسراع بالأكل إشارة إلى أن السحور كان يقع قرب طلوع الفجر. وروى مالك عَنْ عبد الله بن أبي بكر عَنْ أبيه كنا ننصرف أي من صـلاة الليل فنستعجل بالـطعام مخافة الفجر. قَالَ ابن بطال: ولو ترجم له بباب تأخير السحور لكان حسناً, وتعقبه مغلطاي بأنه وجد فِي نسخة أخرى من البخاري "باب تأخير السحور" ولم أر ذَلِكَ فِي شيء من نسخ البخاري التي وقعت لنا. وقَالَ الزين ابن المنير: التعجيل من الأمور النسبية, فإن نسب إلى أول الوقت كان معَنْاه التقديم, وأن نسب إلى آخره كان معَنْاه التأخير, وإنما سماه البخاري تعجيلاً إشارة منه إلى أن الصحابي كان يسابق بسحوره الفجر عَنْد خوف طلوعه, وخوف فوات الصلاة بمقدار ذهابه إلى المسجد. ... قَالَ عياض: مراد سهل بن سعد أن غاية إسراعه أن سحوره لقربه من طلوع الفجر كان بحيث لا يكاد أن يدرك صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ولشدة تغليس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصبح, وقَالَ ابن المنير: فِي الحاشية المراد أنهم كانوا يزاحمون بالسحور الفجر فِيختصرون فِيه ويستعجلون خوف الفوات. اهـ قَالَ البخاري رحمه الله(1921): حدَّثَنا مُسلِمُ بن إبراهيمَ حدَّثَنا هِشامٌ حدَّثَنا قَتادة عَنْ أنَسٍ عَنْ زيدِ ابن ثابتٍ رضي اللهُ عنه قَالَ:تَسحَّرْنا معَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثمَّ قامَ إلى الصلاةِ, قلتُ: كم كان بينَ الأذانِ والسَّحورِ؟. قَالَ: قَدْر خَمسين آيةً. وأخرجه ابن ماجة(1694) والنسائي فِي المجتبى(2155) وابن أبي شيبة(2/427) وابن خزيمة(1941) والدارمي(2/8) والبيهقي فِي الكبرى(8124). * ذكر من قَالَ بتأخير السحور: قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله(2/427): حدَّثَنا وكيع عَنْ عمرو بن هارون عَنْ أبي العميس قَالَ: سمعت إبراهيم يقول: من السنة تأخير السحور. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا الفضل بن دكين قَالَ: حدَّثَنا الوليد بن جميع قَالَ: ثنا أبو الطفِيل أنه تسحر فِي أهله فِي الجبانة, ثم جاء إلى حذيفة وهو فِي دار الـحارث ابن أبي ربيعة فوجده, فحلب له ناقة فناوله, فقَالَ: إني أريد الصوم, فقَالَ: وأنا أريد الصوم فشرب حذيفة وأخذ بيده فدفع إلى المسجد حين أقيمت الصلاة. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا يَحْيَى بن سعيد عَنْ التيمي عَنْ ابن سيرين قَالَ: يكون بين سحور الرجل وبين إقامة المؤذن قدر ما يقرأ سورة يوسف. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو معاوية عَنْ الأعمش عَنْ إبراهيم التيمي عَنْ أبيه قَالَ: خرجت مع حذيفة إلى المدائن فِي رمضان فلما طلع الفجر, قَالَ: هل كان أحد منكم آكلاً أو شارباً قلنا ما رجل يريد الصوم فلا, ثم سرنا حتى استبطأناه فِي الصلاة ثم نزل فصلى. قَالَ الطحاوي رحمه الله فِي شرح معاني الآثار(2/52): باب الوقت الذي يحرم فِيه الطعام على الصيام. (3165) حدَّثَنا علي بن شيبة قَالَ ثنا روح بن عبادة قَالَ ثنا حماد عَنْ عاصم بن بهدلة عَنْ زر بن حبيش قَالَ: تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد, فمررت بمنزل حذيفة, فدخلت عليه, فأمر بلقحة فحلبت, وبقدر فسخنت, ثم قَالَ كل, فقلت إني أريد الصوم, قَالَ وأنا أريد الصوم. قَالَ: فأكلنا, ثم شربنا, ثم أتينا المسجد, فأقيمت الصلاة, قَالَ: هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو صنعت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قلت: بعد الصبح, قَالَ: بعد الصبح غير أن الشمس لم تطلع[4]. قَالَ أبو جَعْفَر: ففِي هذا الحديث عَنْ حذيفة أنه أكل بعد طلوع الفجر, وهو يريد الصوم ويحكى مثل ذَلِكَ, عَنْ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وقد جاء عَنْ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلاف ذَلِكَ, فهو ما قد روينا