من فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمهُ الله )
ما الحكمة من رمي الجمرات والمبيت في منى ثلاثة أيام، نأمل من فضيلتكم إيضاح الحكمة من ذلك ولكم الشكر؟ الجواب : على المسلم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع الشرع وإن لم يعرف الحكمة، فالله أمرنا أن نتبع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نتبع كتابه، قال تعالى: " اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ "، وقال سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ ، وقال سبحانه : " أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ " ، وقال عز وجل: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا " .
فإن عُرِفت الحكمة فالحمد لله ، وإن لم تُعرف فلا يضر ذلك ، وكلُّ ما شرعه الله هو لحكمة ، وكلُّ ما نهى عنه هو لحكمة ، سواء علمناها أو جهلناها، فرمي الجمار واضح بأنَّهُ إرغام للشيطان وطاعة لله عز وجل، والمبيت في منى الله أعلم بحكمته سبحانه وتعالى ولعل الحكمة في ذلك تسهيل الرمي إذا بات في منى ليشتغل بذكر الله ويستعد للرمي في وقته لو شاء الذهاب في الوقت المحدد للرمي حسبما يتناسب معه، فلربما تأخر عن الرمي وربما فاته وربما شغل بشيء لو لم يبت بمنى. والله جل وعلا أعلم بالحكمة سبحانه وتعالى في ذلك.(1)
________________________________________
[1] من ضمن أسئلة موجهة لسماحته في دروس في المسجد الحرام في 25/12/1418هـ.
تعليق