المذهب المالكي عقيدة وفقها وسلوكا رجالا وخصائصا
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فإن لي رغبة في التعرف على المذهب المالكي عقيدة وفقها وسلوكا رجالا وخصائصا رافعا بذلك التهمة بأننا جهلة بالمذهب المالكي وأعداء لهذا المذهب وقد كنت قد نقلت مقالات لغيري تخص هذا الموضوع إذ أني لم أكن أعلم كيف أسلك طريق تعلم هذا المذهب لكن بعد توفيق الله سأقوم بالقيام بأبحاث خاصة بي معتمدا على من ألف قبلي في هذا المجال مع العلم أني قليل العلم راجيا المزيد منه عن طريق خوض هذه التجربة.
ولست أسامح من قرأ خطأ ولم ينصحني أو ينبهني.
حرر بتاريخ 27 شعبان 1432
أيوب ابن المبارك المغربي
تعريف المذهب
المذهب :لغة
مصدر ميمي على وزن مفعل من الذهاب وهو السير والمرور؛ يطلق المذهب ويراد به المكان المذهوب إليه كالمتوضأ عند الحجازيين ويطلق ويراد به الطريق أوالطريقة ويراد به أيضا المعتقد وكذلك الرأي .
راجع الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي لعبد العزيز الخليفي.
قال النفراوي في فواكهه الدواني: المذهب مصدر ميمي يطلق على الزمان والمكان والحدث.اهـ
اصطلاحا
ماذهب إليه الإمام من آراء في المسائل الإجتهادية وما ذهب إليه أتباعه فيها بناءً على قواعده وأصوله.
انظر المذهب المالكي مدارسه ومؤلفاته خصائصه وسماته للمامي.
عرفا
أصبح عند متأخري أئمة المذهب يطلق على القول المعتمد الذي تجب به الفتوى من الخلاف.
راجع الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي لعبد العزيز الخليفي.
الفرق بين المذهب والطريقة
قال ابن ناجي في "شرح الرسالة" (1/14 بهامش شرح زروق):
"والمذهب و الطريقة قيل هما بمعنى واحد وأنهما لفظان مترادفان .
وقيل : مذهبه ما يفتي به ، وطريقته ما يأخذ به في خاصة نفسه .
و قيل : مذهبه ما قاله و ثبت عليه ، و طريقته ما قاله و رجع عنه.
و الصواب أنه أراد - أي ابن أبي زيد - بالمذهب : قول مالك ، والطريقة :قول أصحابه إذ طريقة أصحابه طريقته".
وانظر الفواكه الدواني (1/24)
ترجمة مختصرة للإمام مالك بن أنس رحمه الله
أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي الحميري المدني ولد سنة 93 في أشهر الأقوال وهو اختيار ابن عبد البر والذهبي والقاضي عياض بعد مدة حمل قيل أنها دامت سنتين على الأقل وقيل ثلاث.
فالإمام تابعي التابعي وأنس تابعي وجده مالك من كبار التابعين وأبوعامر صحابي شهد المغازي إلا بدرا.
قال الشافعي رحمه الله في حقه :إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
من شيوخه :نافع، الزهري، وربيعة، بن المنكدر، أبو الزناد، جعفر الصادق، بن هرمز.
من تلاميذه:
بن كنانة، الصائغ، بن الماجشون، مطرف.
الجذامي، الجمحي، بن القاسم، أشهب.
عبد الرحمن بن مهدي، القعنبي.
بن زياد، البهلول، بن أشرس، بن غانم.
مؤلفاته:
رسالة إلى ابن وهب في القدر، كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر، رسالة في الأقضية، رسالة إلى أبي غسان في الفتوى، رسالة إلى هارون الرشيد وفي نسبتها له أقوال، وكتاب السر من رواية بن القاسم، ورسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة.
للإستزادة انظر ترتيب المدارك.