عَنْه مما تقدم ذكرنا له فِي كتابنا هذا أنه قَالَ: "إن بلالاً ينادي بليل, فكلوا واشربوا, حتى ينادي ابن أم مكتوم[5]". وأنه قَالَ: "لا يمنعَنْ أحدكم أذان بلال من سحوره, فإنه إنما يؤذن لينتبه نائمكم, وليرجع قائمكم[6]". ثم وصف الفجر بما قد وصفه به. فدل ذَلِكَ على أنه المانع للطعام والشراب وما سوى ذَلِكَ, مما يمنع منه الصائم. فهذه الآثار التي ذكرنا, مخالفة لحديث حذيفة. وقد يحتمل حديث حذيفة عَنْدنا والله أعلم[7] أن يكون كان قبل نزول قَوْله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل}. فإنهحدَّثَنا أحمد بن داود بن موسى قَالَ: ثنا إسماعيل بن سالم قَالَ: ثنا هشيم قَالَ: أنا حصين ومجالد عَنْ الشعبي قَالَا: أَخْبَرَنَا عدى بن حاتم قَالَ: لما نزلت هذه الآية {كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. عمدت إلى عقَالَين, أحدهما أسود, والآخر أبيض, فجعلت أنظر إليهما, فلا يتبين لي الأبيض من الأسود. فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فأخبرته بالذي صنعت, فقَالَ: إن وسادك لعريض, إنما ذَلِكَ بياض النهار وسواد الليل[8]. .... حدَّثَنا بن أبى داود قَالَ: ثنا المقدمي قَالَ: ثنا الفضيل بن سليمان عَنْ أبى حازم عَنْ سهل بن سعد الساعدي قَالَ: لما نزلت {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} جعل الرجل يأخذ خيطاً أبيض وخيطاً أسود, فِيضعهما تحت وسادة, فِينظر متى يستبينهما فِيترك الطعام. قَالَ: فبيَّن الله عز وجل ذَلِكَ, ونزلت {من الفجر}. فلما كان حكم هذه الآية قد كان أشكل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى بيَّن الله عز وجل لهم من ذَلِكَ ما بيَّن, وحتى أنزل {من الفجر} بعد ما قد كان أنزل {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} فكان الحكم أن يأكلوا ويشربوا, حتى يتبين ذَلِكَ لهم, حتى نسخ الله عز وجل بقَوْله: {من الفجر} على ما ذكرنا, ما قد بينه سهل فِي حديثه. واحتمل أن يكون ما روى حذيفة من ذَلِكَ, عَنْ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان قبل نزول تلك الآية, فلما أنزل الله عز وجل تلك الآية, أحكم ذَلِكَ, ورد الحكم الى ما بيَّن فِيها. وقد روى عَنْ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيضاً فِي ذَلِكَ ماحدَّثَنا أبوأمية قَالَ: ثنا أبو نعيم والخضر بن محمد بن شجاع قَالَا: ثنا ملازم بن عمرو قَالَ: ثنا عبد الله بن بدر السحيمي قَالَ: حَدَّثَنِي جدي قيس بن طلق قَالَ: حَدَّثَنِي أبى أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ[9]: "كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الـساطع المصعد, كـلوا واشربوا حتى يعترض لـكم الأحـمر" وأشار بـيده وأعرضها[10]. فلا يجب ترك آية من كتاب الله تعالى نصاً, وأحاديث عَنْ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متواترة قد قبلتها الأمة, وعملت بها من لدن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليوم إلى حديث قد يجوز أن يكون منسوخاً بما ذكرناه فِي هذا الباب. وهذا قول أبى حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى. اهـ (قلت): وهذا كلام رصين, لا غبار عليه, فلا يجوز الأكل والشرب بعد طلوع الفجر الصادق, إلا لمن كان فِي يده طعام أو شراب يتناوله وإن سمع المؤذن يؤذن للفجر الصادق: فقد قَالَ أبو داود رحمه الله(2350): حدَّثَنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد عَنْ محمد بن عمرو عَنْ أبي سلمة عَنْ أبي هريرة قَالَ:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إذا سمع أحدكم الـنداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه".وهو حديث حسن[11]. وكذَلِكَ لمن كان ناسياً لما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ أبي هريرةَ رضي الله عَنْه عَنْ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلـم قَالَ: "إذا نَسيَ فأكـلَ وشَرِبَ فلـيتمَّ صّومَه, فإنَّما أطعَمَهُ اللهُ وسَقاه",تقدم معَنْا تخريجه. مسألة: من شك فِي طلوع الفجر الصادق, فله أن يبقى على الأصل, حتى يتيقن بطلوعه وبهذا قَالَ السلف رحمهم الله: * ذكر من قَالَ بذَلِكَ مما صح سنده: قَالَ عبدالرزاق رحمه الله(7367): أَخْبَرَنَا ابن جريج عَنْ عطاء قَالَ: قَالَ ابن عَبَّاس: أحل الله لك الشراب ما شككت حتى لا تشك[12]. وقَالَ رحمه الله(7370): عَنْ ابن التيمي عَنْ أبيه عَنْ حيّان بن عمير قَالَ: سئل ابن عَبَّاس عَنْ الرجل يسمع الأذان وعليه ليل, قَالَ: فلياكل. قيل وإنه سمع مؤذناً آخر, قَالَ: شهد أحدهما لصاحبه. وقَالَ رحمه الله(7371): أَخْبَرَنَا ابن جريج قَالَ: قلت لعطاء أتكره أن أشرب وأنا فِي البيت لا أدري لعلي قد أصبحت, قَالَ: لا بأس بذَلِكَ, هو شك. قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله(2/441): حدَّثَنا وكيع عَنْ عمارة بن زاذان عَنْ مكحول قَالَ: رأيت ابن عمر أخذ دلواً من زمزم, فقَالَ: للرجلين أطلع الفجر, فقَالَ أحدهما: لا. وقَالَ الآخر: نعم. قَالَ فشرب. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا وكيع عَنْ سفِيان عَنْ علي بن الأقمر عَنْ إبراهيم قَالَ كل حتى تراه معترضاً. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا الثقفِي عَنْ خالد عَنْ عكرمة قَالَ: كل حتى تراه مثل شق الطيلسان. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو بكر حدَّثَنا ابن علية عَنْ ابن عون قَالَ: قَالَ محمد: وضعت الإناء على يدي فجعلت انظر هل طلع الفجر. وقَالَ رحمه الله(2/439): حدَّثَنا ابن عيينة عَنْ ابن أبي نجيح عَنْ مجاهد فِيمن تسحر وهو يرى أن عليه ليلاً, فبان أنه تسحر وقد طلع الفجر فليتم صيامه. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا سهل بن يوسف عَنْ شعبة قَالَ: سألت الحكم عَنْ الرجل يتسحر وهو يرى أن عليه ليلاً, قَالَ: يتم صيامه. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو داود عَنْ حبيب عَنْ عمرو بن هرم عَنْ جابر بن زيد قَالَ: يتم صومه. * ذكرمن قَالَ بالقضاء لمن ظن أنه تسحر بليل وقد طلع الفجر: قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله(2/439): حدَّثَنا إسماعيل بن علية عَنْ ابن عون إن محمداً تسحر وهو يرى أن عليه ليلاً ثم استبان له أنه تسحر بعد ما أصبح, فقَالَ: أما أنا اليوم فمفطر. صحيح. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا وكيع عَنْ سفِيان عَنْ حصين عَنْ سعيد بن جُبَيْر قَالَ: إذا أكل بعد طلوع الـفجر مضى علـى صيامه وقضى يوماً مكانه. صحيح. (قلت): ومن النصوص يظهر أن من أكل بعد طلوع الفجر متعمداً كان مفطراً, ومن أكل ناسياً, أو لم يتيقن له طلوع الفجر, أو كان الطعام بين يديه, أو نحو هذا, ليس عليه بأس لدلالة الآيات والأحاديث والله أعلم. # مسألة: فضل السحور. قَالَ البخاري رحمه الله(1923): حدَّثَنا آدمُ بن أبي إياسٍ حدَّثَنا شُعبةُ حدَّثَنا عبدُ العزيزِ بن صُهيبٍ قَالَ: سمعتُ أنسَ بن مالكٍ رضي الله عَنْه قَالَ:قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تَسَحَّروا فإنَّ فِي السَّحورِ برَكةً. ورواه مسلم(1095) وابن ماجة(1692) والنسائي(2146) والترمذي(708) وابن الجارود(383) وعبدالرزاق(7598) وابن أبي شيبة(2/426) وأحمد فِي المسند(11281) وابن خزيمة(1927) والدارمي(2/6) والبغوي فِي شرح السنة(1722) وابن حبان كما فِي الإحسان(3466) والبيهقي فِي الكبرى(8114). ورواه أحمد(8907): من طرق أبي هريرة به. قَالَ النسائي المجتبى(2162): أَخْبَرَنَا إسحاق بن منصور قَالَ أنبأنا عبد الرحمن قَالَ حدَّثَنا شعبة عَنْ عبد الحميد صاحب الزيادي قَالَ: سمعت عبد الله بن الحرث يحدِّث عَنْ رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: دخلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يتسحر فقَالَ إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه. صحيح. رواه أحمد فِي المسند(23174-23203). وقَالَ الشيخ مقبل فِي الجامع(2/423): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. قَالَ مسلم رحمه الله فِي صحيحه(1096): حدَّثَنا قُتَيْبَة بن سَعيدٍ حدَّثَنا لَيثٌ عَنْ موسَى بن عُلَيٍّ عَنْ أبيه عَنْ أبي قَيْسٍ مولى عَمرِو بن العاصِ عَنْ عَمْرِو بن العاصِ: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ:فَصْلُ ما بين صِيَامِنا وصِيامِ أهْلِ الكِتَابَِ أكْلةُ السَّحَرِ. ورواه أبو داود(2343) والدارمي(2/6) والترمذي(709) والنسائي المجتبى(2166) وأحمد(17817) وابن أبي شيبة(2/426) وابن خزيمة (1940) وعبدالرزاق(7602) وابن حبان كما فِي الإحسان(3477) والبغوي فِي شرح السنة(1723) والبيهقي فِي الكبرى(8115). قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله فِي مصنفه(2/426): حدَّثَنا وكيع عَنْ شعبة عَنْ خالد عَنْ عبد الله بن الحارث عَنْ رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: تسحروا ولو حسوة من ماء. صحيح. وأخرجه عبدالرزاق(7599) وابن حبان كما فِي الاحسان(3476): عَنْ عبدالله بن عمرو مرفوعاً. * ذكر من قَالَ ببركة السحور مما صح سنده: قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله(426): حدَّثَنا أبو الأحوص عَنْ عمران بن مسلم عَنْ سويد بن غفلة قَالَ: كانت ترجي بركة السحور. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا حسين بن علي عَنْ زائدة عَنْ هشام عَنْ حفصة قَالَ: قَالَت: تسحروا ولو بشربة من ماء فإنها قد ذكرت فِيه دعوة. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو معاوية عَنْ الأعمش عَنْ مجاهد عَنْ مورق العجلي عَنْ أبي الدرداء قَالَ: إن من أخلاق النبيين الإبلاغ فِي السحور. قَالَ ابن حبان رحمه الله تعالى كما فِي الإحسان(3467): أَخْبَرَنَا أحْمدُ بن الحسنِ بن أبي الصَّغير حدَّثَنا إبراهيمُ بن منقذ حدَّثَنا إدريسُ بن يَحْيَى عَنْ عبْدِ اللهِ بن عيَّاشِ بن عَبَّاس عَنْ عبِد الله بن سليمان الطَّويل عَنْ نافعٍ عَنْ ابن عُمرَ قَالَ: قَالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنَّ اللهَ وملائِكتَهُ يُصلُّونَ على المُتَسحِّرينَ. حسن لغيره. - أحمد بن الحسين بن أبي الصغير: هو أحمد بن علي المدائني صدوق. لسان الميزان. - عبدالله بن عياش: ضعيف، قَالَ أبو حاتم: ليس بالمتين صدوق يكتب حدثه وهو قرب من ابن لهيعة. وقَالَ أبو داود والنسائي: ضعيف. تهذيب الكمال - عبدالله بن سليمان الطويل: روى عَنْه جمع, ولم يوثقه معتبر. تهذيب الكمال وكذا أخرجه أبو نعيم فِي الحلية(8/320): من طريق ابن عمير فقَالَ: حدَّثَنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن طاهر ثنا حرملة ح وحدَّثَنا مُحَمَّد ابن علي ثنا إسماعيل بن داود بن وردان ثنا يوسف بن أبي ظبية قَالَا: ثنا إدريس بن يَحْيَى الخولاني ثنا عبدالله بن عياش به. هذا إسناد ضعيف جداً. - أحمد بن طاهر: قَالَ عَنْه الدارقطني: كذاب. وقَالَ ابن عدي: حدّث عَنْ جده عَنْ الشافعي بحكايات بواطيل يطول ذكرها وزعم أنه رأى بالرملة قرداً وهو يصوغ. وقَالَ ابن حبان فِي الضعفاء: سمعت أحمد بن الحسن المدائني بمصر يقول: كان أكذب البرية. راجع لسان الميزان. - حرملة بن يَحْيَى التجيبي: قَالَ عَنْه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. تهذيب الكمال - مُحَمَّد بن علي بن مسلم العمري:لم أجده. - يوسف بن أبي ظبية: لم أجده. وعلى شدة ضعف هذا الطريق إلا أن الحديث له طرق غير هذه ينعضد بها وهي: ما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله فِي المسند(11396): ثنا