هذا سؤال وجّه للإمام مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -:
هل الأذان الأول يوم الجمعة سنة؟
قال رحمه الله في الجواب:
إن البخاري روى في صحيحه من حديث السائب بن يزيد أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان له مؤذن يؤذن أذانا واحدا ) أو بهذا المعنى. ذكره البخاري في كتاب الجمعة، فلما أن كثُر الناس، وهو من حديث السائب بن يزيد -رحمه الله- أمر عثمان مناديا آخرا ينادي من على الزوراء، وهي مكان في سوق، والذي فعله عثمان - رضي الله عنه - من أجل أن يحضر الناس ويتأهبوا لصلاة الجمعة فهذا اجتهاد من عثمان رضي الله عنه، وقد قال ابن عمر كما في مصنف ابن أبي شيبة إن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة.
وأما حديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ..)، فأحسن من تكلم عليه فيما اطلعت عليه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد - رحمه الله تعالى- الشهير بـ (ابن حزم )، قال: إما أن نأخذ بسنن الخلفاء الراشدين كلها فهذا لا سبيل إليه لأنهم قد اختلفوا، وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين، لأن من سننهم ما هو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإما أن نأخذ من سننهم ما كان موافقا لكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : وهذا هو قولنا.
ويقول شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله- في كتابه ( التوسل والوسيلة) ما معناه: ليس لأحد سنة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وهكذا يذكره الحاكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، يذكره عن يحيى بن آدم أنه قال: ( لا سنة لأحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما كان يُقال سنة أبي بكر وعمر من أجل أن يُعلم أن تلك السنن كان يُعمل بها في عهد أبي بكر وعمر.
ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ، ويقول : ( اتبعوا ما أُ نزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكّرون ).
وأما حديث : ( اقتدوا بالّلذًّين من بعدي : أبي بكر وعمر )، فهذا أيضا ليس داخلا في الموضوع، لأن عثمان هو أول من ابتدأ به، ثم الذي نعتقده أن الحديث ضعبف، لأنه من رواية ربعي بن حراش عن حذيفة، وهو لم يسمعه من حذيفة، وأيضا مولى ربعي مبهم لا يُعرف.
فعُرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة. أ هـ المقصود.
المرجع : كتاب إجابة السائل على أهم المسائل (ص 414)
هل الأذان الأول يوم الجمعة سنة؟
قال رحمه الله في الجواب:
إن البخاري روى في صحيحه من حديث السائب بن يزيد أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان له مؤذن يؤذن أذانا واحدا ) أو بهذا المعنى. ذكره البخاري في كتاب الجمعة، فلما أن كثُر الناس، وهو من حديث السائب بن يزيد -رحمه الله- أمر عثمان مناديا آخرا ينادي من على الزوراء، وهي مكان في سوق، والذي فعله عثمان - رضي الله عنه - من أجل أن يحضر الناس ويتأهبوا لصلاة الجمعة فهذا اجتهاد من عثمان رضي الله عنه، وقد قال ابن عمر كما في مصنف ابن أبي شيبة إن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة.
وأما حديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ..)، فأحسن من تكلم عليه فيما اطلعت عليه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد - رحمه الله تعالى- الشهير بـ (ابن حزم )، قال: إما أن نأخذ بسنن الخلفاء الراشدين كلها فهذا لا سبيل إليه لأنهم قد اختلفوا، وإما أن نردها كلها فهذا ضلال مبين، لأن من سننهم ما هو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإما أن نأخذ من سننهم ما كان موافقا لكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : وهذا هو قولنا.
ويقول شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله- في كتابه ( التوسل والوسيلة) ما معناه: ليس لأحد سنة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وهكذا يذكره الحاكم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، يذكره عن يحيى بن آدم أنه قال: ( لا سنة لأحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما كان يُقال سنة أبي بكر وعمر من أجل أن يُعلم أن تلك السنن كان يُعمل بها في عهد أبي بكر وعمر.
ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ، ويقول : ( اتبعوا ما أُ نزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكّرون ).
وأما حديث : ( اقتدوا بالّلذًّين من بعدي : أبي بكر وعمر )، فهذا أيضا ليس داخلا في الموضوع، لأن عثمان هو أول من ابتدأ به، ثم الذي نعتقده أن الحديث ضعبف، لأنه من رواية ربعي بن حراش عن حذيفة، وهو لم يسمعه من حذيفة، وأيضا مولى ربعي مبهم لا يُعرف.
فعُرف من هذا أن الأذان الأول ليس بسنة. أ هـ المقصود.
المرجع : كتاب إجابة السائل على أهم المسائل (ص 414)
تعليق