مراحل نشأة المذهب المالكي
لقد عرف جانب دراسة مراحل تطور المذهب عدة تقسيمات للمراحل التي مر منها وذلك راجع لطريقة رؤية الباحث في تحديد الفروق بين مرحلة وأخرى مما يعطي العديد من المراحل التي مر بها المذهب.
ذكر نتيجة ما وصل إليه الباحثون:
المعروف عند الفقهاء المالكية الأولون أن التحقيب الزمني لمراحل تطور المذهب بعد وفاة الإمام كان على التالي:
مرحلة المتقدمين ويعنون بذلك من قبل بن أبي زيد ت386 .
مرحلة المتأخرين من ابن أبي زيد رحمه الله.
قال خليل في مختصره: وبالتردد لتردد المتأخرين في النقل أو لعدم نص المتقدمين.
استفدته من كتاب المامي.
أما عن سبب تقسيمهم هذا فقد ذكر صاحب كتاب الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي أن السبب راجع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...
فقد أثبت هذا الحديث لهذه القرون الثلاثة الأولى الخيرية والأفضلية على ما بعدها، أما الذين جاءوا من بعد فإنهم متأخرون، لم يحرزوا تلك الأفضلية التي نالها المتقدمون بنص الحديث.
وبهذا يتضح لنا جليا معنى مصطلح الفقهاء المتقدمين، إذ يراد بهم الفقهاء الذين عاشوا قبل سنة ٣٠٠ للهجرة، وأما المتأخرون فهم الذين عاشوا بعدها.
وأما اختيار بن أبي زيد ليكون آخر المتقدمين وأول المتأخرين فلبروزه من بين أقرانه ولا سيما لتأليفه النوادر والزيادات على المدونة الذي سار فيه على نسق المتقدمين إذ اعتنى بجمع أقوال مالك وأصحابه وسردها مرتبة حسب الأبواب ولكنه يختلف عمن تقدمه في كونه انتقى الأقوال من كتب المتقدمين أما المتقدمين فقد اعتمدوا على أسمعتهم .اهـ بتصرف
مميزات هذه المرحلة: جمع أقوال مالك رحمه الله، والتخريج وهو قياس المسألة التي لا نص فيها لمالك على المسألة المنصوص عليها.
مرحلة المتأخرين فقد اتسمت بالترجيح بين الأقوال المتعارضة، والإختصار ووضع الشروح على المختصرات ووضع الحواشي على الشروح.
التقسيم الثاني:
وهو تقسيم المراحل إلى ثلاثة ، وأصحاب هذا التقسيم مختلفون في حد كل مرحلة :
تقسيم شفيق شحاتة ذكره صاحب كتاب المذهب المالكي بالغرب الإسلامي:
المرحلة الأولى: المرحلة السابقة للفترة الكلاسيكية، تمتد من ق 2 إلى 3، وتقابل عهد الأئمة المؤسسين للفقه وقد تم خلالها التحول من المذاهب المرتبطة بالإنتماءآت الإقليمية، إلى المذاهب المرتبطة بالإنتماءآت الشخصية كما ظهرت خلالها بعض المؤلفات الفقهية منها الموطأ والمدونة لسحنون.
المرحلة الثانية: الفترة الكلاسيكية: تمتد من ق4 إلى6 ، ظهرت خلالها موسوعات فقهية دونت القانون الإسلامي وتناولته بالشرح والتعليل؛ ومن تلك المؤلفات تلخيص الموطأ لابن تومرت والمقدمات الممهدات لابن رشد ت520 والفروق للقرافي ت684 .
المرحلة الثالثة:ما بعد الفترة الكلاسيكية: تنطلق من ق7 ،حيث اقتصر العلماء عموما على التعليق على مؤلفات الفترة السابقة وشرحها، ومن بين المؤلفات تلك الفترة القوانين الفقهية لابن جزي الكلبي ت741 ومختصر خليل ت 767 وشرح الزرقاني والخرشي ت 1101وكتاب المنح لعليش ت1299.اهـ بتصرف
تقسيم نجم الدين الهنتاتي صاحب كتاب المذهب المالكي بالغرب الإسلامي:
دور بداية التأصيل: تميز بالجمع بين الفقه والحديث في إطار الموطأ.