إسحاق بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن زيد عَنْ أبيه عَنْ عطاء ابن يسار عَنْ أبي سعيد الخدري قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: السَّحورُ أكْلُهُ بَركةٌ, فلا تدعُوهُ ولَوْ أنْ يَجْرعَ أحدُكمْ جرعةً من ماءٍ, فإنَّ الله وملائكتَهُ يُصلُّونَ على المُتَسحِّرينَ. عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: متفق على ضعفه. تهذيب الكمال وأخرج له أحمد فِي المسند طريق آخر(11086): ثنا إسماعيل عَنْ هشام الدستوائي قَالَ: ثنا يَحْيَى بن أبي كثير عَنْ أبي رفاعة عَنْ أبي سعيد الخدري قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: السّحُورُ أكْلُهُ بَركةً, فلا تَدعُوهُ ولَوْ أنْ يَجْرعَ أحَدُكُمْ جَرْعةً مِنْ ماءٍ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ ومَلائِكتهُ يُصَلّونَ على المُتسحِّرِينَ. - يَحْيَى بن أبي كثير: هو ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل وقد عَنْعَنْ. تهذيب الكمال - أبو رفاعة: مجهول. تهذيب الكمال. وبهذا فالحديث يتقوى وقد حسن[13] الحديث الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فِي السلسلة الصحيحة(1654): وزاد فِي تخريج الحديث أنه رواه أبو العَبَّاس الأصم فِي جزء من حديثه(88/2/مجموع24) والرويابي فِي مسنده(249/1) والخلال فِي النتخب من تذكرة شيوخه(48/1) والطبراني فِي الأوسط(1/99/2) عَنْ أدريس ابن يَحْيَى عَنْ ابن عياش العتتباني: حَدَّثَنِي عبدالله بن سليمان عَنْ نافع عَنْ ابن عمر مرفوعاً. اهـ # مسألة: أطيب سحور الصائم. قَالَ أبو داود رحمه الله فِي سننه(2345): حدَّثَنا عمر بن الحسن بن إبراهيم قَالَ: ثنا مُحَمَّد بن أبي الوزير أبو مطرِّف قَالَ: ثنا مُحَمَّد بن موسى عَنْ سعيد المقبري عَنْ أبي هريرة:عَنْ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: نِعْمَ سحور المؤمن التَّمر. صحيح. وأخرجه ابن حبان كما فِي الإحسان(3475) والبيهقي فِي الكبرى(8117) وصححه الألباني فِي الترغيب(1072) وفِي الصحيحة(562). # مسألة: تسمية السحور بالغذاء المبارك. قَالَ الطبراني رحمه الله تعالى فِي الأوسط(505): حدَّثَنا أحمد بن القاسم بن مُسَاور الجَوْهري قَالَ: حدَّثَنا مُحَمَّد بن إبراهيم أخو أبي معْمَر قَالَ: حدَّثَنا سفِيان بن عُيينةَ عَنْ إبراهيم بن مَيْسرةَ عَنْ طاوس عَنْ ابن عَبَّاس قَالَ: أرسلَ لي عُمَرُ بن الخطاب يدعوني إلى السَّحُور, وقَالَ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سَمَّاهُ الغداءَ المُبارَكَ. صحيح. وصححه الألباني فِي السلسلة الصحيحة(2983). وقد روي الحديث من طرق ضعيفة عَنْ عدد من الصحابة نذكرها للفائدة فِي باب الأحاديث الضعيفة إن شاء الله. # مسألة: ما يستحب الإفطار عليه. قَالَ الترمذي رحمه الله(696): حدَّثَنا مُحَمَّد بن رافعٍ حدَّثَنا عبْد الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن سُلَيْمانَ عَنْ ثَابتٍ عَنْ أنَس بن مَالكٍ قَالَ: كانَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُفطرُ, قبْلَ أنْ يُصلِّي, على رُطبَاتٍ. فإنْ لم تَكُنْ رُطَباتٌ فَتُميْراتٍ فإنْ لم تَكُنْ تُميْراتٌ, حَسَا حَسوَاتٍ من مَاءٍ. هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. صحيح. وأخرجه أحمد (164) وأبوداود(2356) والحاكم فِي المستدرك(1577) والدارقطني(2/185) والبيهقي فِي الكبرى(81131). وحسنه الشيخ الألباني فِي الإرواء(922) وقَالَ الشيخ مقبل فِي الجامع(2/420): هو حديث حسن على شرط الشيخين. (قلت): ولم يصح من قَوْله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شئ فِي هذا الباب, وسيأتي معنا فِي باب الأحاديث الضعيفة إن شاء الله. # مسألة: تقديم الإفطار على الصلاة, وأنه من تعجيل الفطر. قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله فِي مصنفه(2/517): حدَّثَنا حسين بن علي عَنْ زائدة عَنْ حميد عَنْ أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يصلي حتى يفطر ولو بشربة من ماء. صحيح. وأخرجه أبو يعلى(3780) وابن حبان كما فِي الإحسان(3405). وصححع الشيخ الألباني فِي الصحيحة(2110). قَالَ ابن عبد البر رحمه الله فِي الإستذكار(10/40): فروي عَنْ ابن شِهابٍ عَنْ حُميْدِ بن عَبدِ الرَّحمنِ أنَّ عُمَرَ بن الخطَّابِ وعُثمانَ بن عفَّان كانَا يُصلِّيانِ المغرب حِينَ يَنْظرَانِ إلى اللَّيْلِ الأسْودِ قَبْلَ أنْ يُفْطِرا ثمَّ يُفْطِرا بَعْدَ الصَّلاةِ. وذَلِكَ فِي رمضانَ. ورِوايَةُ مَعمرٍ لهذا الحديثِ عَنْ ابن شهابٍ بِخَلافِ هَذا اللَّفْظِ[14] . ذكر عبدُ الرَّزَّاق عَنْ مَعمرٍ عَنْ الزُّهريِّ عَنْ حُمَيدِ بن عبد الرَّحمنِ بن عَوفٍ أنَّ عُمرَ وعُثْمانَ كانَا يُصلِّيان المغْرِبَ فِي رَمضانَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَا[15]. وقد رويَ عَنْ ابن عَبَّاس, وطَائِفةٍ أنَّهُم كانُوا يُفْطِرونَ قبْلَ الصَّلاةِ[16]. ورَوى الثَّوريُّ[17] عَنْ طارِقِ بن عبدِ الرَّحمن عَنْ ابن المسيَّب قَالَ: كتبَ عُمَرُ إلى أُمَراءِ الأجْنادِ: ألا تَكونُوا مُسْرفِينَ بفِطْركُم ولا مُنْتظِرين بِصلاتكُم اشْتِباكَ النَّجُومِ. ورَوى مُحمدُ بن عَمروٍ عَنْ أبي سلمةَ عَنْ أبي هُريْرةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لا يزالُ الدِّينُ ظَاهِراً مَا عجَّلَ الناسُ الفِطْرَ, لأنَّ اليهُودَ يؤخِّرُونَ[18]. قَالَ أبُو عُمرَ: أجْمعَ العُلماءُ عَلى أنَّهُ إِذَا حَلَّتْ صلاةُ المغْرِبِ فقدْ حلَّ الفِطْرُ للصَّائمِ, فرْضاً وتطَوُّعاً, وأجمَعُوا أنَّ صلاةَ المغربِ من صلاةِ اللَّيْلِ, واللهُ عز وجل يقول: {أتموا الصيام إلى الليل} ... اهـ (قلت):السنة الإفطار قبل الصلاة, وهو مذهب عمر بن الخطاب, وعلي بن أبي طالب، وأبي سعيد، وأبي الدرداء, وأنس بن مالك, وابن عمر, ابن عَبَّاس، وابن مسعود, وإبراهيم النخعي، وسعيد بن المسيب. كل هؤلاءِ جاء عَنْهم بأسانيد صحيحة, وقد مرت معَنْا فِي مسألة الإفطار عَنْد غروب قرص الشمس.
منتقاة من كتاب الإلمام بأحكام الصيام تأليفللمؤلفة أم بلال السلفية العدنية تقديم الشيخ النجمي رحمه الله ص216-246
قام بتعديلها وإنتقائها أبو عبد الله سعد بن محمد المسيلي الجزائري يوم السبت الثاني من رمضان 1433ه
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستفرك وأتوب إليك.
[1]قَالَ ابن أبي حاتم رحمه الله فِي العلل(1/ص241): سألت أبي عَنْ حديث رواه سليمان بن حرب عَنْ شعبة عَنْ الأعمش عَنْ خيثمة عَنْ أبي عطية عَنْ عائشة قَالَت: قيل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلان أحدهما يعجل الإفطار ويؤخر السحور ... وذكر الحديث. ورواه يزيد بن أبي حكيم عَنْ الثوري عَنْ الأعمش عَنْ عمارة بن عمير عَنْ أبي عطية عَنْ عائشة عَنْ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيهما أصح. قَالَ أبي: حديث عمارة عَنْدي الصحيح. فقيل: إن الاشجعي روى عَنْ الثوري عَنْ الأعمش عَنْ خيثمة, وعمارة جميعاً ففال: لا اعرف.اهـ (قَالَت أم بلال): من رواه من طريق خيثمة وعمارة عَنْ أبي عطية به جميعاً بلفظ: "دخلت على عائشة أنا ومسروق. وقَوْله: قلت لعائشة .. أي أن القائل هو أبو عطية وليس كما قَالَ ابن أبي حاتم: قيل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . فهي حكاية فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من عائشة رضي الله عَنْها فقط. هذا أولاً. ثانياً: جاء فِي ترجمة خيثمة أنه قد سمع أبا عطية وهو ثقة نص على هذا ابن معين. فلا يُمنع من أن يروي الحديث عَنْ أبي عطية خاصة وأن الراوي هنا هوشعبة عَنْ الأعمش عَنْ خيثمة به وشعبة أمير المؤمنين فِي الحديث كما جاء فِي ترجمته.
