بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) (البقرة 185)
جاء في" تفسير ابن كثير-رحمه الله-":"...... ولهذا أخذا كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الآية:(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم)،حتى ذهب داود بن علي الأصبهاني الظاهري إلى وجوبه،في عيد الفطر لظاهر الأمر في قوله:(ولتكبروا الله على ما هداكم)،وفي مقابلته مذهب أبي حنفية- رحمه الله- أنه لا يشرع التكبير في عيد الفطر ، والباقون على استحبابه." . وهذا في عيد الفطر ، والتكبير فيه من وقت الخروج إلى الصلاة ،إلى ابتداء الخطبة.
وقد صح عن الزهري مرسلا مرفوعا، فقال ابن أبي شيبة(2-1-2):حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الزهري :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى ، وحتى يقضي الصلاة ، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. انظر( الصحيحة171)
وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما. رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم وقال الحافظ في "الفتح"(2-458):لم أره موصولا عنهما......
فائدة:قال الشيخ الألباني-رحمه الله-في" الصحيحة"(1-331):"وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرا في الطريق إلي المصلى ،وإن كان كثير منهم بدؤوا يتساهلون بهذه السنة،حتى كادت أن تصبح في خبر كان، وذلك لضعف الوازع الديني منهم،وخجلهم من الصدع بالسنة والجهر بها،ومن المؤسف أن فيهم من يتولي إرشاد الناس وتعليمهم، فكأن الإرشاد عندهم محصور بتعليم الناس ما يعلمون وأما ما هم بأمس الحاجة إلى معرفته ، فذلك مما لا يلتفون إليه، بل يعتبرون البحث فيه والتذكيربه قولا وعملا من الأمور التافهة التي لايحسن العناية بها عملا وتعليما،فإن لله وإنا إليه راجعون.
ومما يحسن التذكير بهذه المناسبة :أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض، وكذلك كل ذكر يشرع فيه رفع الصوت أولا يشرع ،فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور،ومثله الأذان من الجماعة المعروفة في دمشق ب(أذان الجوق)، وكثيرا ما يكون هذا الاجتماع سببا لقطع الكلمة أو الجملة في مكان لا يجوز الوقوف عنده، مثل(لا إله) في تهليل فرض الصبح والمغرب ،كما سمعنا ذلك مرارا.
فلنكن في حذر من ذلك ، ولتذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم :"وخير الهدي هدي محمد"
صيغة التكبير: جاء في "الروضة الندية" (1-367):"وأما صيفة التكبير فأصح ما ورد فيه أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال :كبروا،الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر كبيرا، قال في شرح "المنتقى" (3-116) نقلا عن "الفتح" (3-116): وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها. انتهى.