دور التوسع في تجميع فروع المذهب: تميزت بتدوين أسمعة الأصحاب وأقوالهم في مؤلفات مثل الواضحة، المستخرجة، المدونة، والنوادر والزيادات؛ تتسم هذه المؤلفات بالطول.
دور التبسيط والإختصار والشرح: تميز بغلبة ظاهرة التقليد على التنظير.
قلت وأصحاب التقسيم الثلاثي يختلفون في حد كل مرحلة وذلك واضح من خلال المثالين السابقين وخاصة في المرحلتين الأولتين من خلال ذكر مؤلفات كل مرحلة.
التقسيم الثالث:
خلص عمر الجيدي من خلال مؤلفه مباحث في المذهب المالكي بالمغرب إلى أن المذهب المالكي مر بأربع مراحل:
مرحلة التأسيس: تميزت بتأصيل قواعد المذهب على يد صاحبه.
مرحلة التفريع: تمتد من نهاية القرن 2 إلى منتصف القرن 3 تميزت بامتداد المذهب ،وظهور ظاهرة التفريع، وكذلك التدوين.
مرحلة التطبيق: تمتد من منتصف القرن3 إلى أواسط القرن5 ،تميزت بالملائمة بينما هو منصوص وبينما يتطلبه الوضع الجديد.
مرحلة التنقيح: تميزت بترجيح الأقوال والنقد.
والآن يعيش المذهب نوعا من الضعف والتقهقر.
وينسب مثل هذا التقسيم لابن عاشور :
وكان قد نسبه إليه نجم الدين الهنتاتي في مؤلفه المذكور في هذا البحث .
التقسيم الرابع:
وهو تقسيم لمراحل تطور المذهب المالكي إلى خمس، ونسبه عصام البشير المراكشي في دورته التمهيدية قائلا:
تقسيم ابن عاشور:
الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله يقسم المذهب إلى خمسة ادوار فيقول :
الدور الأول هودور التأصيل، ويمتد من زمن مالك رحمه الله إلى منتصف القرن الرابع تقريبا.
الدور الثاني: وهو مرادف لدور الاجتهاد المقيد فيمتد إلى أوائل القرن الخامس.
الدور الثالث ويسميه دور التطبيق وفيه وجد الاجتهاد في المسائل الفقهية وتحقيق الصور الفرعية، وهذا عنده يمتد إلى أوائل القرن السادس.
الدور الرابع:دور الترجيح وهذا فيه الترجيح بين الأقوال والتشهير أي تشهير بعض الأقوال ،كالقول بأن المشهر في المذهب كذا، وإن كذا ليس مشهورا ، والاختيار بين الأقوال المتعارضة والمتضاربة ، هذه المرحلة هي التي وجد فيها جماعة من العلماء الذين قاموا بدور الترجيح والتشهير والاختيار في القرن السادس وما بعده بقليل.
الدور الخامس :وهودور التقليد ،حيث وجدت مختصرات كثير من العلماء في مقدمتها مختصر العلامة خليل بن إسحاق الجندي رحمه الله.
هذا التقسيم إلى خمسة ادوار فيه نوع من التطويل وكأن الحواجز الزمنية بين الأدوار ليست متضحة بشكل جيد.اهـ
قلت أيوب: وللأسف قمت بالبحث على الكتاب في الشبكة فلم أجده لأتكد أي التقسيمات أصح في نسبتها لابن عاشور.
من خلال التقسيمات والمقارنة بينها وجدت نفسي أميل للتقسيم الذي ذكره عمر الجيدي إذ هو الأسلم والأكثر توافقية من نوعية المؤلفات المكتوبة خلال المراحل الزمنية.