[2]فِي الأوسط للطبراني(5814) وشعب الإيمان للبيهقي(3954).
[3]فِي الأوسط للطبراني(7132-8433).
[4]جاء عَنْد ابن أبي شيبة(2/428) من طريقين صحيحين, أحدهما: من طريق الوليد بن جميع قَالَ ثنا أبو الطفِيل أنه تسحر فِي أهله .. ثم جاء إلى حذيفة.. والآخر: من طريق إبراهيم التيمي عَنْ أبيه قَالَ خرجت مع حذيفة .. به بنحوه وإن كانا حادثتين مختلفتين إلا أن ليس فِيهما الرفع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وما أظن رفعه إلا وهماً من عاصم بن بهدلة، فعاصم قَالَ عَنْه ابن خراش: فِي حديثه نُكْرة. وقَالَ الدارقطني: فِي حفظه شئ. تهذيب التهذيب وأخرج الحديث أيضاً النسائي فِي المجتبى(2152). وعاصم قد خالف فِي رفعه عَدي بن ثابت, فعدي رواه موقوفاً, كما عَنْد النسائي(2153) وهو ثقه يتشيع قَالَه أحمد وغيره تهذيب الكمال. وزد على ذَلِكَ أن عبدالرزاق فِي مصنفه(7606): أخرجه من طريق عامر بن شقيق عَنْ شقيق بن سلمة قَالَ أنطلقت أنا وزِرّ بن حبيش إلى حذيفة به موقوفاً. وبهذا يُعل المرفوع بالموقوف, فالمحفوظ الموقوف على حذيفة رضي الله عَنْه. وبالله التوفِيق
[5]وأخرجه مسلم(1092) "وقد خرجنا طرقه فِي كتابنا إتحاف الأنام بما ورد فِي الأذان من أحكام".
[6]رواه البخاري(621), وأنظر تخريجه فِي الإتحاف.
[7]هذا على فرض صحته.
[8]أصله فِي البخاري وقد تقدم معَنْا
[9]الحديث صحيح أخرجه أبو داود(2348) والترمذي(705) وابن أبي شيبة(442).
[10]ووصف الفجر الصادق, الذي يحرم فِيه الأكل والشرب،هو: قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله(2/443): حدَّثَنا وكيع عَنْ ابن أبي ذئب عَنْ خالد عَنْ ثوبان قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الفجرُ فَجْران فأَمَّا الذي كأنَّه ذنبُ السَّرْحانِ فإنَّهُ لا يُحِل شَيْئاً وَلا يُحرِّمُهُ ولكنِ المُسْتَطيرُ. صحيح. ذكر من جاء عَنْه الوصف للفجر الصادق مما صح سنده: قَالَ ابن أبي شيبة رحمه الله: حدَّثَنا وكيع عَنْ ثابت بن عمارة عَنْ غنيم بن قيس عَنْ أبي موسى قَالَ: ليس الفجر الذي هكذا يعَنْي المستطيل ولكن الفجر الذي هكذا يعَنْي المعترض. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا يزيد بن هارون عَنْ عمران عَنْ أبي مجلز قَالَ: الساطع ذَلِكَ الصبح الكاذب ولكن أذا انفضح الصبح فِي الأفق. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا أبو معاوية عَنْ الأعمش عَنْ مسلم قَالَ: لم يكونوا يعدوا الفجر فجركم, ولكن يعدون الفجر الذي يملا البيوت والطرق. وقَالَ رحمه الله: حدَّثَنا كثير بن هشام عَنْ جَعْفَر بن برقان قَالَ: سألت الزهري وميموناً, فقلت: أريد الصوم فأرى عمود الصبح الساطع, فقَالَا: جميعاً كل واشرب حتى تراه فِي أفق السماء معترضاً. (قلت): كثيراً من المؤذنين لا يتحروا الفجر الصادق, بل وللأسف حتى خواص المسلمين من المؤذنين يعتمدون على التوقيت الفلكي الذي يخالف التوقيت الشرعي, عرف هذا بالتجربة والمتابعة, فأذان الفجر ليس على وقته الشرعي طيلة السنه تقريباً فِي منطقة عدن من الجمهورية اليمنية, وأما الصلاة فأشهر قليله تكون الإقامة فِي وقت الفجر الصادق, فإن ما بين الأذان, ووالوقت الشرعي نصف ساعه تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً فإلى الله المشتكى. لشيخ الإسلام ابن تيمية كلاماً نفِيساً على عدم الإعتماد بالحساب الفلكي فِي مجموع الفتاوى(25/179) وقد نبه الشيخ الألباني رحمه الله على هذا فِي السلسلة الصحيحة(5/52) وكذا فتواى من اللجنة الدائمة فِي هذا الموضوع وغير ذَلِكَ من فتاوى أهل العلم. فهل من مستجيب؟!!!