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فإن لي رغبة في التعرف على المذهب المالكي عقيدة وفقها وسلوكا رجالا وخصائصا رافعا بذلك التهمة بأننا جهلة بالمذهب المالكي وأعداء لهذا المذهب وقد كنت قد نقلت مقالات لغيري تخص هذا الموضوع إذ أني لم أكن أعلم كيف أسلك طريق تعلم هذا المذهب لكن بعد توفيق الله سأقوم بالقيام بأبحاث خاصة بي معتمدا على من ألف قبلي في هذا المجال مع العلم أني قليل العلم راجيا المزيد منه عن طريق خوض هذه التجربة.
ولست أسامح من قرأ خطأ ولم ينصحني أو ينبهني.
حرر بتاريخ 27 شعبان 1432
أيوب ابن المبارك المغربي
تعريف المذهب
المذهب :لغة
مصدر ميمي على وزن مفعل من الذهاب وهو السير والمرور؛ يطلق المذهب ويراد به المكان المذهوب إليه كالمتوضأ عند الحجازيين ويطلق ويراد به الطريق أوالطريقة ويراد به أيضا المعتقد وكذلك الرأي .
راجع الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي لعبد العزيز الخليفي.
قال النفراوي في فواكهه الدواني: المذهب مصدر ميمي يطلق على الزمان والمكان والحدث.اهـ
اصطلاحا
ماذهب إليه الإمام من آراء في المسائل الإجتهادية وما ذهب إليه أتباعه فيها بناءً على قواعده وأصوله.
انظر المذهب المالكي مدارسه ومؤلفاته خصائصه وسماته للمامي.
عرفا
أصبح عند متأخري أئمة المذهب يطلق على القول المعتمد الذي تجب به الفتوى من الخلاف.
راجع الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي لعبد العزيز الخليفي.
الفرق بين المذهب والطريقة
قال ابن ناجي في "شرح الرسالة" (1/14 بهامش شرح زروق):
"والمذهب و الطريقة قيل هما بمعنى واحد وأنهما لفظان مترادفان .
وقيل : مذهبه ما يفتي به ، وطريقته ما يأخذ به في خاصة نفسه .
و قيل : مذهبه ما قاله و ثبت عليه ، و طريقته ما قاله و رجع عنه.
و الصواب أنه أراد - أي ابن أبي زيد - بالمذهب : قول مالك ، والطريقة :قول أصحابه إذ طريقة أصحابه طريقته".
وانظر الفواكه الدواني (1/24)
ترجمة مختصرة للإمام مالك بن أنس رحمه الله
أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي الحميري المدني ولد سنة 93 في أشهر الأقوال وهو اختيار ابن عبد البر والذهبي والقاضي عياض بعد مدة حمل قيل أنها دامت سنتين على الأقل وقيل ثلاث.
فالإمام تابعي التابعي وأنس تابعي وجده مالك من كبار التابعين وأبوعامر صحابي شهد المغازي إلا بدرا.
قال الشافعي رحمه الله في حقه :إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
من شيوخه :نافع، الزهري، وربيعة، بن المنكدر، أبو الزناد، جعفر الصادق، بن هرمز.
من تلاميذه:
بن كنانة، الصائغ، بن الماجشون، مطرف.
الجذامي، الجمحي، بن القاسم، أشهب.
عبد الرحمن بن مهدي، القعنبي.
بن زياد، البهلول، بن أشرس، بن غانم.
مؤلفاته:
رسالة إلى ابن وهب في القدر، كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر، رسالة في الأقضية، رسالة إلى أبي غسان في الفتوى، رسالة إلى هارون الرشيد وفي نسبتها له أقوال، وكتاب السر من رواية بن القاسم، ورسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة.
للإستزادة انظر ترتيب المدارك.
مراحل نشأة المذهب المالكي
لقد عرف جانب دراسة مراحل تطور المذهب عدة تقسيمات للمراحل التي مر منها وذلك راجع لطريقة رؤية الباحث في تحديد الفروق بين مرحلة وأخرى مما يعطي العديد من المراحل التي مر بها المذهب.
ذكر نتيجة ما وصل إليه الباحثون:
المعروف عند الفقهاء المالكية الأولون أن التحقيب الزمني لمراحل تطور المذهب بعد وفاة الإمام كان على التالي:
مرحلة المتقدمين ويعنون بذلك من قبل بن أبي زيد ت386 .
مرحلة المتأخرين من ابن أبي زيد رحمه الله.
قال خليل في مختصره: وبالتردد لتردد المتأخرين في النقل أو لعدم نص المتقدمين.
استفدته من كتاب المامي.
أما عن سبب تقسيمهم هذا فقد ذكر صاحب كتاب الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي أن السبب راجع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...
فقد أثبت هذا الحديث لهذه القرون الثلاثة الأولى الخيرية والأفضلية على ما بعدها، أما الذين جاءوا من بعد فإنهم متأخرون، لم يحرزوا تلك الأفضلية التي نالها المتقدمون بنص الحديث.
وبهذا يتضح لنا جليا معنى مصطلح الفقهاء المتقدمين، إذ يراد بهم الفقهاء الذين عاشوا قبل سنة ٣٠٠ للهجرة، وأما المتأخرون فهم الذين عاشوا بعدها.
وأما اختيار بن أبي زيد ليكون آخر المتقدمين وأول المتأخرين فلبروزه من بين أقرانه ولا سيما لتأليفه النوادر والزيادات على المدونة الذي سار فيه على نسق المتقدمين إذ اعتنى بجمع أقوال مالك وأصحابه وسردها مرتبة حسب الأبواب ولكنه يختلف عمن تقدمه في كونه انتقى الأقوال من كتب المتقدمين أما المتقدمين فقد اعتمدوا على أسمعتهم .اهـ بتصرف
مميزات هذه المرحلة: جمع أقوال مالك رحمه الله، والتخريج وهو قياس المسألة التي لا نص فيها لمالك على المسألة المنصوص عليها.
مرحلة المتأخرين فقد اتسمت بالترجيح بين الأقوال المتعارضة، والإختصار ووضع الشروح على المختصرات ووضع الحواشي على الشروح.
التقسيم الثاني:
وهو تقسيم المراحل إلى ثلاثة ، وأصحاب هذا التقسيم مختلفون في حد كل مرحلة :
تقسيم شفيق شحاتة ذكره صاحب كتاب المذهب المالكي بالغرب الإسلامي:
المرحلة الأولى: المرحلة السابقة للفترة الكلاسيكية، تمتد من ق 2 إلى 3، وتقابل عهد الأئمة المؤسسين للفقه وقد تم خلالها التحول من المذاهب المرتبطة بالإنتماءآت الإقليمية، إلى المذاهب المرتبطة بالإنتماءآت الشخصية كما ظهرت خلالها بعض المؤلفات الفقهية منها الموطأ والمدونة لسحنون.
المرحلة الثانية: الفترة الكلاسيكية: تمتد من ق4 إلى6 ، ظهرت خلالها موسوعات فقهية دونت القانون الإسلامي وتناولته بالشرح والتعليل؛ ومن تلك المؤلفات تلخيص الموطأ لابن تومرت والمقدمات الممهدات لابن رشد ت520 والفروق للقرافي ت684 .
المرحلة الثالثة:ما بعد الفترة الكلاسيكية: تنطلق من ق7 ،حيث اقتصر العلماء عموما على التعليق على مؤلفات الفترة السابقة وشرحها، ومن بين المؤلفات تلك الفترة القوانين الفقهية لابن جزي الكلبي ت741 ومختصر خليل ت 767 وشرح الزرقاني والخرشي ت 1101وكتاب المنح لعليش ت1299.اهـ بتصرف
تقسيم نجم الدين الهنتاتي صاحب كتاب المذهب المالكي بالغرب الإسلامي:
دور بداية التأصيل: تميز بالجمع بين الفقه والحديث في إطار الموطأ.