[11] قَالَ ابن أبي حاتم فِي علل الحديث(759): سألت أبي عَنْ حديث رواه روح بن عبادة عَنْ حماد عَنْ محمد بن عمرو عَنْ أبي سلمة عَنْ أبي هريرة عَنْ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: "إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه" قلت: لأبي وروى روح أيضاً عَنْ حماد عَنْ عمار بن أبي عمارعَنْ أبي هريرة عَنْ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثله وزاد فِيه وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر. قَالَ أبي هذان الحديثان ليسا بصحيحين, أما حديث عمار فعَنْ أبي هريرة موقوف وعمار ثقة, والحديث الآخر ليس بصحيح.اهـ (قلت): حديث عمار بن أبي عمار عَنْ أبي هريرة, أخرجه مرفوعاً الإمام أحمد فِي مسنده(10635) وظاهر السند رجاله ثقات. ولعلى قَوْله "موقوف" أراد بها الزيادة: "وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر" لكونها غير موجودة فِي طرق الحديث. وحديث أبي سلمة عَنْ أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه الإمام أحمد(10634) والبيهقي الكبرى(8019)، سنده حسن. للحديث طرق منها: ما أخرجه عبد الرزاق(7369) قَالَ:عَنْ ابن عيينة عَنْ إسرائيل أبي موسى عَنْ الحسن قَالَ: قَالَ رجل: يا رسول الله, أذن المؤذن والإناء على يدي وأنا أريد الصوم قَالَ اشرب.مرسل صحيح وما أخرجه الإمام أحمد(14761) قَالَ: ثنا موسى حدَّثَنا ابن لهيعة عَنْ أبي الزبير قَالَ: سألت جابراً عَنْ الرجل يريد الصيام والإناء على يده ليشرب منه فِيسمع النداء؟ قَالَ جابر: كنا نحدث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, قَالَ: ليشرب. رجال سنده ثقات إلاابن لهيعة فإنه سئ الحفظ. وعلى هذا فالحديث اقل أحواله أنه حسن، علماً أن الحديث يحسنه العلامتان مقبل الوادعي فِي الجامع الصحيح(2/418) والألباني فِي السلسلة الصحيحة(1393) وبالله التوفِيق
[12]قلت: الشك لا يكون إلا بالفجر الكاذب فبه يحصل الخلاف بطلوع الصادق, والله أمرنا بالإمساك حتى يتيقن لنا الفجر الصادق, قَالَ سبحانه: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.
[13]وقَالَ فِي صحيح الترغيب(1/620): حسن صحيح.
[14]وهي عَنْد ابن أبي شيبة(2/517) فقَالَ: حدَّثَنا عبد الأعلى عَنْ معمر عَنْ الزهري عَنْ حميد بن عبد الرحمن أن عمر وعثمان كانا يصليان المغرب إذا رأيا الليل, كانا يفطران قبل أن يصليا. سنده صحيح.
[15]عبد الرزاق فِي المصنف(7588) فكما يظهر أنهم اختلفوا عَنْ معمر. فالرواية رواية مالك, والله أعلم
[16]تقدم ذكرنا لأثر ابن عَبَّاس وغيره، فِي "ذكر من قَالَ بالإفطار حين غروب قرص الشمس.."
[17] عَنْد عبدالرزاق(7590) وابن المسيب لم يلقى عمر, ولكن جاء عَنْد ابن أبي شيبة() قَالَ: حدَّثَنا ابن فضيل عَنْ بيان عَنْ قيس قَالَ: ناول عمر رجلاً إناء إلى جنبه حين غربت الشمس فقَالَ له اشرب, ثم قَالَ: لعلك من المسرفِين بفطره سرف سرف.
[18]وأخرجه أبو داود(2353) وغيره وقد تقدم معَنْا.
تعليق