دور التوسع في تجميع فروع المذهب: تميزت بتدوين أسمعة الأصحاب وأقوالهم في مؤلفات مثل الواضحة، المستخرجة، المدونة، والنوادر والزيادات؛ تتسم هذه المؤلفات بالطول.
دور التبسيط والإختصار والشرح: تميز بغلبة ظاهرة التقليد على التنظير.
قلت وأصحاب التقسيم الثلاثي يختلفون في حد كل مرحلة وذلك واضح من خلال المثالين السابقين وخاصة في المرحلتين الأولتين من خلال ذكر مؤلفات كل مرحلة.
التقسيم الثالث:
خلص عمر الجيدي من خلال مؤلفه مباحث في المذهب المالكي بالمغرب إلى أن المذهب المالكي مر بأربع مراحل:
مرحلة التأسيس: تميزت بتأصيل قواعد المذهب على يد صاحبه.
مرحلة التفريع: تمتد من نهاية القرن 2 إلى منتصف القرن 3 تميزت بامتداد المذهب ،وظهور ظاهرة التفريع، وكذلك التدوين.
مرحلة التطبيق: تمتد من منتصف القرن3 إلى أواسط القرن5 ،تميزت بالملائمة بينما هو منصوص وبينما يتطلبه الوضع الجديد.
مرحلة التنقيح: تميزت بترجيح الأقوال والنقد.
والآن يعيش المذهب نوعا من الضعف والتقهقر.
وينسب مثل هذا التقسيم لابن عاشور :
وكان قد نسبه إليه نجم الدين الهنتاتي في مؤلفه المذكور في هذا البحث .
التقسيم الرابع:
وهو تقسيم لمراحل تطور المذهب المالكي إلى خمس، ونسبه عصام البشير المراكشي في دورته التمهيدية قائلا:
تقسيم ابن عاشور:
الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله يقسم المذهب إلى خمسة ادوار فيقول :
الدور الأول هودور التأصيل، ويمتد من زمن مالك رحمه الله إلى منتصف القرن الرابع تقريبا.
الدور الثاني: وهو مرادف لدور الاجتهاد المقيد فيمتد إلى أوائل القرن الخامس.
الدور الثالث ويسميه دور التطبيق وفيه وجد الاجتهاد في المسائل الفقهية وتحقيق الصور الفرعية، وهذا عنده يمتد إلى أوائل القرن السادس.
الدور الرابع:دور الترجيح وهذا فيه الترجيح بين الأقوال والتشهير أي تشهير بعض الأقوال ،كالقول بأن المشهر في المذهب كذا، وإن كذا ليس مشهورا ، والاختيار بين الأقوال المتعارضة والمتضاربة ، هذه المرحلة هي التي وجد فيها جماعة من العلماء الذين قاموا بدور الترجيح والتشهير والاختيار في القرن السادس وما بعده بقليل.
الدور الخامس :وهودور التقليد ،حيث وجدت مختصرات كثير من العلماء في مقدمتها مختصر العلامة خليل بن إسحاق الجندي رحمه الله.
هذا التقسيم إلى خمسة ادوار فيه نوع من التطويل وكأن الحواجز الزمنية بين الأدوار ليست متضحة بشكل جيد.اهـ
قلت أيوب: وللأسف قمت بالبحث على الكتاب في الشبكة فلم أجده لأتكد أي التقسيمات أصح في نسبتها لابن عاشور.
من خلال التقسيمات والمقارنة بينها وجدت نفسي أميل للتقسيم الذي ذكره عمر الجيدي إذ هو الأسلم والأكثر توافقية من نوعية المؤلفات المكتوبة خلال المراحل الزمنية.
تعليق